حبسُ أنفاس قبل جلسة إنتخاب الرئيس , وفي سوريا محاولة للسيطرة على القرار النهائي بغارات دموية تخلّف مجازر مروعة

 

السفير :

الجميع ينتظر جلسة 28 أيلول، الأربعاء المقبل، برغم أن أحدا لا يتوقع انتخاب رئيس الجمهورية فيها، حتى بات يصح القول في تلك الجلسة إن صيتها أكبر من فعلها.
والأرجح، أن العيون ستكون شاخصة في ذلك اليوم إلى الرابية أكثر منها إلى المجلس النيابي، لرصد رد الفعل البرتقالي على تجاوز المهلة الفاصلة التي كان العماد ميشال عون قد حددها لانطلاق حركة الاعتراض احتجاجا على ضرب الميثاقية، بدءا من الرئاسة.
ولئن كانت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، أمس الاول، على مسافة أيام قليلة من 28 أيلول، قد فتحت باب التأويلات وأطلقت العنان لمخيلات محبي النهايات السعيدة في الروايات، إلا أنه بات شبه مؤكد أن الحريري لن يمنح أصوات كتلته إلى الجنرال، أقله في الجلسة المقبلة، ما يعني أن عون سيكون أمام خيارَين:
فإما أن يعطي الضوء الأخصر لانطلاق طلائع التحرك الميداني لقواعده بدءا من بعد ظهر الأربعاء المقبل أو صباح الخميس على أن تبلغ كرة الثلج المتدحرِجة حدها الأقصى في 13 تشرين الأول المقبل وفقا للروزنامة التي كانت محددة سابقا.
وإما أن يمدد الفرصة المعطاة للحريري إلى ما بعد 28 أيلول، لـ«مرة واحدة»، إذا كانت توجد لدى الرابية مؤشرات إيجابية تشجع على هذا «التمديد الحميد»، علما أنه كان لافتا للانتباه أن هناك في «التيار الوطني الحر» من قارب عودة الحريري على أساس أنها «عودة الاعتدال».
زوار الرابية خلال الساعات الماضية رصدوا مسحة من الارتياح والتفاؤل في صالون الجنرال، لكنه يبقى مجرد انطباع، لا يستند بعد إلى أي وقائع سياسية صلبة، في انتظار أن يصدر عن الحريري ما يحسم الاجتهادات في شأن حقيقة موقفه النهائي، مع الإشارة إلى أن نواب كتلته كانوا لا يزالون حتى أمس يؤكدون أن خيار انتخاب عون غير وارد.
وتؤكد مصادر «التيار الحر» لـ «السفير» أن خطة التحرك قد أُنجِزت من كل جوانبها، مشيرة إلى أن المباشرة في تنفيذها تنتظر إشارة عون الذي سيتخذ قراره، تبعا لما ستنتهي إليه جلسة الانتخاب التي تشكل الحد الفاصل بين مرحلتَين، مشددة على أن «التيار» كان يعني ما يقول حين وجه مؤخرا الإنذار النهائي المرتبط بمهلة زمنية، «وبالتأكيد نحن لا نلعب...».

بري... و»الطبخة»

وإذا كان «رادار» عين التينة هو الأدق محليا في التقاط الإشارات الرئاسية، فإن «شاشته» لم تلحظ بعد أي تطور نوعي على هذا الصعيد، إذ أكد الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس أنه ما من جديد في الملف الرئاسي، حتى الآن، موضحا أنه سيتواصل خلال الساعات المقبلة مع الحريري.
وسئل عما إذا كانت هناك طبخة رئاسية تُطهى في الكواليس بمعزل عنه، فأجاب: هذا ما يفسر أنهم لم يأكلوا بعد.
وحول دعوة البعض حزب الله إلى الضغط عليه لانتخاب عون، قبل مطالبة الرئيس سعد الحريري بذلك، لفت بري الانتباه إلى أن مرشحه المفضل هو التفاهم الوطني على سلة متكاملة تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب، وفق جدول أعمال الحوار الوطني، وبعدها يهون اختيار الرئيس، مشيرا إلى أنه ما لم نتوصل إلى توافق على هذه السلة، خصوصا في ما يتعلق بقانون الانتخاب، فإن أي رئيس، إن انتخبناه، نكون قد صلبناه.
وفي ما خص مطالبة بعض الأفرقاء بعرض مشاريع الانتخاب على الهيئة العامة للتصويت عليها، ومن ثم اعتماد المشروع الذي يحظى بالأكثرية النيابية، اعتبر بري أن هذا الطرح لا يعدو كونه هرطقة، لافتا الانتباه إلى أنه لا يمكن عرض المشاريع على الهيئة العامة من دون أن تكون قد مرت في مصفاة اللجان النيابية المشتركة. وأضاف: هناك للمناسبة من يطرح عكس ما يضمره، فيرفض قانون الستين علنا ويستعد سرا من الآن لخوض الانتخابات على أساسه.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت توجد فرصة لإعادة إحياء قانون اللقاء الأرثوذكسي، أجاب: سبق أن بُحِث هذا المشروع في المجلس النيابي ولم يمر، وبالتالي انتهى أمره.

