لا رئيس للجمهورية  في 28 ايلول , واللعب على المتغيرات الاقليمية أوقع لبنان في الفراغ الى حين

 

السفير :

تأزمت على كل المحاور. الهدنة التي كان يفترض أن تجلب بعض السكينة للسوريين، تحولت الى نقمة كان كثيرون يخشونها. ثلاثمئة خرق من جانب المسلحين لأيام التهدئة، عجّلت بنعيها. غارات «التحالف» على دير الزور السبت الماضي، جاءت تتويجاً دموياً لدفن «التفاهم» الأميركي ـ الروسي. «الحمامة» جون كيري أعلن على ما يبدو استسلامه لرؤية «صقور» الإدارة الأميركية بأن التعاون مع موسكو ودمشق ليس مستحباً. وذهب وزير الخارجية الاميركي أبعد من ذلك عندما حمّل الجيش السوري مسؤولية الغارات على مواقع الجيش في دير الزور!
ولهذا، لم يعد غريبا أن الجيش السوري أعلن امس انتهاء التهدئة التي قالت موسكو إنها أصبحت من دون معنى، في تطور سيثير الكثير من التجاذب السياسي في أروقة الجمعية العامة للامم المتحدة التي تفتتح أعمالها في نيويورك اليوم، ويخشى أن تزيد تعقيدات المشهد السوري، ما لم تثمر اللقاءات التي ستجري هناك مخارج سريعة.
وبينما تبادل الروس والأميركيون الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل، كان الغزو التركي يتمدد شمالا، بهدوء. رجب طيب اردوغان قال قبل توجهه الى نيويورك، إن «المنطقة الآمنة» التي يقيمها على الحدود يُمكن أن تمتدّ، على مساحة تصل إلى خمسة آلاف كيلومتر مربع، مشيراً إلى تطهير حوالي 900 كيلومتر مربّع في إطار عملية «درع الفرات».
وعلى الصعيد الميداني ايضا، أحبط الجيش السوري محاولات تسلل لمسلحي «داعش» في محيط الكلية الجوية في ريف حلب الشرقي وأوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، فيما تولت «جبهة النصرة» محاولة الهجوم على محاور جنوب غرب حلب. وبحسب «المرصد السوري» المعارض فقد نفذ الطيران السوري والروسي نحو 35 غارة في منطقة حلب مساء امس، في وقت تحدثت الأمم المتحدة عن مقتل 18 في إحدى الغارات التي أصابت قافلة للإغاثة في غرب حلب. وحتى التسوية التي لاحت في الأفق في حي الوعر في حمص، تلاشت فجأة بعدما رفضت الأمم المتحدة الانخراط في تنفيذها لإخراج المسلحين، وإعادة بسط سلطة الدولة.
واذا لم يكن إيقاع التدهور الميداني والتراشق الروسي ـ الأميركي كافيا، فإن السعودية ومعها قطر، تولت تجديد القصف السياسي من نيويورك على دمشق. الرياض التي استبقت امس اجتماعا لـ «المجموعة الدولية لدعم سوريا» اليوم لتقييم الوضع السوري، جمعت ما توفر من مدعوّين، بينهم المنسق العام لـ»الهيئة العليا للمفاوضات» السورية رياض حجاب، لتعيد الإعلان انه لا يمكن أن يكون الأسد جزءاً من مستقبل سوريا لأنه «فقد شرعيته».
كيري
ورد كيري على الاتهامات الروسية للأميركيين بعدم الالتزام بالشق المتعلق بهم في ترتيبات التهدئة، بالقول إن الروس «أخفقوا»، ما يعني أن الانتقال الى المرحلة الثانية من تطبيق ترتيبات «التفاهم»، أي تشكيل غرفة العمليات المشتركة، ليس ممكناً.
وأوضح الوزير الأميركي «لم نحصل على سبعة أيام من الهدوء وتوزيع المساعدات الإنسانية».
وعند سؤال الصحافيين لكيري في نيويورك عن بيان الجيش السوري بإنهاء وقف إطلاق النار، قال إنه لا يزال هناك وقت لإنقاذ الهدنة، مضيفاً «كان من الأفضل أن لا يتحدثوا اولا الى الصحافة، وأن يتحدثوا الى الأشخاص الذين يتفاوضون فعلا على الأمر». وتابع «حان وقت إنهاء المزايدات، وحان وقت العمل الجاد لتوصيل المساعدات الإنسانية الضرورية، ولذلك فقد بدأتُ أمس فقط في رؤية حركة حقيقية للمواد الإنسانية، ولنرَ أين سنصل. سيسرنا أن نجري حديثا معهم» في إشارة الى الجانب الروسي.
وحمَّل كيري الجيش السوري مسؤولية الغارة التي نفذها «التحالف الدولي» ضد القوات الحكومية في دير الزور، معتبراً أن «انتهاك القوات السورية لوقف إطلاق النار ومنعها دخول القوافل الإنسانية أعاق بدء التنسيق الكامل بين روسيا والولايات المتحدة»، ما أدى لـ «الحادث المريع» يوم السبت.
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي «سنستشير نظراءنا الروس لحثهم على الاستمرار في استخدام نفوذهم على الاسد حتى ينتهي ذلك. لقد رأينا تعليقات منسوبة للجيش السوري، ترتيباتنا مع روسيا، المسؤولة عن التزام النظام السوري، لهذا نتوقع من روسيا تفسير موقفهم (إعلان وقف الهدنة)».
الجيش السوري
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية قد أعلنت «انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتباراً من الساعة السابعة من يوم 12-9-2016 (الاثنين الماضي) بموجب الاتفاق الروسي الأميركي»، الذي تم التوصل إليه في التاسع من الشهر الحالي.
وأوضحت في بيان أن «المجموعات الإرهابية المسلحة ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده حيث تجاوز عدد الخروقات التي ارتكبتها أكثر من 300 في مختلف المناطق»، مضيفة أن تلك المجموعات «استغلت نظام التهدئة المعلن وقامت بحشد المجاميع الإرهابية ومختلف أنواع الأسلحة وإعادة تجميعها لمواصلة اعتداءاتها على المناطق السكنية والمواقع العسكرية والتحضير للقيام بعمليات إرهابية واسعة، خاصة في حلب وحماه والقنيطرة».
روسيا
ندد قائد الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي بالولايات المتحدة التي لا تملك «وسيلة فعالة للضغط على المعارضة في سوريا»، معتبرا أنه «على ضوء عدم احترام المتمردين وقف إطلاق النار، فإن التزام قوات الحكومة السورية به من طرف واحد لا معنى له». واتهم «الولايات المتحدة والمتمردين الذين تسيطر عليهم والذين يعرف عنهم بالمعارضة المعتدلة، بعدم احترام أي من التعهدات التي نص عليها اتفاق جنيف».
وقال رودسكوي «إن الطرف الروسي لا يلاحظ على الأرض انفصالا بين المعارضة وجبهة النصرة، بل على العكس تحالفا وتحضيرات تجري لهجوم مشترك»، معتبراً أن واشنطن لا تملك أي أدوات للضغط على «المعارضة المعتدلة» المسلحة، و «ليست على أدنى دراية بالوضع في سوريا، وأن الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي مؤخرا لمواقع الجيش السوري (في دير الزور) خير شاهد على ذلك».

