أكّد تقرير نشره موقع سيانس بو أنّ مرشحة اليمين الفرنسي المتطرّف مارين لوبان قادرة على الإطاحة بالمرشح المستقل إيمانويل ماكرون، على الرغم من ترجيح استطلاعات الرأي حصولها على 40% فقط من الأصوات مقابل حصوله على 60%، مسلّطاً الضوء على قوة الممتنعين عن التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات المزمع إجراؤها غداً الأحد
 

في التقرير، لفت الموقع إلى أنّه يصعب تحديد نسبة الذين سيمتنعون عن التصويت، وإلى أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أنّها ستكون الأعلى في تاريخ الانتخابات الفرنسية إذ ستتراوح بين 19 و22%، موضحاً أنّ إقدام الناخبين على هذا الخيار قد يرجح في هذه الحالة كفة لوبان التي حصلت على 21.30% من الأصوات مقابل24.01% لماكرون في الجولة الأولى.

في هذا السياق، شرح الموقع بالقول إنّ النسبة الأكبر من المصوّتين للوبان ستتألّف من مؤيديها، مستدركاً بأنّ المصوّتين لماكرون لن يقتصروا على مؤيديه فحسب، فقد تذهب أصوات معارضي "الجبهة الوطنية" الذين لم يكن المرشح المستقل خيارهم في الجولة الأولى له. وعليه، ذكّر الموقع بانتخابات العام 2002 الرئاسية، موضحاً أنّ جاك شيراك وصل إلى الإليزيه بـ82.2% من الأصوات بعدما توحّدت الأحزاب المعارضة لوالد لوبان، مؤسس "الجبهة الوطنية"، وشكّلت "الجبهة الجمهورية"، فأطاحت به بعدما فاز في الجولة الأولى.

توازياً، وصف الموقع الجولة الثانية لانتخابات الـ2017 بالاستنثائية، فقد لا تذهب أصوات معارضي لوبان كلّها لماكرون، بسبب معارضة عدد كبير منهم لسياساته، ما يرجح احتمال ارتفاع نسبة الممتنعين عن التصويت في اللحظة الأخيرة، على حدّ ما أورد.

واستناداً إلى هذه المعطيات، ألمح الموقع إلى احتمال فوز لوبان بحصولها على أكثر من 50% من الأصوات إذا انخفضت نسبة مشاركة مؤيدي ماكرون إلى ما دون الـ65.17%، على أن تكون استطلاعات الرأي قد توقعت حصوله على 58% من الأصوات مقابل 42% لمنافسته من جهة، وذهاب 90% من الذين أعربوا عن نيتهم التصويت لها إلى صناديق الاقتراع من جهة ثانية. وفي الإطار نفسه، توقّع الموقع حصول لوبان على 50.07% من الأصوات، إذ وفت نسبة 65% فقط من مؤيدي ماكرون بوعدها وصوّتت له.

أمّا، إذا توقّعت استطلاعات الرأي ذهاب 55% من الأصوات لماكرون و45% للوبان وتصويت 85% من مؤيديها لها فعلاً، فستفوز إبنة "الجبهة الوطنية" بأكثر من 50% من الأصوات، على أن تصوّت نسبة أقل من 69.55% من مؤيدي ماكرون له. وفي حال وفت نسبة 69.5% من أولئك الذين قالوا إنّهم سيصوّتون لماكرون بوعدها، فستفوز لوبان بـ50.02% من مجمل الأصوات.

ختاماً، أكّد الموقع صعوبة تحديد عدد الممتنعين عن المشاركة في الانتخابات حالياً، مشدّداً على أهمية التعبئة في الأيام التي تسبق 7 أيار المرتقب.

 

 

( "لبنان 24" - Sciences Po)