«واقعية» جنبلاط

أما النائب وليد جنبلاط، المقيم حتى إشعار آخر في المختارة لأسباب أمنية، فقد أكد لـ «السفير» ضرورة المسارعة إلى تخفيف الضغط على الأمن والليرة من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية «لأن وجود رئيس يؤدي إلى تحريك الوضع وإحداث صدمة إيجابية للبلد وإعادة فتح المؤسسات من دون استثناء».
لكن، وبرغم «فسحة الأمل»، يعتقد جنبلاط أن الرئاسة مؤجلة وفق معطيات اللحظة الراهنة، خصوصا أنه لا أحد في الخارج «فاضي لنا».
وفي حين يحترم رئيس «الاشتراكي» خيار «حزب الله» المتمسك بترشيح ميشال عون علنا، يتساءل عما إذا كان المضمر شيئا آخر، لافتا الانتباه إلى أن موقف الرئيس نبيه بري مغاير وصارح به العماد عون.
ويحرص جنبلاط على إيجاد صيغ توفيقية مع حليفه الحريري، آملا في أن تكون خيارات الأخير قادرة على حماية ما تبقى من رصيده، خصوصا في ظل تخمة الراغبين بوراثته ضمن «تيار المستقبل»، ممن يحاولون المزايدة عليه في شارعه واختراع حيثيات من خلال الخطاب المتطرف.
ويعتقد جنبلاط أن أي بديل عن سعد الحريري سيكون متطرفا، وبالتالي فهو يجد أن هناك مصلحة وطنية عند كل القوى بما فيها «حزب الله»، في حماية خيار الاعتدال الذي يمثله زعيم «تيار المستقبل».
ويعتبر جنبلاط أن تمسك الرئيس بري بالحوار الوطني لا ينبع من الفراغ، «فالرجل يؤكد في كل جلسة التمسك بالطائف، ربما لأنه بات مدركا أن واقعا معينا لا بد وأن يتغير في يوم من الأيام... لا أدري كيف يقارب بعض المسيحيين المسألة، لكن أخشى ما أخشاه أن يؤدي مسار بعض الطروحات إلى أخذ المسيحيين نحو المثالثة بدل المناصفة... عندها مَن سيكون خاسرا غير المسيحي؟»
ويضيف جنبلاط: ما البديل عن الطائف؟ في الدوحة، كان هناك قرار غربي ودولي بانتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وجاء اتفاق الدوحة، بفعل قوة دفع دولية وعربية... «الآن ما حدا فاضيلنا»، وإذا أطحنا الموجود، سيكون البديل هو المجهول، وأعتقد أن «حزب الله» هو أحرص من غيره على الاستقرار.

النهار :

تقلع المدرسة الرسمية اليوم بلا تحليق. يعود التلامذة الى صفوفهم في الموعد الجديد الذي قرره لهم وزير التربية الياس بو صعب عبر"تويتر" في 19 أيلول الجاري، أي عشية 20 أيلول التاريخ الذي كان مقرراً لانطلاق الدراسة، ما أحدث فوضى وارتباكاً لدى التلامذة والمدارس والمديرين والأساتذة، الى حد بات يشكك البعض ويتساءل عن إمكان العبور بسنة طبيعية، ويتخوف من ان تحمل معها الكثير من التعثر والإرتباك والإرتجال والضغوط.
وفي متابعة للملف كتب الزميل ابرهيم حيدر "عن عدد تلامذة سيحجون اليوم الى المدرسة الرسمية، لا يقل عن 550 ألفاً، بينهم نحو 280 ألف تلميذ لاجئ، وهي تستقبلهم، إذا سارت الأمور في شكل طبيعي، من غير أن تكون جاهزة فعلاً على مستوى التجهيزات وعلى مستوى الكادر التعليمي. هنا يأتي التلامذة الى مدارسهم وبينهم تلامذة كانوا في مدارس خاصة ما عادوا يتحملون نار الأقساط وكلفة التعليم التي ارتفعت أيضاً هذه السنة وأرهقت اللبنانيين، لكنهم ينتقلون الى التعليم الرسمي الذي يئن تحت ضغوط اللاجئين والإرتجال والقرارات العشوائية التي لا تفتح على الإصلاح، بل تزيد الأمور سوءاً، كما في عملية التحضير لانطلاق السنة الدراسية الجديدة.
تعثرت السنة الدراسية، وربما انتهت قبل أن تبدأ، على حد قول أحد النقابيين الذين يتابعون شؤون الاساتذة في التربية، إذ كيف يمكن إمرار السنة وعبورها، فيما المدارس تتخبط في تناقضاتها وتناشد المسؤولين تأمين متطلباتها، بينما تتحكم فيها حسابات سياسية وطائفية في أكثر من منطقة؟ يتحدث وزير التربية عن تبرير تأجيل الدراسة أسبوعاً، فيما المدارس تحتاج الى كل يوم دراسي، بعد تثبيت 140 يوماً دراسياً فعلياً وهو رقم يجب أن يخجل به لبنان الذي أصبح في الترتيب الأخير من حيث عدد ساعات التعليم السنوية، استناداً الى البنك الدولي. فوفق بو صعب إنه وردت الى التربية شكاوى من عدم اعتماد آلية شفافة في توزيع الأساتذة بالتعاقد الموقت على عدد من الثانويات، وان السياسة والمحسوبيات والهدايا في بعض الأحيان دخلت هذه العملية، كاشفاً انه تحقق من الأمر وتأكد له ان جزءاً من هذه المعلومات صحيح. لذلك ومنعا لإلحاق الظلم بأي أستاذ، أوقف عملية التوزيع، ما تطلب تأجيل الدراسة بضعة أيام ووضع آلية شفافة، وفرض تطبيقها على الجميع، حرصاً على مصلحة التربية والتعليم الثانوي. لكن ما حصل فعلاً لم يكن قائماً على الشفافية، اذ تدفع المدارس ثمن العشوائية والإرتجال والتسرّع، وفي مقدم ذلك التعاقد مع كل الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية، وعددهم أكثر من 2200 أستاذ، من دون تدريب، ولا تحديد حاجات الثانويات، وفق الاختصاص والمواد في المناطق، علماً أن أعداد المتعاقدين في الأساسي والثانوي الرسميين تخطى الثلاثين الف أستاذ، بالإضافة الى أساتذة متعاقدين كلفوا مهمات إدارية، بعضهم تخطى السن القانونية.
ولعل المفارقة الأصعب في انطلاق السنة الدراسية، تتمثل في تغييب الإدارة التربوية عن القرار. هذا أمر ظهر الى العلن، بعد تكليف وزير التربية لجنة متابعة العمل مع متابعي المناطق التربوية في مديرية التعليم الثانوي، وطلب من المديرية العامة للتربية مواكبتها مع اللجنة التي كلفها المهمة. هذا يعني استبعاد المديرية العامة، وموافقتها على قرار اللجنة الخاصة إعادة النظر في توزيع الأساتذة الناجحين، من دون الأخذ بتوصيات أو اقتراحات المديريات، وهو أمر أثارته رابطة اساتذة الثانوي، باعتراضها على تهميش مديريتهم، وتوجيهها اتهامات بأن فريقاً خاصاً مقرباً من الوزير يدير التربية ويقرر عن إدارتها.
وليس مفهوماً كيف يتم التعاقد مع كل الناجحين في مباراة مجلس الخدمة، فيما يتحدث أساتذة عن أن حاجات الثانويات الى أساتذة اللغة العربية مثلاً في منطقة معينة لا تتعدى ثلاثة، فيتم التعاقد مع عشرة ناجحين. وثمة حديث عن فائض عن الحاجة في بعض المواد الأخرى، لكن الحسابات السياسية والطائفية ومراكز القوى جعلت الأمر واقعاً، وكأن توزيع الأساتذة الناجحين يدخل أيضاً في بازار المحاصصة. وليس مفهوماً أيضاً مع انطلاق الدراسة ألا تكون لدى كبار الموظفين في وزارة التربية أجوبة عن المراجعات وأسئلة التربويين عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء قرار إرجاء الدراسة الى اليوم.
ولأن الدراسة تحتاج الى مقومات، لا تبدو المدارس التي تستقبل التلامذة اليوم جاهزة فعلاً. وهذا الكلام برسم وزير التربية الذي وعد بدفع مستحقات صناديق المدارس، وهي اليوم فارغة، فيما بدا أن أعداد المتعاقدين فاقت أعداد أساتذة الملاك، علماً أن هؤلاء لم يتلقوا تدريباً على التعليم في موادهم، والكلّ يعرف أنه تم إلغاء وظيفة دور المعلمين، فيما كلية التربية لا تستقبل الأساتذة للتدريب إلا بعد تأمين الإعتمادات المالية. فكيف تعبر المدرسة الرسمية استحقاقها لهذه السنة، فيما يحكمها المتعاقدون بتوزيع عشوائي، ويقرر عنها فريق خاص بدلاً من الإدارة التربوية؟ ليست نهاية المطاف هنا عندما نعلم أن وزير التربية فتح أكثر من 330 مدرسة لدوام بعد الظهر، فيما أعلن بالأمس فتح 100 مدرسة جديدة لاستيعاب 45 ألف تلميذ لاجئ جديد، هم في غالبيتهم سوريون ثم فلسطينيون وعراقيون، فيما نبقى نتحدث عن 140 مليون دولار من الجهات المانحة لتعليم اللاجئين، علماً أن الكلفة المرتفعة التي يدفعها لبنان لتعليمهم، لا يقدم أي شرح مفصل عنها، وكيف تصرف، والى أي حد يستفيد منها تلامذة لبنان؟ ويعلّق أحد التربويين قائلاً: "نتغنى بفتح مدارس جديدة، ثم نبحث عن تلامذة لاجئين لاستيعابهم فيها".