 

النهار :

مع بداية الاسبوع الاممي في نيويورك الذي استبقت فيه قضايا اللاجئين افتتاح الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة، اتسمت المشاركة اللبنانية الرسمية في اليوم الأول من هذا الأسبوع الدولي بأهمية بارزة سواء لجهة اعلاء صوت لبنان في شأن أزمة اللاجئين السوريين الذي يعتبر من أكبر البلدان تأثراً بتداعياتها وضخامتها، أم لجهة الصورة الرسمية والحكومية التي تشكل اختباراً دقيقاً للبنان في كواليس المنظمة الدولية وسط احتدام ازمته الداخلية.
والواقع أن طرح مسألة اللاجئين السوريين في لبنان من الباب العريض رسم ملامح تأثيراتها العميقة على الواقع الحكومي والسياسي بدليل تزامن القاء كلمة رئيس الوزراء تمام سلام في الامم المتحدة عن هذه القضية مع مبادرة وزير العمل سجعان قزي الى طرح مشروع خطة تفصيلية لمعالجة الامر الذي رسم معالم رأى فيها البعض انعكاسا لتباينات داخل الحكومة فيما أدرجها البعض الآخر في تكامل الطرحين.
ومع ذلك تجاوزالحضور الرسمي اللبناني في نيويورك في الشكل على الأقل الأزمة الحكومية من خلال مشاركة "منسجمة" في الحدود الدنيا لوزير الخارجية جبران باسيل في الوفد الرسمي الى جانب الرئيس سلام ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام والفريق الاستشاري المرافق لرئيس الوزراء. أما مضمون الموقف اللبناني فأعلنه الرئيس سلام أمام مؤتمر الأمم المتحدة للاجئين والنازحين حيث فصل وقائع الاعباء التي يعانيها لبنان جراء أزمة اللاجئين، محذراً من أنه "ما لم تبذل الاسرة الدولية جهوداً كبيرة في هذا المجال فإن لبنان معرض لخطر الانهيار". وطرح على الامم المتحدة تصوراً تفصيلياً لحل هذه الأزمة من أبرز خطواته "وضع خريطة طريق مفصّلة لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان الى بلدهم في غضون ثلاثة أشهر، وتحديد حصص دول المنطقة وغيرها لكي تشارك لبنان في الأعباء على أن تبدأ مفاوضات تفعيل جهود إعادة توزيع النازحين خارج لبنان قبل نهاية السنة الحالية". وأعلن سلام أن "ما فعله اللبنانيون باستضافة مليون ونصف مليون نازح سوري هو عمل غير مسبوق وما فعله اللبنانيون بانفاق 15 مليار دولار لا يملكونها في غضون ثلاث سنوات هو أيضاً عمل غير مسبوق "ليخلص الى التساؤل: "متى سيفعل العالم شيئاً من أجل لبنان؟".
وأفاد مندوب "النهار" الى نيويورك مع الوفد اللبناني أن اطلالة الرئيس سلام في اليوم الأول من أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت بحسب أوساط ديبلوماسية عالية النبرة في مقاربة لبنان لملف اللاجئين السوريين وذلك للمرة الأولى في مخاطبة المجتمع الدولي. وقد جاءت دعوة سلام الى تكثيف المساعدات الدولية وإعلان خطة لاعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم او توزيعهم بمثابة تطبيق لخطة "إعلاء الصوت" من الآن فصاعداً، لكن هذا التوجه اللبناني ينتظر تفاعل قضيته في المؤتمر الثاني للاجئين الذي دعا اليه الرئيس الأميركي باراك اوباما وعدد من الدول اليوم في نيويورك، علماً أن سلام بدا حذراً في إبداء التفاؤل بما يمكن أن يحصل عليه لبنان من دعم.

 

قزي
في غضون ذلك، لم تغب معالم التباينات الداخلية حول هذا الملف في ظل المأزق الحكومي الأخير من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في بيروت وزير العمل سجعان قزي مبادراً الى طرح مشروع تنفيذي لعودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، خصوصاً أن قزي انتقد بحدة ذهاب الوفد اللبناني الى نيويورك من دون موقف موحّد. وقد أطلق مشروعه على أساس "انتهاء زمن التكيّف مع مطالب المجتمع الدولي ومشاريعه وبداية زمن تكيّف المجتمع الدولي مع مطالب لبنان ومشاريعه". واذ كشف أنه سيطرح مشروعه على اللجنة الوزارية المعنية بملف اللاجئين السوريين، اعتبر أن مشروعه "هو أول محاولة جدية لعرض خطة تنفيذية مع روزنامة لعودة النازحين السوريين الى سوريا". وقال: "كل ما يتقرر في نيويورك خارج اطار مشروع اعادة النازحين الى سوريا لسنا معنيين به وأنا كوزير عمل غير معني به ولن يدخل عتبة هذه الوزارة". ولفت الى أن الوفد اللبناني ذهب الى نيويورك "من دون أن تتم دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد ولو في جلسة تشاورية" ومع ذلك أكد أنه يؤيّد موقف الرئيس سلام هناك "لأنه تكملة للكلام الذي قاله في القمة العربية الاخيرة في موريتانيا".

