يشكل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوبي لبنان، مصدر قلق كبير للسلطات الأمنية اللبنانية التي ضاقت ذرعا من حالة الانفلات داخله وعجز القوى الفلسطينية عن ضبط الأمور هناك.

ووجه خضر حمود رئيس فرع مخابرات الجنوب في الجيش اللبناني رسائل قوية للجنة الأمنية الفلسطينية التي اجتمع بوفد لها مؤخرا، مؤكدا أن المخيم بات مركزا للإرهابيين والمطلوبين للأمن، وأنه لا بد من التحرك بسرعة لوضع حد لذلك، خاصة وأن اعترافات خطيرة كانت أدلت بها عناصر من خلية تابعة للمتشدد شادي المولوي، كشفت عن مخطط إرهابي كبير كان يحضر له لضرب مناطق عدة في لبنان.

وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض مؤخرا على خلية إرهابية تابعة لمولوي في مدينة طرابلس شمال لبنان، ويبلغ عددها 11 شخصا.

وأقر عناصر الخلية بأنه كان هناك مخطط لضرب مراكز تجارية وأسواق في بعض المناطق اللبنانية باستخدام سيارات مفخخة.

وشادي المولوي المطلوب من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية مختبئ في عين الحلوة منذ العام 2014، وهو أحد قياديي تنظيم جبهة فتح الشام (النصرة سابقا).

وتخشى أوساط لبنانية من وجود نية لجبهة فتح الشام لضرب العمق اللبناني، بعد تضييق الخناق عليها في سوريا.

وتطالب الأجهزة الأمنية اللبنانية القوى الفلسطينية التي تتولى أمن عين الحلوة بتعزيز التنسيق معها وتمكينها من المطلوبين داخل المخيم، فضلا عن وقف نزيف الاغتيالات المتواترة.

وتخشى القوى الفلسطينية من أن يقدم لبنان على إجراءات أحادية الجانب كبناء سور يحيط بالمخيم، وسبق أن تم طرح هذا الأمر، ما خلق حالة من البلبلة داخل المخيم.

وبدأت القوى الفلسطينية بالفعل اتخاذ خطوات عملية لتحسين الوضع الأمني وطمأنة الجانب اللبناني، حيث قررت نشر “القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة” في الأماكن التي تشهد أحداثا أمنية متكررة.

وألقت القبض على عدد من المتورطين في عمليات الاغتيال الأخيرة، بحسب ما أكدت وكالة الأنباء اللبنانية.

وفي مقابل ذلك، كثف الجيش اللبناني من تحركاته في محيط المخيم، خاصة وأن الأنباء من داخله تبقى غير مطمئنة وعودة انتكاسة الأمور أمنيا متوقعة.