"لن نكون فى نزهة خلال مباراة الإياب لأننا نعلم أنهم لن يستسلموا وسيحاولون التعويض، كل ما علينا أن نركز جيداً طوال الـ 90 دقيقة من أجل الحفاظ على تقدمنا فى الذهاب وسنخوض اللّقاء وكأننا تعادلنا 0 / 0 فى المباراة الأولى"، هذا ما قاله المدرب الأسباني أوناي إيمري بعد فوزه على برشلونة برباعية نظيفة في حديقة الأمراء.

لايمكن القول سوى أن الفريق الباريسي سيتأهل للربع النهائي بشكل منطقي بعد فوزه السّاحق في الذّهاب، لكن بطبيعة الحال هناك ٩٠ دقيقة في أرض كاتلونيا والنتيجة مفتوحة للطرفين.

نتفق على أن هدف باريسي في أي وقت من المباراة سينهي الأمور، لكن ماذا لو إستطاع برشلونة منع باريس من التسجيل؟

تمكن برشلونة من الفوز في مباراته الأخيرة أمام سيلتا فيغو بخماسية نظيفة، حيث إستعاد الفريق الكتلوني مستواه المعهود بالفترة الأخيرة خاصةً بعد تغيير خطة اللّعب إلى مزيج ٣-٤-٣ و ٣-٥-٢ وجعّل الفريق أكثر توازناً هجومياً ودفاعياً.

إقرأ أيضًا: الأصفر يكره كل من إسمه ريال مدريد

 

لطالما ذكرنا أن دكة لاعبين البرسا ليست سيئة كما يُصوّرهم الإعلام، لكن الجهاز الفني لم يستطع توظيفهم بالشكل المطلوب وُفق خطة مناسبة لذلك لم يقدموا الأداء المقنع من بداية الموسم، لكن مع تغيير الخطة تحسن الأداء خاصةً من جانب روبيرتو وراكيتش ورافينها.

وبالرغم أن رافينها بات يُسّدد بشكل عشوائي والفردية طاغية على أدائه مقارنةً بالمجموعة لكنه عامل مهم تكتيكياً خاصةً أنه لاعب مرِن بأرض الملعب ويستطيع التحول من خط الوسط إلى مركز الجناح بسهولة مما يسمح لتوسيع رقعة الملعب بعد دخول ميسي للعمق خلف سواريز، بعكس ما كان عليه برشلونة بالسابق بخطة ٤-٣-٣ التّي أضعفت الجهة اليمنى بشكل كبير.

رحيل داني ألفيس وعدم تعويضه بظهير أيمن، وضع البرسا بمأزق خاصةً أنه أثر سلباً على لاعب الوسط الأيمن والجهة اليمنى بشكل عام، مما أُجبر المدرب بعد طيل إنتظار للتخلي عن المركز واللّعب بثلاث مدافعين بالخلف في الحالة الهجومية، وبدخول روبيرتو لمركزه السابق أي بالوسط ليشكل ثنائي مع راكيتيش وخلفهم سيرجيو بوسكيتس، إلى جانب نيمار ورافينها على الأطراف، وميسي وسواريز من العمق.

أما بالحالة الدفاعية تعود الخطة لسابق عهدها، أي إستخدام خطة ٤-٤-٢ بتحول روبيرتو من لاعب وسط إلى ظهير أيمن، إضافةً للمساندة الدفاعية لنيمار ورافينها على أطراف الملعب.

لويس أنريكي أمامه خيار الدّفع بماسكيرانو وإنييستا منذ البداية أيضاً على حساب روبيرتو وراكيتيش لكنها ستكون مخاطرة كبيرة لأسباب أهمها بُعد إنييستا عن مستواه خاصةً بدنياً، كما أن سحب روبيرتو من المجموعة سيترك لاعبي الوسط من دون مساندة من الظّهير الوهمي الذّي من الصّعب تطبيق جوردي ألبا لمهامه، خاصةً أن جوردي ألبا بدى مميز كثالث المدافعين لسرعته أمام مرتدات الخصم وقدرته على إفتكاك الكرة من المهاجمين بالأخص أن هجوم باريس سريع للغاية والمساحات بالخلف ستكون شاغرة.

إقرأ أيضًا: عرضيات ريال مدريد سلاح ذو حدين أمام برجيّ فالنسيا

"عندما يكونوا الmsn موفقون لا أحد يستطيع إيقافهم" مقولة يجزم الجميع على أحقيتها، خاصةً أن الثلاثي الأمامي من الصّعب مراقبتهم بسهولة نظراً لفعاليتهم في الميدان، لذلك أمال البرسا هجومياً متعلقة بهذا الثلاثي وطبعاً عدم التسجيل أربعة أهداف على الأقل لن يُمّكن البرسا من العبور للربع نهائي، لذلك باريس سيعوّل على الحد من خطورتهم قدر الإمكان بالأساليب القانونية وغير القانونية، لأن كل هدف يُسجل للبرسا يُقرب الفريق الكاتالوني من حلمه، ويضاعف معنويات اللاّعبين والجماهير، إضافةً أنه يزيد الضّغط النّفسي على الفريق الباريسي بطبيعة الحال.

سيكون الشّوط الأول مفتاح التّأهل للبرسا، لذلك يجب أن يُكتب السّيناريو  بحنكة وعناية تامة لعدم تلقي البرسا أي هدف، وتسجيل هدفين على الأقل بالشّوط الأول، والنتيجة الأخيرة تُترك للظّروف والقدر. 

باريس بدوره لن يقف متفرجاً أمام تغييرات أنريكي التكتيكية، لكنه منطقياً متقدم بفارق مريح وداخل الكامب نو من الصّعب ترك مساحات بالخلف لتطبيق الضّغط العالي، لذلك من المتوقع أن يلعب باريس بأسلوب إغلاق المساحات بالخلف والبحث عن مرتدة قاتلة تقضي على أحلام برشلونة بال"ريمونتادا" التاريخية ليلة الأربعاء.