 

 

المستقبل :

«متى سيفعل العالم شيئاً من أجل لبنان»؟ سؤال واضح وصريح طرحه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من على أعلى منبر أممي يحاكي فيه الضمير العالمي المتلكئ عن تحمل مسؤولياته المفترضة إزاء تداعيات أزمة النزوح السورية على دول الجوار وحلقتها اللبنانية الأضعف، سيما وأن اللبنانيين باتوا أمام «تحدٍ وجودي» من المستحيل التعامل معه وحدهم، ليخلص في الكلمة التي ألقاها خلال قمة الأمم المتحدة للاجئين والنازحين في نيويورك إلى توجيه تحذير محوري للعالم بأسره أنذره فيه بأنّ «لبنان معرض لخطر الانهيار» ما لم يُسارع المجتمع الدولي إلى وضع تصور جدي عملاني لإعادة «آمنة وكريمة» للنازحين ومشاركة الدولة اللبنانية الأعباء التي ترزح تحتها جراء هذه الأزمة. في حين كانت لسلام إطلالة أممية أخرى خلال ترؤسه مع وزير الخارجية التركية طاولة مستديرة حول الجهد والتعاون الدوليين حيال القضايا المتعلقة بالنزوح، جدد فيها الإعراب عن رفض لبنان الرسمي «المطلق للاندماج ومنح الجنسية أو أي شكل من أشكال التوطين الدائم»، مشدداً على وجوب أن «تذهب الأسرة الدولية هذه المرة إلى أبعد من إطلاق التعهدات وأن تبدأ تطبيق خطوات محددة لمواجهة تبعات التحولات الديموغرافية الهائلة التي حصلت في بعض بلداننا» (ص 2).

وكان قادة الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، وعدوا بتحسين مصير ملايين اللاجئين في مواجهة أزمة هجرة ولجوء غير مسبوقة، لكن من دون تحديد أهداف بالأرقام، ما أثار استياء المنظمات غير الحكومية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى تغيير المفهوم السائد عن اللاجئين والمهاجرين، وشدد في افتتاح قمة الأمم المتحدة حول تحركات اللاجئين والمهاجرين الكبيرة على أهمية «وضع حقوق الإنسان لجميع اللاجئين والمهاجرين في قلب التزامات المجتمع الدولي«، وقال «عندما نترجم إعلان نيويورك الذي اعتمدناه هنا اليوم إلى واقع: سيتمكن مزيد من الأطفال من الذهاب إلى المدرسة. وسيتمكن مزيد من العمال من الحصول بشكل آمن على عمل في الخارج، بدلاً من أن يكونوا تحت رحمة المهربين المجرمين. وسيصبح لمزيد من الناس خيارات حقيقية حول ما إذا كانوا يريدون العودة بمجرد أن ينتهي الصراع. إن جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة يدفع بتلك الأهداف قدماً«.

وفي هذا الخصوص، أطلق بان حملة أممية جديدة بعنوان «معاً - كفالة الاحترام والسلامة والكرامة للجميع»، تدعو إلى دحض خطاب الكراهية. وقال لدى إطلاق الحملة «بالعمل معاً، يمكننا الرد على ازدياد كراهية الأجانب وتحويل الخوف إلى أمل«. ودعا قادة العالم إلى الانضمام إلى هذه الحملة والالتزام بإعلاء حقوق وكرامة جميع من أجبرتهم الظروف على الفرار من منازلهم بحثاً عن حياة أفضل، وأضاف أن إعلان النيات هذا يلزمهم «حماية الحقوق الأساسية للاجئين والمهاجرين» وزيادة الدعم للدول التي تستقبلهم والتي لم تعد قادرة على تحمل الأعباء وتشجيع تعليم الأطفال اللاجئين، داعياً إلى تغيير المفهوم السائد عن اللاجئين والمهاجرين.

وفي سياق رفضه أن تكون هذه القمة مناسبة «لتبادل التهاني»، انتقد المفوض الأعلى لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين بشدة «المتعصبين والمخادعين» الذين «يرفضون تحمل المسؤوليات» من خلال استقبال مزيد من اللاجئين على أراضيهم.

وقال «يبدو أن كثيرين نسوا الحربين العالميتين وما يحصل عندما يتم تأجيج مشاعر الخوف والغضب بإنصاف الحقائق والأكاذيب الفاضحة«، وأضاف «الحقيقة المرة هي أنه تمت الدعوة لعقد هذه القمة لأننا فشلنا في إنهاء الحرب» في سوريا فقوبل بتصفيق حاد.

وتقدر الأمم المتحدة عدد من هربوا من مواطنهم في العالم بـ65 مليون شخص من بينهم 21 مليون لاجئ فروا من الاضطهادات والفقر والنزاعات. وخلال عامين قضى 7 آلاف رجل وامرأة وطفل غرقاً في المتوسط أثناء محاولتهم الوصول الى أوروبا.

ويهيمن على هذه القمة النزاع في سوريا الذي دخل عامه السادس وأسفر عن سقوط أكثر من 300 ألف قتيل ونزوح أكثر من 9 ملايين شخص داخل البلاد ولجوء 4 ملايين آخرين الى دول مجاورة أو الى أوروبا.

وقال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، إن السعودية هي الدولة الثالثة عالمياً من حيث تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية، إذ بلغت المساعدات التي قدمتها المملكة خلال العقود الأربعة الماضية نحو 139 مليار دولار أميركي، وأضاف: «واصلنا العمل مع المنظمات الدولية لما فيه خير اللاجئين»، مشيراً إلى أن أزمة اللاجئين تتطلب العمل بكل مسؤولية وتوحيد الجهود والحد من آثارها السلبية على الإنسانية.

