يعقد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سلسلة من الاجتماعات مع حلفائه المقربين والشخصيات السياسية المخضرمة في واشنطن هذا الأسبوع، ما يزيد من التكهنات حول الشخصيات التي سيختارها لتكون جزءاً من إدارته القادمة، تماماً كما فعل خلال الصيف حين طلب رأي أنصاره حول منصب نائب الرئيس وطرح أسماء غير محتملة أمام الصحافة.
 
ولدى ترامب أسابيع عدة لاختيار مرشحين لرئاسة أقوى الوكالات الفيدرالية الأميركية، لكن التاريخ يقول أن من عادة الرؤساء المنتخبين تقديم ترشيحاتهم لتلك المناصب خلال شهر كانون الأول.
 
وطرح ترامب ثلاثة ترشيحات لغاية الآن، كما سرّب مساعدوه العديد من الأسماء الأخرى لشغل المناصب الحكومية المختلفة، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
 
المدعي العام

السيناتور جيف سيشنز: يبلغ من العمر 69 عاماً، رشحه ترامب لمنصب وزير العدل، ما أغضب الديموقراطيين ومجموعات الحقوق المدنية. رُفض تعيين سيشنز كقاض فيدرالي عام 1986 بعد شهادة أفادت أنه قال إن جماعة كو كلوكس كلان العنصرية "لا بأس بها حتى عرفت أنهم يدخنون الماريغوانا" ونعت محامياً أسود البشرة "بالغلام" (وأنكر ذلك لاحقاً). وبعد عقد من الزمن، فاز بالانتخابات لمجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما. وكان من أشد المؤيدين لترامب خلال الانتخابات الرئاسية هذا العام، خاصة فيما يتعلق بموضوع الهجرة.
 
ونقل عن النائب الديموقراطي لويس غوتيريز أنه قال "إذا كنت تحن لزمن صمت فيه السود، وأخفى المثليون ميولهم، وكان المهاجرون منسيين والتزمت النساء المطابخ، فإن السيناتور جيفرسون بيورغارد سيشنز هو الرجل المناسب ليعيد هذه الذكريات."
 
وإذا تأكد تعيين سيشنز، فإنه سيخلف لوريتا لينش، أول امرأة سوداء تشغل منصب المدعي العام.
 
مدير وكالة الاستخبارات المركزية

يوم الجمعة، رشح ترامب النائب مايك بومبيو البالغ من العمر 52 عاماً لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية. ومثل سيشنز، فإن بومبيو كان من أوائل من دعموا المرشح الجمهوري في سباق البيت الأبيض، كما شاطره الآراء المتشددة حول الرقابة والجاسوسية.
 
وبومبيو من المحاربين القدامى وخريج جامعة هافارد للقانون وأكاديمية ويست بوينت العسكرية، كما فاز بمقعد في مجلس النواب عن ولاية كانساس عام 2011، وكان له دور أساسي في التحقيقات مع هيلاري كلينتون حول تعاملها مع الهجوم على المجمع الأميركي في بنغازي عام 2012. وخلص التحقيق إلى عدم إلقاء اللوم على كلينتون بل على إجراءات البنتاغون.
 
وقبل الوصول إلى الكونغرس، عمل بومبيو في شركة سينتري إنترناشونال المختصة بمعدات الحقول النفطية، وفي عام 2012، نشر مقالة في صحيفة Politico بعنوان "كفوا عن إزعاج الأخوين كوش" وهما اثنان من المليارديرات، اللذان يمتلكان شركة نفطية بولاية كانساس؛ شركة قدم موظفوها 75 ألف دولار لبومبيو بحسب مركز السياسات المتجاوبة.
 
مستشار الأمن القومي

رشح ترامب الجنرال المتقاعد مايكل فلين البالغ من العمر 57 عاماً والمقرب من روسيا لواحد من أهم المناصب الاستشارية للشأن الخارجي.
 
