تعقيدات تشكيل الحكومة بين بري وعون

 

السفير :

جمود حكومي لا أحد يرغب بكسره. وفي الوقت نفسه، لا أحد يرغب بتقديم المزيد من التنازلات، بل ربما هناك من يريد العودة إلى ما قبل انطلاقة مفاوضات التأليف، وهناك مَن يرسم خطوطاً حمراء جديدة للحصص والحقائب، أما مَن يملك القدرة على التأثير، فلا يريد أن يتدخّل طالما أنه فوّض غيره بالملف التفاوضي، اللهم إلا إذا قرّر سعد الحريري أن يجتهد أكثر فأكثر، فيبادر إلى دعوة قيادات «8 آذار» إلى اجتماع في «بيت الوسط» لتنظيم خلافاتها وحصصها، برعايته المباشرة، طالما أن «القوات» محظية بمَن يدافع عنها بشراسة أكثر منه في هذه الأيام.. بينما صارت «14 آذار» مجرد تذكار!
وسط هذه الأجواء التي لا تشي بولادة قريبة للحكومة الحريرية، تستقبل بيروت في نهاية الأسبوع موفداً ملكياً سعودياً يحمل رسالة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تتضمّن دعوة له لزيارة العاصمة السعودية، علماً أن وزير الخارجية جبران باسيل، كان قد أبلغ السعوديين بأن الرئاسة اللبنانية ستلبي الدعوة بعد وصولها، لكن ثمة محطة فرنسية أولى، على أن تليها محطة الرياض، برغم تحسّس المصريين الذين كانوا يطمعون بأن تكون رحلة عون العربية الأولى إلى القاهرة، وذلك من زاوية تعزيز رغبة مصر بتأدية دور سياسي جديد في العالم العربي من جهة وأهمية أن يختار الرئيس العربي المسيحي الوحيد، تدشين إطلالته العربية من بوابة القاهرة والأزهر الشريف من جهة ثانية.
ما كُتب قد كُتب. ولكن هل يعكس التجاذب السياسي حول تأليف الحكومة، بشكل أو بآخر، أية مناخات أو تجاذبات خارجية أبعد من صراع القوى المحلية على السلطة؟
يطرح ذلك أسئلة بديهية من نوع هل يمكن أن تكون مثلاً دمشق متحمّسة لطريقة تعامل العماد عون مع زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، وهل دمشق متحمّسة للانجذاب العوني لإعطاء «القوات» مطالبها كاملة، بينما يعيب البعض على القوميين والبعثيين وطلال أرسلان وفيصل كرامي أن ينالوا حصة في الحكومة؟
قد يكون الجواب السهل، أن لا ميشال عون يريد أن يضع نفسه في موقع كهذا، ولا دمشق راغبة بالتدخل في الوضع اللبناني، لكن الترابط العضوي بين لبنان وما يجري في المنطقة، يستدعي عدم إهمال العامل الخارجي.
ومَن يراقب تعامل السعودية مع الملف اللبناني من صمتها حمّال الأوجه، مع ارتسام معالم الصفقة الرئاسية، الى مراجعة مجمل تعاملها مع الملف اللبناني، وصولاً الى حماستها لأن تستضيف رئيس الجمهورية، يستدعي طرح أسئلة لمناسبة زيارة الموفد الملكي الى بيروت:
هل تشعر القيادة السعودية بعد وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض أن مرحلة جديدة من العلاقات السعودية الأميركية ستبدأ وربما تكون من أصعب المراحل وأكثرها تأزماً وتعقيداً؟
إذا كان هذا الشعور موجوداً عند السعوديين، هل قرروا إعادة النظر في مجمل سياساتهم الإقليمية، بدءاً من الملفات الحيوية في اليمن والبحرين مروراً بالعراق وسوريا ولبنان وصولاً الى مصر ودول شمال أفريقيا؟ وهل استفادوا من دروس اليمن والعراق وسوريا ولبنان أم أنهم يريدون التوغل أكثر في حروب؟
الى أين يمكن أن تقود إعادة النظر السعودية، هل نحو المزيد من التشدّد والمواجهة، رداً على استمرار الاستراتيجية الهجومية لإيران في العراق والدفاعية في سوريا والتوافقية في لبنان، أم نحو المزيد من الواقعية والانفتاح، لإعادة فتح أبواب الحوار مع طهران وتعميم التجربة التوافقية في لبنان في أكثر من ساحة عربية؟
هل يصح القول إن السعوديين كسبوا بوصول عون إلى رئاسة الجمهورية من خلال الآتي: أولاً، عودة رمز السعودية الأول لبنانياً إلى السلطة (سعد الحريري). ثانياً، إعادة تثبيت اتفاق الطائف. ثالثاً، دفن «اتفاق الدوحة» ومعه معادلة «الثلث المعطل». رابعاً، تحييد ميشال عون بترئيسه بعدما فشلت كل المحاولات السابقة للفصل بينه وبين «حزب الله». خامساً، تثبيت «قانون الستين»، أي إعادة إنتاج موازين القوى نفسها. سادساً، تحييد لبنان باتباع «النأي بالنفس» عن أزمات المنطقة كلها. سابعاً، إعادة الاعتبار الى القرارات الدولية كلها؟
من الواضح أن ثمة مقاربة سعودية جديدة للعلاقات مع لبنان، سيتم إرسال أولى إشاراتها بتعيين سفير سعودي جديد في بيروت قبل نهاية العام الحالي، ومن ثم جعل مناسبة زيارة رئيس الجمهورية إلى المملكة مناسبة لنزع «الشمع الأحمر» عن هبة الثلاثة مليارات دولار أميركي لتسليح الجيش اللبناني.
ومن حسن حظ الجيش اللبناني أن هذه الاتفاقية أبرمت بين الحكومتين السعودية والفرنسية، ولم يكن دور لبنان فيها سوى إرسال لوائح الأسلحة والذخائر الى هيئة الأركان في الجيش السعودي، وهي بدورها ترسلها الى الفرنسيين عن طريق شركة «أوداس» التي تدير الصفقة. في هذا السياق، تقاطعت معلومات مصدرَيْن فرنسي وسعودي عند القول إن فرنسا تواصل الالتزام ببرنامج تسليح الجيش اللبناني، وإنها قامت بتصدير أسلحة وذخائر تمّ توضيبها في مستودعات الجيش السعودي في السعودية.
هنا يصبح السؤال: هل سيتمّ تحويل هذه الأسلحة مباشرة وبالتالي سيستأنف الفرنسيون توريد الدفعات المتبقية إلى لبنان مباشرة؟
يقول مصدر ديبلوماسي في بيروت إن «السعودية أبلغت الحلفاء والأصدقاء اللبنانيين أنها ليست بصدد دفع الأموال في الساحة اللبنانية وغيرها من ساحات المنطقة، كما كانت تفعل في السابق، وأن جلّ ما تستطيع فعله هو إعادة تحريك الهبة للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار (دفع السعوديون من أصلها حوالي 700 مليون دولار للفرنسيين)، لكن بشروط ترتبط الى حد كبير بهوية من سيكون وزيراً للداخلية ومَن سيكون وزيراً للدفاع ومن سيكون قائداً للجيش في المرحلة المقبلة».

