ما زال لبنان يسير باتجاه المجهول السياسي بانتظار الحلول الخارجية المستبعدة , ونصائح دولية بتسريع الحل السياسي قبل الانهيار الكلي

 

السفير :

كل ما يجري تداوله رئاسياً قبل جلسة الحوار الثنائي بين «حزب الله» و «المستقبل» المقررة في العشرين من أيلول الحالي، لا يخرج عن إطار «التسالي السياسية» أو رغبة كل طرف في شراء الوقت وترك الخطوط مفتوحة في كل الاتجاهات.
في جلسة العشرين من أيلول الحوارية، وعلى مسمع من «أذن» الرئيس نبيه بري في عين التينة، يفترض أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ومدى جدية كل ما أثير من دفق إعلامي وسياسي في اتجاه الرابية، حول نية الرئيس سعد الحريري تبني ترشيح العماد ميشال عون.. وصولا إلى القول إن جلسة الثامن والعشرين من أيلول الحالي، ربما تشهد حسابات جديدة في الملف الرئاسي.
وعلى مسافة أقل من أسبوعين من الجلسة الرئاسية التي ستحمل الرقم 45، يمكن القول إنه للمرة الأولى منذ انطلاق الحوار العوني ـ الحريري قبل سنتين ونيف، أصبح موضوع ترشيح «الجنرال» محور أخذ وردّ كبيرين في «تيار المستقبل»، بمعزل عما إذا كان سيؤدي إلى نتيجة ملموسة أو ربما يؤدي إلى تعقيد المشهد الرئاسي أكثر.
في التفاصيل، تنطلق طائرة وزير الخارجية جبران باسيل من بيروت إلى نيويورك، فيكتشف معظم أعضاء الوفد الرسمي اللبناني أن رئيس «التيار الحر» غير موجود بينهم، لتحط بعد ساعات قليلة رحلة «الميدل ايست» في باريس، فيصعد باسيل إلى الطائرة، قبل أن يسري همس مع وصول الوفد إلى نيويورك حول حقيقة المحطة الباريسية وما إذا كان قد تخللها لقاء بين باسيل ورئيس «تيار المستقبل»، خصوصاً أن الحريري كان قد عاد مساء الأربعاء من الرياض الى باريس، من دون أن «يفوز» إعلامه المرئي والمكتوب، للمرة الأولى منذ 11 سنة، بالتقاط صورة له وهو يشارك في تقديم التهاني للملك سلمان بن عبد العزيز في الديوان الملكي السعودي في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
هذا اللقاء بين الحريري وباسيل إن كان قد حصل (لم يؤكد الطرفان ذلك)، يطرح أسئلة كثيرة حول طبيعة السلوك «المستقبلي»، خصوصاً في ضوء التعامل مع لقاء عون ـ الحريري في أوروبا قبل سنتين ونيف، لجهة نفيه ومن ثم تأكيده، والأمر نفسه يسري على لقاء الحريري وزعيم «المردة» سليمان فرنجية قبل حوالي السنة في باريس، وكيف تم نفيه أيضاً ومن ثم تأكيده!
والمفارقة اللافتة للانتباه أن الدكتور غطاس خوري، وبصفته مستشاراً للحريري، «تبرّع»، أمس، في بيروت، بطلب موعد للقاء وزير الثقافة روني عريجي في مكتبه في وزارة الثقافة قرب «البريستول»، وهناك وجد نفسه معنياً بتقديم توضيحات وتأكيدات أن لا تغيير في موقف سعد الحريري من المضي في ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وأنه إذا حصل أي تعديل «لن يكون إلا بالتفاهم معكم ومع الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وباقي الحلفاء والأصدقاء»!
وفي الوقت نفسه، تبرّع كل من اعلام «تيار المستقبل» و «التيار الحر» في النفي المتبادل لما أشيع عن قيام نادر الحريري بإبلاغ الرابية قرار «تيار المستقبل» بتبنّي ترشيح «الجنرال» والمشاركة على هذا الأساس في جلسة الثامن والعشرين من أيلول المقبل.
والجدير ذكره أن غطاس خوري نفسه كان قد أعلن بعد محاولته استمزاج رأي رئيس «القوات» سمير جعجع قبل ايام قليلة، أن رئيس «المستقبل» العائد إلى بيروت قريباً (في الحادي والعشرين من الجاري)، يتجه نحو اعادة مراجعة خياراته الرئاسية، خصوصاً أن ترشيح فرنجية لم يؤد غرضه بإحداث الخرق المطلوب وأن الاستمرار في الوضع الحالي يؤدي الى المزيد من النزف والتردي.. وبالتالي يهدد بالمزيد من الانهيار.
