تحت عنوان "تحذيرات عربية للبنان بعدم تدخل حزب الله في الأزمة الخليجية"، كتبت صونيا رزق في صحيفة الديار ما يلي:
بدأ تدهور الوضع بين عدد من الدول العربية وقطر منذ ما يقارب الأسبوع، وإستهلتها مملكة البحرين بقطع العلاقة بسبب ما وصفته بإصرار قطر على زعزعة الإستقرار والأمن لديها، من خلال دعم الأنشطة الإرهابية وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران لنشر الفوضى في البحرين، والتنكر لجميع التعهدات السابقة، وذلك وفق بيان صدر عن الخارجية البحرينية أعلن ضمنه قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة، وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية لمغادرة البلاد، مع إستكمال تطبيق الإجراءات اللازمة، كما اغلقت الأجواء أمام حركة الطيران والموانئ والمياه الإقليمية، ثم تبعتها في هذه الإجراءات السعودية والإمارت بحيث أعلنت الرياض قطع العلاقات مع الدوحة وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرّية كافة.
وبدورها دولة الإمارات العربية المتحدة أكدت عبر بيان التزامها التام ودعمها الكامل لمنظومة مجلس التعاون الخليجي، والمحافظة على أمن واستقرار الدول الأعضاء. كما أنه بعد استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن المنطقة والتهرّب من الإلتزامات والإتفاقيات فقد تقرر اتخاذ الإجراءات الضرورية  لما فيه مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي عامة . وكرّت السبحة عبر دخول مصر والاردن واليمن وليبيا على الخط فتدهورت علاقة قطر مع جيرانها خصوصاً بعد نشر وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» تصريحات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، لا تتوافق مع سياسة مجلس التعاون الخليجي بخصوص الموقف من إيران.
وفي اطار موقف لبنان مما يجري ضمن هذه المسألة، يرى مصدر سياسي متابع بأن للبنان مصالح في الدول العربية كافة، وهنالك لبنانيون بأعداد طائلة يعملون في قطر ويرسلون الأموال الى ذويهم مما يساهم بدعم الإقتصاد اللبناني، مشدداً على ضرورة ألا تدخل الحكومة اللبنانية في الأزمة القائمة اليوم بين قطر والسعودية بصورة خاصة، أي ضرورة إتخاذ موقف الحياد والنأي بالنفس، كما ان السعودية لم تطلب من لبنان إتخاذ أي موقف في هذا الاطار، وعلينا ألا ننسى المساعدات القطرية للبنان ووقوفها الى جانبه في معظم ازماته.
وبالتالي فلدينا مصالح مع السعودية وقطر في آن معاً كما مع كل الدول العربية، وهنالك جاليات لبنانية في تلك الدول تعمل هناك منذ سنوات، وعلينا ألا ننسى ذلك كي لا يدفع هؤلاء  الثمن كالعادة.
ولفت المصدر السياسي الى أن لبنان تلقى تحذيرات قبل أيام معدودة من جهات عربية، مفادها ان أي تدّخل لحزب الله في الأزمة الخليجية - القطرية سيُرتب عليه تداعيات خطرة وعلى الوضع اللبناني ككل، محذرّة من أنه في حال حصل هذا التدّخل سوف تقطع هذه الدول علاقاتها بلبنان خصوصاً على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي، وبالتالي سوف يتحمّل لبنان كدولة مسؤولية هذا العمل لأن حزب الله شريك في الحكومة وله نواب ضمن كتلة كبيرة في المجلس النيابي وهذا يعني تدّخل فريق أساسي في هذه الأزمة، لذا ستتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية ما قد يقوم به هذا الحزب.
وأشار المصدر عينه الى وجود مخاوف من قيام بعض الدول العربية في حال تدّخل حزب الله  بالأزمة من سحب سفرائها من لبنان، تحت حجة المخاوف الأمنية، فضلاً عن مخاوف من قيام هذه الدول بوقف التعامل مع المصارف اللبنانية، وهذه كارثة كبيرة تضاف الى كل الكوارث التي قد يتحمّلها لبنان في حال لم يبقَ على الحياد.