 

النهار :

ساد صمت ثقيل أمس معظم المواقع الرسمية والسياسية حيال "الانتكاسة " التي اصابت عملية تأليف الحكومة الجديدة، وسط تنامي التساؤلات والشكوك في شأن حظوظ اعادة تعويم المشاورات والتوصل الى انجاز عملية التأليف قبل عيد الاستقلال الثلثاء المقبل. واذ استرعى الانتباه انقطاع خطوط المشاورات علنا على الاقل في الساعات الاخيرة، تضاربت المعطيات المتصلة بامكان تذليل عقبات التأليف في هذه الفترة. وكشفت مصادر معنية بتأليف الحكومة لـ"النهار" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري آثرا تهدئة الاجواء المتشنجة التي نشأت عن ردي رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان على كلمتي الرئيس عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أول من أمس، فيما تواصلت المساعي ضمنا لمعالجة ما تبقى من عقد أمام استكمال عملية تأليف الحكومة ومنها تمثيل "المردة" وحزب الكتائب. ولم تستبعد المصادر ان تعاود الاتصالات اليوم والتي في حال توصلها الى معالجة العقد المتبقية يصير من الممكن توقع تأليف الحكومة قبل الثلثاء.
وعلمت " النهار" أن التباين مع عين التينة والذي أعقب كلام رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني في بكركي والردّ عليهما قد طوّق مبدئيا بفعل تدخٰل اصدقاء مشتركين (منهم "حزب الله")، بما يفترض ان هذا الامر لن يترك تأثيراً على اتصالات التأليف الحكومي.
واعتبرت مصادر مواكبة لأجواء تأليف الحكومة ان لا تأخير في عملية التأليف التي لا تزال ضمن المهل، وان المسودة التي عرضها الرئيس الحريري على رئيس الجمهورية لم تكن مكتملة لا من حيث الاسماء ولا من حيث عقدة حقيبة "المردة"، أو في معالجة مسألة الوزراء الثلاثة الذين يريد الرئيس عون تسميتهم وخصوصاً الوزيرين الشيعي والسني بالاضافة الى ممثل الاقليات المسيحية. ولم تنف المصادر ان تسمية الاخير لم تبتٰ بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف الذي يعتبر توزير النائب السابق غطاس خوري من باب تحصيل الحاصل، ويريد اليه مسيحياً آخر ممثلاً لكتلة "المستقبل" التي لا يقتصر نوابها على السنٰة فحسب، ولم يعرف ما اذا كان يريد لهذا المركز النائب عاطف مجدلاني أم النائب باسم الشاب.
وقالت مصادر الثنائي المسيحي لـ"النهار" إن فرملة اندفاع التأليف لا تعود الى مواقف بكركي وعين التينة بل الى عدم انجاز توزيع الحقائب والى حصة رئيس الجمهورية التي يريد تكريسها بثلاثة وزراء يمثلون التنوع الطائفي كرئيس للدولة ، كما يريد معرفة اسم المسيحي الذي سيوزٰر من حصة الثنائي الشيعي الذي بدوره يريد الموافقة ايضاً على اسم المرشح الشيعي الذي يسميه رئيس الجمهورية.
واشارت المصادر الى ان احداً لم يعرف بعد من هم المرشحون الذين سيسميهم الرئيس عون والذين يريد ان يكونوا مستقلين ومن غير المحازبين. واكدت انه لم يعد هناك امكان لتعديل حصة "القوات اللبنانية"، والتصعيد الذي حصل على خط عين التينة هو قيد المعالجة وحلحلة العقد المتبقية ممكنة في اي لحظة، من دون استبعاد امكان انجاز عملية التأليف في عطلة نهاية الاسبوع، اذا صفت النيات.
لكن مصادر في فريق 8 آذار بدت مشككة للغاية في امكان استعجال الولادة الحكومية واعتبرت ان عملية التأليف عادت الى المربع الاول ولا شيء يوحي بامكان حلحلة الامور في وقت قريب. وقالت إن تسمية الوزراء اقتصرت حتى الآن على "القوات اللبنانية" و"اللقاء الديموقراطي" فيما لم تستكمل القوى الاخرى تسمية وزرائها.

 

جعجع
في غضون ذلك انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع " بعض الذين يعرقلون انطلاقة العهد " من غير ان يحددهم. ورأى ان "كثراً غير مسرورين بالتفاهم الذي حصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وكأنه يمكن أياً كان في هذا البلد ان يتفاهم مع أي كان الا التيار والقوات حتى لو كان تفاهمهما من اجل اخراج البلد من ازمة كبيرة ومن هنا نقول ان التيار والقوات لن يعودا الى زمن الاختلاف من الآن والى ابد الآبدين". واذ لاحظ ان "البعض مصمم على عرقلة انطلاقة العهد الجديد" أضاف: "انا بصراحة لا استطيع ان افهم ما يحصل منذ اسبوعين الا في هذا السياق"، وخلص الى ان "الشروط والفيتوات والمطالب التي تفوق أي تصور ليست الا محاولة لعرقلة العهد الجديد".

 

السعودية
الى ذلك، علمت "النهار" ان الامير خالد الفيصل يرافقه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج سامر السبهان سيصلان ظهر الاثنين المقبل الى بيروت موفديّن من الملك سلمان بن عبد العزيز لتهنئة العماد ميشال عون بإنتخابه رئيسا للجمهورية.
وسيجول الموفدان السعوديان على الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام والرئيس الحريري للتشاور وتأكيد دعم المملكة للبنان.