ولم يعد خافياً وجود تيار وازن في «المستقبل» يجد آذاناً صاغية عند الحريري، رأس حربته وزير الداخلية نهاد المشنوق (صاحب نظرية «يجب أن نكون تيار قرار وليس انتظار») والمستشاران السياسيان نادر الحريري وغطاس خوري، فضلاً عن امتدادات لا تزال خجولة حتى الآن ضمن الكتلة النيابية الزرقاء.
ومع هذا المناخ المتصاعد وما يرافقه يومياً من ضخ إشارات إيجابية، سواء أكانت متعمدة أم عفوية، في اتجاه الرابية، فتح الحريري، بشكل غير مباشر الباب أمام تهيئة قواعده وجمهوره لكل الاحتمالات الرئاسية من جهة وأعطى إشارات بأنه يملك وحده فرصة القرار في تحديد من سيكون رئيس جمهورية لبنان للسنوات الست المقبلة من جهة ثانية.
هذه هي قراءة «المتفائلين» في «المقلبين»، لكن هؤلاء لا يغفلون وجود مصلحة لدى من يسرّب سواء أكان عونياً بهدف زيادة الضغط على الحريري أو أن ثمة «طابورا خامسا» يتولى التسريب وهدفه إيذاء العونيين قبل غيرهم، خصوصا أن السيناريو نفسه كان قد حصل في الثامن من آب الماضي وجاءت ارتداداته سلبية على الحالة العونية، فكيف اليوم، مع حالة التحشيد لما بعد الثامن والعشرين من أيلول وصولا الى استحقاق «الشارع الكبير» في الثالث عشر من تشرين الأول؟
لا ينفي هذا التفاؤل المتعمد في بعض البيئة الحريرية، حقيقة وجود كتلة نيابية وقواعدية «مستقبلية» وازنة رافضة لترشيح «الجنرال» (على رأسها فؤاد السنيورة) حتى لو أدى ذلك إلى «الطلاق» مع الحالة الحريرية وزعيمها، وبالتالي، الاستعداد لاستنساخ تجربة أشرف ريفي وتحويلها الى ظاهرة يمكن أن تتمدد في معظم مناطق نفوذ الحالة الحريرية في لبنان من العرقوب جنوبا حتى عكار شمالا.
غير أن التعمق في قراءة المشهد السياسي، وخصوصا الرئاسي، لا يجب أن يقفز فوق عنصرين مركزيين، أولهما، حقيقة الموقف الأميركي من وصول العماد عون إلى سدة رئاسة الجمهورية، خصوصا أن الزيارة التي كانت قامت بها السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد قبل فترة للرابية جاءت بناء على نصائح داخلية لبنانية، وتخللها ما يشبه «الامتحان السياسي» للعماد عون، وكانت النتيجة، وفق أوساط تتردد بشكل دائم على السفارة الأميركية، سلبية للغاية، سواء في ما يتصل بعدم وجود مرشح لدى «الجنرال» لقيادة الجيش، أو إزاء حقيقة موقفه من «حزب الله» وسلاحه وانخراطه في الحرب السورية، فضلا عن موقفه من النظام السوري والرئيس بشار الأسد، وهي الأجوبة نفسها، التي تجعل «حزب الله» وحلفاءه الإقليميين أكثر تمسكا بترشيحه لرئاسة الجمهورية!
ولا يجوز إغفال حقيقة المهمة التي قالت السفيرة ريتشارد أنها مكلفة بها، قبل أن تغادر واشنطن باتجاه بيروت، واختصرتها بعبارة تفكيك منظومة «حزب الله»، وقالت ردا على سؤال أمام الكونغرس أن لا خوف على اللبنانيين من تنظيمي «داعش» و»النصرة». وعندما قيل لها ما هو التهديد الأول المحدق بلبنان؟ أجابت ريتشارد:»نشاطات حزب الله في سوريا هي التي تخلق مخاطر أمنية جدّية للبنان»!
أما العنصر الثاني، فهو الموقف السعودي، فليس خافيا على أحد أن بين أبرز أسباب احتجاج السعوديين على سعد الحريري، عدم قدرته على لجم «حزب الله»، وبالتالي، تحويل لبنان بشكل أو بآخر إلى «منصة إيرانية» وساحة دعم رئيسية للنظام السوري، «فهل يختلف اثنان في القول أن مجرد وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، يعتبر بعد سنتين ونيف من الفراغ، بمثابة انتصار معنوي وسياسي كبير لـ «حزب الله» وأمينه العام، وكيف سيكون صدى هذا «الانتصار» عند المسيحيين تحديدا الذين أيقنوا بالملموس أن «حزب الله» عندما يضع يده بيد فريق لبناني آخر، يحترم خياراته ولا ينقلب على حلفائه، كما حصل في حالة «المستقبل» والرصيد المتآكل مع معراب والمختارة والصيفي وحتى بعض الحلفاء «المستقلين»!
للمرة الأولى منذ بدء الفراغ الرئاسي في ليل الخامس والعشرين من أيار 2014، يجد ميشال عون نفسه أمام معطيات جديدة، إلى حد جزم بعض الأوساط المقربة منه أن جلسة الثامن والعشرين من أيلول الحالي «ستكون جلسة مفصلية».

