هدد السياسي السوري المؤيد للنظام الشيخ أحمد شلاش رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمصير من ارتكب (كما قال) القرار 1559، مذكراً بأن سوريا تحمي الحلفاء وتدمر الأعداء، مع تأكيده أن عون ما زال إلى اليوم ضمن الحلفاء. وطالبه بأخذ العبرة من ذلك، وقد أُعذر من أنذر.
وذكر شلاش في تغريدة عبر "تويتر": "يبدو أن ميشال عون بدأ باستدارة جديدة لا نعرف وجهتها ولا نريد له أن يقدم عليها. لا تنسَ يا فخامة الرئيس عون أن سوريا عرين الأسود. اللعب مع الأسود خطير".
سواء قللت مصادر بعبدا قيمة التهديد، او اعتبر صاحبه ان خرقاً الكترونياً لحسابه قد تم ونشرت عبره تلك الرسالة قبل ان يستعيد الحساب، او غيره من المبررات، فان تلك الرسالة معطوفة على عرض عسكري لـ"حزب الله" في القصير، وعرض ظاهره مدني لـ"حزب التوحيد العربي"، اضافة الى العرقلة الحكومية وما يرافقها من رسائل استعاضت عن القمصان السود بالحبر الاسود، تعني ان دمشق غير مرتاحة الى انطلاقة العهد. وقد اوكلت الى حلفائها فرملة العهد الذي ازعجها مرارا وتكرارا بسرعة قياسية. فقد حاول محاصرة حلفائها من الرئيس نبيه بري و"تيار المردة" والحزب السوري القومي الاجتماعي لمصلحة "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل". ووعد بأن تكون زيارته الخارجية العربية الاولى الى المملكة العربية السعودية اسوة بكل الرؤساء الفعليين، وليس لسوريا او ايران، او حتى روسيا. وتحدث عن دعم الجيش لتولي مسؤولية حماية الحدود.
لذا تكاثرت الرسائل في الايام الاخيرة، واتخذت من كل الوسائل منابر لها، وحاولت كلها الاستدارة في اليوم التالي لرفع المسؤولية عن محركيها ولعدم افتضاح امرها. لكن الاخطر كان في ما تضمنته رسالة التهديد "المنسوبة" الى الشيخ شلاش.
ماذا قال؟ ذكّر اولاً بمصير الذين عملوا او اتهموا بإعداد القرار 1559 الذي مهد لخروج الجيش السوري من لبنان، بطريقة مهينة، اذ لم يتسن له تنفيذ ما وعد به بتنفيذ اتفاق الطائف في الربيع. فاعتبر القرار ارتكاباً، وذكّر بالمصير الذي لقيه الرئيس رفيق الحريري، وبمحاولة اغتيال النائب مروان حماده، وبتهجير الوزير السابق غسان سلامة، وغيرهم ممن اتهمتهم دمشق آنذاك باخراج هذا القرار الى الضوء. ودعا الرئيس عون الى اخذ العبر. وبمعنى آخر هدده بالقتل.
ثم اشار الى استدارة جديدة لعون "لا نعرف وجهتها ولا نريد له أن يقدم عليها"، وفي هذا اشارة واضحة الى قفص المحور السوري - الايراني الذي يراد لعون ان يسجن نفسه فيه، وان يقدم على التنسيق مع الطرفين او من يمثلهما في كل خطوة او قرار، من ضمن ما سمي سابقاً "وحدة المسار والمصير" وخصوصا توحيد الرؤى في السياسة الخارجية.
الرسائل وجهت بشكل مباشر وواضح، و"قد اعذر من انذر" وفق شلاش.