إن العدالة الضائعة ما زالت تنتظر يوم الثلاثاء، لتطهير القضاء من قيود الدويلة التي تحكمت بهذه القضية طوال 12 عاما
 

بدون ملل أو كلل، بدون الرضوخ للقضاء الذي ما زال حتى الآن لم ينتصر لروح الشاب حسن شمص،ما زالت عائلته تنتظر العدالة، تنتظر أن تتكحل عينا والدته بالعدالة وتنعم روحه بالسلام.

اثنتا عشر عاما، مرت والجلاّد ما زال خارج قضبان المحاكمة فتارة تتأجّل المحكمة بسبب ضغوطات دفعت 4 قضاة للتنحي وطورًا لأسباب واهية، ومع ذلك لم تفقد العائلة أملها في أن يحاسب القاتل الذي كان سببا في عذاب والدة كانت تضع أمانيها في زف عريسها الى عروسته لا الى مثواه.

ابن التاسعة والعشرين ربيعا ترجل عن صهوة الحياة بسبب فساد مستشر في مديرية الدفاع المدني وفوضى ما بعدها فوضى، فوضى الأهمال المتعلق بالسائقين الذين لا يملكون رخص قيادة وفوضى نقص المعدات وما بين الفوضى والفوضى واسطة ستكون سببا بحصد ارواح المزيد من الضحايا، ليصبحوا كما حسن صورة فقط معلقة في أذهان عائلاتهم  وملفات موضوعة  في "زواريب القضاء اللبناني".

إقرا أيضا: قانون العفو العام.. من يستهدف وما مصير الجرائم الأخرى؟

ففي 26 تموز 2005، تعرّض حسن نايف شمص ابن الهرمل البقاعية العائد من الغربة سعيا للزواج والاستقرار، لحادث في المريجة حيث دهسته آلية تابعة للدفاع المدني  يقودها طالب عيد المتطوع في الدفاع المدني والمنتسب ايضا لحزب الله، ولان الحادث الأليم لا يمكن أن يمر مرور الكرام فقد تقدمت تقدّمت العائلة بدعوى ضد السائق، وكلّ من يظهره التحقيق فاعلاً، وتتهمّ كلّا من مدير عام الدفاع المدني العميد المتقاعد درويش حبيقة، ومسؤول مركز المريجة عليّ شري (وهو مسؤول في الهيئة الصحيّة التابعة لحزب الله أيضاً)، خصوصاً بعدما تبيّن أن السائق يحمل بطاقة غير قانونيّة، ولا يحمل رخصة سوق وفي حين تكدت العائلة في أكثر من تصريح لمواقع اخبارية ان الأدلّة رُفعت من المكان حتى قبل معرفتهم بوفاة حسن، لم يثنهم هذا الامر عن النضال لإحقاق الحق.

وان كانت عائلة شمص منذ معركتها ضد الفساد  للحصول على الراحة الابدية لحسن قد تعرضت للكثير من الضغوطات أبرزها سجن الشقيقتان آمال ومنى عندما كانتا تغطيان حريق في مستودعات قاروط في السان تيريز وربط الشخصين اللذين شتما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في أحداث حي السلم بهما من قبل الجمهور الأصفر فإن العدالة الضائعة ما زالت تنتظر يوم الثلاثاء، لتطهير القضاء من قيود الدويلة التي تحكمت بهذه القضية طول 12 عاما، وما بين جسد والدة دون روح وآخر تضج به الحياة ببسمة مرسومة بطعم الإنتصار قاض نزيه لا يخضع للضغوطات.. فهل سيثبت القضاء يوم الثلاثاء أنه  سلطة منفصلة له هيبته؟