 

الحكومة
سياسياً، قالت مصادر حكومية لـ"النهار" ان الرئيس تمام سلام يتريث في توجيه الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس في انتظار ما ستسفر عنه جولة الاتصالات التي بدأها مع عدد من القوى السياسية، مشيرة الى ان رئيس الوزراء يحرص على اتخاذ الإجراء الذي يصب في مصلحة لبنان، وهو انطلاقا من ذلك لن يقدم على اي خطوة من شأنها ان تشكل تحديا لأي من المكونات السياسية في البلاد. وأضافت ان امام سلام متسعاً من الوقت لاستنفاد الاتصالات والمشاورات، مشيرة الى ان لا حاجة الى توجيه الدعوة الى عقد جلسة قبل ٧٢ ساعة باعتبار ان جدول الاعمال قد وزع منذ الجلسة السابقة وليس هناك جدول جديد لتوزيعه او مهل لاحترامها، أي انه يمكن سلام ان يوجه الدعوة في أي وقت لكنه يتريث لتأتي الخطوة نتيجة توافق سياسي.

 

بري
على صعيد آخر، وقبيل يومين من موعد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، ردد الرئيس نبيه بري انه لا يرى جديدا في الاستحقاق الرئاسي" وليست هناك مستجدات والأمور على حالها".
وقيل له: ثمة من يقول إن الاتصالات والمشاورات في الطبخة الرئاسية تتم في الأيام الاخيرة بمعزل عنك؟ فأجاب ضاحكا: "ولهذا السبب لا يأكلون".
وقال أمام زواره: "\لا بد من الوصول إلى تفاهمات مسبقة. ومرشحي للرئاسة هو التفاهم أي السلة التي تناولت الاستحقاق الرئاسي والحكومة وقانون الانتخاب إلى بنود أخرى، وهذا ما تم في جدول أعمال طاولة الحوار، وعلى رغم ذلك هناك من يقول انه في الإمكان انتخاب رئيس بمعزل عنها (السلة). وإذا انتخبنا رئيسا من دونها فهذا يعني أننا نصلبه".
وشدد على ضرورة التوصل إلى قانون انتخاب عادل وعصري. واستغرب عودة البعض إلى طرح مشاريع قوانين الانتخاب والتصويت عليها في الهيئة العامة والتي لم تناقش في مجلس النواب ولم تأخذ سكتها الصحيحة في اللجان وهذا يعني باختصار هرطقة اذا اقدمنا على وضعها والتصويت عليها. وبالنسبة إلى مشروع اللقاء الارثوذكسي فقد انتهى ولا عودة اليه".

 

 

المستقبل :

مع استمرار القصف الروسي - الأسدي لمدينة حلب وأحيائها الشرقية المحاصرة المكتظة بالسكان المدنيين، وصفت الولايات المتحدة ما تفعله روسيا في سوريا بأنه ليس محاربة للإرهاب بل «هو بربرية«، في حين رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن ذلك القصف جريمة حرب مطالباً بوضع حد لذلك الكابوس.