 

 

المستقبل :

تستعر حرب الإبادة التي تقوم بها قوات الأسد - روسيا ضد مناطق المعارضة ولا سيما في حلب شمال سوريا وكذلك في دوما شرق العاصمة دمشق، حيث تقوم المقاتلات بقصف صاروخي عنيف ضد المدنيين. وكذلك عاد القصف بغازات الكلور إلى حلب موقعاً ضحايا مدنيين من بينهم أطفال، من دون استثناء المستشفيات التي خرج ثلاثة منها من الخدمة بسبب القصف الصاروخي العنيف، فيما رأت الأمم المتحدة أن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جداً».

ففي حلب ارتفع عدد قتلى الغارات إلى أكثر من ثمانين قتيلاً من جراء القصف، مع استمرار المعارك في محاولة من قوات الأسد لاختراق بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

ونقل مراسل «الجزيرة» عن الدفاع المدني في حلب أن ثمانين شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 150 في غارات وقصف كثيف للنظام السوري على حلب وريفها. وقال المراسل إن من بين القتلى سبعة من عائلة واحدة قضوا في غارة استهدفت منزلهم بقرية كفر جوم غربي حلب، ما يرفع عدد القتلى خلال ثلاثة أيام إلى أكثر من 170 قتيلاً.

وتركزت غارات الطيران المروحي على المستشفيات في الأحياء التي تشهد مجازر يومية، ما أدى لتدمير ثلاثة مستشفيات في الأحياء المحاصرة، بحسب مراسل «كلنا شركاء»، الذي قال إن معظم القتلى من الأطفال والمدنيين قضوا بالبراميل المتفجرة والصواريخ التي تنهال 

بالعشرات على مدينة حلب، كما أصيب أكثر من 80 مدنياً من جراء قصف قوات النظام.

ومعظم الضحايا سقطوا في حيّ السكري، الذي يتعرض لقصفٍ هو الأعنف دمر المساكن على رؤوس ساكنيها، وانتشلت فرق الدفاع المدني أكثر من 21 قتيلاً من تحت الأنقاض، وسط استمرار عمليات البحث لإخراج عشرات المفقودين تحت الأنقاض.

وأكد الدفاع المدني لمدينة حلب إصابة 12 مدنياً بحالات اختناق نتيجة استهداف حي مساكن هنانو وأرض الحمرا ببراميل متفجرة من قبل مروحيات النظام التي تحوي غاز الكلور السام بمدينة حلب المحاصرة، في حين أصيب أحد متطوعي الدفاع المدني جراء القصف على حي بستان الباشا.

وبالتزامن مع حملة النظام الجوية على مدينة حلب، كان الطيران الروسي يغير على ريفها الغربي والشمالي الغربي، حيث طال القصف كلاً من مدن حيان وعندان والأتارب، وبلدات قبتان الجبل، وأورم الكبرى، وكفر ناصح وغيرها، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وفي بلدة «كفرجوم« بريف حلب الغربي، قضى سبعة مدنيين، معظمهم أطفالٌ من عائلةٍ واحدةٍ جراء غارة روسية على منزلهم في البلدة.

وأفاد مراسل الجزيرة أن مستشفيين ميدانيين دمرا في حلب من جراء القصف الجوي، وأن الغارات استهدفت أحياء حلب الشرقية بمختلف أنواع القنابل الفراغية والصواريخ المظلية والبراميل المتفجرة، فضلاً عن الغازات السامة التي تسببت في 12 حالة اختناق بين المدنيين ومن بينهم أطفال.

وناشد مصدر طبي في مدينة حلب كافة المنظمات الإنسانية الدولية للتدخل لإيقاف ما وصفها بـ»محرقة حلب» وإنقاذ من تبقى من المدنيين في الأحياء الشرقية من مدينة حلب على قيد الحياة، وإخلاء الجرحى.

وأشار المصدر إلى وجود أكثر من 100 حالة تحتاج إلى نقل عاجل إلى خارج المدينة لإجراء عمليات جراحية معقدة، معبراً عن عجز الكوادر الطبية في المدينة لتغطية الكم الكبير من الإصابات التي ترد إلى المشافي على مدار الساعة.

وأكد المصدر أن أكثر من 60 مدنياً قضوا إثر قصف أمس، إضافة إلى عشرات الجرحى، متوقعاً ارتفاع الأعداد نظراً لاستمرار حملة القصف الجوي والمدفعي على كافة الأحياء الشرقية.

كما استهدف الطيران المروحي حيي «هنانو» و»الأرض الحمرا» في حلب ببراميل تحتوي على مادة الكلور السامة، ما أدى لحدوث حالات اختناق في صفوف المدنيين. وطال قصف مماثل بلدات وقرى ريفي حلب الغربي والجنوبي.

وفي ذات السياق، أحصت منظمة الدفاع المدني السوري في حلب أكثر من 180 غارة بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة وأكثر من 200 قذيفة مدفعية وصاروخية سقطت على أحياء حلب الشرقية يوم أول من أمس الخميس، متسببة بمقتل 49 شخصاً وأكثر من 160 جريحاً بينهم حالات حرجة.

وتسبب قصف مدفعي لقوات الأسد مساء على حي المعادي في شرق حلب بخروج مستشفى عن الخدمة بعد تضرره جزئياً، وفق ما أورد المرصد السوري.

وأفاد المرصد بأن «قصفاً مدفعياً استهدف حي المعادي وادى الى تضرر مستشفى عمر بن عبد العزيز وخروجه عن الخدمة بعد سقوط قذائف، إحداها في جناح المرضى»، في وقت تتعرض الأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة لغارات وقصف مدفعي كثيف.

وقال مراسل لفرانس برس في شرق حلب نقلاً عن مصدر طبي في المستشفى إن القصف أدى «الى تدمير جزئي للمستشفى المتخصص في الأمراض العامة»، موضحاً «أن مريضين قتلا بعد إصابتهما بالقصف عدا عن إصابة مرضى في المستشفى وأفراد من الطاقم الطبي بجروح».

وأوضح أنه تم إجلاء غالبية المرضى والجرحى والطاقم الطبي من المستشفى بعد خروجه عن الخدمة.

