شارك أمين عام دار العلم  للإمام  الخوئي  السيد جواد الخوئي في المؤتمر العالمي للأديان والثقافات من أجل السلام الذي أقيم في مدينة أسيزي الإيطالية برعاية مؤسسة سانت ايجيديو الكاثوليكية الإيطالية.

إستمر المؤتمر 3 أيام وإختتم يوم أمس الثلاثاء  بحضور البابا فرنسيس, وكان للسيد الخوئي كلمة بعنوان :" العراق إنهاء الأزمة " تحدث فيها بمواضيع مختلفة.

 

مرجعية النجف تدعو إلى عيش مشترك:

قال السيد الخوئي :" مرجعية النجف تدعو الى عيش مشترك والتعايش السلمي والسلم الأهلي، وأدنى حد منه عدم التعدي والتجاوز بسب وهتك مقدسات ورموز الآخرين" وأضاف :"  إننا بحاجة إلى مشروع مصالحة جادة وحقيقية واستراتيجية شيعية-شيعية، سنية-سنية، وسنية-شيعية ومن ثم مشروع مصالحة تنهينا الى المشروع المقدس، أي المواطنة الحقيقية، بعيدا عن الإثنيات والقوميات، وعابرة للأديان والمذاهب، حتى نبني وطنا للجميع وتحترم فيها الكرامة الانسانية وتحقق العدالة الإجتماعية."

 

إقرأ أيضا : الإمام الطيب والدعوة إلى التجديد في الإسلام

السيد السيستاني أصّل التعايش السلمي بمنهج عملي بعيدا عن الشكليات غير المنتجة:

تلم السيد الخوئي :" كم نحن بحاجة في مثل هذه الأيام الصعبة الى فكر القديس فرنسيس الذي كان يدعوا دوما الى احترام البيئة بل كل مخلوقات الله تعالى حيث يعتبرها مرآة الخالق ويحث دوما على الحوار بين جميع البشر" مضيفا :" في النجف لدينا مرجع اعلى للمسلمين الشيعة في العالم، ألا وهو الإمام السيستاني يؤمن بالتعايش السلمي بين ابناء المذاهب الاسلامية من سنة وشيعة، كما وبينهم وبين ابناء الاديان الاخرى، مؤكدا إن سماحته قد أصّل ذلك بمنهج عملي يبتعد عن الشكليات غير المنتجة لحساب المضمون الذي يكرس ثقافة التقارب والتحابب والتعايش بين أبناء الشعب العراقي، وقد عبر في ظل اوضاع طائفية مقيتة عن “أهل السنة انهم أنفسنا".

تابع السيد الخوئي :" ن حرمة الإنسان ـ بغض النظر عن دينه ومعتقده ـ أصل ثابت في الإسلام، فالإنسان بنفسه مستوجب للاحترام ما لم يعتدِ أو يفسد، ويحظر ظلمه والاعتداء عليه وإلحاق الأذى به ومضارّته، بل يجب الدفاع عنه في مقابل ما يتعرض له من الظلم.. ولا مخرج عن هذا الأصل إلا مجازاة الاعتداء بالمثل أو الإفساد في الإرض".

أكثر اللاجئين في الغرب هم مسلمون :

طرح السيد الخوئي تساؤلات فقال :" ما هو  سبب كثرة لجوء المسلمين إلى الغرب، فهل هي صدفة، ولماذا لم نرى العكس؟! قائلا إن غياب التعليم والصحة والثقافة والعدالة اجتماعية والمساوات والكرامة البشرية والحرية والديمقراطية في الدول الإسلامية، كلها تدفع الملايين إلى اللجوء، بعد أن كثر القتل، والنزوح، والتهجير وظهور داعش وأخواتها".

متابعا :" إذن أين هي المشكلة وكيف الحل؟ لماذا انا أمشى في شوارع أوروبا بزيي الرسمي بحرية كاملة ولا أتجرأ ذلك في ٩٠٪‏ من الدول الاسلامية؟ لماذا يحرم حتى التفكير بأن يحكم العراق مسيحيا او إيزيديا او صابئيا؟ ويستحيل وزير دفاع شيعي في السعودية، ولا يعقل وزير داخلية سني في ايران؟ وضرب من الخيال رئيس كردي في تركيا وهكذا في باقي الدول."

 

الحل بالاعتراف بالتقصير ووجود الفكر المتطرف في ثقافتنا :

عبر السيد الخوئي بجرأة  عن أزمة التكفير وقال :" إن الدين يفهم انتقائيا ويقرأ مغلوطا ويعلم مشوها، كما إنه يمزج بالمصالح الحزبية والفردية، قائلا إن الحل ليس في التملص من داعش والقول بأنهم هم ليسوا بمسلمين، بل ينبغي ان نمتلك الشجاعة الكافية ونكون صريحين ونشخص المشكلة الحقيقية ونعترف  بأنهم مسلمون يعتمدون على نصوص اسلامية."

وتابع :" يجب أن نتساءل بأنهم لماذا فهموا الدين بهذا الشكل، فاين هي المشكلة، وما هي تلك المدارس الفكرية والنصوص الدينية التي تحث على هذا العنف والتطرف؟"

 

إقرأ أيضا :  تاريخنا معظمه كذب ووهم... كيف نعالج الأمر؟

التكفير متبادل بين السنة والشيعة : 

قال عن االتكفير السني  : " إن المفتي الاكبر للمملكة العربية السعودية يكفر ٨٠ مليون مسلم بعد أن حكم على الإيرانيين بالمجوس، ومعلوم ما هو حكم الكافر".

مؤكدا :" إن الفكر الداعشي ليس غريبا في العالم الاسلامي، بل هو موجود منذ مئات السنين، ومنذ القرن الاول للهجرة، فما علينا سوى إلقاء نظرة سريعة لكثير من مناهج الدينية في الدول الاسلامية، فهناك الملايين ممن هم دواعش والآلاف من الانتحارين في العالم الاسلامي بالقوة والاستعداد..."

وتحدث عن التكفير الشيعي  : " إذا أخرجنا داعش من الاسلام وكفرناهم صرنا نحن دواعش نقسم الجنة والناركما شئنا، قائلا إننا بحاجة في مثل هذه الأيام الصعبة الى فكر القديس فرنسيس الذي كان يدعوا دوما الى احترام البيئة بل كل مخلوقات الله تعالى حيث يعتبرها مرآة الخالق ويحث دوما على الحوار بين جميع البشر."