قيادات الحزب تتجنب الخوض إعلاميا في السجال حول القانون، كما لم يعمد التيار إلى طرح صيغ جديدة تنهي الأزمة على غرار ما اجتهدت فيه باقي القوى السياسية
 

تثير سياسة النأي بالنفس التي انتهجها تيار المستقبل عن الصخب الدائر حول القانون الانتخابي، تساؤلات الكثيرين وانتقادات البعض الذين ما فتئوا يشككون في رغبة التيار الأزرق فعليا في التوصل إلى قانون جديد وإجراء الانتخابات النيابية.

وتجنبت قيادات الحزب الخوض إعلاميا في السجال حول القانون، كما لم يعمد التيار إلى طرح صيغ جديدة تنهي الأزمة على غرار ما اجتهدت فيه باقي القوى السياسية.

وكانت جل القوى قد عمدت إلى طرح مشاريع قوانين والدفاع عنها، وأبرزها القانون التأهيلي الذي تقدم به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والقانون الذي تقدم به الحزب التقدمي الاشتراكي.

واعتمد رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة سعد الحريري منهجا خاصا في التعامل مع الطروحات الانتخابية، فقد أعلن أنه مستعد للسير في القانون الذي يحظى بتوافق جميع القوى السياسية.

ويستغرب النائب عن كتلة المستقبل النيابية كاظم الخير اتهام المستقبل بالتعطيل على خلفية عدم إقدامه على طرح قانون انتخابي خاص به. ويلفت إلى أن تيار المستقبل “كان أول المبادرين إلى إطلاق مبادرة في العالم 2013 تتضمن صيغة قانون انتخاب وإنشاء مجلس شيوخ ثم شارك بعد ذلك في طرح صيغة القانون المختلط”.

ويشير إلى أن التيار يطلق حاليا ورشة عمل “يتم فيها عرض مجموعة من الأفكار التي من شأنها إنجاز قانون انتخابي جديد، ولكن قرار القيادة قضى بإبقاء الأمور خارج التداول الإعلامي من أجل الحرص على محاولة تحقيق إجماع حول هذا القانون، قبل أن يصار الى طرحه على طاولة مجلس الوزراء”.

ويلفت عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل زياد ضاهر إلى أنه إضافة إلى أسبقية التيار في السعي إلى إنجاز توافق حول قانون انتخابي من خلال طرح القانون المختلط الذي توافق عليه مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية فإن “المبادرات التي أطلقها الرئيس الحريري والتي أعلن فيها عن التعاطي الإيجابي مع كل القوانين تصب في خانة تسهيل ولادة قانون الانتخاب”.

وكانت بعض القوى السياسية قد اعتبرت في إبداء الرئيس سعد الحريري انفتاحا على قبول قوانين النسبية والتأهيلي في آن بمثابة الهجوم عليها ومحاولة ضرب تمثيلها.

ويرفض الخير إدراج انفتاح سعد الحريري على القبول بأي قانون انتخابي في إطار محاولة تحجيم أي مكون سياسي.

ويشدد على أن الرئيس سعد الحريري “ينطلق في مواقفه من الحرص على إقرار قاون انتخابي لأنه يعلم أن البلاد دخلت في دائرة الخطر سياسيا واجتماعيا”.

وتشير البعض من المصادر إلى أن الحريري غير راض عن أداء حليفه المسيحي الأساسي أي حزب القوات اللبنانية الذي يغلّب حلفه مع التيار الوطني الحر الهادف إلى الامساك بمفاصل القرار المسيحي على كل الاعتبارات الأخرى.

ويلفت النائب المستقبلي كاظم الخير أن الدور الذي يلعبه التيار يتجاوز حدود طرح قوانين انتخابية إلى “لعب دور أكبر في التقريب بين وجهات النظر المتباينة والسعي إلى التوفيق بينها”.

 

 

شادي علاء الدين