إيران تقول إنها مستعدّة لمحادثات مع السّعوديّة رغم تصريحات "تحريضيّة"
 

عنوان ظهر على الصّفحة الإلكترونية لوكالة رويترز الإخباريّة وهو عنوان لخبر قد يكون عادي وحدث طبيعي يحدث بين الدول بسبب مصالح وتوجّهات معيّنة للدول المعنيّة.
 و (لكنَّ) المشكلة يا سيّد حسن - مع كامل إحترامي لك ولشخصك ولمركزك - ليست في العنوان أو في من يضعه بل المشكلة في ما قد يلي تطبيقه فإنَّ ايران وعلى مرّ السّنوات رفعت شعارات لعن لأمريكا (الموت لأمريكا) أو (أمريكا الشّيطان الأكبر) بسبب السّياسات الخبيثة والمخطّطات الدّموية التي تطبّقها في المنطقة، وبدون شكٍّ فإنّ من يتّبع سياسات إيران وهواجسها الدّنويّة والأخرويّة سيردّد ما تردّده الأفواه الإيرانيّة بدون حسبان أو تفكير, ولكن مرالوقت بسرعة فرأينا أم حزب الله (إيران) جالسة على طاولة الأمريكي تترجّاه وتتنازل له ليرفع العقوبات عنها وليحرّر أموالها المحجوزة في بنوكه " الملعونة الشيطانيّة" كما يصفها الإيرانيين وأحزابهم هم فسكت أبناؤها عن شتمهم وانتقلوا إلى النّقاش السّياسي في خطابهم مع (الشّيطان الأكبر) ثم أخفوا شعارات لعنها في مسيراتهم الحسينيّة والعاشورائيّة وهذا ليس بعجيب، فمن يتبع سياسات عبدة النّيران مصيره "النّيران". 

إقرأ أيضا : حزب الله يختم مشروع باسيل، وعلى الأخير مراجعة حساباته مجددًا
وسأظهر من خلال الأسئلة التي سأطرحها مدى فشل سياسيتك "التبعيّة العمياء" الّتي لم يعد بالإمكان السّكوت عنها والتّظاهر بكتمان الغيظ والغضب العارم الذي يجتاح صدور الفقراء والمفكّرين المقموعين.
 أوّلاً: إنَّ إيران أوضحت أنها على استعداد لإجراء محادثات لتعزيز السّلام في المنطقة رغم تصريحات "غير مشروعة وتحريضيّة" كما وصفها الإيرانيين لولي ولي العهد السّعودي فالسّؤال هنا هو أنّ إيران دائماً "بِتْهِدْ وبْتِرْعُدْ" فكيف يا سيّد حسن تسوّل لها كرامتها أن تتنازل لعدوتها "ألمملكة العربيّة السّعوديّة" وتأتيها طالبة منها الإتّفاق على السّلام في المنطقة بعد يوم من تهديد ولي ولي العهد السّعودي لها؟  

إقرأ أيضا : الإنتخابات الرئاسية الإيرانية ... خاتمي يدعم روحاني
ثانياَ: يا سيّد حسن لقد كتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو رسالة إلى الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش ومجلس الأمن الدّولي قائلاً "ليست لدينا رغبة أو مصلحة في تصعيد التّوتر في منطقتنا  ما‬زلنا مستعدين للحوار والتّسوية لتعزيز الاستقرار في المنطقة ومحاربة عنف المتطرّفين ونبذ الكراهيّة الطائفيّة. نأمل أن تقتنع السّعوديّة بالاستماع لصوت العقل". ممّا يعني يا سيّد أنّ إيران مستعدّة لوقف إطلاق النّار في سوريا وفق مبدأ "السّلام في المنطقة"، ممّا يعني أن كل ما قام به حزب الله في سوريا وكل دماء الشّهداء رحمهم الله وجعل مثواهم الجنّة راحت سدى لأن الهدف لم يتحقّق ألا وهو هزم المعارضة السّورية بكل أشكالها "الدّينيّة" أو "العلمانيّة" لحفظ النّظام وحفظ شخص بشّار الأسد الّذي إذا مات مات نظامه معه. من هنا يطرح السّؤال نفسه يا سيّد، ماذا فعل حزب الله في سوريا غير استشهاد شباب الشّيعة وتأجيل بسيط جدّاً لمعركةٍ لابد منها؟ ولا تقل أنّك حافظت على النّظام فليس أنت من حافظ على النّظام، بل الدّول الكبرى هي من حافظت عليه ضمن تسويّة سيرضخ هو إن لم يكن قد رضخ لها فعلاً "شَاءَ مَنْ شَاءْ وَ أَبَىْ مَنْ أَبَىْ".