 

النهار :

مع سفر رئيس الوزراء تمام سلام أمس الى نيويورك للمشاركة في مؤتمرين حول قضايا اللاجئين ومن ثم في افتتاح الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة يغرق المشهد السياسي في جمود الانتظار بما يعني ترحيل الجهود لإيجاد مخرج للمأزق الحكومي الذي علّقت معه جلسات مجلس الوزراء الى ما بعد عودة سلام الى بيروت. واذا كان المأزق الحكومي يعتبر الاستحقاق الأكثر إلحاحاً نظراً الى تراكم التداعيات التي يتسبب بها استمراره وقتاً طويلاً، فإن ما شهدته "جبهة" الاستحقاق الرئاسي أمس من تطورات تتصل بنفي معلومات عن موقف إيجابي محتمل للرئيس سعد الحريري من انتخاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح " النائب العماد ميشال عون لم تكن سوى انعكاس لبدء مرحلة التعبئة التي يقوم بها "التيار الوطني الحر" استعداداً لملاقاة موعد الجلسة الـ 45 لانتخاب رئيس للجمهورية في 28 أيلول الجاري. وقالت مصادر سياسية بارزة في فريق 14 آذار لـ"النهار" إن اشاعة معطيات عن تبني الحريري لانتخاب عون ومن ثم مسارعة عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري الى نفيها والتشديد على ثبات خيار "المستقبل " في دعم النائب سليمان فرنجية شكلتا دليلاً على جمود كل المعطيات الجدية في شأن الأزمة الرئاسية بما لا يفتح مجالاً لأي رهان على متغيرات قبل الجلسة الانتخابية المقبلة. وبينما أدرجت المصادر ما حصل من بلبلة اعلامية أمس في اطار اطلاق "بالون اختبار" لجس نبض الفريق "المستقبلي " حيال الجلسة المقبلة لفتت الى أن هذه "المناورة" لم تحجب التساؤلات عن مواقف القوى الأخرى التي قد يكون "التيار الوطني الحر" يستدرجها الى اختباره الاستباقي ومنها قوى حليفة له تلزم الصمت حيال الأجندة التي يعدها لمحطتي الجلسة الانتخابية ومن بعدها ذكرى 13 تشرين الأول فيما يبقى المأزق الحكومي عالقاً رهن بلورة هذه المواقف وتعاملها مع التصعيد العوني المتدرج.
وفي هذا السياق لم يشارك رئيس مجلس النواب نبيه بري في موجة "التفاؤل" بالجلسة الانتخابية المقبلة التي قال إن "لا خبر عنده". ولعل اللافت في موقف بري أنه افصح أمام زوّاره أنه كان يفضّل أن يدعو الرئيس سلام الى جلسة لمجلس الوزراء قبل توجهه الى نيويورك "لكنه (سلام) لا يريد التصعيد". وقال إنه من جهته "يردّد أنه مع انعقاد الجلسات عند اكتمال النصاب القانوني وفقاً لما ينص عليه الدستور". وأضاف "اذا لم يدع الرئيس سلام الى جلسات فكأنه يساهم في تعطيل الحكومة لا بل اعدامها"، مشدداً على "أننا و"حزب الله" مع بقاء الحكومة وهي ستبقى".

