تنتشر في مجتمعاتنا اليوم ظاهرة الزواج المبكر للفتيات في ظاهرة اجتماعية تعاني منها مختلف الدول في وطننا العربي ولا يخفى ما لهذه الحالة من مخاطر كبيرة ولما تحمل من  مسؤوليات معنوية ومادية على الطرفين وهما لا يزالان في مقتبل العمر .
ونرى الآن عددا كبيرا من الشبان والفتيات اللواتي لا يتعدى عمرهم سن الخامسة عشرة فمنهم من يتزوج بالخفاء عن الأهل ومنهم من يتزوج بالموافقة منهم ولذا تعتبر هذه الظاهرة مسؤولية الجميع من الاهل والابناء على حد سواء .
ولتسليط الضوء على هذه الحالة أكثر ومعرفة سلبياتها وايجابياتها فقد وجدنا أن الزوج المبكر يأتي نتيجة الوضع المعيشي من فقر ومن جوع أو من مرض قاتل أو لمنع الانخراط بمواضيع قد تسبب المشاكل للفتاة بالاضافة الى المخاطر التي قد تتعرض لها الفتاة في سن الثالثة عشرة او الرابعة من الزواج المبكر وكذلك الشاب الذي لا يتجاوز سن السادسة او السابعة عشرة فهو لا يعرف المسؤوليات والواجبات التي عليه ان يقدمها الى زوجته وهل هناك من تفاهم فيما بينهم للاتفاق على مشروع الزواج ؟، هذا الأمر يجب أن يأخذه الكبار من الاهل  بمحمل الجد لانه رابط سيستمر سنوات طويلة او لربما قليلة ؟

أجرينا بعض التحقيقات مع الشبان والفتيات وعن زواجهم المبكروللاطلاع على الموضوع اكثر فقد
الاول شاب في السادسة عشر من العمر متزوج من فتاة في الرابعة عشرة وهو مازال ياخذ مصروفه من اهله وهي ما زالت تلعب بعرائسها . سالنا فتاة ما هي مسؤوليات الرجل؟ فقالت هناك مسؤوليات كثيرة فكررنا السؤال ذاته الى الشاب ما هي المسؤوليات الذي يجب ان يقدمها الرجل للفتاة فاجاب المال وهناك اشياء اخرى فكان الجميع يقول العباراة ذاتها. فندرك عندها بأنهم لا يدركون معنى كلمة زواج والبعض الاخر الذي تزوج من فتاة في الثالثة عشرة توقفت عن المدرسة بسبب زواجها المبكر فهو لا يريد ان تكمل دراستها ويقول (أنا اربيها على يدي وغيره وغيره الذي يقول احسن ما تكون معرّفي على احد غيري )
اما الفتيات اللواتي بدأنا بالحنين الى ايام المدرسة الى اللهو واللعب والانخرائط بين الفتيات اللواتي بعمرهن لكن هم الان اصبحوا في القفص الذهبي وجميعهم في منازل عائلاتهم
.
في القرن القديم كان الجميع يقدم على هذه المرحلة بالزواج المبكر نظرا للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) وهناك عبرة تقول في قصة المرأة التي زوّجها أبوها وهي كارهة فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأن أباها يريد إكراهها على الزواج، فخيّرها بين إمضاء الزواج أو إلغائه، وهنا قالت المرأة: "قبلت اختيار أبي، ولكنّي أردت تعليم النساء حقهن في الاختيار."
لكن الحياة المعشية القديمة تختلف عن اليوم بالغلاء بشراء بيت أو أستئجاره وهذا كله تكاليف كبيرة على شاب في مقتبل عمره أن يتحمل مسؤولية لن تدوم أكثر من بضع سنوات وهناك أيضا الولادة والمصروف والمستلزمات والأدوات المنزلية وتشمل أشياء كثيرة فنحن لم نعد نقيم في أحياء صغيرة وبيوت صغيرة.