ففي خطاب لها أمام مجلس الامن قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنثا باور إن «ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو بربرية.. وبدلاً من السعي للسلام تقوم روسيا والأسد بصناعة الحرب. بدلاً من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقوم روسيا والأسد بقصف قوافل الإغاثة الإنسانية والمستشفيات وأول من يهبون في محاولة يائسة لنجدة الناس وإنقاذ أرواحهم».

ودعا الامين العام للامم المتحدة الدول الكبرى الى «بذل جهد اكبر لوضع حد للكابوس» في سوريا. 

وتساءل بان امام الصحافيين فيما كان مجلس الامن الدولي يعقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة التصعيد في حلب، «الى متى سيسمح جميع من لهم تأثير (في النزاع السوري) باستمرار هذه الوحشية؟». ودعا الدول الـ15 الاعضاء في المجلس الى «التحرّك بعزم».

وندّد بان باستخدام قنابل قوية جدا تستطيع تدمير ملاجئ او مستشفيات اقيمت تحت مبان في حلب، مذكرا بأن «القوانين الدولية واضحة والاستخدام المنهجي ومن دون تمييز لأسلحة في مناطق مكتظة هو جريمة حرب».

واعتبر انه باستخدام هذه القنابل البالغة القوة «فإن العنف بلغ درجات جديدة من الهمجية» في حلب.

واعلن السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر ان «جرائم حرب» ترتكب في حلب، ويجب «الا تبقى من دون عقاب»، وذلك قبيل بدء اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي في نيويورك.

واتهم السفير الفرنسي النظام السوري وحليفه الروسي بالمضي في الحل العسكري في سوريا واستخدام المفاوضات «للتمويه».

وانعقد مجلس الامن في نيويورك بدعوة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتسعى هذه الدول للضغط على روسيا وبشكل غير مباشر على النظام السوري عبر موسكو، لتفعيل وقف اطلاق النار الوارد في اتفاق اميركي - روسي.

وقال دولاتر ان «فرنسا تطالب بالتطبيق الفوري» لهذا الاتفاق «ابتداء من حلب».

وشبّه السفير الفرنسي حلب بساراييفو خلال الحرب في البوسنة قبل نحو عشرين عاماً، وبغيرنيكا في اسبانيا خلال الحرب الاهلية في هذا البلد في ثلاثينات القرن الماضي.

وشدد على ان «جرائم حرب ترتكب في حلب»، مشيراً الى «استخدام قنابل حارقة وذخائر متطورة».

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن روسيا تسببت في إطالة أمد الحرب في سوريا وربما ارتكبت جرائم حرب باستهداف قافلة للمساعدات.

وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «عندما يتعلق الأمر بأحداث مثل قصف أهداف الإغاثة في حلب فعلينا أن ننظر فيما إذا كان استهدافها قد تم مع العلم بأن تلك أهداف مدنية بريئة بالكامل وأن هذه جريمة حرب.»

وندّد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت بـ»الخروق الفاضحة للقوانين الدولية» في حلب وتطرق الى احتمال اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية.

وكانت المحاولة الاخيرة لمجلس الامن للجوء الى هذه المحكمة تعرقلت بسبب فيتو روسي.

واعتبر السفير البريطاني ان المفاوضات الاميركية - الروسية «تكاد تتوقف» داعياً مجلس الامن الى الإمساك بزمام الامور «والتوحد على موقف حاسم».

وحمّلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك صدر في ساعة متأخرة مساء، بوضوح روسيا مسؤولية تجدّد القتال.

وجاء في البيان ان «للصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها حدوداً«.

ونبهت المجموعة على ان «المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الديبلوماسية» من اجل ارساء الهدنة.

وقدم ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة لسوريا تقريراً لمجلس الأمن. وناشد المجلس توفير وسيلة لفرض وقف الاقتتال في سوريا.

وقال «ما زلت مقتنعاً أن بمقدورنا تحويل مسار الأحداث. لقد أثبتنا ذلك أكثر من مرة من قبل«، مشيراً إلى أنه لن يكف عن محاولة إحلال السلام في سوريا.

وأضاف ان «أي مؤشر على استقالتي ستكون إشارة إلى أن المجتمع الدولي يتخلى عن السوريين. ونحن لن نتخلى عن السوريين. ولن تفعلوا أنتم ذلك أيضا.« 

واتهم دي ميستورا روسيا والأسد بارتكاب جرائم ترقى إلى جرائم حرب في الأحياء الشرقية من حلب.

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بشدة عمليات القتل التي يتعرض لها المدنيون السوريون من جراء القصف الجوي الوحشي وما تبعه من عمليات عسكرية في مدينة حلب على مدى الأيام الأخيرة.

وأوضح أبو الغيط في بيان له، أن هذا التصعيد الخطير يعكس للأسف استمرار الاقتناع المغلوط لدى بعض الأطراف بإمكانية فرض حل عسكري على الأرض يتجاوز الحاجة إلى اتفاق سياسي.

وفي هذا السياق، قالت فصائل المعارضة السورية الرئيسية في بيان لها إن القصف المكثف لمدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا يجعل عملية السلام «غير مجدية ولا معنى لها» ما لم يتوقف القتال على الفور ويتم السماح بوصول المساعدات برعاية الأمم المتحدة.

ووقع البيان ما يزيد على 35 من فصائل المعارضة المسلحة ومن بينها الجيش السوري الحر أكبر فصائل المعارضة المدعوم من تركيا ودول الخليج ودول غربية.

وقال البيان إن القصف الذي قتل العشرات خلال الأيام القليلة الماضية «غير مسبوق» ويعرقل عملية السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والتي تسعى واشنطن وموسكو إلى استئنافها.

