الطبقة السياسية تؤجل الازمة لا الحل.
 

ضربت الطبقة السياسية اللبنانية موعداً آخر لإنجاز قانون انتخاب جديد لتجري الانتخابات البرلمانية على أحكامه قبل الخامس عشر من شهر أيار القادم، وإذ لم تتمكّن طوال ثماني سنوات من القيام بهذه المهمة المقدسة، فمن قبيل المعجزات أن تتمكن خلال شهرٍ واحد من القفز فوق خلافاتها المتعددة، واطماعها المتنافرة، لذا فمن المرجّح أنّ الوعد العرقوبي الجديد سيدفع بعرقوب للاندهاش من مطل هذه الطبقة، وقدرتها على المخاتلة وخُلف المواعيد.
أولاً: من هو عرقوب؟

إقرأ أيضا :رسالة إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون
عُرقوب هذا، هو رجل من العماليق أتاه أخوه يسأله فقال: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعُها، فأتاه للعدّة، فقال: دعها حتى تصير بلحاً،فلمّا أبلحت قال: دعها حتى تصير رطباً. فلمّا أرطبت قال: دعها حتى تصير تمراً. فلمّا أثمرت عمد إليها عرقوب فجزّها ولم يُعط أخاه شيئاً، فصارت مثلاً سائراً في الخلف.
ثانياً: برقٌ خُلّب 
هذه حالنا مع حُكامنا المحترمين، حتى أصبح عندهم خُلف الوعد سجيةً ممجوجة، وصدق فيهم قول الأعشى:
وعدت وكان الخُلفُ منك سجيةً
مواعيد عُرقوبٍ أخاه بيثرب.

إقرأ أيضا :فتى الكتائب وحيداً وحيداً
وقبل أيامٍ معدودات من الموعد المضروب في ١٥ أيار ،تزدحم الإجتماعات من كلّ حدبٍ وصوب، وتزخر الأماني بقرب الفرج وولادة القانون العتيد، ليتبيّن بعد لأي أنّ الأمر ما هو إلاّ برقٌ خُلّب، والمطر بعيد المنال.