ويأتي استهداف المستشفى بعد ساعات من استهداف مركز رئيسي للدفاع المدني في حي باب النيرب، وخروجه عن الخدمة وفق مراسل فرانس برس.

وقال مدير المركز بيبرس مشعل «تم استهداف المركز بشكل مباشر بأربعة براميل متفجرة وصاروخين وعدد من القذائف ما أدى الى تدميره بالكامل». وأضاف «خرج المركز نهائياً عن الخدمة ولم تعد أي من آلياته صالحة للعمل».

وقال مستشار للأمم المتحدة إن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جدا» في ظل عدم وجود غذاء أو إمدادات طبية ومع دخول الشتاء.

قال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن إمدادات الاغاثة نفدت لنحو 250 ألف مدني في الشطر الشرقي المحاصر من مدينة حلب السورية وإن الحكومة السورية وحلفاءها لم يوافقوا على توفير ممر آمن لقافلة إغاثة.

وأبلغ إيغلاند «على قدر علمي فإن جميع المستودعات تقريبا خاوية الآن وعشرات الآلاف من الأسر نفد ما لديها من الغذاء وجميع الامدادات الاخرى.. لذلك، فإن هذه لحظة قاتمة جدا ونحن نتحدث عن تسونامي هنا.. نتحدث عن كارثة من صنع الانسان من الألف إلى الياء.»

وكثفت قوات الأسد من قصفها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بين جيش الإسلام وقوات الأسد على جبهة الميدعاني شرقي دوما.

وقال مراسل أورينت.نت إن الطائرات الحربية استهدفت الأحياء السكنية في دوما بعدة غارات جوية، كما قصف النظام المدينة بعشرات صواريخ أرض – أرض، ما أدى إلى استشهاد 7 مدنيين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.

واستهدفت قوات الأسد مدينة دوما بأكثر من30 غارة جوية، و22 صاروخاً من نوع أرض – أرض، وأكثر من 150 قذيفة هاون، بالإضافة إلى عشرات راجمات الصواريخ التي انهالت على المدينة بمعدل 3 صواريخ بالدقيقة الواحدة وعلى مدار ساعة كاملة.

وأشار مراسلنا، إلى أن قوات الأسد ارتكبت مجزرة في مدينة جسرين راح ضحيتها 6 شهداء من عائلة واحدة بينهم 5 أطفال، بالتزامن مع استهداف مدن حرستا، عربين، حزة، سقبا، وحمورية بالمدفعية والصواريخ ما أوقع عشرات الجرحى، وسط استنفار الدفاع المدني الذي سارع لانتشال المدنيين من تحت الأنقاض.

وبلغت حصيلة الشهداء في الغوطة الشرقية خلال 24 ساعة من القصف المتواصل من قوات الأسد إلى 21 مدنياً.

وشن طيران النظام غارات استهدفت حي جوبر بدمشق ترافقت مع قصف مدفعي عنيف، كما تعرض حي القابون لقصف مدفعي أدى لسقوط قتيل وعدة جرحى، بينما سقطت قذائف هاون على أحياء باب توما والمزرعة والمزة والمهاجرين وأدت أيضاً لسقوط قتيل وجرحى.

أما ريف دمشق فشهد غارات يعتقد أن الطيران الروسي شارك فيها، وذلك في مناطق عدة بالغوطة الشرقية، مما أدى لمقتل ستة أشخاص معظمهم أطفال في بلدة جسرين، في حين تقدمت فصائل المعارضة في بلدة ميدعاني وتصدت لهجوم في بلدة المحمدية وقتلت عدة جنود للنظام.

وقالت شبكة شام إن الغارات شملت عدة بلدات في ريفي حماة وإدلب وجبل الأكراد باللاذقية، مضيفة أن القصف المدفعي شمل أيضاً مناطق متعددة بما فيها حي الوعر بحمص وبلدات في ريف درعا، مما أدى لسقوط جرحى.

وفي سياق آخر، أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مقابلة حصرية مع «فرانس برس» أن المنظمة المكلفة تدمير الأسلحة الكيميائية في أنحاء العالم تنظر حالياً في «أكثر من 20» اتهاماً باستخدام أسلحة مماثلة في سوريا منذ شهر آب الماضي.

وقال أحمد أوزومجو إن التحليلات التي أجرتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ترجح أيضاً أن يكون تنظيم «داعش» «قد صنع بنفسه» غاز الخردل الذي استخدم في هجمات ضد المدنيين في العراق وسوريا.

وأضاف أن هذا تطور يثير «قلقاً شديداً«، وأتت تصريحات أوزومجو بعد ساعات من إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً يمدد لعام مهمة فريق المحققين الذي شكلته الأمم المتحدة في آب 2015 والمكلف تحديد المسؤوليات عن الهجمات الكيميائية في سوريا.

وبعد أكثر من عام من التقصي، قال محققو لجنة التحقيق إن تنظيم «داعش» استخدم غاز الخردل في هجوم في آب 2015 فيما استخدم جيش الأسد غاز الكلور في شمال سوريا في 2014 و2015. وكانت هذه أول مرة يتم اتهام دمشق بشكل مباشر وتتم الإشارة بالاسم إلى وحدات من الجيش السوري بأنها مسؤولة عن هجمات بغاز الكلور. 

 

الديار :

