رأت مجلّة "ناشيونال ريفيو" الأميركيّة أنّ المحور الفائز -المؤلّف من الرئيس السوري بشار الأسد، السيد علي خامنئي، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس الروسي فلاديمير بوتين - يضحك الآن، فيما أساء الرئيس الأميركي باراك أوباما تقدير الأوضاع في سوريا، ليُصدم الآن بنتيجة ما حصل في حلب، إذ أنّ سقوطها لا يروق للولايات المتحدة.


ولفتت إلى أنّ حلب تعدّ مدينة إستراتيجية مهمّة في سوريا، والمجموعات المسلّحة باتت محاصرة الآن، وحلّلت ما حصل معتبرةً أنّ سقوط المدينة يعني 5 تطوّرات مهمّة وهي:

أولاً: ستصبح المجموعات المسلّحة في مكان جغرافي محدّد، ولن تستطيع المعارضة المعتدلة سوى السيطرة على جيوب صغيرة في جنوب شرق سوريا وشمال غربها. وهكذا لن يستطيع المقاتلون التنقّل بين ساحات المعارك المتعدّدة، وسوف تكون هذه المعارضة عرضةً لعمليات المحور الآنف الذكر والذي سيعزّز قوّته ويدمّر المقاتلين المعتدلين أكثر، مع امتلاكه قوة جويّة، دروعًا وإمدادات،

ثانيًا: المجموعات المرتبطة بتنظيم "القاعدة" مثل "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقًا) ومجموعات جهادية سلفية مثل "أحرار الشام" سوف تصبح أقوى. فالمحور يقول إنّ سقوط حلب سيضعف الجماعات المتطرّفة لكنّ العكس هو صحيح، فجبهة فتح الشام لديها قادة أقوياء ومقاتلون وخطوط إمدادات فعّالة تجعلها أخطر، فيما تخسر الجماعات المعتدلة مصداقيتها مع سقوط حلب.

ثالثًا: الدعم الخارجي سيقوى لبعض الجماعات، خصوصًا من السعودية التي ستزيد من التمويل، لا سيما بوجه زيادة القوة الإيرانية، سواء من حيث الإتفاق النووي أو السياسات في لبنان، لذلك ستردّ الممالك الخليجية بالتأكيد.

رابعًا: سيصعّد المحور عملياته في غرب سوريا، خصوصًا في إدلب، وهي منطقة بالغة الأهمية يسيطر عليها المقاتلون على إمتداد 50 ميلاً على الحدود مع تركيا. تلك الحدود هي شريان الإمدادات الرئيسي. وبعد سقوط حلب، سيدفع الجيش السوري نحو إدلب، الدنا في الشرق، جسر الشغور في الغرب. وعندما تذهب الحدود، سيسقط معها المعارضون. وبعد السيطرة على الحدود سوف يجبر الجيش السوري المتمرّدين وأسرهم على الخضوع. وهذا الأمر سيجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشكو لبوتين.

خامسًا وأخيرًا: سيستخدم بوتين السيطرة على حلب لضرب السياسة الخارجية الأميركية، فالإعلام الروسي تفاخر برفض موسكو المطالب الأميركية، بتأمين ممرّ آمن للمسلحين للخروج من حلب، وببساطة تجاهل بوتين أوباما.

من هنا سوف يؤكّد بوتين على إستراتيجيته الكبيرة في الشرق الأوسط، أي في المنطقة التي يقاس فيها التأثير بالخوف والسلطة، والقيصر لديه تأثير وتحكّم بالمنطقة أكثر من حلفاء أميركا.

وختمت المجلّة تقريرها بالإشارة الى أنّه في أوّل تشرين الأول 2015، اعتبر أوباما أنّ محاولة روسيا وإيران دعم الأسد تتجه إلى المستنقع ولن تنجح. لكنّ ما حصل أثبت أنّ أوباما كان على خطأ. وسوء تقديره عاد بتكلفة باهظة.