زار المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان بالتزامن مع زيارة لوزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إلى الرياض، قام خلالها بطرح موضوع دعم لبنان.

والتقى ماكرون، الذي يحتل المرتبة الثالثة في آخر الإحصائيات الفرنسية لتولي منصب الرئاسة، كلا من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، حيث أبدى ارتياحه لتمكن لبنان من تجاوز المرحلة الصعبة سياسيا التي مر بها.

وأكّد وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي السابق التزامه بالحفاظ على استقرار وسلامة لبنان، في حال وصل إلى كرسي الرئاسة.

ومن العاصمة السعودية الرياض، شدد وزير الخارجية مارك آيرولت من جهته على حرص فرنسا على مساعدة لبنان قائلا في مؤتمر صحافي "يجب مساعدة هذا البلد"، وأضاف "أعلم أن الجيش الوطني اللبناني هو عامل للوحدة والجمع"، مشددا على أنه يجب فعل كل شيء "لتحقيق استقرار (هذا البلد) ومساعدته".

وكان تصريح آيرولت جاء ردا على سؤال على إمكانية إعادة العمل بالهبة السعودية إلى لبنان.

وجرى طرح مسألة الهبة السعودية مجددا في بداية هذا الشهر، حينما قام رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون بزيارة للمملكة العربية السعودية، وتم الاتفاق وقتها على إعادة البحث في الموضوع.

وكانت السعودية جمدت في فبراير الماضي مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار على خلفية ما اعتبرت أنه “مواقف عدائية” من جانب بيروت ناتجة عن "خضوع" لبنان لحزب الله.

ويشمل برنامج المساعدات السعودية تسليم أسلحة وتجهيزات عسكرية فرنسية (دبابات ومروحيات …) إلى الجيش اللبناني بقيمة 2.2 مليار يورو. وتم تسليم دفعة أولى في أبريل 2015، كانت عبارة عن 48 صاروخا فرنسيا مضادا للدروع من نوع ميلان.

وسبق وأن تعهد آيرولت خلال زيارة إلى لبنان ببحث المسألة مع الجانب السعودي.

إصرار الجانب الفرنسي على مسألة الهبة له بعدان منهما أن الشركات الفرنسية المستفيد رقم اثنين من هذه الصفقة، وأما البعد الثاني فله ارتباط بالأهمية الكبرى للبنان بالنسبة لباريس، وهو ما يفسره أيضا وجود أحد أبرز المرشحين للرئاسة الفرنسية في بيروت. ويرى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن زيارة ماكرون إلى لبنان ترتبط "بالأثر الكبير للحضور اللبناني في الخارج على مسار الانتخابات الفرنسية، إضافة إلى أنها استكمال للسياق التاريخي للعلاقات اللبنانية الفرنسية، حيث أن لبنان هو بلد فرانكوفوني والاهتمام الفرنسي به لم ينقطع يوما".

ويؤكد أن النشاط الفرنسي الرامي إلى إعادة الهبة السعودية إلى لبنان "لا يرتبط بالمسألة السياسية وحسب لأنه في هذا المجال يمكن القول إن زيارة الرئيس إلى السعودية كانت شديدة الإيجابية، ولكنه يرتبط بالوضع المالي للسعودية وقدرتها على صرف مثل هذا المبلغ في هذه اللحظة".