ينتظر السياسيون اللبنانيون تاريخ استلام الرئيس الأميركي الجديد للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، وما هي السياسة التي سيتبعها بشأن الأوضاع في المنطقة وتحديداً في سوريا والعراق وخاصة لبنان؟ لان الرئيس الاميركي ترامب لم يأت بأي كلمة عن لبنان، في كل تصريحاته، وتحدث عن سوريا والعراق والمنطقة، ومعروف ان ترامب يدعم اسرائيل الى أقصى الحدود وهو قد عيّن حسب ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية بأن المليونير جاريد كوشنير، زوج ايفانكا ترامب، ابنة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، قد يشغل منصب مستشار في الادارة الرئاسية الجديدة.
كما أصدر ترامب قراراً بتسمية مايكل فلين مستشاراً للامن القومي ومايك بومبيو مديرا للسي آي ايه وجيف سيشنز وزيرا للعدل، وهؤلاء من الاميركيين الارتوذكس الداعمين للكيان الصهيوني ولسياساته.
الرئيس الأميركي ترامب قام بتوجيه دعوة الى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لزيارة واشنطن وأكد له على الدعم الأميركي للعراق بشكل كبير، وبأن واشنطن ستدعم العراق بكل ما يريده، وبالنسبة لسوريا ووفق وكالة «سبوتنيك» وكالة الانباء الروسية فقالت ان حديث الرئيسين الروسي بوتين والاميركي ترامب تركز بشكل أساسي على الازمة السورية وانه لا يمكن حل الازمة السورية بالقوة بل عبر حلها سلمياً، وبمؤتمر تشارك فيه دول عدة خاصة تركيا وايران.
في بيروت ينتظرون سياسة ترامب والسفارة الاميركية ملتزمة الصمت والزوار الذين قصدوا السفارة الاميركية خلال اليومين الماضيين وجدوا صمتا مطبقا لدى السفارة الاميركية وتعليقات اننا نحن ننتظر كيف سيتصرف المسؤولون اللبنانيون في المرحلة المقبلة لأن اميركا لن تتدخل مباشرة في لبنان بل ستدعم بشكل كبير الجيش اللبناني وستقدم له الأسلحة الذي يحتاجها.
اما بالنسبة للطبقة السياسية فهي لا تعنينا، اما بالنسبة لرئيس الجمهورية فخامة الرئيس ميشال عون فانهم مع الشرعية ومع دعم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري والمؤسسات وتحديداً الجيش لكن الاشارات التي اعطتها السفارة الاميركية انه وخلال سنة 2017 واذا لم يجرِ حل حقيقي في لبنان فانه سائر نحو اتجاه خطير، حتى ان واشنطن لن تتدخل وروسيا ايضاً وأوروبا غير قادرة على فعل أمور هامة، وبالتالي فان نهاية عام 2017 ستكون المؤشر الحقيقي للبنان حتى بشأن استمراره اما بدولة موحدة أو بدولة منقسمة وقد تنتقل نار العراق وسوريا الى لبنان خلال سنة 2017 اذا غاب الوفاق السياسي ولن يتم دعم الجيش بالقوة لأن الضامن لوحدة لبنان هو الوفاق السياسي، والادارة الفعلية لتأمين وضمان الوفاق السياسي هو الجيش اللبناني وتعزيز اجواء الوفاق والوحدة.

ـ مَن يحكم لبنان؟ بعبدا أم عين التينة؟ ـ

الرئيس نبيه بري اعتاد على الزعامة السياسية في لبنان، ورغم ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان مدعوماً من دول كبيرة ومن كل الجهات، لكنه لم يستطع ان يتجاوز الرئيس نبيه بري، وعلى هذا الاساس كان تحالف الرئيس نبيه بري مع الشهيد رفيق الحريري، لكن الميزان كان لصالح عين التينة، حتى ان الرئيس سعد الحريري الذي غاب عن لبنان لسنوات وعاد الى بيروت لم يستطع بدوره تجاوز الرئيس بري وعاد وتفاهم معه، خصوصاً أن مفتاح مجلس النواب هو في جيب الرئيس نبيه بري، عندما قال الرئيس نبيه بري ان تأمين النصاب الرئاسي هو في جيبي الكبير كانت كلمة كبرى واعتبر ان انتخاب الرئيس العماد عون يمر من خلال هذه الورقة التي هي في جيب الرئيس نبيه بري، وهذا لم يجعل العماد عون يرتاح لهذه العبارة فرد بعدة مواقف أهمها ما قاله في الصرح البطريركي «ان التمديد والتمديدات الاخرى هي التي اساءت للمؤسسات واصابتها بالوهن» وبسرعة كبيرة رد الرئيس نبيه بري على كلام عون قائلاً: «صحيح ان التمديد هو الذي ادى الى الوهن في المؤسسات ولكن تأخير انتخاب رئيس الجمهورية لفترة طويلة هو اسوأ»، وما ان انتهى الرئيس نبيه بري من خطابه حتى كان الرد من المفتي عبد الامير قبلان على ما قاله البطريرك الراعي بشأن دعم الرئيس عون وبأنه لا يجوز وضع فيتوات او حصر وزارة بطائفة معينة»، وقال الشيخ قبلان «ان حرمان الطائفة الشيعية يعود الى عشرات السنوات وبالتالي فان الشيعة لحقها الغبن جدا واذا كان المسيحيون يتحدثون عن ضعف في صلاحياتهم او في امور اخرى فالشيعة كانوا محرومين ومهمشين كلياً».
الصورة الآن على الشكل التالي: محور يقوده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مدعوماً من رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والقوات اللبنانية ومدعوماً من التيار الوطني الحر ومدعوماً من قوة اساسية هي الجيش اللبناني لا يمكن تقسيمها بسهولة كما حصل عام 1975 وهذه القوة ممسوكة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اكثر من اي قائد سياسي آخر، اضافة الى دعم البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي واضافة ايضا الى ما سيقوم به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من خطوات، فاذا نجح العماد عون في خطوات جذبت شعبية كبيرة لصالحه في الحكم، سيكون قوياً في بعبدا وعندها سيتحدث عالياً عن ملفات الفساد، وانه أتى الى رئاسة الجمهورية من العسكر ومن خارج الطقم السياسي الذي ادى الى الفساد وعاش 15 سنة خارج لبنان ولم يشارك في الديون والتراجع الاقتصادي الذي حصل في لبنان.
اما الرئيس نبيه بري فحليفه حزب الله لكن حزب الله لم يذهب الى ممانعة الرئيس العماد عون، انما بالعمق يفضل ان يبقى الرئيس بري قوياً وقادراً على الوقوف في وجه العماد عون، ذلك انه بمقدار ما يقترب الدكتور سمير جعجع من رئيس الجمهورية العماد عون يقترب حزب الله من الرئيس نبيه بري، واذا استقل العماد عون عن أي حلف مسيحي ولم ينحاز لأي جبهة فانه يستطيع حزب الله عندها ان يدعمه ولا يعطي كل الاوراق للرئيس بري رغم ان بري اصبح المفاوض الأول والمكلف بالحديث عن حقوق ودور الشيعة في لبنان اضافة الى مركزه كرئيس للسلطة التشريعية التي هي مجلس النواب.
صراع قوي بين بعبدا وعين التينة، بعدما كان الصراع في الماضي بين قريطم وعين التينة أصبح الآن بين بعبدا وعين التينة، وعندما يتم الحديث على انه هنالك فيتو على توزير علي حسن خليل فيرد الرئيس نبيه بري انا ايضاً اضع فيتو على توزير جبران باسيل. ويقول «ما سمحنا في الماضي نتيجة ظروف استثنائية من التنازل عن وزارة المالية والتوقيع الرابع في الدولة لأي مرسوم يدفع فيه اموال، فاننا لن نتنازل بعد الآن عن التوقيع الرابع وهكذا يكون الطائف متوازناً بالتواقيع الأربعة». اما بشأن موقف الحريري فبعدما كان الصراع بين 8 و14 آذار ثم تغيرت الصورة وحصل تفاهم بين العماد عون وحزب الله ثم تغيرت الصورة وحصلت تفاهمات جديدة وبأن العماد عون سيكون مدعوماً من التيار الوطني الحر والبطريرك الماروني والدكتور جعجع والقوات اللبنانية واحزاب اخرى بمواجهة الرئيس نبيه بري المدعوم من حزب الله ضمن حدود بنسبة 90% والنائب سليمان فرنجية ووليد جنبلاط، لكن جنبلاط لن يلعب اللعبة السياسية الى الأخير وسيكون له علاقة بين الطرفين وسيحاول التوازن بين الجهتين لكن عند الحقيقة سيكون جنبلاط مع الرئيس نبيه بري وسعد الحريري ذلك انه بينه وبين عون لم تنشأ علاقة تاريخية سياسية بل كان على خصام وحروب.
الموضوع الحكومي امامه تعقيدات، وبالتالي فان الرئيس سعد الحريري يدفع الآن ثمن تأييده للنائب سليمان فرنجية والالتزام معه بحصة وازنة في الحكومة تعويضاً عن انقلاب الحريري في مواقفه الرئيسية والتخلي عن تأييده فرنجية لصالح العماد ميشال عون.
وفي ظل هذه الاجواء فان السجالات بين المرجعيتين الروحيتين المسيحية والشيعية قد تراجعت نسبياً بعد أن استغرب البطريرك الماروني الردود على كلامه اثناء استقباله العماد ميشال عون في بكركي وتأكيد المطران بولس مطر ان البطريرك لم يقصد بكلامه الطائفة الشيعية لكن المفتي الشيخ احمد قبلان اكد بأن الشيعة وطنيون وهم ضحوا كثيراً من أجل لبنان ولن يتنازلوا عن وزارة المال وعن التوقيع الرابع على القرارات. واللافت ايضاً في الموضوع الحكومي ان حركة الرئيس سعد الحريري تراجعت خلال اليومين الماضيين رغم استمرار الاتصالات وهو ممتعض من رفض تشكيلته ومتمسك بحكومة الـ24 وزيراً لأن العودة الى حكومة الثلاثين يعني بدء المفاوضات من البداية.