وأكد البيان «عدم قبول الطرف الروسي كطرف راع للعملية التفاوضية لكونه شريكاً للنظام في جرائمه ضد شعبنا.» وأضاف أن القوات السورية المدعومة من روسيا تستخدم أسلحة محرمة دولياً «بما في ذلك النابالم والأسلحة الكيميائية وسط غياب أي توجه دولي واضح وفعال لوضع حد لجرائم الحرب الموثقة التي ترتكب بحق الشعب السوري.»

وفي المقابل، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إنه «يوجد في سوريا المئات من الجماعات المسلحة التي يجري تسليحها، وأراضي البلاد يجري قصفها بصورة عشوائية وإحلال السلام أصبح مهمة شبه مستحيلة».

وفي حلب المنكوبة بالصواريخ الفراغية والارتجاجية والقانابل العنقودية والبراميل المتفجرة على أنواعها، واصلت حصيلة المجازر الارتفاع بشكل متواتر وغير منضبط، ووصل عدد القتلى حتى السادسة والنصف مساء إلى شهيداً وعشرات الجرحى، نتيجة القصف الجوي للطيران المروحي والحربي الأسدي الروسي منذ ساعات الصباح، وسط مؤشرات عن إمكانية ارتفاع الحصيلة أكثر بسبب استمرار القصف ووجود عشرات الحالات الخطرة في المشافي الطبية التي أعلنت عن وصولها للطاقة الاستيعابية القصوى مما ينذر بتوقفها عن العمل.

وقال ناشطون إن الطيران المروحي لقوات الأسد استهدف عدة أحياء في المدينة بينها حي الهلك، موقعاً خمسة شهداء وعدداً من الجرحى، كما استشهد 4 آخرون في حي قاضي عسكري واثنان في حي القاطرجي بقصف جوي مماثل، قامت فرق الدفاع المدني بمتابعة مواقع القصف ونقل الجرحى للمشافي الطبية.

كما استهدف الطيران المروحي بالبراميل حي بستان الباشا موقعاَ سبعة شهداء وعدداً من الجرحى، في حين شن الطيران الحربي غارات بالصواريخ المحملة بالقنابل العنقودية على أحياء الشعار والأنصاري خلفت أكثر من 20 شهيداً وعشرات الجرحى، وحرائق في المباني السكنية وسيارات المدنيين.

أيضاَ لم تسلم أحياء الميسر والزبدية والشعار من قصف جوي مماثل من الطيران الحربي والمروحي، خلفت العديد من الشهداء والجرحى، وسط أنباء عن ارتفاع عدد الشهداء لتصل لأكثر من 10 شهداء في الشعار وستة في الميسر.

وتعرض مركز الدفاع المدني في مركز هنانو لقصف بالبراميل المتفجرة، استهدفت ساحة المركز، متسببة بأضرار كبيرة في المركز، وذلك بعد يوم من استهداف مراكز عدة للدفاع المدني في حلب وإخراجها عن الخدمة.

وفي أول تقدم بري رئيسي يتحقق في الهجوم الأخير استطاعت قوات الأسد والفصائل المتحالفة معها انتزاع السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني الواقع على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من حلب غير أن قوات المعارضة استردت المخيم في هجوم مضاد بعد بضع ساعات.

وقالت المعارضة إنها استعادت السيطرة على المخيم قبل أن يبدأ القصف. وقال قائد يدعى أبو الحسنين في غرفة عمليات المعارضة التي تضم الكتائب الرئيسية التي تقاتل لصد هجوم الجيش «استعدنا المخيم لكن النظام أحرقه بالقنابل الفوسفورية.. تمكنا من حمايته لكن القصف أحرق عرباتنا.»

واعترفت القوات الأسدية بأن المعارضة استعادت السيطرة على حندرات الذي كانت سيطرت عليه لفترة وجيزة يوم السبت في أول تقدم بري كبير لها في هجوم جديد لاسترداد حلب من أيدي المعارضة.

وتبين مقاطع فيديو لمواقع القصف حفراً ضخمة يصل قطرها وعمقها إلى عدة أمتار.

 

الديار :

إنها حلب من جديد، تشهد ام المعارك بين الجيش السوري وحلفائه المدعوم من روسيا من جهة والفصائل المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة الاميركية والسعودية ودول خليجية أخرى من جهة ثانية.
ما يجري اليوم في حلب وما سينتج منه لن يحدد مصير الصراع في سوريا فقط بل سيرسم مستقبل الكيان السوري وستكون له ارتدادات هامة على لبنان في المدى القريب والبعيد.
إن استعيدت حلب، وهذا ما يحصل، لان كل المؤشرات الميدانية تدلّ على ذلك، تبقى محافظة ادلب مفتوحة على خيارات معركة قد تكون الفاصلة في الحرب مع الفصائل المسلّحة، كما سيتمكن الجيش السوري من ملاقاة نظيره العراقي في المعركة على «داعش»، بعد ان بدأ الأخير معركة الموصل، لا بد من الجيش السوري ان يبدأ معركة الرقة، أولاً لتثبيت كماشة سورية ـ عراقية على معقلي «داعش» الموصل والرقة، لمنع الاكراد من استباقه الى مدينة الرقة وتوسيع نفوذهم في الشمال الشرقي السوري.
المعركة الكبرى بين أميركا وروسيا تجلت امس في مجلس الامن حيث رفع فيها مندوبو كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية سقف اتهاماتهم لروسيا بأنها تنفذ مع النظام السوري اعمالاً ارهابية، فيما المندوب الروسي ردّ باتهام واشنطن بتقديم الدعم لجماعات ارهابية بالسلاح، كما اتهم المعارضة بمنع دخول المساعدات الى حلب.
القصف الروسي على اشدّه في حلب على معاقل الارهابيين موقعاً قتلى وجرحى في صفوفهم مما جعل المعارضة المسلّحة تئن قائلة «ان مستشفياتنا لم تعد تتسع للجرحى».
ميدانياً، فقد استهدف الجيش السوري بالقصف المدفعي والصاروخي تجمعات ونقاط انتشار المجموعات المسلحة في مخيم حندرات شمال حلب التي اكدت المعارضة انها استعادت السيطرة على المخيم.
كما قتل وجرح عدد من المسلحين خلال اشتباكات بين فصائل «الجيش الحر» المدعومة من تركيا من جهة وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط قرية «يان يابان» قرب الحدود السورية ـ التركية في ريف حلب الشمالي.
واعلنت كل من الفصائل المسلحة الموجودة في ريف حلب الشمالي «احرار عرفات، أسود الاسلام، شهداء التوحيد، احرار مارع، كتيبة المدفعية، احرار جبرين، كتيبة الأسود» انضمامها الى ما يسمى «كتاب الصفوة» التابعة لـ«الجيش الحر».