إقرأ أيضا : بالصور : حزب الله في تل أبيب !
ثالثا: يا سيّد حسن أنّ إيران نفت أن تكون من داعمي الحوثيين في اليمن الشّقيق وهو أمرٌ لا يصدّقه مجنون إلا إذا كان من التّابعين لها الذين يقبلون بكل ما تقوله إيران حتى لو حللت جهاد النّكاح فهم ممّن يجد التّبرير دائما سواء كان منطقي أو لم يكن "المُهِمْ يُنْبُسِطْ السِّيِّد".فهل تستطيع أنت أن تقول أنّك من الدّاعمين للحوثيين في اليمن بعد ما قالته إيران؟ أم أنّك ستتَّبع سياسة "ديننا دنيانيرنا"؟
رابعاً: جاءت إيران يا ”سيد" لتتّفق مع السّعودية على السّلام في المنطقة ولكن:
1-بعدما قُتل أطفال اليمن وشُرِّدوا.
2-بعدما قُتل الشّيخ نمر "شهيد الشّيعة" في السّعوديّة الأمر الّذي تبعه إستنكار إيراني طبعاً.
3-بعدما حُوصِر أهل كفريّا والفوعة وذاقوا أشدّ العذاب من حصار للإرهابيين لهم وانخفاض في المؤن والأدوية وترويع وقصف وقتل و و و.
4-بعدما استشهد شباب الشّيعة في سوريا وأصبحت نسائهم أرامل وأبنائهم أيتام.
5-بعدما عاد من عاد من المقاتلين الشّيعة في سوريا إلى لبنان "معوّقين" فمنهم من فقد عينه ومنهم من فقد يده ومنهم رجليه الإثنين ومنهم من أصيب بالشّلل الدّائم (شفاهم وعافاهم الله جميعاً).
6-بعدما طُرِد آلاف الشّيعة من السّعوديّة ودول الخليج بسبب ولائهم لآل البيت (ع) واتّهامهم الباطل بدعمهم لك ولحزبك.  
7-بعدما منع الكثير من الشّيعة من السّفر بسبب أنهم لا يزالو أو كانوا في حزب الله.

إقرأ ايضا : بالصور: عندما يستعين “حزب الله” بـ”المارينز”!
   في النّهاية يجب أن تقول لنفسك:
ماذا سأقول لإبن الشّهيد وأرملته إن خرجنا من سوريا؟
ماذا سأقول لأهل الشّهيد وذويه غير أنّنا خسرنا المعركة؟
ماذا سأقول لمن دعمنا ووقف إلى جانبنا في السّياسة والرّأي العام سوى أنّنا خسرنا الحرب ويجب أن نتنازل؟

إقرأ ايضا : بالصور : حركة أمل تستعرض عسكريا !

يا سيّد شيعة لبنان قليلون مقارنة مع سياساتك وأفكارك، فأنت تريد شعباً توزّعه على دول العالم كي تحارب به معتقداً أن عدد شعبك يوازي الشّعب الأمريكي. إذا كنت لا تعرف فإن شيعة لبنان لا يتجاوزون ال "2000000" من ضمنهم "العجزة والمعوّقين والجرحى والأطفال والنساء و الشّباب العاطلين عن العمل".
وبعد ما تقدّم يا سيّد حسن والّذي أرجو أن تقرأه، أريد أن أسألك سؤال واحد فقط وهو " إلى أين؟ ".