وأوضح ولي العهد السعودي أن المملكة تتعامل مع هذه القضية انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي، وحرص السعودية منذ تأسيسها على مساعدة المحتاجين وتقديم يد العون لهم. وأكد أن المملكة استقبلت مليونين ونصف المليون سوري منذ الأزمة، موضحاً أنها لم تستقبلهم كلاجئين أو وضعهم في معسكرات لجوء حفاظا على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة الكاملة وسمحت لهم بدخول سوق العمل والحصول على الرعاية الصحية المجانية.

وتابع «وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على توحيد جهود المملكة الإغاثية والإنسانية لدعم الدول المحتاجة للمساعدات، جاء إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليعكس الدور الإنساني المشرق للسعودية على مستوى العالم«.

وأضاف الأمير محمد بن نايف: «اعتبرت المملكة الأشقاء اليمنيين اللاجئين إلى المملكة زائرين، وقدمت لما يزيد عن نصف مليون يمني الكثير من التسهيلات، بما في ذلك حرية الحركة والعمل واستقدام عوائلهم. وبلغ عدد الطلبة اليمنيين الملتحقين بالتعليم العام المجاني في المملكة 285 ألف طالب، كما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها المملكة أخيراً للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال أكثر من 42 مليون دولار، واستجابة للاحتياجات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني الشقيق قدمت المملكة نحو 500 مليون دولار«.

وتابع قائلاً «إن المملكة العربية السعودية تؤمن بأن الخطوة الأولى والأساسية للتعامل مع تلك الأزمات هي تكثيف الجهود لحل النزاعات القائمة في العالم بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وذلك بتوظيف الديبلوماسية الاستباقية لمنع تفاقم الأزمات وتحولها إلى صراعات عسكرية تتولد عنها أزمات وكوارث إنسانية. ولن تألو المملكة جهداً في مواصلة العمل مع المنظمات الدولية والدول المؤمنة بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق السلم والأمن الدوليين وكل ما فيه خير للبشرية، كما أن المملكة مستمرة في أداء دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي بحس المسؤولية والاعتدال والحرص على العدالة، وهي المفاهيم التي تشكل المحاور الثابتة للعمل الدولي لبلادنا« .

والنص الذي تم تبنيه بالإجماع هو إعلان سياسي بسيط لا يتضمن أهدافاً محددة بالأرقام ولا التزامات محددة حول كيفية تقاسم أعباء المهاجرين واللاجئين.

 

الديار :

سقطت الهدنة في سوريا والذي أسقطها عملياً قيام طيران التحالف الدولي بقصف الجيش السوري النظامي واستشهاد 90 جندياً وضابطاً ورتيباً الى جانب إصرار واشنطن على فتح طريق الكاستيلو وقيام المعارضة بهجوم على ريف حلب الشرقي. اضف على ذلك، أن هجوم المعارضة على ريف حماه الذي يعطي مواقع تطل على الساحل وقرى علوية جعل الهدنة هشة وضعيفة في سوريا. وتعقيبا على ذلك، قال ضابط روسي كبير: «إذا كانت الهدنة في سوريا سقطت فيعني ذلك الذهاب إلى حرب مفتوحة» لكن واشنطن رفضت هذا الخيار وعليه جرت إتصالات بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لاعادة إحياء الهدنة بدلاً من الذهاب الى حرب مفتوحة.
في غضون ذلك، أعلنت بريطانيا أن مقاتلاتها إشتركت في ضرب القوات السورية في دير الزور وأصابت أهدافها مشيرة الى أنها كانت تعتقد أن هذه القوات تابعة لداعش. وهنا تجدر الاشارة الى ان التنظيم كان قد إنسحب قبل 8 ساعات من المنطقة بعد معركة ضارية مع الجيش العربي السوري. انما ورغم الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي ضد الجيش السوري تمكن الاخير من استرجاع المنطقة التي ضربها التحالف الدولي وهي قمة جبل فردة.
من جهة أخرى، قال المركز المختص بالأسلحة في لندن أن الجيش السوري أعاد واسترجع قواه ووصل إلى 120 ألف جندي منظمين بينما المعارضة يصل عدد مقاتليها إلى 200 ألف لكنهم غير منظمين ومنتشرين في القرى والمناطق من درعا إلى جبل الزاوية على طول 600 كلم إلى حلب إلى حمص إلى مناطق أخرى. وتابع المركز أن الجيش السوري يستفيد من الهدنة لتعزيز قواته وإعادة تنظيمها ويتلقى في الوقت ذاته أسلحة روسية مضادة للمدرعات والآليات إضافة إلى مدفعية ودبابات.

ـ التفاوض حول الهدنة ـ

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الهدنة في سوريا لا تزال مستمرة، مشيرا الى أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا يجتمعون في جنيف لتقييم الوضع في حين اعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر انعقاد اليوم الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك. وقال شيفر: «تنتهي فترة الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة حول الهدنة في سوريا. وذلك كان جيدا قيام موسكو وواشنطن بدعوة المشاركين بمجموعة دعم سوريا للتحدث».
من جانبه، دعا ممثل الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت كل أطراف النزاع الى التمسك بالهدنة التي تم التوصل إليها.
اما روسيا، فقد اعتبرت انه لا جدوى من التزام دمشق وحدها بالهدنة، فيما يخرقها المسلحون كاشفة ان الجانبين السوري والروسي قد نفذا جميع التزاماتهما في إطار اتفاقات جنيف التي لم تفصح عنها موسكو حتى الآن تلبية لطلب من واشنطن.