ـ تشوركين : لا يمكن ان تستمر الحيل التكتيكية ـ

ماذا حصل في مجلس الامن امس؟
أعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن موسكو لن توافق بعد الآن على أي خطوات أحادية الجانب في سوريا، بعد أن لجأت واشنطن إلى حيل مكنت الإرهابيين من تعزيز قدراتهم.
وقال تشوركين في كلمة ألقاها أثناء الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في حلب، امس، إن روسيا استجابت مرارا لطلبات الولايات المتحدة بإعلان هدنة تتراوح مدتها من 48 إلى 72 ساعة، لكن ذلك كان يؤدي دائما إلى إعادة تموضع المسلحين وحصولهم على تعزيزات. ثم تم طرح طلب آخر هو تخلي الحكومة السورية عن طلعات طائراتها الحربية لمدة 3 ثم 7 أيام.
وتابع الديبلوماسي: «لا يمكن أن تستمر حيل تكتيكية كهذه بلا نهاية، فإننا لن نوافق بعد الآن على أي خطوات أحادية الجانب».
وأشار إلى أن كثرة المجموعات المسلحة الناشطة في سوريا، وكثرة الأطراف التي تقصف أراضيها جعلت عودة سوريا إلى حياة سلمية مهمة «شبه مستحيلة».
وقال تشوركين، خلال الجلسة التي عقدت بطلب من واشنطن ولندن وباريس، إن تطبيق الاتفاق الروسي -الأميركي يفتح طريقا للحل السياسي في سوريا. وأضاف أن لهذا الاتفاق أعداء كثيرين كانوا يسعون لتقويضه منذ البداية، «وهناك انطباع أن موقفهم غير البناء هو الذي تغلّب».
وأكد تشوركين أن الولايات المتحدة أخفقت في فصل المعارضة المعتدلة عن تنظيمات إرهابية في سوريا، ولم تفعل شيئا لحل هذه المشكلة.
وأكد تشوركين أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي مستمر في الحصول على الأسلحة من الغرب، والولايات المتحدة تتجاهل هذه الحقيقة.
أما بخصوص الوضع الإنساني في حلب فقال المندوب الروسي إنه كان ممكنا تطبيعه في الشهر الماضي وحتى في بداية الشهر الجاري، لكن تزمت المعارضة المتطرفة حال دون ذلك، ولم تفعل واشنطن شيئا إزاء هذه الحقيقة.
ولفت إلى أن الحكومة السورية تبذل قصارى جهدها لإخراج المدنيين من حلب، لكن مسلحي «النصرة» الذين أصبحوا القوة الكبرى الموجودة في شرق حلب، يمنعون خروجهم.

ـ دي ميستورا: نطالب بوقف إطلاق النار لـ48 ساعة لإيصال المساعدات  ـ

من جانبه طالب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في كلمته، أطراف الأزمة السورية بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي حلب.
وأعلن دي ميستورا أن عدد القتلى جراء الأعمال القتالية في ريف حلب منذ توقف سريان الهدنة بلغ 213 شخصا، وقال إن الأحداث المأسوية التي تمر بها حلب حاليا غير مسبوقة، مشيرا إلى أن وحدات المعارضة السورية تستخدم صواريخ تقتل المدنيين.
وشدد المبعوث الأممي الخاص على أن حوالى نصف المسلحين في شرق حلب ينتمون الى تنظيم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة)، كما لفت دي ميستورا إلى أن تدمير البنية التحتية شرق حلب أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المأسوية، مضيفا أن محاصرة طريق الكاستيلو أسفر عن توقف إيصال الأغذية إلى حلب.
وأكد دي ميستورا أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه، وشرح موقفه هذا قائلا: «استقالتي ستكون إشارة عن أن الأسرة الدولية تتخلى عن السوريين، والأمم المتحدة لن تتخلى عن السوريين وأنتم لن تتخلوا عن السوريين».
وفي ختام كلمته، أكد دي ميستورا أن فرص حل الأزمة السورية لا تزال قائمة.

ـ الجعفري: «أحرار الشام» يعتزم استخدام الفوسفور الأصفر ضد المدنيين  ـ

كشف مندوب سوريا بشار الجعفري أن تنظيم «أحرار الشام» المسلح يعتزم مهاجمة مستودعات المواد الكيماوية لضبط الفوسفور الأصفر من أجل استخدامه ضد المدنيين، مخططا لتوجيه اتهامات باعتماد الأسلحة الكيماوية للحكومة السورية.
وقال الجعفري إن بلاده تعتبر «أن إجراء هذا الاجتماع هو رسالة لتنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها مفادها أن الدعم والغطاء السياسي ما زالا قائمين وسلاح الإرهاب للضغط على الحكومة ما زال ناجعا».
واتهم الولايات المتحدة وحلفاءها والمجموعات المسلحة التي تخضع لسيطرتها بإفشال اتفاق وقف النار في سوريا.
وأكد الجعفري أن عملية القوات السورية في حلب تهدف إلى طرد الإرهابيين من المنطقة، مضيفا أن الجيش السوري دعا المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق المسلحين بعد فشل الهدنة واتخذ كل التسهيلات لخروج المدنيين وتأمين السكن لهم.
وأعلن المندوب السوري أن دمشق تستنكر جميع الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
كما قال المندوب السوري إن حكومة بلاده لن تتخلى عن شبر واحد من أراضيها، مؤكدا على أن الجيش السوري عازم على انتزاع السيطرة على مدينة حلب وريفها بالكامل. 
وأعاد الجعفري إلى أذهان المشاركين في الاجتماع عملية قتل الطفل الفلسطيني، عبد الله عيسى، على يد مسلحي «حركة نور الدين زنكي»، مشيرا إلى أن هذه الحركة كانت تسيطر مع تنظيم «جبهة النصرة» على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين بحلب.
وتساءل الجعفري في هذا السياق: «هل يتجرأ أحد في مجلس الأمن على تبرير دعم حركة نور الدين زنكي؟».
ولفت الجعفري إلى أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن أفشلت اعتماد بيان رئاسي أو قرارات تدين عمليات إرهابية في سوريا 13 مرة.

