مع انبثاق بصيص أمل بحلّ سلمي بات مُلحًّا وضرورياً للأزمة السورية بالاتفاق الروسي-التركي، يجهد النظام السوري في تعطيل آليات الاتفاق، ومنع تبلور أهدافه المتوخاة في المباحثات المنتظرة في كازاخستان.
 

أولاً: خرق النار في وادي بردى والغوطة

يفتعل النظام توتراً ملحوظاً في وادي بردى، ويقوم بخرقٍ فاضح لوقف النار الذي يرعاه الاتفاق الروسي التركي، بهدف تحقيق المزيد من السيطرة على بعض مناطق المعارضة في بردى والغوطة الشرقية بمساندة الميليشيات المتحالفة معه، وهذا ما استدعى تعليق مشاركة المعارضة في المباحثات المرتقبة في مدينة أستانة، وهذا قد يُؤشّر أيضاً إلى مزيدٍ من التدهور العسكري في أكثر من منطقة ساخنة.

إقرأ أيضا : الاتفاق الروسي التركي حول الحرب السورية..دروس وعبر

ثانياً: داعش دائماً في خدمة النظام السوري

الهجوم الإرهابي لداعش ليلة رأس السّنة في تركيا، لا علاقة له بأعياد النصارى وعقائدهم، كما أنّه لا يمُتُّ بصلة إلى عقائد المسلمين و"جهادهم" المقدس، إنّه عمل إرهابي موجّه ضد السياسة التركية التي نحتت في الآونة الأخيرة للتنسيق الكامل مع الحضور العسكري الروسي والسياسي والدبلوماسي الراجح في الأزمة السورية هذه الأيام. وهكذا تبقى الأهداف الإرهابية هي الأسهل منالاً، ويمكن النفاذ إليها بسهولة، فيستعمل النظام السوري داعش عند كل منعطف ومفصل حاسم، كقوة احتياطية يمتلكها ويحركها ساعة يشاء، وكيفما يشاء، وما زالت مهزلة تسليم المالكي لمدينة الموصل بسلاحها ومالها وعتادها حاضرة في الأذهان، وتسليم النظام السوري لمدينة تدمر بعد عملية إخلاءٍ مُدبّرة، ثم معاودة استرجاعها من التنظيم دون مقاومة أو إراقة دماء، وفي خضم معركة حلب الشرقية تتقدم داعش مرة أخرى لوضع اليد على المدينة بهدوء وسلام.
للأسف، لن يمضي وقتٌ طويل، حتى تنكشف مخازي هذا النظام الذي رعى نشأة هذه التنظيمات الإرهابية، وساعد في زرعها ونشرها في هذه البلاد لخلق المزيد من الفوضى والدمار والقتل والرعب، تبريراً لجرائمه وإطالة حكمه الاستبدادي.