أشار ترامب إلى أن معلومات الاستخبارات التي تشير إلى وجود ملفات روسية ضده هي أمر اختلقه خصومه. وتوعَّد أجهزة المخابرات الأميركية قائلاً إنها انتهكت القانون، وسوف تتحمل عواقب تسريب ونشر معلومات مختلقة وكاذبة عنه، وتوجه بالشكر إلى وسائل الإعلام التي نأت بنفسها عن هذا السجال.
 

اتهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأربعاء 11 يناير/ كانون الثاني 2017 وكالات الاستخبارات الأميركية بتسهيل تسريب الملف الروسي، معتبراً ذلك أمراً "مخزياً".

وتوعد أجهزة الاستخبارات الأميركية قائلاً إنها انتهكت القانون، وسوف تتحمل عواقب تسريب ونشر معلومات مختلقة وكاذبة عنه.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي في نيويورك، متطرقاً إلى ما كشفته وسائل الإعلام عن وجود معلومات استخباراتية تتحدث عن ملفات روسية تشكل خطراً عليه "أعتقد أنه أمر مخز، أن تسمح وكالات الاستخبارات (بنشر) معلومات تبيَّن أنها مغلوطة وزائفة".

وأوردت وسائل إعلام بينها شبكة "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز" الثلاثاء، أن قادة أجهزة الاستخبارات أبلغوا الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، والرئيس المنتخب وأعضاء في الكونغرس نهاية الأسبوع الماضي بوجود معلومات، تفيد بأن روسيا تملك ملفاً ضد الرئيس المنتخب، وعرضوا عليهم ملخصاً من صفحتين عن وثيقة من 35 صفحة، نشر موقع "بازفيد" مضمونها بالكامل.

"أساليب نازية"

وشبَّه ترامب صباح الأربعاء في رسائل على تويتر، طريقة التعامل معه بأساليب "ألمانيا النازية".

وسئل عن هذه النقطة خلال المؤتمر الصحفي، فقال "هذا أمر كانت ألمانيا النازية تفعله. أرى من المخزي نشر هذه المعلومات المغلوطة والزائفة التي لم تحصل إطلاقاً".

من ناحية أخرى اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست انتقادات الرئيس المنتخب دونالد ترامب لأجهزة الاستخبارات الأميركية "غير حكيمة إلى حد بعيد".

وبحسب الوثائق التي لم يتم التثبت من مصداقيتها، فإن أجهزة الاستخبارات الروسية تملك أيضاً معلومات محرجة (كومبرومات) جمعتها على مر السنين، ولاسيما أشرطة فيديو ذات مضمون جنسي لرجل الأعمال مع مومسات في موسكو. وقد نفى الكرملين امتلاك مثل هذا الملف.

وصبَّ الملياردير غضبه على موقع "بازفيد"، وكذلك على صحفي من شبكة "سي إن إن" التي لم تنشر الوثيقة، غير أنها نقلت الثلاثاء أن قادة وكالات الاستخبارات الأميركية عرضوا ملخصاً من صفحتين الجمعة الماضية على ترامب خلال لقاء معه، وهو ما نفاه المقربون منه.

وهذه المعلومات جمعها ودوَّنها عميل سابق من أجهزة الاستخبارات البريطانية، تعتبره الاستخبارات الأميركية ذا مصداقية، بين حزيران/ يونيو وكانون الأول/ ديسمبر 2016 لصالح معارضين سياسيين لترامب. وكان يتم تناقلها منذ أسابيع في واشنطن، ولا سيما في العديد من وسائل الإعلام التي كانت تحاول التثبت من عناصرها من مصادر مستقلة.

وقال الرئيس المنتخب "فيما يتعلق بـبازفيد، وهو كومة قذارة في تراجع، فسيتحمل العواقب، وهو بدأ يتحملها".

كما حمل القائد الأعلى المقبل للقوات المسلحة مجدداً على أجهزة الاستخبارات، متسائلاً إن لم تكن هي نفسها سرَّبت الوثائق في واشنطن.

يُقرُّ بقرصنة روسيا

على صعيد آخر أقر ترامب للمرة الأولى بوضوح، بأن روسيا تقف خلف عمليات القرصنة المعلوماتية التي استهدفت الحزب الديمقراطي وحملة منافسته هيلاري كلينتون.

وأدى تسريب آلاف الرسائل الإلكترونية من بريد رئيس فريق حملة كلينتون إلى زعزعة موقع المرشحة الديمقراطية.

وكان ترامب يشكك حتى الآن في الاستخلاصات التي توصلت إليها أجهزة الاستخبارات بالإجماع، متهمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنا بشن حملة قرصنة وتضليل إعلامي للنيل من حظوظ المرشحة الديمقراطية ودعم ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية.

وقال ترامب "فيما يتعلق بالقرصنة، أعتقد أنها كانت روسيا" متداركاً على الفور "لكنني أعتقد أيضاً أننا تعرضنا للقرصنة من دول أخرى وأشخاص آخرين".

ورغم ذلك، تمسَّك بموقفه الداعي إلى تقارب مع موسكو، وقد فرض الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما في كانون الأول/ ديسمبر عقوبات جديدة على روسيا ردّاً على الهجمات المعلوماتية.

تضارب مصالح

من جهة أخرى، أعلن ترامب أمام أكثر من 250 صحفياً خلال المؤتمر الصحفي الذي استمر حوالي ساعة، أنه سيعهد بإدارة المجموعة العائلية إلى ابنيه إريك ودونالد جونيور، كما سيتخذ تدابير إدارية أخرى بهدف منع قيام تضارب مصالح مع مهامه الرئاسية.

وكشفت محامية لرجل الأعمال رزمة تدابير، واعدة بصورة خاصة بتحويل أي أرباج تنجم عن نزول شخصيات حكومية أجنبية في فنادق ترامب إلى الخزانة الأميركية.

كما أن منظمة ترامب ستتخلى عن أي عقد جديد في الخارج، وسيتحتم على العقود داخل الولايات المتحدة الحصول على موافقة مستشار للأخلاقيات يعين في مجلس إدارة المجموعة.

وتنشط مجموعته "ترامب أورغنايزيشن" غير المدرجة في البورصة، في عشرين دولة تمتد من اسكتلندا إلى دبي مروراً بالفلبين، وتضم فنادق ووكالة لعارضات الأزياء ونوادي غولف وأبراجاً سكنية.

وسيبقى رجل الأعمال مساهماً في مختلف هيئات "منظمة ترامب"، لكنه سيستقيل من كل مهامه فيها، ولن يشارك في إدارتها.

وقال "سيتولى ابناي دون وإريك إدارة الشركة، ولن يتحدثا في شؤونها معي".

كذلك ستتخلى ابنته إيفانكا التي كانت مثل شقيقيها نائبة لرئيس المنظمة، عن مهامها الإدارية لِتكرِّس وقتها لأولادها في واشنطن، إلى حيث ستنتقل مع زوجها جاريد كوشنر، الذي عينه ترامب كبير مستشاريه في البيت الأبيض.