 

اللاجئون
أما في ما يتصل بمناخ مشاركة لبنان في المؤتمرين الدوليين اللذين سيعقدان في نيويورك حول اللاجئين، فعلمت "النهار" أن سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينيا لاسن أفادت لدى لقائها أمس وزير العمل سجعان قزي أن المناطق الآمنة التي يمكن اللاجئين السوريين أن يعودوا اليها في سوريا لا تزال من دون ضمانات ولا يمكن توفيرها قبل الحل السياسي السوري، وإلا فإن هناك سوابق مرّت بها دول أخرى وأدت الى نتائج سلبية. وكشفت أن مساعدات الاتحاد الاوروبي للبنان منذ العام 2012 بلغت 900 مليون أورو. شددت على ان توطين اللاجئين لا يمكن أن يفرض على لبنان وهناك إنطباع أن اللاجئين يريدون العودة الى ديارهم فور توافر الامكانات لذلك. وتحدثت عن سوء الفهم السائد حول إعادة عبارة "إعادة توطين اللاجئين" كما وردت على لسان الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون وهي لا تستهدف إطلاقاً توطين اللاجئين في لبنان. وخلصت الى تأكيد الحرص على وحدة لبنان وإستقلاله وسيادته.

 

المستقبل :

أسبوع على اتفاق وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف حول وقف النار في سوريا، كان كافياً ليبدأ هذا الاتفاق بالترنح قبل أن يُعرض أمام مجلس الأمن الدولي أمس. وفيما اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع فريقه الخاص بالأمن القومي لتقويمه، رفضت واشنطن التعاون عسكرياً مع روسيا في ضرب بعض فصائل المعارضة قبل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة ولا سيما حلب، قابل ذلك اتهامات روسية لواشنطن بعدم التعاون بشأن فصل الفصائل المعارضة «المعتدلة» عن الأخرى «المتطرفة»، وتأكيدات بأن الاتفاق لا يشمل مصير بشار الأسد ولا المرحلة الانتقالية.

فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لن تتعاون عسكرياً مع روسيا في سوريا ما لم يسمح نظام الأسد بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن كيري ندد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي بـ«التأخير المتكرر وغير المقبول في وصول المساعدات الإنسانية» إلى ضحايا الحرب في سوريا.

وتابع كيربي في بيان أن كيري نقل تلك الرسالة في اتصال هاتفي أكد خلاله أن واشنطن تتوقع أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الأسد «للسماح للقوافل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالوصول إلى حلب ومناطق أخرى في حاجة للمساعدة«. وتابع قائلاً إن «الوزير (كيري) أوضح أن الولايات المتحدة لن تقيم مركز التنفيذ المشترك مع روسيا إلا إذا تم الوفاء بالبنود المتفق عليها بشأن إيصال المساعدات الإنسانية» في إشارة لاتفاق روسي - أميركي تم إبرامه قبل أسبوع. 

ووفقاً لذلك الاتفاق تقرر وقف الأعمال القتالية منذ غروب شمس الاثنين الماضي على أن تتدفق المساعدات الإنسانية من دون قيد إلى سوريا، وإذا تم الوفاء بهذين الشرطين لمدة سبعة أيام متتالية، فستنشئ الولايات المتحدة وروسيا لجنة مشتركة لتنسيق الضربات ضد تنظيم «داعش» وجبهة النصرة التي أصبح اسمها الآن جبهة فتح الشام واللتان لا يشملهما وقف إطلاق النار.

وقال كيربي إن البلدين اتفقا على أهمية تمديد وقف الأعمال القتالية الذي بدأ يوم الاثنين على الرغم من تواصل بعض أعمال العنف، لكنه أضاف أن كيري «عبر عن قلقه من التأخيرات المتكررة وغير المقبولة في وصول المساعدات» خلال محادثته مع لافروف.

وقال الكرملين إنه يستخدم نفوذه في محاولة لضمان أن ينفذ النظام السوري اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، وإنه يأمل أن الولايات المتحدة ستستخدم أيضاً نفوذها لدى جماعات المعارضة المسلحة.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً حول سوريا للاطلاع على تفاصيل اتفاق الهدنة في سوريا الذي تفاوضت عليه روسيا والولايات المتحدة وتقويم ما إذا كان سيدعمه.

