يقول الله سبحانه :"وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على
شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم"
إنطلاقا من هذه الآية المباركة ثمة صنفان من الإنسان يرتبط بهما هذا الكون ويرتبطان به ، وتتأثر الحياة البشرية برمتها نتيجة غلبة أحد الصنفين على الآخر في موضوع الأخذ بمكونات الحياة ، بمعنى أنأي صنف منهما كان الأغلب في الوجود والإنتشار فإن صبغة الحياة وملامحها ستتأثر قطعاً لأن الإنسان مهما كان صنفه السلوكي فإنه دائماً هو الذي يستلم مقود الحياة فإما إلى السمو والرقي وإما إلى السقوط والرجعية . 
الصنف الأول : إنسان لم تتكامل فيه السجايا والقيم ولم تتناسق لديه مجموعة الصفات التي أبدعها الله فيه ، فاختلت شخصيته ، ونتيجة هذا الإختلال تشويه الحياة وملامحها الرائعة .
الصنف الثاني : إنسان معتدل في الشخصية والسلوك ، ومستقيم في الممارسة والتوجهات وذلك نتيجة التناسق في إمكاناته وقدراته وصفاته 
فلا تبرز فيه سجية على حساب سجية فهو على صراط مستقيم 
وينعكس ذلك على صورة الحياة التي يبنيها هذا الصنف من الناس . 
ولقد إنطلق الإسلام في توجيه الحياة الإنسانية وترشيدها من خلال تحديده لأبعاد الإنسان وخصوصياته وتركيزه على الصنف الثاني وهو إنسان الأخلاق معتبراً بأن خلاص الإنسان والمعمورة بإتباع منظومة ألأخلاق ووعي تتطبيقها . وهو ما لا يمكن الوصول إليه من طرف الإنسان نفسه إلا إذا فهم بدوره أبعاده الذاتية كمنطلق نحو بناء المحيط والنمط المجتمعي وصولاً إلى صورة الأمة التي ينتمي إليها والأرض الذي أستخلفه الله فيها وعليها .