قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلة متلفزة أمس الأول  أن "وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف قال إن أزمة الرئاسة لا تنتهي إلا بوفاة العماد عون".
زعم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان تلك الكلمات قد جرت على لسان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ونفتها السفارة الإيرانية في بيروت جملة وتفصيلا. فما هي الحقيقة؟
تلك الكلمات بحال صدورها عن الوزير ظريف خلافا لما يحاول الدكتور جعجع الإيحاء بها تعني وتفيد أولا بأن إيران لن تتخلى عن حليفها الجنرال عون ولو تستمر الأزمة لعشر سنوات او اكثر لا يعرف أحد أن يعمر الجنرال الى حينها او لا. بالرغم من ان الأعمار بيد الله ولا يعرف احد متى يدركه الموت. علما بأن الجنرال ميشال عون يقضي بدايات العقد التاسع من حياته بينما آية الله الشيخ احمد جنتي رئيس مجلس خبراء القيادة وأمين عام مجلس صيانة الدستور في إيران اقترب من نهايات العقد العاشر من عمره ومازال يتولى مناصب عدة يصعب إحصاء جميعها. 
إن وزير خارجية إيران ما كان يتوقع أن تيار المستقبل يتجه الى التسوية او التساوم مع الجنرال، لسببين: 
أولا عمق الخلافات بين الطرفين في الملفات الداخلية والإقليمية وثانيا  نظرا لسيطرة المملكة السعودية على تيار المستقبل ورئيسه الشيخ سعد الحريري.
وعليه كانت إيران قد يئست من حصول التسوية الرئاسية في لبنان وكانت تتوقع بأن تيار المستقبل لن يقبل برئاسة الجنرال مهما كلفه هذا الموقف ومنها خسارة رئاسة الحكومة.
ولم تكن إيران تشعر باي قلق تجاه الأزمة الرئاسية في لبنان طالما أنها كانت على حساب السعودية حيث تضاءل دورها في لبنان وعلاقاتها مع لبنان بعد انسحاب حليفه المستقبلي من رئاسة الوزراء.
وأخيرا يمكن القول بأن من غير المفهوم نية الدكتور جعجع من نسبه تلك الكلمات الى وزير الخارجية الايراني. هل يريد زرع الفتنة بين إيران وحليفها الجنرال؟ او يريد إبراز دوره وحزبه في فتح الطريق أمام الجنرال للوصول إلى قصر بعبدا؟ نعم لا يمكن تجاهل دوره في التصالح مع الجنرال وترشيحه للرئاسة. 
كما ليس من المفهوم مبتغى السفارة الإيرانية من وراء البيان الاخير، حيث ان مزاعم رئيس حزب القوات تلك لا تستحق ذاك البيان الذي يرفقه شتائم. 
ان حزب القوات بترشيحه الجنرال استجاب لرغبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في انتخاب الاخير للرئاسة وهذا مكسب لإيران. 
كما ان التيار الوطني الحر أيضا لن ينسى دور القوات وسمير جعجع في تحقيق حلم الجنرال.