ـ هجوم دير الزور الاليم ـ

الحادثة الاليمة التي وقعت في دير الزور والتي قضى فيها 90 عسكرياً سورياً جراء ضربات جوية للتحالف الدولي تركت اثاراً سلبية كبيرة على الدور الذي يلعبه التحالف الدولي في الازمة السورية وعلى مصداقيته في محاربة الارهاب. كما اثار هجوم دير الزورغضب موسكو التي هددت بالتصعيد على الارض والتخلي عن الهدنة متهمة واشنطن وفصائل المعارضة السورية بعدم تنفيذ اي بند من بنود اتفاق جنيف الاخير حول الهدنة في سوريا. وفي هذا السياق، اعتبر رئيس إدارة العمليات لدى هيئة الأركان العامة الروسية  الجنرال سيرغي رودسكوي أنه لا تتوفر لدى واشنطن أي أدوات للضغط على المعارضة المعتدلة المسلحة، وليست على أدنى دراية بالوضع في سوريا، وأن الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي مؤخرا لمواقع الجيش السوري خير شاهد على ذلك.
وتابع رودسكوي: «الأهم بين الالتزامات التي لم تنفذها الولايات المتحدة و«ما يسمى بالمعارضة السليمة الخاضعة لها»، عدم الفصل ما بين المعارضة المعتدلة و«جبهة النصرة»، فيما الأنكى من ذلك أننا شاهدون على انصهار فصائل المعارضة المعتدلة و«جبهة النصرة» في بوتقة واحدة وتحضيرهما معا لهجمات مشتركة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري وحده أظهر التزاما حقيقيا بوقف إطلاق النار، بينما خرقت الفصائل المسلحة الهدنة أكثر من مئتي مرة، مشيرة إلى عدم وفاء واشنطن بالتزاماتها إزاء اتفاق الهدنة في سوريا بما فيها فصل «المعارضة المعتدلة» عن التنظيمات الإرهابية.
من جهته، وصف الرئيس السوري بشار الأسد ضربات جوية للتحالف بقيادة اميركا على مواقع للجيش السوري قرب دير الزور يوم السبت بأنها «عدوان سافر» مشيرا الى ان الضربات أظهرت دعم «الدول المعادية لسوريا للتنظيمات الإرهابية».
وكشف الأسد أن «الأطراف المعادية لسوريا تستنفذ اليوم كل طاقاتها وإمكاناتها من أجل استمرار الحرب الإرهابية على سوريا».
من جهة اخرى، حمّل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجيش السوري مسؤولية ما حدث في دير الزور، معربا عن اعتقاده بضرورة أن تضغط روسيا على دمشق في موضوع مراعاة نظام وقف إطلاق النار. واتهم كيري الجيش السوري بمهاجمة المناطق الخاضعة للمعارضة بذريعة قصف الإرهابيين من جبهة النصرة، واعتبر أن انتهاك القوات السورية لوقف النار ومنعها دخول القوافل الإنسانية يعيق بدء التنسيق الكامل بين روسيا والولايات المتحدة بشكل يمنع تكرار «الحوادث المريعة مثل ما جرى في دير الزور».

ـ الجيش يوقع 25 قتيلا لجيش الفتح ـ

ميدانيا، اوقع الجيش السوري خسائر كبيرة في صفوف المعارضة المسلحة في مناطق مختلفة من ريف حلب الجنوبي حسب مصدر عسكري الذي افاد ان: «مسلحين اعتدوا على عدد من النقاط العسكرية في المشروع 1070 السكني وقرية السابقية ومحيط سد شغيدلة بريف حلب الجنوبي حيث ردت وحدات الجيش والقوات المسلحة على مصادر الاعتداءات وأوقعت في صفوف المسلحين خسائر بالأفراد والعتاد».
الى جانب ذلك، اعلن الجيش السوري  بالقضاء على اكثر من 25 عنصراً تابعاً لـ «جيش الفتح» في ريف حماة الشمالي في قرية الكبارية شمال معان كما دمر 3 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة وجرافة.

ـ ضربات ضد داعش ـ

قصف الطيران السوري والروسي مواقع مسلحي داعش في قرى البغيلية، الحسينية، حويجة كاطع، والجنينة شمال غرب مدينة ديرالزور، وحطلة في ريفها الشرقي. كما استهدف سلاح الجو السوري والروسي حافلات نفط لتنظيم الدولة الاسلامية على طريق دوار الـ 7كم شمال شرق مدينة دير الزور، وضرب كذلك تجمعات وتحركات المسلحين في جبل ثرده ومحيط اللواء 137 ومحيط البانوراما جنوب غربي مدينة دير الزور ومواقع للتنظيم في أحياء «الكنامات» و«خسارات» و«الحويقة» في المدينة. ودمر الطيران مستودعي ذخيرة في حي الحميدية في المدينة ومستودعاً آخر في «حويجة المريعية» جنوب شرق دير الزور. 
وعلى حدود العاصمة دمشق، احتدمت المعارك بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة وفيلق الرحمن على محور كراش في جوبر.
من جهة اخرى، وقعت اشتباكات عنيفة بين داعش وفصائل المعارضة المسلحة على محور بلدتي جكة وتلغار في ريف حلب الشمالي، الامر الذي اسفر الى مقتل أحد مسؤولي الفرقة 13 التابعة للجيش الحر ويدعى عبد الكريم عليطو مع أكثر من 35 آخرين خلال هذه الاشتباكات.

 

الجمهورية :

بات محسوماً أنّ الفترة الفاصلة من الآن ولغاية موعد الجلسة الرئاسية في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، هي من ضمن فترة انتظار ظهور معجزات توقِف دوران البلد حول نفسه، وتُخرجه من متاهة التعقيدات التي تعصف بكل مفاصله.