ولدى فلين خبرة تزيد عن 30 عاماً حصل خلالها على العديد من الأوسمة وتوجها بالوصول إلى منصب مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية.
 
لكنه أرغم على التخلي عن المنصب عام 2014 بسبب آرائه المتشددة والفوضى الإدارية، بحسب تقارير.
 
وبعد التقاعد، تسلم فلين إدارة شركة استشارية تتعاون مع عملاء أثرياء وعالميين، وقابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووكالة "روسيا اليوم" الحكومية، وادعى أن "الخوف من المسلمين مبرر" كما روج لأخبار كاذبة. وعند استلام منصب مستشار الأمن القومي، سيساعد فلين الرئيس ترامب على تحديد اتجاه السياسات الخارجية وشكل الجيش.
 
من سيتولى منصب وزير الخارجية؟

تحوم الكثير من الشائعات حول هذا المنصب، وهناك سبعة أسماء مرشحة على الأقل لشغله:
 
من المقرر أن يلتقي ترامب اليوم السبت في مدينة بيدمينيستر بولاية نيوجيرسي بالمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2012 ميت رومني.
 
وكان رومني قد اتهم ترامب بالتحريض على العنصرية وكراهية النساء خلال الحملة الرئاسية عام 2016، كما حذر مراراً من الخطر الذي تشكله روسيا في عهد بوتين. وقال أحد أصدقاء رومني المقربين متحدثاً لقناة CNN أنه لن ينضم لإدارة ترامب على الأرجح.
 
وكانت مصادر دبلوماسية قد قالت إن الجنرال "المذموم" ديفيد بترايوس، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مرشح أيضاً لتولي منصب وزير الخارجية.
 
وإن صح هذا الترشيح فسيحمل معه قدراً كبيراً من السخرية كون ترامب اتهم كلينتون بتعريض الأمن القومي للخطر باستخدامها لخادم حاسوب (سيرفر) خاص لرسائلها الإلكترونية حين كانت وزيرة للخارجية، في حين كان بترايوس قد أقر بالذنب عام 2015 بتهمة تسريب أسرار لكاتبة سيرته الذاتية التي كان يقيم معها علاقة في ذات الوقت، وحكم عليه بالبقاء تحت المراقبة لعامين وغرامة قدرها 100 ألف دولار.
 
وعلى الرغم من أن هنري كيسنجر البالغ من العمر 93 عاماً رفض دعم ترامب خلال حملته الانتخابية، إلا أن السياسي المخضرم ووزير الخارجية في عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون زار برج ترامب يوم الخميس.
 
كما قابل ترامب حاكم ولاية كارولاينا الجنوبية نِيكي هالي، الذي وصف اقتراح ترامب لمنع المسلمين من دخول أميركا بأنه "غير أميركي على الإطلاق" في كانون الأول الماضي، لكن ذلك لم يمنعه من التصويت لترامب بعد 11 شهراً.
 
كما يتم تداول اسم كل من جون بولتون، السفير السابق لدى الأمم المتحدة، ورودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، لكن السيناتور الجمهوري راند بول يعارض تعيين أي منهما في المنصب.
 
ويعد الاثنان من أكثر أعضاء الحزب تشدداً، وفي أيلول قال جولياني واصفاً الحرب "كل شيء قانوني خلالها". وعلى أي حال، فإن دعم بولتون لغزو العراق وتاريخ جولياني مع تلقي الأموال من جهات أجنبية سيشكل لهما مشكلة أمام لجنة الاستماع الخاصة بتعيين المناصب العليا.
 
كما اقترح اسم أحد أعضاء الكونغرس لشغل المنصب، وهو السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية الذي يصف نفسه على أنه "واقعي" - يعد أقل تشدداً من جولياني- كما قال سابقاً أنه "مستعد" لتولي المنصب، لكنه لا يعتقد أنه سيحصل عليه.
 