ـ الورثة الكبرى ـ

ورث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكبر ورثة في الازمات والمشاكل وكلهم يضعون الأزمات عليه وينتظرون منه الحل، ولكن الحل يجب ان يأتي من الحكومة والحكومة لن تتشكل الا اذا أعطي سليمان فرنجية حقيبة مهمة وفق ما يطالب به الرئيس نبيه بري وحزب الله والحريري لن يعارض الأمر وان يكون لفرنجية دور كبير في مجلس الوزراء، وهذا ما ترفضه القوات اللبنانية والوزير جبران باسيل يعارض هذا الامر ويتفق مع القوات اللبنانية على أن تكون حصة تيار المردة من الحصة الشيعية، وليس من الحصة المسيحية، وربما موافقة على أن تذهب وزارة الأشغال الى الرئيس بري شرط ان يستلمها وزير من وزرائه ولا تستلمها المردة ويفعل كما فعل حزب الله عند اعطاء مقعد وزاري من حصته لصالح فيصل كرامي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وبالتالي فان الصراع الآن هو بين القوات اللبنانية وجبران باسيل من جهة، وبين المردة من جهة أخرى على موضوع حصول سليمان فرنجية على حصة وازنة وهذا ما يعرقل تأليف الحكومة اضافة الى عملية توزيع الحصص وإصرار الرئيس نبيه بري على أنه اذا أعطي رئيس الجمهورية وزير شيعي فانه يريد وزيراً مسيحياً وهذا الأمر يصرّ ايضا عليه الرئيس سعد الحريري حتى انه يطالب بوزيرين مسيحيين في ظل حجم كتلته الكبير والتمثيل المسيحي فيها. وفي ظل هذه الاجواء فهل تدخل البلاد الفراغ الحكومي بعدما عشنا الفراغ التشريعي لأربع سنوات ثم عشنا الفراع الرئاسي لسنتين ونصف والآن بدأنا نعيش الفراغ الحكومي من خلال العقد الخاصة والمطالب الكبيرة لكن الخطأ الكبير الذي وقع فيه الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري انهم تسرعوا بالاعلان ان تشكيل الحكومة سيكون قبل عيد الاستقلال دون ان يعلموا أن السعودية وايران واسرائيل وتركيا وان نظام الرئيس بشار لن يتخذوا اي موقف جديد بشأن الوضع اللبناني قبل ان يتسلم الرئيس الأميركي ترامب زمام الحكم ويعرفون سياسته في المنطقة، ويعرفون كيف سينظر الى لبنان وعندها يمكن البحث في حكومة جديدة ولكن ما يحصل الآن هو أزمة مستمرة حتى لو تم تشكيل هذه الحكومة حتى الانتخابات النيابية لكن الواضح، والاكيد هو انه حصل في لبنان توجيه ضربة كبرى للتوازن الاستراتيجي بين القوى السياسية فعندما كان هنالك توازن في السياسة بين الاطراف جاء انتخاب الرئيس ميشال عون ليضرب هذا التوازن الاستراتيجي والسياسي الذي كان قائما في لبنان، من هنا ردة فعل بري عندما رأى ان التوازن الاستراتيجي قد تم توجيه ضربة كبيرة له، فقرر الوقوف في وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 

الجمهورية :