وسيجتمع أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة. ويتعين بموجب الاتفاق على كافة الأطراف تيسير إيصال المساعدات إلى مدينة حلب، بعدما بدأ العمل بوقف إطلاق النار الاثنين في 9 أيلول. وما أن يتم إيصال المساعدات والتأكد من صمود الهدنة، تبدأ روسيا والولايات المتحدة التعاون لضرب المتطرفين في سوريا.

أمّا وزارة الخارجية الروسية فقالت إن لافروف حض كيري على الوفاء بوعده فصل المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة النصرة و»الجماعات الإرهابية» الأخرى. وأضافت أن لافروف أكد في المحادثة الهاتفية أيضاً على ضرورة نشر «الحزمة الكاملة» لاتفاق وقف إطلاق النار بسوريا.

وفي تصريح نقلته «روسيا اليوم» عن وكالة «سبوتنيك» رأى لافروف أن شعبية الأسد في ازدياد مستمر بين مواطنيه برغم تأكيدات الغرب أن أيامه صارت معدودة. وقال: «الأولوية بالنسبة إليهم، (أي للغرب)، إزاحة الدكتاتور الأسد كما هم يصفونه فقط لأنهم اعتقدوا سنة 2011 أنه سوف يسير بسرعة على درب القذافي وأن أيامه أصبحت معدودة، فيما لا يزال صامداً طيلة ست سنوات وأخذ يتمتع بشعبية أكبر بين مواطنيه الذين يرون فيه ضماناً لمنع وقوع سوريا بيد الإرهابيين وانهيارها كدولة».

وبشأن اتفاق الهدنة، قال لافروف إن الأولوية الرئيسية في هذه الاتفاقات تتمثل في تنفيذ الولايات المتحدة «تعهداتها القديمة بالفصل ما بين المعارضة السورية المتعاونة معها، وجبهة النصرة وأمثالها، وذلك إن لم تكن المماطلة في تنفيذ هذه الالتزامات نابعة من إرادة جهة معينة في واشنطن تريد تحييد الضربة عن هؤلاء الإرهابيين». 

وأضاف: «وفي ما يتعلق بجبهة النصرة، فإن لدينا الكثير من الشكوك الجدية بشأنها. لقد تسلمنا من الجانب الأميركي أخيراً قائمة تضم المنخرطين في اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يحتم عدم استهدافهم، فيما يتصدر القائمة المذكورة أحرار الشام». وتابع: «الولايات المتحدة مترددة في الإفصاح عن فحوى الاتفاقات الروسية ـ الأميركية حول سوريا، فيما نحن مستعدون لإطلاع الجميع عليها (...) نسعى في الوقت الراهن إلى الإعلان عن فحوى هذه الاتفاقات، إذ لا نريد السير على طريق الديبلوماسية السرية. شركاؤنا الأميركيون مترددون في الوقت الراهن في الإفصاح عن هذه الاتفاقات خلافاً لما يُعرف عنهم، وذلك نظراً لتمسكهم بالرؤى الديموقراطية لتسوية المشاكل، فيما الديموقراطية نفسها تحتم العلانية».

وما لم يقله لافروف مداورة، أعلنه نائبه ميخائيل بوغدانوف أمس بلا مواربة، كاشفاً أن اتفاق موسكو وواشنطن حول سوريا لا يشمل مصير الأسد ولا المرحلة الانتقالية في سوريا.

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بوغدانوف قوله «إن الاتفاق الروسي - الأميركي الذي تم التوصل إليه في جنيف في 9 أيلول لا يتضمن مصير الأسد أو العملية الانتقالية في البلاد لأن ذلك مسألة سورية بحتة»، معتبراً أن «مجموعة دعم سوريا» قد تبنت وثائق مهمة بهذا الشأن بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

كذلك قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف في بيان «مع أن وقف إطلاق النار يستند الى اتفاق ثنائي، فإن طرفاً واحداً يتقيد به فعلياً«. وأضاف «مع أن الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول وقف المعارك في سوريا يدخل يومه الرابع، فإن مسألة قدرة المعارضة المعتدلة على احترامه تبقى مفتوحة«. وتابع «كل محاولات الشركاء الأميركيين لكي يثبتوا للعالم أن لديهم سيطرة ولو محدودة على «أعضاء المعارضة» هؤلاء في سوريا باءت حتى الآن بالفشل».