اذا كانت القوى السياسية على اختلافها، تقارب جلسة انتخاب الرئيس بوصفها واحدة من الجلسات الضائعة كسابقاتها، وبالتالي لن تأتي بالمولود الرئاسي المنتظر، فإنّ الوقائع المحلية بكل تعقيداتها وتبايناتها المفتوحة على شتى الاحتمالات، وكذلك الوقائع الاقليمية والدولية وسياسة «النأي بالنفس» التي تعتمدها الدول الكبرى تجاه أزمة لبنان، واكتفائها بالعزف المتكرر في آذان المسؤولين اللبنانيين لأسطوانة الحرص على الاستقرار والحفاظ على المؤسسات، كلّ ذلك لا يؤشّر الى انفراج قريب، او حتى في المدى المنظور، بل الى انّ فترة الانتظار السلبي ستمتد الى مدى زمنيّ طويل.

مراوحة سلبية

في السياسة لا جديد، وأفقها ملبّد بضباب سياسي كثيف على خط الحوار الرئاسي بين «بيت الوسط» والرابية، وفيما تلقّى رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون دعماً متجدداً من «حزب الله» وكذلك من «القوات اللبنانية» على لسان رئيسها سمير جعجع بالتمسّك به مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية، أكّدت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» انّ التواصل لم ينقطع بين الرئيس سعد الحريري وعون وهو مستمر عبر وسطاء. ولاحظت ارتفاع وتيرة الإشارات السلبية التي يطلقها «المستقبل» في اتجاه «التيار الوطني الحر»، سواء عبر رئيسها فؤاد السنيورة أو بعض نواب كتلة «المستقبل»، وهذا ما سيتمّ التأكيد عليه صراحة اليوم في اجتماع الكتلة، بالإعلان عن استمرار التمسّك بترشيح النائب سليمان فرنجية.

في هذا الوقت، تعتمد عين التينة سياسة استكشافية لمواقف القوى السياسية وخصوصاً تلك «العاملة بشكل حثيث» على خط الحوار الرئاسي بين عون والحريري. وفي هذا السياق يندرج لقاء أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق.

وفيما لم تبرز أي مؤشرات عن عودة وشيكة للحريري الى بيروت، تَموضع الموقف العوني في مربّع التحضير لتحركه التصعيدي، وبَدا جلياً انّ جرعة التفاؤل التي قيل إنها زادت في الفترة الاخيرة في الرابية، ربطاً بالحوار الرئاسي بين عون والحريري، بَدت وكأنها غير موجودة أصلاً. وإن كانت موجودة، فقد انخفضت او انعدم مفعولها نهائياً.

توجّهان

أمام هذه المراوحة السلبية المفتوحة والمنعدم فيها احتمال حصول خرق في الجدار الرئاسي، سواء عبر انتخاب عون او فرنجية، او الذهاب الى مرشّح ثالث على ما بدأ يقال في بعض المجالس والصالونات السياسية والرسمية، تبقى أعصاب البلد مشدودة حيال ما قد يحمله الآتي من الايام، من تطورات، خصوصاً أنّ البلد المنقسم رئاسياً اصلاً، صار محكوماً حالياً بتوجهين:

- الأول: تصعيدي يقوده عون، على ان تشكّل الجلسة الرئاسية الفاشلة سلفاً في انتخاب رئيس، محطة لإطلاق شرارة التصعيد السياسي، وهذا ما سيتمّ التأكيد عليه في اجتماع تكتل «التغيير والاصلاح» اليوم.

- الثاني: إحتوائي للواقع السياسي، ويقوده بري ومعه رئيس الحكومة تمام سلام، وهدفه إنعاش المؤسسات الدستورية بما يعيد من جهة، الحياة الى الحكومة على قاعدة ان لا بديل عنها، وانّ الضرورة الوطنية توجب وَضع جلسات مجلس الوزراء على سكة الانعقاد الدوري وتسيير شؤون البلد، وسيتجلى هذا التوجّه في الدعوة التي سيوجّهها سلام الى انعقاد مجلس الوزراء بعد عودته من نيويورك. كما يعيد من جهة ثانية إطلاق العجلات التشريعية لمجلس النواب.

جلسة تشريعية

وهنا يندرج توجّه بري للدعوة الى عقد جلسة تشريعية - ولو بمن حضر لتأمين نصابها - في النصف الثاني من تشرين الاول المقبل، لإقرار مجموعة من البنود الضرورية.

ولعلّ ابرزها يَتسِم بالصفة المالية، كما قال وزير المال علي حسن خليل لـ«الجمهورية»، ومن بينها اتفاقيات يجب ان نوقعها، علماً انّها منجزة وجاهزة للإقرار في الهيئة العامة لمجلس النواب، فضلاً عن مسألة أساسية تتعلق بالاجازة للحكومة إصدار سندات الخزينة باليوروبوند لتغطية احتياجات الدولة عن العام 2017، والتي يجب ان تُقرّ الآن حتى نبدأ العمل فيها قبل رأس السنة. فما نؤكد عليه هو انّ الوضع المالي حسّاس ويتطلّب مواكبته من قبل المؤسستين التنفيذية والتشريعية لحماية وضعنا، وهذا يتطلب الاسراع في درس الموازنة العامة في مجلس الوزراء وإقرارها وإحالتها الى مجلس النواب.

الى ذلك، ينتظر ان تشكّل الجولة الجديدة من الحوار الثنائي بين «حزب الله» و«المستقبل»، التي تنعقد مساء اليوم في عين التينة، مناسبة لجوجلة المستجدات التي طرأت في الآونة الاخيرة، سياسياً وأمنياً.

الجسر

وقال النائب سمير الجسر لـ«الجمهورية» انّ المجتمعين سيواصلون النقاش في بندَي رئاسة الجمهورية وتنفيس الاحتقان إضافة الى ما شهدته جلسة مجلس الوزرراء الاخيرة التي غاب عنها وزراء «حزب الله» وتيار «المردة» إضافة الى «التيار الوطني الحر» والمستجدات التي حصلت منذ آخر جلسة حوارية حتى اليوم. وأبدى اعتقاده بأنّ موقف الحزب و«المردة» كان موقفا موقتا وليس دائما، ورأى ان لا احد مُستَغن عن الحكومة بمن فيهم «التيار الوطني الحر»، ولا احد له مصلحة في ذلك، ورأى انّ كل طرف يحاول ان يشدّ ويضغط لتحسين موقعه وشروطه.

