جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعده بمتابعة قضية استشهاد سلفه الراحل ياسر عرفات، قائلاً: «سنظل وراء قتلة عرفات حتى نعرف من هم، وأنا شخصياً أعرف ولكن لا تكفي شهادتي، والجميع سيندهش من معرفة الحقيقة«.

أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى 12 لرحيل الزعيم ياسر عرفات مؤسس وقائد الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، في مهرجان في ساحة المقاطعة في رام الله، وسط الضفة الغربية، حضره آلاف الفلسطينيين الذين قدموا من سائر محافظات الضفة، وبمشاركة وقادة الفصائل الفلسطينية ووفد من قادة الأحزاب والشخصيات الوطنية من داخل المناطق المحتلة عام 1948، برئاسة رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست ايمن عودة.    

وقال عباس إن «التحقيق في استشهاد أبو عمار ما زال مستمراً، وإن لجنة التحقيق الفلسطينية، المكلفة بهذه القضية، قد قطعت شوطاً كبيراً في الوصول إلى الحقيقة، وحين تتوصل اللجنة إلى نتائج نهائية، سيتم إطلاع شعبنا عليها«.

وأضاف: «نؤكد للعالم أجمع أن الثورة التي انطلقت في العام 1965، وُجدت لتنتصر، وستنتصر، لأنها ثورة حق وعدل وحرية وكرامة، فنحن كنا هنا منذ آلاف السنين، وسنبقى هنا صامدين، وسنظل نمد أيدينا للسلام القائم على الحق والعدل، الذي يكفل لشعبنا حريته واستقلاله«، مشدداً على القول: «لن أنهي 81 عاماً من عمري، بتخاذل أو تنازل أو بيع«.

وأكد أنه «أمام انسداد أفق عملية السلام، وتهرب إسرائيل من استحقاقاتها، ومن تنفيذ الاتفاقات الموقعة معها، وما صاحب ذلك من نهب للأرض، وبناء وتوسيع المستوطنات، طرحنا اقتراحاً للبحث عن مسار آخر ينهي الاحتلال، ويرسي أسس سلام عادلاً ودائماً، فدعونا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، حيث بادرت فرنسا مشكورة إلى تبني هذه الفكرة، التي نأمل نجاحها في عقد هذا المؤتمر قبل نهاية العام الجاري، ليضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، وإيجاد آلية عمل ومراقبة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، حتى يتمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولته الخاصة به، مع جميع جيرانه، في أمن وسلام، وحسن جوار«.

وأضاف: «إلى جانب ذلك سوف نواصل العمل مع المجموعة العربية والعديد من الأصدقاء للذهاب إلى مجلس الأمن من أجل طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، ولمواجهة الاستيطان الإسرائيلي في بلادنا، والذي يمثل تهديداً حقيقياً لفرص السلام، كما استجبنا لجميع المبادرات، بينما لم يتجاوب الجانب الإسرائيلي معها«.

وشدد على «وحدة الأرض والشعب، وتحقيق المصالحة، وإنهاء الانقسام، ومواصلة إعادة إعمار قطاع غزة، وتخفيف معاناة أبناء شعبنا هناك، ومواصلة العمل في دعم أهلنا الصامدين في القدس«. وقال: «لن نقبل ببقاء الاحتلال، ولن نقبل بالاستيطان، ولن نقبل بدولة الحدود المؤقتة، ولن نقبل دولةً بدون القدس عاصمتنا الأبدية«.

وكان قبر عرفات نبش في العام 2012 بعدما طلبت أرملته سهى من محكمة فرنسية التحقيق في شبهات في وفاته مسموماً. لكن لم تظهر أي نتائج تؤكد هذه الفرضية بعد أخذ عينات من رفاته.

ولأول مرة يعلن عباس علمه بمن قتل عرفات، وبدا متأكداً مما يقول غير أنه ترك الأمر للجنة الفلسطينية المكلفة بالتحقيق.

وذكرت مصادر من حركة فتح أن موضوع وفاة عرفات يمكن أن يُطرح في المؤتمر السابع لحركة فتح المقرر في 29 تشرين الثاني الحالي وأن اللجنة المكلفة بالتحقيق ستعلن نتائجها في هذا المؤتمر. وأكد عباس على موعد انعقاد المؤتمر في رام الله.

بدوره، قال رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست أيمن عودة، في كلمة باسم جماهير أراضي 1948: «نحن العرب الفلسطينيين الذين بقينا في وطننا على الرغم من النكبة وسياسات التهجير، لنا خصوصيتنا، وهي أننا مواطنون في إسرائيل، وحكومة إسرائيل تريد أن تبني شخصية اسمها «العربي الإسرائيلي»، وهذا «العربي الإسرائيلي» هو عربي بمفهوم أنه يعرف لغته، ولكنه ممنوع أن يعرف شيئاً عن تاريخه الفلسطيني أو أن يتماهى مع نضال شعبه، هو عربي مشوّه وليس فلسطينياً، أما معادلتنا فهي أن نكون عرباً فلسطينيين مكتملين، وفي الوقت ذاته أن نناضل من أجل المواطنة الكاملة. هذه هي معادلتنا نحن«، لافتاً إلى أن «نسبة الفلسطينيين في إسرائيل وصلت إلى 20 في المئة، وهم ليسوا وحدهم، بل معهم شركاء يدعمون السلام«.

 

المستقبل