يقصد  بالاخلاق مجموعة الافعال والتعاليم الاختيارية التي حث عليها الاسلام والعقل السليم بهدف تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس , وصيانة انسانية الانسان من الانحراف الى اللانسانية , وإقامتها اي اقامة هذه الافعال الاخلاقية تلك العلاقات بين الناس على اساس التضحية والوفاء والاخلاص , من أجل بعث المزيد من الوثاقة والحيوية فيها , حيث ورد عن الامام علي عليه السلام انه قال :" حسن الخلق رأس كل بر " , زيادة على ما يحققه الدين منها , من أجل ذلك تكاملت الاخلاق مع الشريعة في بناء الانسان , لان الاسلام هو حسن الخلق كما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم , حيث قال :" الاسلام حسن الخلق " , وعنه (ص) :" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا " ,لذا ان الاخلاق الحسنة والحميدة والقيم الاخلاقية والانسانية تلعب دورا في تكوين الانسان المهذّب والعاقل الذي يتميز بوعيه لدوره ومحبته للآخرين وحرصه على الحياة الحرة الكريمة , اذ أن سبب تزكية الاخلاق ونموها وتكاملها هو حُسن الادب .

 الطبيعة البشرية معقدة جدا , حيث تتداخل فيها الاهواء من كل حدب وصوب , فلا بد لها من صيانة وتوجيه لانها تتأثر بكل الظروف المحيطة بها , من هنا كان التكامل بين الاخلاق والشريعة لأجل تهذيب السلوك الانساني , وحفظ الانسان من اتباع الاهواء التي قد تودي به الى الانحراف فيحرف معه الاجتماع الانساني , لذا لا بد من تهذيب الانسان كفرد لما له تأثير على الاجتماع , وبالتالي حفظ المجتمع وجعله أكثر استقرارا , فمن أجل أن تلقي التحية  ...أو تصادق انسان ...يحدث في نفسك وفي جسدك من المتغيرات والاعمال العضوية المنظورة والخفية ما لا يعلمه الا الله , حيث ان المشارب والامزجة ونوازع الخير والشر متعددة بعدد البشر , فتميزت التعاليم الاخلاقية بأنها تنبع من شعور داخلي تدفع بالانسان الى حب الاخرين والعمل من أجلهم ,فعندما تلقي التحية على الاخر تشعر بأنس داخلي سببه انفعال وتفاعل الاحترام والتقدير والمحبة مع الاخر , وهكذا يشعر الاخر بمحبتك له , فتتحول التحية الى علاقات حميمية , وهكذا اذا صادقت انسان تدفعك الصداقة الى التضحية من أجله فيشعر الاخر بصدقك فيقابلك بتضحية ووفاء وهكذا تتكامل العلاقات الحميمية لتنتج استقرارا انسانيا وبالتالي استقرارا اجتماعيا .....الخ .

هذا الكيان البشري قد تصدى الله سبحانه وتعالى لتهذيبه عبر ارسال الرسل والشرائع والاديان , بعد ان جعل فيه تكوينا هذه القابليات الاخلاقية والقيمية , فنلاحظ أن معظم التعاليم الاخلاقية يدركها الناس بفطرتهم ووجدانهم , فكان الهدف من كل هذا رفع الانسان الى مراتب الكمال الانساني فزوده تكوينا بحس داخلي يوجهه نحو مكارم الاخلاق تتجسد في الخارج أفعالا وسلوكا , مثل الصبر والحكمة والعفة والرحمة , ونحو مكارم الافعال  مثل حُسن الجوار وبر الوالدين وصلة الرحم والصداقة ونحو الخير كالآداب الخاصة والعامة ,وهذا الحس الداخلي يمثل رسولا باطنيا اصطلح على تسميته بالضمير .او العقل العملي