وعن الاتصالات السياسية بين الحريري والرابية أوضح الجسر انّ الاتصال بين الطرفين لم ينقطع اساساً وهذا امر طبيعي، شأنه شأن الاتصالات مع كافة الاطراف السياسية في البلاد، لكن اذا كان الاتصال بين بيت الوسط والرابية قائماً فليس معناه انّ هناك موقفاً معيناً من قبلنا.

ولدى سؤاله هل انّ «المستقبل» وعد عون بانتخابه في جلسة 28 الجاري؟ أجاب: «انّ كتلة «المستقبل» ستنزل كالعادة الى ايّ جلسة انتخابية. امّا بالنسبة الى انتخاب عون فحتى الآن لم تجتمع الكتلة وتقرر في هذا الشأن». اضاف: «ليس لدينا ايّ جديد وتأييدنا ترشيح النائب سليمان فرنجية لا يزال قائماً ومستمراً».

وقرأ الجسر في كلام النائب السابق غطاس خوري توصيفاً للواقع، مشيراً الى انّ تأييد ترشيح فرنجية كان بهدف إيجاد مخرج للأزمة القائمة، لكن قاربنا السنة ولم يحصل ايّ تبدّل في المشهد الرئاسي.

واشار الى أن لا مؤشرات تَشي بإمكان انتخاب رئيس في جلسة 28 الجاري، ورأى في مواقف «حزب الله» من مسألة انتخاب عون تكراراً للمواقف السابقة، سائلاً أين هي اللعبة الديموقراطية؟. ودعا نوّاب الحزب الى النزول الى المجلس وانتخاب الرئيس، وقال: لسنا نحن من يعطّل إنجاز هذا الاستحقاق.

النازحون من بيروت الى نيويورك

في غضون ذلك، فرض ثقل أزمة النازحين على لبنان، أن تدقّ الدولة جرس الانذار في آذان العالم من الخطر الذي تشكّله، خصوصاً على لبنان. واكّد سلام في كلمته في قمة الأمم المتحدة للاجئين والنازحين في نيويورك «انّ النازحين السوريين باتوا يشكلون ما يوازي ثلث عدد سكان لبنان، وإلى جانبهم هناك أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الذين أضيف اليهم نحو 50 ألف فلسطيني جاؤوا هرباً من القتال في سوريا. ونَبّه الى انّ لبنان معرّض لخطر الانهيار ما لم تبذل الأسرة الدولية جهوداً كبيرة في هذا المجال.

 

اللواء :