ـ باور تتهم موسكو ودمشق بشن «هجوم واسع النطاق» على حلب الشرقية ـ

وفي كلمتها اتهمت سامنثا باور، المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، موسكو ودمشق بشن هجوم واسع النطاق على حلب الشرقية، قائلة إن عشرات المدنيين قتلوا هناك خلال الأيام الثلاثة الماضية جراء غاراتهما الجوية.
وقالت باور إن الولايات المتحدة ستجهد لإعادة نظام وقف إطلاق النار في سوريا «بكل ما لديها من الأساليب»، متهمة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «لا يؤمن إلا بالحل العسكري في بلاده».
هذا وجددت المندوبة الأميركية دعوات واشنطن إلى موسكو لاستخدام تأثيرها في دمشق لوقف الأعمال القتالية في حلب. وبحسب باور فإن العملية العسكرية في شرق حلب تتناقض مع دعوات موسكو إلى الحل السلمي للأزمة السورية.

ـ بان كي مون يدعو جميع الأطراف إلى إنهاء «كابوس حلب» ـ

من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن امتعاضه من «التصعيد العسكري في حلب، التي تواجه الأعمال القتالية الأطول والأكثر كثافة منذ اندلاع النزاع في سوريا».
ودعا بان كي مون «جميع الأطراف المتورطة (في الأزمة السورية) لتكثيف عملها من أجل إنهاء هذا الكابوس»، على حد تعبيره.
ودان بان كي مون، بشدة، استخدام القنابل الحارقة خلال المعارك، معيدا إلى الأذهان أن «القانون الدولي يقول بوضوح ان اعتماد مثل هذا السلاح بصورة مستمرة في الأماكن المكتظة بالسكان يعد جريمة حرب». 

ـ مصر تدعو موسكو وواشنطن إلى تجاوز خلافاتهما ـ

بدوره، أكد مندوب مصر في الأمم المتحدة، عمرو أبو العطا، أن الشعب السوري يتحمل وحده عواقب فشل القوى الدولية في تجاوز خلافاتها.
وأعرب أبو العطا عن أسفه على فشل الهدنة في سوريا، داعيا موسكو وواشنطن إلى تجاوز الخلافات بينهما، في إطار من حسن النيات، بعيدا عن المزايدات والتراشقات الإعلامية.
وأشار المندوب المصري إلى أن ما يجري في سوريا هو حرب بالوكالة.

ـ الصين : الوضع لا يمكن أن يستمر طويلاً ـ

أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي أن الوضح الحالي في سوريا لا يمكن أن يستمر طويلاً.
وفي كلمة له خلال الجلسة، أكد أن بلاده تواصل دعم جهود المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في التوصل إلى حل سياسي في سوريا، داعياً الجميع إلى العمل على مواجهة جميع أعمال العنف.

ـ فرنسا: لانشاء آلية صارمة لوقف عمليات القتال بحلب ـ

ولفت مندوب فرنسا في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر إلى أن النظام السوري يقصف مدينة حلب بشكل عشوائي، مشيراً إلى أنها تمثل بالنسبة إلى النظام ما تمثله سراييفو في البوسنة.
وفي كلمة له خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن، أوضح أن النزاع في سوريا تسبب بأكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكد ديلاتر ضرورة وصول المساعدات الإنسانية، معتبراً أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى القضاء على بارقة الأمل التي كانت موجودة قبل أسبوع، مطالباً بانشاء آلية صارمة لوقف عمليات القتال في حلب أولاً ثم في كامل سوريا.

ـ رفض رعاية روسيا للمفاوضات ـ

على صعيد آخر،  وأعلن 33 فصيلاً مسلحاً أبرزهم «جيش الإسلام، الجبهة الشامية، حركة نور الدين الزنكي، فيلق الشام، الفرقة الأولى الساحلية» رفضها رعاية روسيا للمفاوضات.
وقالت هذه الفصائل في بيان مشترك إن العملية التفاوضية وفق الاسس الراهنة لم تعد مجدية ولا معنى لها.

ـ المعلم: قطر والسعودية وتركيا تدعم الارهاب ـ

واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم قطر والسعودية وتركيا بدعم التنظيمات الإرهابية في بلاده.
وقال المعلم في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة إن القصف الذي نفذه الطيران الأميركي على دير الزور وأودى بحياة عشرات الجنود السوريين يثبت أن الولايات المتحدة متواطئة مع تنظيم «داعش». ودان المعلم بـ«أشد العبارات» تلك الغارات واصفا إياها بـ «المتعمدة».
من جهة أخرى، أكد المعلم أن الحلول المفروضة على السوريين من الخارج مرفوضة، مرحبا بالوقت ذاته بأي جهد دولي لمحاربة الإرهاب في سوريا لكن بتنسيق مع الحكومة السورية.
وبيّن المعلم أن غياب هذا التنسيق يعتبر خرقا للسيادة وتدخلا سافرا وانتهاكا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا أن أي جهد يتم بدون هذا التنسيق لم ولن يحقق أي نتائج ملموسة على الأرض، مشيرا إلى أن ذلك يزيد الأمر سوءا وتعقيدا.
وقال إن «ما تسمى بالمعارضة المعتدلة ارتكبت جرائم لا تقل وحشية عن داعش»، مبينا أن أنقرة تدعم الإرهاب في سوريا عسكريا وبإشراف الاستخبارات التركية.

