نشرت مجلّة "ذا أتلانتيك" الأميركية مقالاً للمؤرّخ بيرنارد لويس، دقّ فيه جرس الإنذار حول المعاداة الأميركية في العالم الإسلامي، لافتًا الى أنّها بدأت في خريف العام 1990، عندما قدمت قوات أميركية الى المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أزعج زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن آنذاك.


وقال المؤرّخ: "نحن نواجه مزاجًا وحركة تتخطّى أي قضية عاديّة، لا سيما من جهة السياسات التي تريد الحكومات تطبيقها. ومع التوسّع الأميركي الحاصل في العالم. نحن نواجه صراع حضارات كما يسمّيه الرؤساء الذين توالوا على حكم الولايات المتحدة". .

وذكّر بأنّ الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما حاولا إقامة توازن بين محاربة الإرهاب الجهادي، وتجنّب بث إنطباع بأنّ الغرب والعالم الإسلامي إنخرطا في نوع من الصدام.

وأوضح أنّ بوش وصفَ حربه على الإرهاب بأنّها "اشتباك حضاري"، لكنّه شدّد على أنّ المواجهة ليست ضد الإسلام. فبوش عدّد الأسماء التي قد تطلقها المنظمات الإرهابية على نفسها، واعتبر أنّه مهما اختلفت التسميات، فهؤلاء الإرهابيون لا يمثلون الإسلام.

أمّا أوباما، فأتى في عهده ليقلّص طريق الحرب التي اتبعها سلفه بوش، بحسب المؤرّخ، فلم يتبع فكرة صراع الحضارات، رافضًا "المغالاة في الحديث عن التهديد الإرهابي للولايات المتحدة".

من جانبه، قال أوباما لـ"ذا أتلانتيك": "لا يجب أن يستخدم الرئيس الأميركي خطابًا يظهر الصراع الحضاري بين الغرب والإسلام، لأنّه بذلك سيعقّد قتال الفكر المتشدد داخل العالم الإسلامي".

لكنّ الجمهوريين يرون عكس أوباما، إذ يعتبرون أنّ "الإسلام الراديكالي" يهدّد الولايات المتحدة، وليس "مغالاة" كما قال أوباما.

وذهب ترامب أبعد من الزعماء الجمهوريين في محاولة إثبات قناعة مغايرة لأوباما، ولم يقترح فقط سياسات، مثل عدم استقبال المهاجرين المسلمين، بل وصل الى حد القول: "أعتقد أنّ الإسلام يكرهنا".

ومن المتوقّع أن يوجّه دونالد ترامب الحكومة باتجاه مختلف قريبًا، فقد تحدّث عدد من مسؤولي الأمن القومي معه، وأبلغوه أنّ الولايات المتحدة في حرب مع الإسلام المتشدّد. وأكّدوا أنّ محاربة هذه الإيديولوجية تعدّ من الأولويات من أجل الحفاظ على الحضارة الغربية. وتشمل الإيديولوجيات للمواجهة الحروب ضد النازية والشيوعية. كذلك لفتوا الى أنّ الحرب ليست ضد المتشدّدين فقط، بل يجب إعتبار تنظيم "الدولة الإسلامية" والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجهان لعملة واحدة.

وبحسب المؤرّخ، فقد وضعت هذه الرؤية الشاملة من قبل المسؤولين عن الأمن القومي قبل مواجهتهم أي حادث ارهابي.

من جانبه، تحدّث مايك يومبيو، وهو عضو مجلس النواب الجمهوري المحافظ عن ولاية كنساس، الذي عيّنه ترامب مديرًا للاستخبارات الأميركية، عن الصراع الحضاري، مشددًا على أنّ الإسلام ليس معادلاً للتطرّف. ورأى أنّ أوباما إستخفّ بخطر الجهاد. وقال: "للمرة الأولى سيسجّل التاريخ أنّ الإدارة الأميركية ستضع الولايات المتحدة في مكان لن يشاركها به أحد".

 

 

(Theatlantic - لبنان 24)