على الرغم ما ينادى به الغرب من احترام المقدسات الدينية وحرية الإعتقاد إلا أن هذا لا يحدث إذا تعلق الأمر بالإساءة إلى المسلمين ورموزه والتي يفرد لها الإعلام الغربي الذي تسيطر عليه الأنظمة الصهيونية المعادية للإسلام صفحاته وتبثها فضائياته المنتشرة في كافة انحاء العالم على مرأى ومسمع من حكوماتهم ومن أمثلة ذلك ما حدث في الدانمارك من هجمة على ذات النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف تعاملت معها الحكومة والقضاء في الدانمارك بدم بارد يضرب  بالقوانين عرض الحائط، بل ويختلق الأعذار لمن قام بتلك. ومن ثم يجب أن يكون هناك دور قوي للإعلام الإسلامي للرد على هذه الإساءات والتعريف في ذات الوقت بسماحة الإسلام وهذا لن يتأتى إلا من خلال إعلام إسلامي قوي له تأثير في كافة انحاء العالم.

يشير الدكتور محمد سيد محمد عميد المعهد العالي الكندي للإعلام وأستاذ الصحافة والإعلام، بأن الإعلام يقوم بدور محوري في توجيه الأمم والشعوب فمن يملك إعلام قوي يملك الأدوات التي يستطيع من خلالها أن يغزو العام ثقافياً وفكرياً وهذا ما نواجهه اليوم من قبل الإعلام الغربي والذي تسيطر عليه الأنظمة الصهيونية. ومن ثم يجب أن يكون هناك استراتيجية موحدة للإعلام الإسلامي لنشر الدعوة الإسلامية السمحة والرد على الإساءات والافتراءات التي يبثها الإعلام الغربي من جانب آخر وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال وضع استراتيجية لمحتوى الإعلام الإسلامي تستند على عدد من المحاور الأساسية لنشر الدعوة والتي تتمثل في:

1.التعريف بالقيم والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الإسلام وتقديم نماذج إسلامية في الحياة الإنسانية المعاصرة ووجوه عطائه الحضاري. وبما يميزه بشكل واضح يعين على الفهم والرؤية والمساهمة الفاعلة في مسيرة الحضارة الإنسانية من خلال تعاليمه السمحة.

2.دراسة واقعنا المعاصر بصورة موضوعية وتحليل العوامل التي أدت بالمجتمعات الإسلامية إلى الضعف والتخلف. وتصحيح مسار الأمة الإسلامية إلى الأصالة والتجديد إلى جانب تنقية الفكر الإسلامي مما علق به من شوائب.

3.التعمق في دراسة التحديات الحضارية المعاصرة للإسلام والأمة الإسلامية والتصدي في منهجية للحملات الإعلامية المعادية والمغرضة.

4.إبراز عطاء الإسلام للحضارة الإنسانية وإلى جانب هذا يجب وضع عدد من الأسس الأساسية للنهوض بالإعلام الإسلامي بشكل عام تقوم على شمولية الإعلام  الإسلامي للأقليات الإسلامية في مختلف الأقطار غير الإسلامية وبمختلف اللغات الحية، وإنشاء مراكز ومعاهد للإعلام الإسلامي يتخرج فيها متخصصون إعلاميون على أعلى مستوى علمي وفني وتكنولوجي، ورصد الجوائز المشجعة للإنتاج الإعلامي المتفوق في مختلف فروع الثقافة الإسلامية توفيراً للمادة الإسلامية والإعلامية المتفتحة في كافة المجالات، كذلك نشر الإعلام الإسلامي في العالم على أوسع نطاق ممكن حتى لا يبقى منغلقاً على نفسه وحتى لا يوسم بالتزمت والانعزالية وتطعيمه دائماً بالثقافات المعاصرة والتي لا تخالف مبادئ الإسلام.

وأخيراً وضع ميثاق شرف للإعلام الإسلامي على أسس قوية وفي مرونة تساعد على التطبيق وتسمح باجتذاب أكبر عدد ممكن من الدول الإسلامية وإن أختلفت مذاهبها عملاً بمبدأ التقريب بين المسلمين.