ساد انطباع أمس أنّ تأليف الحكومة رُحّلَ إلى ما بعد عيد الاستقلال، على أمل ألّا يطول به الحال إلى ماهو أبعد، والسبب في هذا الترحيل هو الاشتباك السياسي بين بعبدا وعين التينة، الذي عبّر في رأي المراقبين عن قلوب ملآنة. فلذلك سينتظر التأليف تبريداً للحماوة السياسية، ومن ثمّ إعادة لملمة ما تأثّر على الجنبات نتيجة التشكيلات الوزارية التي أثارت تبايناتٍ وغباراً لم يكن في حسبان كلّ المتفائلين بالولادة الحكومية القريبة. وعلمت «الجمهورية» أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينكبّ على وضعِ عناوين «رسالة الاستقلال» الأولى في عهده إلى اللبنانيين والتي ستركّز على القضايا التي تضمَّنها خطاب القسَم، وسيحدّد موقفَه من قضايا محلية وإقليمية ودولية، ومنها العلاقة بين لبنان والدول العربية، والأزمة السورية.

نقلَ زوّار قصر بعبدا لـ«الجمهورية» أنّ رئيس الجمهورية ينتظر حصيلة المشاورات واللقاءات التي يعقدها الرئيس المكلف سعد الحريري لتذليل بعض العقد التي استجدّت منذ اللقاء الأخير بينهما منتصف الأسبوع الجاري.

تكتُّم في «بيت الوسط»

وقالت مصادر تواكب التأليف لـ«الجمهورية» إنّ ما رافقَ ردّات الفعل على مواقف صدرَت في بكركي لم تهدّد مساعي التأليف، لكنّها فَرملت الحركة المعلنة وأبعَدتها عن الأنظار. وهو ما عكسَته أجواء «بيت الوسط» التي تحدّثت عن تكتّم الحريري عمّا يقوم به من اتّصالات ومعه مستشاراه نادر الحريري وخوري، اللذان واصَلا اتصالاتهما مع مختلف الأطراف الذين يتعاونون في هذا الملف.

أسباب التعثّر

وعلمت «الجمهورية» أنّ تعثُّر الولادة الحكومية يعود للأسباب الآتية:

1ـ تضخُّم حصّة حزب «القوات اللبنانية»، التي أثارت حفيظة بعض القوى، بحيث أنّه تبيّن من تشكيلة الأربعاء أنّها تبلغ 3 وزراء مضافاً إليهم وزيران «نص بنص».

2ـ إصرار عون على أن يكون ضمن حصّته وزيران، أحدهما شيعي والآخر سنّي، على أن يكون رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أو مَن يمثّله هو الوزير المسيحي مقابل الوزير الشيعي، لا أن يكون هذا ضمن الحصة المسيحية. الأمر الذي يرفضه فرنجية ويرى فيه «إهانة» لمسيحيته كقيادي مسيحي له حيثيتُه ويَعتبر أنّ من حقّه أن يتمثّل مباشرةً لا أن يكون بديلاً لأحد.

3ـ إصرار الحريري على تسمية وزير مسيحي (غطاس خوري) مقابل الوزير السنّي (فيصل كرامي) الذي يرغب عون بتوزيره، وهو ما يَرفضه عون.

كذلك، تقول مصادر عاملة على خط التأليف إنّ مساعيَ تجري بعيداً من الأضواء لتهدئة الأجواء، وربّما أفضَت هذه المساعي للعودة إلى التشكيلة الثلاثينية التي تُرَحرح الجميع ويمكن مِن خلالها حلُّ عقدتَي الوزيرَين الشيعي والسنّي الكامنة في الحصة التي يريدها رئيس الجمهورية.

وعندها يُصار إلى توزير فرنجية أو مَن يمثّله ضمن الحصة المارونية التي تصبح 6 وزراء، ويكون البديل للوزير الشيعي لعون النائب أسعد حردان ممثّلاً للحزب القومي، وكذلك الأمر بالنسبة للوزير السنّي الذي يكون مقابله غطاس خوري.

وتؤكّد هذه المصادر أنّ الأمر مرهون بمدى قبول رئيس الجمهورية بهذا الطرح الثلاثيني، فإذا حسَمته الاتصالات، يمكن توقّع الولادة الحكومية في أيّ وقت قبل الاستقلال.

وكانت مواقف بعبدا التي أثارت حفيظة عين التينة وانعكسَت توتّراً في العلاقة بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ومواقف بكركي التي استدعت ردَّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عليها، قد خيّمت على الأجواء، إذ جاءت في خضمّ مساعي الحريري لتذليل ما تبَقّى من عقبات أمام إعلان الحكومة قبل عيد الاستقلال. وأمام هذا المشهد، سيبقى الترقّب سيّد المواقف، خصوصاً بعد دخول البلاد عطلة نهاية الأسبوع، لمعرفة مسار التأليف، مع بدء العدّ العكسي للاحتفال بالاستقلال الثلثاء المقبل.

لا حماوة

في غضون ذلك، أوضَح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبَيل مغادرته إلى الفاتيكان ومرسيليا وليون، أنّ الأجواء لم تكن حامية لكي نُبرّدها، واصفاً العلاقة مع بري بأنّها «ممتازة جداً»، وقال: «نحن على اتّصال بعضنا مع بعض، وعلاقتُنا أيضاً مع سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان هي أحسن وأحسن».

وكان الراعي قد أكّد بعد زيارته عون لتهنئته بالاستقلال، وخلوةٍ عَقدها معه، أنّه لم يرَ سبباً للرد الذي تناوَل كلامه في بكركي أمس الأوّل، وقال إنّه استغرَب الموضوع، ودعا إلى تجنّبِ «لغة استنباط الخلافات والمعارك حيث لا توجد».

ولم تخفِ مصادر تُتابع حركة المشاورات الحكومية القول لـ«الجمهورية» إنّ الاتصالات السريعة التي قام بها أصدقاء قريبون من الطرفين طوّقت تردّدات موقفَي عون والراعي وردَّي بري وقبلان بسرعة من دون أن تنهيَها.

وقال أحد الوسطاء إنّ الراعي وعلى رغم استغرابه مضمونَ بيان قبلان، أوضَح لمن يعنيهم الأمر أنّ المقصود بالملاحظة أكثر من طرَف مارَس هذا المنطق، والرئيس المكلّف يدرك ذلك ومعه جميع المعنيين بالمساعي المبذولة لتأليف الحكومة.

