للمرة الاولى منذ عامين وخمسة اشهر، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم وعلى مدى قرابة ثلاث ساعات، اول استقبال رسمي لمناسبة الاستقلال في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي تقبل تهاني المهنئين في قاعة 25 ايار في القصر، يحيط به رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام، ورئيس الحكومة المكلف الرئيس سعد الحريري.

بعد 3 سنوات غياب، عاد استعراض الاستقلال الى شارع شفيق الوزان في وسط بيروت، كما التهنئة الى قصر بعبدا. فقد شكل عيد الاستقلال مناسبة لجمع أهل السياسة، على رأسهم الرؤساء الذين اجتمعوا في مكتب الرئيس ميشال عون لـ30 دقيقة، وضم اللقاء الرئيس عون، الرئيس نبيه بري، الرئيس سعد الحريري والرئيس تمام سلام. 

يوم الاستقلال بدأ بالاستعراض قبل ان ينتقل الرؤساء الى قصر بعبدا لتقبل التهاني، وكان لافتاً وصول الرئيسين بري والحريري معاً الى القصر الجمهوري، حيث استكملت المشاورات الرئسية بشأن تأليف الحكومة. وأشارت مصادر مطلعة الى أن الأجواء كانت ودية واجابية. 

لدى مغادرة بري رفض الاجابة عن الأسئلة المتعلّقة بتشكيل الحكومة،رفعاً يديه رافضاً الكلام مكتفياً بالقول: "منيحة لامعة ولماعة"،  أما الحريري أومأ برأسه ايجاباً لدى سؤاله عما اذا كانت الحكومة قريبة، "انشالله". 
وعن اليوم الحكومي الطويل، قال الحريري أثناء التقاط صورة "سيلفي"  مع الصحافيين: "انه يوم السلفي الطويل". لافتاً الى أن خلوة السيارة مع الرئيس بري "كانت منيحة". 

وأثناء تقبل التهاني، لوحظ لقاء مطول بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري، ودردشة مطولة بين باسيل وأسعد حردان. 

وقد كان لافتاً انسحاب الرئيس الحريري  أثناء تقديم السفير السوري التهاني متجنباً مصافحته، وأثناء دخوله القاعة توجه الحريري لشرب العصير. 
أما النائب أنطوان زهرا فتوجه بالسؤال الى الرئيس بري أثناء تقديم التهاني: "هل أصبحت مشكلتك مع القوات اللبنانية"، فرد بري ضاحكاً "ما بعرف". 

وعن غياب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، علّق النائب مروان حمادة ان "جنبلاط ليس غائباً هو حاضر دائماً في كل ما يتعلّق بنهضة الجمهورية ودعم الرئاسة"، وأكد حمادة أن "عملية التأليف تعود الى الرئيسين عون والحريري"، مشدداً على أنه "ما زال لدينا دستور في هذا البلد"، ولافتاً الى أنه "ليس نحن من يعرقل تشكيلها. 

أمارئيس الحزب القومي علي قانصو فأكد أنه  سيكون في الحكومة المقبلة وزيراً من الحزب، أما هاغوب بقردونيان فقال: "نريد أن نسهل ولادة الحكومة ونقبل بحقيبة أقل من وزارة الطاقة، نقبل بوزارة سيادية. 

من جهته أكد الوزير نهاد المشنوق أن "الحكومة لن تتأخر". النائب ياسين جابر علّق بالقول: "عملية التأليف مثل لعبة الروليت"، أما اللواء عباس ابرهيم فتوقع ألا تكون الحكومة بعيدة. 

ولفت النائب نوار الساحلي الى "اننا فوضنا الرئيس بري في عملية شكيل الحكومة"، مؤكداً أنه "من حق فرنجية الحصول على حقيبة وازنة خصوصاً انه ضحى برئاسة الجمهورية". النائب سطفان دويهي رداً على غياب النائب سليمان فرنجية واحتمال كسر الجليد بينه وبين عون، قال: "انشالله نتمنى حصول ذلك قريباً ونتمنى تأليف الحكومة في أسرع وقت وأن يتجاوز المسؤولون أنانياتهم وطمعهم". 

قائد الجيش العماد جان قهوجي رفض الكلام في المواضيع السياسية مكتفياً بالقول: "رجعت الحياة".  أما النائب غطاس خوري فلدى توجه الصاحيفيين اليه بالقول بـ"معالي الوزير"، فأجابهم: "بعد". 


وقد توالت وفود المهنئين من رسمين وسياسيين وروحيين وامنيين واعلاميين ونقابيين وهيئات كشفية واجتماعية واهلية، غصت بهم القاعة التي ازدانت بالزهر من لون العلم اللبناني وبشاشات عملاقة عرضت صور العلم اللبناني، فيما كان عازفون من المعهد الموسيقي "الكونسرفاتوار" يعزفون الحاناً لبنانية على البيانو.