دعا الناشط السياسي الإيراني البارز، مهدي خزعلي، اللواء قاسم سليماني قائد فيلق قدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني إلى مناظرة تلفزيونية أمام الرأي العام الإيراني حول الأزمة السورية.

وقال خزعلي: "حضرة الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق قدس المحترم، أهديك السلام والتحية: بعد مقابلتي الإعلامية الأخيرة، والتحليل الذي قدمته حول الأزمة السورية، أواجه هجوما شرسا، وعلى نحو متزايد خلال هذه الأيام، من قبل العناصر المارقة، الذين يعملون تحت مسميات لواء حزب الله والباسيج، والمدافعين عن العتبات المقدسة".

وأضاف: في هذه المقابلة انتقدت أداء ذلك اللواء المحترم جندي الثورة، وقدمت حلولا للخروج من الأزمة السورية والانتصار على داعش، ولكن هل يكون الرد على تعليقي بالهجوم بألفاظ نابية والتهديد حتى الموت!

وتابع خزعلي قائلا: "في معركة بدر وأحد وخيبر، والعديد من المعارك الأخرى، كان الصحابة يعطون آراءهم خلافا لرأي الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يتراجع عن رأيه، وأنت (قاسم سليماني) لم تضع لنفسك مكانة ومرتبة أعلى من مكانة خاتم الأنبياء، إذن اسمح للعلماء أن يطرحوا آراءهم ويعلقوا حول هذه القضية الهامة"، في إشارة إلى الأزمة السورية.

وطالب خزعلي أن يسمع رأي العلماء والمفكرين والنخب الإيرانية حول الأزمة السورية، قائلا: يجب أن يسمح للعلماء في إيران بطرح نظرياتهم وآرائهم حول الأزمة السورية؛ لأن الرأي والقرار الجماعي، حتى وإن كان غير صائب، فإن تبعاته السلبية تكون أقل من القرار المنفرد"، على حد تعبيره.

وأعلن خزعلي استعداده لمواجهة الجنرال قاسم سليماني على التلفزيون الرسمي الإيراني، وقال: أنا على استعدا تام لنقد الاستراتيجية والتكتيك الذي استخدمتهما في سوريا، إما على التلفزيون الإيراني أو خلال مناظرة عامة في مؤسسة بيت القلم .

وحمّل مهدي خزعلي سليماني مسؤولية دماء السوريين، قائلا: أنت المسؤول عن دماء السوريين واللبنانيين والأفغان والإيرانيين وغيرهم، وأقولها بصورة قاطعة إنك لن تجني شيئا مما زرعت سوى الكراهية في سوريا.

وأضاف خزعلي: أعتقد أنه من خلال التغيير الجوهري في السياسية الإيرانية، والتعاون مع جميع أطراف الأزمة السورية، نستطيع بسهولة التخلص من تنظيم داعش، ونكون نحن المنتصرين في المعركة.

ووصف خزعلي الحرب السورية بالتجارة الدموية، قائلا: حضرة الجنرال، هناك من  يستفيدون من هذه الحرب، وطالما تجارة الدولار مستمرة، فإن هذه التجارة الدموية (الأزمة السورية) باقية.

والدكتور مهدي خزعلي هو نجل المرجع الإيراني المتطرف والمقرب من الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد، آية الله أبو القاسم خزعلي، الذي كان عضوا في مجلسي الخبراء وصيانة الدستور الإيراني.

وشارك طبيب العيون الإيراني، مهدي خزعلي، في الحرب العراقية - الإيرانية ضمن قوات الحرس الثوري الإيراني، ويعدّ خزعلي من أشد المؤيدين للثورة الإيرانية وخامنئي حتى مجيء أحمدي نجاد؛ حيث تغيرت آراؤه السياسية، ويتهمه المحافظون بأنه انقلب على الثورة الإيرانية.

ورفض مجلس صيانة الدستور الإيراني ترشيح مهدي خزعلي في الانتخابات البرلمانية الإيرانية؛ بسبب انتقاده اللاذع لسياسات النظام الإيراني الداخلية والخارجية، وكان من المؤيدين لحسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، كما أنه من المؤيدين للتيار الإصلاحي الإيراني، وطالب بحشد الشارع الإيراني في الانتخابات البرلمانية الإيرانية الأخيرة لمواجهة المحافظين.

يذكر أن مهدي خزعلي انتقد منذ عدة أيام سياسة الجنرال قاسم سليماني بشدة، واعتبر أن سليماني هو المسؤول الأول عن ظهور تنظيم داعش وبقاء بشار الأسد في السلطة.

وأحدث انتقاد خزعلي لسياسة الجنرال قاسم سليماني والحرس الثوري ضجة إعلامية واسعة داخل إيران؛ لأن خزعلي يعدّ من عائلة لديها ثقلها المذهبي والسياسي داخل النظام الإيراني، كما أن مهدي خزعلي يعدّ من أبناء الثورة الإيرانية؛ لهذا فإن انتقاده أغضب الحرس الثوري والمحافظين بصورة كبيرة داخل إيران، ما اضطر سليماني إلى إصدار بيان رسمي يطالب فيه الإيرانيين "بعدم الاهتمام بما يكتب عنه في وسائل الإعلام، وأنه سيبقى جنديا خادما للثورة الإيرانية حتى آخر لحظة من حياته".

عربي 21