إعتقادنا بألوهية النص القرآني وقداسته لا يتعارض مع قولنا أن نصوص القرآن قابلة ومؤهلة لكي تُفَسَّر تفسيراً يصنع متطرفين يتجاوزون حدود القيم الإنسانية .
ليس طعنا بقداسة القرآن وألوهيته حينما نقول بأن نصوص القرآن  أنتجت مسلمين مؤمنين قلوبهم أقسى من الحجارة وعقولهم أيبس من الخشب مارسوا كل وحشيتهم إستناداً إلى دلالة الظاهر من نصوصه .

إقرأ أيضا : مقاربة للخروج من عتمة الإستبداد والجهل والبؤس
لا نستطيع القول بأن الإنتحاري الداعشي هو منافق أو كذاب أو دجال لأن  الدجال والكذاب والمنافق لا يفكر مطلقا بتفجير نفسه من أجل  مواقفه وأفكاره ، الداعشي هو مجرم لكنه مقتنع بشرعية إجرامه والداعشي وحش لكنه متيقن من شرعية وحشيته والذي أقنعه بشرعية فعله الإجرامي وعمله الوحشي هو تفسيره الخاطئ للنصوص القرآنية.
 يعني بوضوح جداً إن  النصوص القرآنية مؤهلة لكي يجري تفسيرها مجرى ما يصنعه الإنتحاري الداعشي ، فلا نطعن مطلقا بقداسة النص القرآني حينما نقول عنه إنه مؤهل وقابل لكي يستند عليه المسلم حينما يريد البناء وحينما يريد الهدم والتدمير حينما يريد عمارة الارض وحينما يريد إفسادها وتخريبها حينما يريد أن يقتل  النفس التي حرم الله وحينما يريد أن يحيي النفس التي أوجب الله إحياءها.

إقرأ أيضا : هل القرآن لعلوم الحياة كافة ؟
فنصوص القرآن مفتوحة لكي يجري تفسيرها بصورة ظلامية تصنع ظلاميين وبصورة نورانية تصنع معتدلين،  والقول بأن المتطرفين الوحوش الإسلاميين ليسوا من صناعة النصوص القرآنية قول ليس فيه وجه من الصحة .