نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا لكل من هيذر سايغل وجون بريسناهان، يقولان فيه إن مكتب عضو الكونغرس الأميركي الديمقراطية عن هاواي تولسي غابارد، رفض الإفصاح عن مصدر تمويل رحلتها المثيرة للجدل إلى سوريا ولبنان هذا الأسبوع. 
 
وينقل التقرير، عن المتحدثة باسم غابارد، إميلي لاتيمر، قولها إن الرحلة لم تمول من أموال دافعي الضرائب، ووافقت عليها لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب، لكنها لم توفر معلومات إضافية عندما ضغطت المجلة للحصول على جواب شاف، مشيرا إلى أن عضوة الكونغرس حاليا في رحلة، وليس من المعروف متى ستعود.
 
وقالت لاتيمر في بريد إلكتروني: "لن ننشر أي تفاصيل أو تعليقات حتى تعود غابارد؛ لأسباب أمنية".
 
ويشير الكاتبان إلى أن قيادات الكونغرس صدموا من رحلة غابارد إلى سوريا التي تمزقها الحرب، حيث قال الموظفون إنها لم تخبر مسبقا، كما جرت العادة، مكتب الحزب الديمقراطي ولا الجمهوري، لافتين إلى أن لاتيمر رفضت الإفصاح عما إذا قابلت غابارد رئيس النظام السوري بشار الأسد أم لا، ولم يستجب المسؤولون اللبنانيون لطلب المجلة التعليق على الزيارة.
 
وتورد المجلة نقلا عن مطلعين في الكونغرس، قولهم إنهم يعتقدون أن منظمة غير حكومية مولت رحلة غابارد، لكنهم غير متأكدين من هوية تلك المنظمة، وعما إذا كانت لديها علاقات مع نظام الأسد أم لا، مشيرة إلى أنه تم الكشف عن الرحلة، التي تصفها لاتيمر بأنها مهمة "تقصي حقائق"، أولا في تقرير لمجلة "فورين بوليسي".
 
ويفيد التقرير بأن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدى فيها غابارد حزبها والقواعد التقليدية، حيث انتقدت أفعال إدارة أوباما في سوريا، بالإضافة إلى أنها أيدت المرشح بيرني ساندرز في الانتخابات الديمقراطية الأولية لمرشح الرئاسة، وكانت من أوائل النواب الديمقراطيين الذين قابلوا الرئيس المنتخب دونالد ترامب. 
ويستدرك الكاتبان بأن هذه الرحلة صدمت مستشاري الكونغرس من الحزبين، مشيرين إلى أن غابارد، التي تشارك في لجنتي القوات العسكرية والخارجية، تعارض التدخل العسكري في سوريا، حتى أنها اتهمت إدارة أوباما بتمويل المجموعات الإرهابية، واقترحت قانونا في كانون الأول، يمنع الإدارة من "الدعم المباشر أو غير المباشر" لمجموعات مثل تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.
 
وتلفت المجلة إلى أن غابارد عبرت عن مخاوفها حول التدخل الأميركي خلال اجتماعها مع ترامب في تشرين الثاني، وقالت في تصريح لها بعد الاجتماع: "شعرت بأن من المهم أن ألتقي بالرئيس المنتخب قبل أن تتعالى أصوات طبول الحرب، التي يقرعها المحافظون الجدد، لجرنا إلى تصعيد الحرب للإطاحة بحكومة النظام السوري".
 
وينوه التقرير إلى أن غابارد، وهي ممن قاتلوا في العراق، شجبت الجهود للإطاحة بالأسد، قائلة إن الإطاحة به ستخلق المزيد من عدم الاستقرار في منطقة متقلبة أصلا، بالإضافة إلى أنها صوتت ضد قرار للمجلس في 2016 يشجب "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية"، التي يرتكبها النظام السوري.
 
وتختم "بوليتيكو" تقريرها بالإشارة إلى قول لاتيمر: "إنها شعرت بأن من المهم لقاء عدد من الأشخاص والمجموعات، بما في ذلك القيادات الدينية، والعاملون في المجال الإنساني، واللاجئون، وقيادات المجتمع، والحكومة".