وزير الخزانة

ستيف مينوشون، عمل في بنك غولدمان ساكس لمدة 17 عاماً، وهو المستشار المالي لحملة ترامب. زار برج ترامب يومي الخميس والجمعة، فيما زاره يوم الخميس عضو الكونغرس عن ولاية تكساس جيب هينسرلنغ، رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب.
 
وكانت صحيفة Politico قد نقلت خلال وقت سابق من هذا الشهر أن مينوشن هو الأقرب لمنصب وزير الخزانة رغم تعهد ترامب "بتجفيف مستنقعات" المستشارين وأعضاء الجماعات الضاغطة.
 
وزير الأمن القومي

كان عضو الكونغرس عن ولاية تكساس مايك ماكول، رئيس لجنة الأمن الوطني في مجلس النواب، قد أخبر صحيفة Politico أنه مهتم بشغل منصب رئيس هذه الوكالة المتمددة والمسؤولة عن الهجرة والحدود وإدارة الكوارث. كما يرد اسم عضو الكونغرس جون كاتكو الذي يشرف على أمور المواصلات لتلك اللجنة كمرشح لهذا المنصب.
 
وهناك أسماء لديها فرصة أقل لشغل المنصب مثل مأمور الشرطة في ولاية أريزونا جو أربايو الذي لم يفلح بالحفاظ على منصبه بعد الانتخابات التي أجريت هذه الشهر، كما يواجه تهماً بالازدراء في قضية تتعلق بالتمييز العنصري. وهناك مأمور الشرطة في مدينة ميلواكي ديفيد كلارك الذي لطالما اقترح قمع المتظاهرين.
 
وكالة الحماية البيئية

اقترح ترامب اسم مايرون أيبيل، أحد أعضاء الجماعات الضاغطة وقادة مجموعة تدعي تبديد "أساطير الاحتباس الحراري"، ليكون رئيساً لوكالة الحماية البيئية لفريقه الانتقالي.
 
كما تشير تقارير أنه يفكر بروبرت غريدي لشغل المنصب، وعضوي الجماعات الضاغطة مايك كاتانزارو الذي تشمل لائحة عملائه شركات نفط وغاز طبيعي، وجيفري هولمستد الذي كان نائب رئيس وكالة الحماية البيئية في عهد الرئيس جورج بوش الابن.
 
وزير الدفاع

هناك اسمان متداولان لرئاسة البنتاغون هما ستيفن هادلي، المستشار الأسبق لجورج بوش الابن لشؤون الأمن الوطني، وتوم كوتن، وهو سيناتور متشدد عن ولاية أركنسو اكتسب سمعة سيئة بعدما وجه رسالة للقيادة في إيران تحثهم على عدم المضي قدماً في الاتفاق النووي مع الرئيس أوباما وهددهم إن تم الاتفاق. كما ذكر مصدر مجهول لصحيفة Defense News اسم جيم تالنت أحد المشرعين من ولاية ميزوري كمرشح محتمل لهذا للمنصب.
 
المستبعدون

يبدو أن حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كرستي، وهو مدع عام سابق وأحد مناصري ترامب منذ البداية، قد خرج من دائرة المرشحين لمنصب المدعي العام.
 
فبحسب ادعاءات متداولة، فقد تم استثناؤه من الفريق الانتقالي الخاص بترامب من قبل صهر هذا الأخير جاريد كوشنر، الذي تمت محاكمة والده من قبل كريستي بتهمة التهرب الضريبي والتلاعب بالشهود.
 
أما رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش الذي كان مؤيداً شرساً لحملة ترامب، فقد اعتذر عن عدم تولي أي منصب في الإدارة الجديدة.
 
وغزل الجراح المتقاعد بين كارسون على نفس المنوال، مرجعاً السبب لضعف خبرته في المناصب الحكومية. وكان كارسون قد أعلن دعمه لترامب عقب انسحابه من سباق نيل الترشح لمنصب الرئيس عن الحزب الجمهوري.

المصدر : هافينغتون بوست عربي