جمعنا بعض فوائد ومخاطر الزواج المبكر وهم:
فوائد الزواج المبكر:
1- عدم ارتكاب الفحشاء
2- غض البصر: المؤمن مطالب بغض بصره يقول الله عز وجل: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
3- كثرة الذرية: كلما تزوج الشاب ذكراً كان أو أنثى مبكراً كان ذلك سبباً في إنجاب الذرية الكثيرة، وفي ذلك فوائد: منها تكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم"(11) ومن الفوائد: أن هذه الذرية تعينه إذا بلغ من الكبر عتياً.

مخاطر الزواج المبكر:
1- للزواج المبكر العديد من المخاطر والأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وتعتبر مخاطر الحمل المبكر أحد أبرز المخاطر الناجمة عنه، وقد يؤدي الحمل المبكر إلى زيادة نسبة التعرض لمضاعفات الحمل مثل فقر الدم وتسمم الحمل وهو ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأم والجنين.
2- كما أن الولادة المبكرة لها تأثيرها المباشر على زيادة نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى أنجاب مواليد ناقصي الوزن وهو ما يجعل هؤلاء المواليد أكثر عرضة للمخاطر الصحية، كما قد يؤدي الإنجاب المبكر إلى زيادة معدلات الإجهاض وإلى زيادة الإصابة بالعدوى البكتيرية مثل حمى النفاس نتيجة لضعف مقاومة الجسم وسوء التغذية.
3- أما عن الأضرار الاجتماعية للزواج المبكر فهي عديدة ولكن أبرزها يتمثل في تحمل الزوج أو الزوجة مسؤولية اجتماعية قد تكون أكبر من أن يستطيعا تحملها،ولربما سيؤدي الى الطلاق.
4- أما عن الأضرار الاقتصادية فأنها عديدة ومن أبرزها أنه غالياً ما يسهم الزواج المبكر في عدم إكمال احد الزوجين أو كلاهما التعليم مما يؤدي إلى تقليل فرص الحصول على عمل ملائم ومجدي، كما ويعتبر الزواج المبكر عائقاً لتنمية المعارف الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى زيادة العبئ المعيشي للأسرة نتيجة زيادة عدد أفراد الأسرة بسبب الحمل المبكر وبالتالي زيادة معدلات الفقر في المجتمع وخلافه.
وهناك كلمة لمفتي جمهورية مصر يقول أن الزواج المبكر من القاصرات هو في حكم الزنا.
ويقول مفتى مدينة بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا العمارنة من دعاة الزواج المبكر، وهو يستند في ذلك إلى حجج مستقاة من السنة النبوية المطهّرة، لأن "الشرع حث على تزويج الشاب وتزويج الفتاة". ويضيف: "قال عليه الصلاة والسلام: "اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". فالأصل هو الزواج في السن المواكبة للبلوغ، وينطبق ذلك على الذكر أو الأنثى، لأنه استجابة للحاجة النفسية والجسدية.
وقد سألنا سماحة السيد ياسر أبراهيم نائب رئيس اللقاء العلمائي اللبناني في لبنان فقال :
لقد حث الاسلام على الزواج واعتبره حصانة للانسان من الانحراف , فقال رسول الله ص " الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني " وقال ايضا " مَن تزوج فقد احرز نصف دينه فليتق الله في النصف الاخر.
" .وهذه الاحاديث وغيرها تؤكد ان الاسلام يعتبر الزواج امرا ضروريا للمرء كي يتحصن ويمتنع عن ارتكاب الحرام , وفي روايه عن الامام الصادق عليه السلام انه قال " ما بني في الاسلام بنيان احب الى الله من التزويج " , هذا كله يدل على الحث والتأكيد على مشروع الزواج وعلى أهميته بالنسبة للمسلم , حيث ان الزواج هو مشروع استقرار للانسان لان الزواج حاجة فطرية للانسان ولا بد منه , ونفهم من هذه الاحاديث ومن التأكيد على الزواج ان الاسلام يريد الزواج المبكر لان سن البلوغ والتكليف مبكرا فلذلك ينبغي على الانسان بنظر الاسلام ان يسعى للتحصن من الحرام ومن الانحراف بقدر استطاعته