ربما لم يعد الإعلام اللبناني على مستوى المسؤولية الأخلاقية والمهنية، وخصوصًا مع شيوع البرامج المبتذلة التي تجتاح الشاشات اللبنانية كل يوم وكمثال على ذلك برنامج نقشت على محطة لـ أل بي سي الذي لا يمكن وصفه إلا بسوق للدعارة وهو لا يليق بشاشة عريقة ولا يليق أبدا بالإعلام اللبناني
 

"نقشت" هو إسم البرنامج الذي يقدمه الممثل فؤاد يمين على قناة  "أل بي سي" اللبنانية والذي ترتجي فيه المرأة "الجريئة" لقاءً تعارفيًّا من رجل تتنافس عليه 29 إمرأة أخرى، لعلّه يتم النصيب، و"تنقش".
تبدأ الحلقة بدخول الفتيات إلى الإستديو ويسارع يمين إلى محادثتهن، ومن هنا تحديدًا تنطلق المشكلة، فما هي إلا لحظات حتى تفيض الشاشة بكمية من الإيحاءات والأسئلة الجنسية المبتذلة والواضحة.
ثم وبعد جولة على المشتركات يدخل الشاب الذي يريد أن يختار أو تختاره فتاة واحدة من المعروضات أمامه، فما بين السذاجة والسطحية فيما تقدمه الفتيات من اراء بالشاب الذي يعرض نفسه امامهن، نجد أن الكلام البذيء والقبل التي لا معنى لها سوى اثارة حماسة الجمهور او اشعال الأجواء داخل الاستديو سيد الموقف ، وان كن الفتيات "مستميتات" على شاب في بداية الحلقة نرى الضوء الاحمر حكما في النهاية ليخرج منهزما_ مسرورا بما  سمعه من كلام منحط ومثير.
فأنا كأي فتاة لبنانيَّة في ربيع العمر، تعب والداها على تربيتها وتلقينها القيم الإنسانيَّة والإجتماعيَّة، لم أجد في برنامج "نقشت" سوى السخافة، الإنحطاط وإستحقار كبير وإهانة للمرأة بشكل عام و للمرأة اللبنانية بشكل خاص، تعابير لا تليق بهن وبدت وبشكل واضح السذاجة التي أظهرت نساء لبنان على أن أكبر أحلامهن الزواج من شاب جميل الشكل ومفتول العضلات أو ثري وممتلكاته شاسعة والكارثة تكمن في السؤال الأخير للشاب (اللقطة) كي يختار شريكته ويسمع كلمة مبروك يعتمد على طبق السوشي اذا كان المفضل لديها أو إذا كانت تحب الوشم أو التكلم بأكثر من لغة، لا ثقافة هنا والأدب لا يهم ومن هي عائلته وخلفيتها أمر على الهامش إنما الأهم هو الإقتناع بالشكل الخارجي.

 

إقرأ أيضًا: حملة رح سكر خطي صرخة بوجه أسعار الإتصالات المرتفعة
لا يكف الإعلام اللبناني عن تقليد البرامج الغربية بدءًا من البرامج التي تتمحور حول المواهب وصولًا إلى "نقشت" والذي يعتبر نسخة طبقة الأصل عن برنامج بريطاني، حيث يلاقي البرنامج في الغرب رواجًا كبيرًا وتفاعلًا إيجابيًا من الجمهور، أما في لبنان فالوضع مختلف، إذ أن المجتمع الشرقي الذي يحكمنا لا يتقبل مثل هذه الأفكار بغض النظر عن الإنفتاح الذي ندعيه وما المعارضة الني لاقاها هذا البرنامج إلا دليلًا واضحًا على أننا ما زلنا محافظين ولم تستطع الحياة الغربية التغلغل إلى حياتنا والسيطرة عليها بشكل تام، وأما بالنسبة لمن أيّد الفكرة فربما لمجرد أنه يسبب لهم الإثارة من ناحية والإستخفاف بما يرونه من ناحية أخرى وخير دليل على ذلك أن واجهتم بالسؤال" بتقبل أختك تقدم عهيك برنامج" لأجابوا بالرفض من دون أي تفكير.
ربما يراني البعض رجعية وسطحية، ولكن "لعبة الرايتينغ" تخطّت كلّ الحدود، هدفها تحويل المرأة (الجميلة خصوصًا) إلى سلعة واضحة.

إقرأ أيضًا: بعد وفاة نانسي.. قوى الأمن توضح علاقة شقيقها!
نعم، لم تنقش مع قناة "أل بي سي" هذه المرة، ولو أنَّ نسبة المشاهدين مرتفعة، لا يسعني هنا سوى أن أسأل: هل يقبل القيّمون على برنامج "نقشت"، وعلى رأسهم منتجته رولا سعد، أن تشارك ابنتها، لو كانت لديها ابنة، أو إبنة شقيقها أو شقيقتها في مثل هذا البرنامج؟