ـ لوقف التعاون مع «النصرة» ـ

ودعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وأميركا، كل فصائل المعارضة السورية إلى وقف تعاونها مع «جبهة النصرة».
جاء ذلك في بيان باسم وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة جون كيري، وبريطانيا بوريس جونسون، وفرنسا جان مارك إيرولت، وإيطاليا باولو جينتيلوني، وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، والمفوضة ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني، في ختام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجاء في البيان «نؤكد موقفنا المشترك، أن «جبهة النصرة» هي فرع لتنظيم القاعدة في سوريا، وهي تنظيم إرهابي وعدو للمجتمع الدولي».
وأشار البيان أن «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حاليا) ترفض التحول السياسي المتفق عليه وتهدد أي مستقبل ديموقراطي في سوريا. ودعا بيان المسؤولين الغربيين كل المجموعات المسلحة التي تحارب في سوريا إلى وقف أي شكل من أشكال التعاون مع «جبهة النصرة».
كما دعا البيان روسيا إلى الضغط على الحكومة السورية لضمان ايصال المساعدات الإنسانية، معتبرا ذلك شرطا ضروريا لاستئناف المفاوضات. كما دعا المسؤولون الغربيون في بيانهم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتسوية الأزمة السورية.

ـ اردوغان: نريد الانضمام الى أميركا ـ

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، امس، إن تركيا تريد الانضمام إلى الولايات المتحدة في عملية عسكرية لطرد تنظيم «داعش» في مدينة الرقة بسوريا إذا ما تم استبعاد المقاتلين الأكراد.
وأضاف اردوغان للصحفيين على طائرته عائداً من نيويورك بعد حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة «يجري وزير خارجيتنا وقيادتنا العسكرية محادثات مع الولايات المتحدة لبحث مسألة الرقة وأطلعناهم على شروطنا».
وتساند تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وفي تحالف تقوده الولايات المتحدة المقاتلين من العرب والتركمان ضدّ تنظيم «داعش».

 

الجمهورية  :

تحوّلت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 28 أيلول إلى ما يشبه «خبريّة راجح»، إذ انهمكت الأروقة السياسية والإعلامية بنوع من التسريبات والتوقعات التي تنتظر قرار الرئيس سعد الحريري العائد أمس الأول إلى لبنان، حول ما إذا كان سيعطي «كلمة السرّ» لانتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية أو الاستمرار في ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. لكنّ عودة الحريري «الصامتة» أطلقت موجة من التوقعات والتساؤلات، في ظل تصميم «التيار الوطني الحر» على برنامجه التصعيدي، فيما تبدو روزنامة الحركة السياسية اللبنانية متخمة بالإستحقاقات السياسية والمطلبية أهمها جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء المقبل، يليها احتمال انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، إضافة إلى التمديد لقائد الجيش اللبناني جان قهوجي.

على إيقاع ما يحصل في سوريا وتحديداً التصعيد العسكري في حلب وانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن بناء على طلب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وقبل يومين على موعد الجلسة الخامسة والأربعين لانتخاب رئيس الجمهورية بعد غد، شكّلت عودة الحريري مناسبة قد تتّضِح من خلالها المواقف من الإستحقاق بعدما تعددت الروايات والسيناريوهات التي تحدثت عن اقترابه من التراجع عن ترشيحه لفرنجية لمصلحة عون على رغم من بيانات النفي والتوضيح التي صدرت عن قياديين في «المستقبل» عقب بيان كتلته النيابية الثلثاء الماضي الذي أكد المضيّ في ترشيح فرنجية وعدم وجود أي قرار بالإقتراب من عون.

وبعد عودة الحريري قالت مصادر «المستقبل» لـ»الجمهورية» انّ هذه العودة «كانت مرتقبة ولم تفاجىء أحداً وانّ التسريبات التي انتشرت في الأيام الأخيرة انتهت فاعليتها، والأيام المقبلة ستأتي بالوقائع التي لا تتحمّل التأويل».

واستبعدت هذه المصادر ان تكون للحريري ايّ جولات سياسية، مترقبة لقاءات حزبية ولمجموعة من الأصدقاء في «بيت الوسط» ومشروع زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري التي لا بد منها في انتظار اجتماع كتلة «المستقبل» غداً وما يمكن ان تشهده لقاءات ساحة النجمة في جلسة 28 أيلول، والتي ستضاف الى لائحة الجلسات السابقة.

واللافت انه لم يعلن عن ايّ لقاءات او استقبالات للحريري منذ عودته وحتى مساء أمس خارج إطار فريق المستشارين وبعض الأصدقاء وافراد العائلة، ولم يُكشف عن برنامجه للأيام المقبلة.

وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري سيجري جولة مشاورات تشمل الى بري، فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميّل، على أن ينهيها باجتماع مع كتلته النيابية ليبني على الشيء مقتضاه. وإذ رجّح البعض ان يلتقي عون ضمن هذه المشاروات، إستبعد بعض اصدقاء «بيت الوسط» حصول مثل هذا اللقاء، ما لم يتبلور موقف إقليمي ما يشتمّ منه تأييد ترشيح عون.

لكنّ احد النواب «المستقبليين» رجّح ان يكون مصير جلسة الانتخاب يوم الاربعاء كسابقاتها، مشيراً الى انّ الحريري سيلتقي بري وفرنجية، على ان تدعى طاولة الحوار الى جلسة قريباً في عين التينة يشارك فيها عون وفرنجية ويكون على جدول اعمالها موضوع الاتفاق على رئيس للج<