في قمّة اللاجئين والنازحين الدولية قال الرئيس تمام سلام كلاماً كبيراً في ما يتعلق بأزمة النازحين السوريين بإعلان «رفض لبنان المطلق للاندماج ومنح الجنسية أو أي شكل من اشكال التوطين الدائم».
ولم يقف الأمر عند حدّ هذا الإعلان، بل تعداه إلى مطالبة الأمم المتحدة وعلى مسامع أمينها العام بان كي مون الذي دعا إلى القمة الدولية حول النازحين واللاجئين بأن تعلن «خطة مفصلة وواضحة لعودة السوريين إلى بلدهم».
وتوقف الرئيس سلام عند الغموض المحيط بموعد عودة النازحين والخوف من بقائهم بشكل دائم، وما يسميه من تنامي مشاعر العداء للأجانب التي تتنامى بوجود البطالة والفقر والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ولامس رئيس الحكومة، في كلمة كانت موضع ترحيب واهتمام دبلوماسيين مكامن الخطر، فخاطب بأن «لبنان معرض لخطر الانهيار».
وعليه اقترح الرئيس سلام خطة خماسية لتدارك الخطر، تتبناها الأمم المتحدة والمجموعة الدولية الصديقة للبنان:
1 - وضع خارطة طريق لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين خلال 3 أشهر بما في ذلك التمويل.
2 - إعادة توزيع النازحين المقيمين في لبنان على دول المنطقة قبل نهاية العام.
3 - تمويل مشاريع التنمية محلياً واقليمياً.
4 - وضع تقرير عن المدفوعات التي قدمها المانحون.
5 - وضع خطة لتمكين الاونروا من أن تقوم بواجباتها تجاه الفلسطينيين تعليمياً وإعادة إعمار مخيم نهر البارد.
وسأل الرئيس سلام المجتمع الدولي، بعدما عرض ما قدمه اللبنانيون من مليارات وتعليم واستشفاء للنازحين المليون ونصف، متى سيفعل العالم شيئاً من أجل لبنان؟
وقالت مصادر الرئيس سلام لـ«اللواء» أن ما أعلنه كان واضحاً وصريحاً، فهو تكلم بلغة الوقائع وأطلق صرخة امام المجتمع الدولي علّها تجد صدى ايجابياً، معتبرة أن هذا هو السقف الذي سيحكم كلمة رئيس الحكومة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووصف الرئيس سلام اللقاء مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه كان ايجابياً.
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» أن الرئيس عباس بدعمه موقف الحكومة في ما خص مخيم عين الحلوة رفع الغطاء عن أي عمل تخريبي من شأنه أن يُعكّر أمن لبنان، ومن شأن هذا الموقف أن يدعم الاستقرار العام، وليس المخيمات الفلسطينية ومحيطها.
وفي بيروت، وعشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزّعت السفارة البريطانية بياناً لسفراء المملكة المتحدة والمانيا والنرويج، أكدت فيه هذه الدول أن «لبنان ليس لوحده»، مذكرة بمؤتمر لندن، حيث التزمت الأسرة الدولية بتقديم 1.22 مليار دولار للبنان في العام 2016.
وسيعقد اجتماع متابعة لمؤتمر لندن لتعزيز دعم الدول المانحة، لا سيما في المجال التربوي.
وسيلتقي الرئيس سلام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم، في إطار توفير الدعم الدولي للمطالب اللبنانية في الأمم المتحدة، سواءً فيما يتعلق بملف الانتخابات الرئاسية أو تخفيف الأعباء في ملف النازحين السوريين.
وبعد كلمة الرئيس سلام أمام قمّة اللاجئين غرّد الوزير باسيل الذي شارك في الاجتماع: «جنباً إلى جنب مع الرئيس سلام في مواجهة أزمة النزوح».
كما التقى الرئيس سلام مستشار النمسا كريستيان كيرن في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.
إرهاصات ما قبل 28
سياسياً، وعلى وقع تفاعلات المواقف التي أدلى بها الرئيس نبيه برّي فيما خصّ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وما يُنسب إليه من دراسة اقتراح بإطلالة تلفزيونية لشرح موقفه، توقعت مصادر نيابية ذات صلة أن تشهد فترة الأسبوع الطالع سلسلة من المواقف التصعيدية، على خلفية المواقف التي أعلنها نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي قال أن انتخابات رئاسة الجمهورية مسارها واحد هو النائب عون، محمّلاً «تيار المستقبل» مسؤولية تأخير هذا الاستحقاق.
وقالت المصادر أن كتلة المستقبل النيابية ستناقش خلال اجتماعها اليوم، الملف المتعلق بالرئاسة الأولى.
كما أن تكتل الإصلاح والتغيير سيتناول هذا الموضوع أيضاً بعد أن تراجعت موجة التفاؤل العوني بعض الشيء، مع المواقف المعلنة والكلام عن تأخّر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، وهي المحطة التي تعوّل عليها الرابية لتبيّن الخيط الأبيض من الأسود فيما خص تبنّي ترشيح النائب عون.
وعلى هذا الصعيد، قال عضو التكتل النائب سليم سلهب في تصريح لـ«اللواء» أنه لا يمكن البناء على أي معطى فما من شيء سلبي أو إيجابي بعد وأن هناك انتظاراً للجواب الذي يقدّمه «تيار المستقبل» وتحديداً الرئيس الحريري.
إلا أن مصادر واسعة الاطلاع قالت أن «تيار المستقبل» ليس بوارد تأييد النائب عون للرئاسة الأولى، وأن تكتل الإصلاح والتغيير يقترب من هذه القناعة وهو يستعد لتصعيد موقفه بعد جلسة 28 أيلول.
وهذه الخلاصة ستتوضح للتكتل بعد اجتماع اليوم.
وقالت مصادر عونية أن خطوات التيار ستكون تصاعدية بعد 28 أيلول، من دون أن تشارك «القوات اللبنانية» في تحركات الشارع وكذلك «حزب الله».
وأبدت المصادر العونية استغرابها للقرار الذي اتخذه وزير الدفاع سمير مقبل، بتجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة اعتباراً من منتصف ليل 25 أيلول حتى 20 تشرين الأوّل المقبل، إذ ربطت بين التحرّك العوني في الشارع وقرار التجميد.
الجلسة 35
في عين التينة، التي زارها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، تعقد مساء اليوم الجلسة رقم 35 بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» على وقع مجموعة من الإجراءات والتصريحات في مقدمها:
1- الملف الذي أعدّه الوزير المشنوق لرفعه إلى مجلس الوزراء المتعلق بحلّ جمعية «حماة الديار».
2- القرار الذي اتخذه وزير الداخلية بحلّ «الحزب العربي الديمقراطي» و«حركة التوحيد» - فرع هاشم منقارة، هذا القرار الذي تدافع عنه أوساط الوزير المشنوق بأنه جاء كحدّ أدنى مطلوب وفي إطار تخفيف الاحتقان المذهبي.
3- تصريحات الشيخ قاسم فيما خصّ الاستحقاق الرئاسي وتحميل «تيار المستقبل» مسؤولية عدم إنجاز هذا الاستحقاق حيث سيتولى فريق المستقبل التأكيد أنه هو الذي يشارك في جلسات الانتخاب في حين أن «حزب الله» و«التيار العوني» يقاطعان الجلسات ولا يؤمّنان النصاب.
وفي معلومات «اللواء» أيضاً أن وفد «حزب الله» سيؤكّد تمسكه بالحوار، وسيحاول أن يثير مع وفد المستقبل حقيقة المعلومات عن مجيء الرئيس الحريري، أو تبنّي ترشيح النائب عون.
في هذا الوقت، نقل عن الرئيس برّي قوله أنه سيدعو إلى جلسات تشريع لا سيما فيما خصّ قانون الانتخاب بعد بدء الدورة العادية للمجلس النيابي في 22 تشرين الأوّل المقبل.
ونقل هؤلاء عن الرئيس برّي قوله أن رئاسة الجمهورية، والحكومة يتعرضان لمزايدات سياسية غير مسبوقة.
وفي معرض الدفاع عن موقفه فيما خصّ عدم المشاركة في انتخاب النائب عون، وأنه ليس هو الجهة المعطِّلة لهذا الانتخاب، ردد الرئيس برّي أمام زواره بيتاً من قصيدة للشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم، مطلعها:
ألا لا يجهلنّ أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا. 

 

الاخبار :

في الأسطورة الإيطالية يزداد أنف اللعبة الخشبية «بينوكيو» طولاً كلما كذب كذبة، أما في الأسطورة اللبنانية فيزداد الرئيس سعد الحريري مصداقية كلما نكث بوعد. تجربة المجرّب تتكرر من دون ملل، ومن دون أن يصارح أحد المراهنين على لبننة الاستحقاق بأن عقلهم مخرّب.

وفي ظل ما يتداول على نطاق واسع، يفترض أن تمنح جائزة وطنية لنائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي فرزلي لنجاحه، مرة تلو أخرى، في دحرجة الأفكار لتنمو وتكبر ويصبح من الصعب إذابتها. فقبل أكثر من عام، وربما عامين، كان الفرزلي يجلس على طاولة السفرة في منزله، مستمتعاً بما اكتشفه أخيراً من نكهات شاي مختلفة، ويقول بثقة إنه لا حل أمام الرئيس سعد الحريري لإ