لقاء «الكتائب» ـ «التيار»

وفي الحراك السياسي، عُقد اجتماع في وزارة الخارجية بين باسيل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي كرّر التأكيد أنّ الحزب سيكون إلى جانب رئيس الجمهورية، آملاً بالقدرة على إنجاز كثير من الأمور في هذه المرحلة وإحداث فارِق في معالجة كثير من الملفات إذا كان الجميع متّحدين حول رئيس الجمهورية.

وقالت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» إنّ اللقاء تناوَل آليات التعاون التي يمكن اللجوء إليها لمواكبة حركة رئيس الجمهورية انطلاقاً من مضمون خطاب القسَم، واستئناف البحث في النقاط التي عرَضها التيار في وثيقة التفاهم التي وضَع عناوينَها قبل أيام على انتخاب عون ولم يكن وارداً توقيعها أو إعلانها وثيقةً للتفاهم بين الفريقين. لكنّها في الوقت عينه تَصلح عنواناً للعمل المشترك. وهذا ما قصَده الجميّل إضافةً إلى إقرار قانون انتخاب يصحّح التمثيل الوطني.

«القوات»

واعتبَر رئيس حزب «القوات» سمير جعجع أنّ «كُثراً غير مسرورين بالتفاهم الذي حصَل بين «القوات» و»التيار الوطني الحر»، مشيراً إلى «أنّ أولى ثمار التفاهم كانت إخراج البلد من الفراغ الذي كان مقيّداً له أن يستمرّ سنوات، أمّا الثمرة الثانية فستكون الحكومة الجديدة، وثالث ثمرة هي محاولة نقلِ هذا البلد إلى مكان أفضل.

ورأى جعجع أنّ البعض «مصمّم على عرقلة انطلاقة العهد الجديد»، قائلاً: «بعد طرح تشكيل حكومة جديدة جميعُ الأفرقاء قالوا بأنّهم يريدون تسهيلَ التأليف، ولكن البعض الآخر وضَع شروطاً غير منطقية وغير موضوعية، وأنا لا أفهم هذه الشروط والفيتوات»، وأكّد أن «لدينا رئيس جديد لا يصحّ معه لا الترهيب ولا الترغيب، ولا أعتقد أنّ هذه المحاولات ستؤدّي إلى أيّ نتيجة» مبشّراً بولادة الحكومة الجديدة «في وقت قصير».

«التكتّل»

وأكّد أمين سرّ تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان أن «لا أحد قادر أو يريد أن يتحمّل مسؤولية إعاقة انطلاقة العهد الجديد»، معتبراً «أنّ المعايير الديموقراطية يجب أن تؤخَذ بالحسبان وأن تتناسب المطالب مع واقع وأحجام الكتَل، فمِن غير المنطق أن يكون تمثيل كتلة «المستقبل» أو «التيار» و«القوات» في الحكومة كتمثيل نائب أو كتلة صغيرة». وقال: «إنّ اعتبار أنّه يحقّ لرئيس الجمهورية بوزراء من طائفة دون أخرى سيَخلق مشكلة على غرار المداوَرة».

«حزب الله»

واستعجلَ «حزب الله» بلسان رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيّد هاشم صفي الدين تشكيلَ حكومة تَجمع اللبنانيين وتلمُّ شَملهم»، وأكّد أنّ المطلوب «هو الواقعية والمنطق والجدّية، والإقلاع عن كلّ كيدية يمكن أن تقفَ عائقاً أو حائلاً أمام تشكيل الحكومة، وبالتالي أمام تحقيق مصالح يستفيد منها جميع اللبنانيين».

 

 

اللواء :

هل فشلت مقاربة العهد الأولى لتشكيل الحكومة؟
وهل فعلاً، أوقف الرئيس سعد الحريري تحركه لتأليف الحكومة؟
المتفق عليه ان أزمة ما تواجه عملية التأليف، والمتفق عليه أيضاً ان ثمة مسؤولية على الفريق الذي يحاول رعاية ميسرة العهد، ممثلاً بتفاهم معراب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».
وفي ضوء ذلك بات بحكم الصعب صدور مراسيم الحكومة بين اليوم أو غداً أو الاثنين.
وغداً، يصادف عيد العلم في 20 تشرين الثاني، ويتسلم الرئيس ميشال عون العلم العملاق الذي تسلمه في العام 1989، على ان العين تبقى مشدودة إلى استئناف مسيرة تأليف الحكومة، ولكن ضمن أية معطيات، ووفق أية مقاربة جديدة، انقاذاً للايجابيات التي وفرها انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس الحريري؟
بعد مرور أسبوعين على التكلف وأكثر على انتخاب الرئيس، بدا الموقف ضبابياً، وأن كانت الغلبة ما تزال للايجابيات، في ضوء المساعي الجارية لتطويق مضاعفات ما حدث من سجال بين بعبدا وعين التينة.
على ان الأبرز، في ظل الجمود العاصف في عملية التأليف، يتمثل بـ:
1- خروج «حزب الله» عن صمته إزاء ما تصفه اوساطه السياسية والإعلامية «بالتضخم السياسي» في إشارة إلى دور فائض عن الحد «للقوات اللبنانية» التي تتدخل في كل كبيرة وصغيرة، وكأنها هي التي تشكّل الحكومة بالتنسيق مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، على حدّ قول هذه الأوساط.
فمصدر مقرّب جداً من الثنائي الشيعي «أمل» و«حزب الله» لا يخفي «استياءه من الحرية الزائدة المعطاة لباسيل من قبل الرئيس عون للتدخل في ملف تشكيل الحكومة».
وتوجه المصدر إلى الرئيس عون (منال زعيتر ص 3) بالقول: «انت المعني الأوّل والأخير في إيقاف باسيل عند حده، لأن طريقة مقاربة صهرك للشأن السياسي والحكومي غير منطقية وغير طبيعية، وهذا الموضوع بات مصدر ازعاج لنا وللجميع».
وتوقف المصدر نفسه عند محاولة الوزير باسيل «تهميش» رئيس «تيّار المردة» النائب سليمان فرنجية، وهذا ما يرفضه «حزب الله» الذي، وأن كان ككل مسيرة الوفاء للعماد عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، فإنه «حريص على فرنجية ودوره في ال