أما العمليات التي ينفذها الجيش السوري الحر في شمال حلب فقد تواصلت بدعم تركي وسجلت أمس تقدماً ميدانياً، وجديدها تأكيد الولايات المتحدة وتركيا أن قوة خاصة أميركية دخلت إلى المنطقة لدعم المعركة ضد «داعش» خصوصاً قرب بلدتي أعزاز والراعي، قبل أن تنسحب من بلدة الراعي بسبب رفض مقاتلي المعارضة. 

وإنسانياً، لم تدخل أي شاحنة مساعدات من القافلة التي لا تزال تنتظر في منطقة على الحدود السورية ـ التركية، فيما تراجعت روسيا عن إعلانها أول من أمس انسحاب قوات الأسد من طريق الكاستيلو، لتقول أمس إن تلك القوات عادت بعدما كانت انسحبت، وهو أمر نفته المعارضة تكراراً وأكدت أن أي انسحاب لم يتم بالأصل.

وهاجمت قوات الأسد حي جوبر الدمشقي واستهدفت الحي بثلاثة صواريخ أرض ـ أرض، إلى جانب القصف بعدد من قذائف الهاون، وجددت تلك القوات هجومها على بلدة في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف المنطقة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أول مدني. وفي حلب، استشهد مدني وأصيب خمسة آخرون ليل الخميس ـ الجمعة نتيجة استهداف قوات الأسد حي الزبدية شرقي مدينة حلب بالقناصات والرشاشات الثقيلة. وأغارت طائرات النظام الحربية على قرية في ريف المحافظة الجنوبي، ما أدى لجرح امرأة وطفليها. كما جرح عدد من المدنيين بقصف نفذه سلاح الجو الروسي على بلدة في ريف إدلب الجنوبي.

وقالت الشبكة السورية في تقرير نشرته أمس إنها وثقت ارتكاب نظام الأسد 61 خرقاً للهدنة خلال الساعات الـ72 الأولى من تنفيذها، أي منذ مساء يوم الاثنين الماضي وحتى مساء الخميس، توزعت على النحو التالي: 13 خرقاً في درعا، و12 خرقاً في كل من ريف دمشق وحماة، و8 خروقات في القنيطرة، و5 في حلب، وفي كل من حمص وإدلب، و3 في اللاذقية.

وفي سياق ميداني آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيس أمس أنه «استجابة لطلب تركي، تمت الموافقة على أن ترافق قوات أميركية خاصة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المقبولة فيما تواصل تحرير أراضٍ من تنظيم «داعش» في منطقة على الحدود مع سوريا قرب جرابلس والراعي وحول هذه المنطقة». وأفاد مسؤول عسكري أميركي بأن هذه القوة تضم بضع «عشرات» العناصر.

وقال الجيش التركي في بيان إن القوات الخاصة الأميركية تدعم عملية تنفذ بين مدينتي أعزاز والراعي. وأوضح أن مقاتلي المعارضة السورية المدعومة من أنقرة يتقدمون جنوباً في عملية جديدة وأن خمسة من مقاتلي المعارضة وخمسة من «داعش« قتلوا في المنطقة.

ولكن إثر معارضة شديدة من بعض الفصائل السورية المعارضة، انسحبت القوات الأميركية بمرافقة قوات تركية من بلدة الراعي، إلا أن فضائية «العربية» أكدت أن تلك القوات لا تزال في سوريا قرب الحدود مع تركيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية مقتل القيادي الكبير في تنظيم «داعش» وائل عادل حسن سلمان الفياض الذي يعتبر «وزير إعلام» التنظيم المتطرف في قصف جوي لقوات التحالف في 7 أيلول قرب مدينة الرقة في سوريا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن هذا القيادي في التنظيم «داعش» كان «يشرف على انتاج شرائط الفيديو الدعائية التي تتضمن مشاهد إعدامات وتعذيب»، وكان «متعاوناً مقرباً« من القيادي الثاني في التنظيم أبو محمد العدناني الذي قتل في غارة في 30 آب الماضي.

 

الديار :

بدا الاعلان المشترك بين الولايات المتحدة واسرائيل عن مذكرة تفاهم تنص على تزويد اسرائيل ببرنامج عسكري قيمته 38 مليار دولار لمدة عشر سنوات كمن يستشرف تغيرات بالمنطقة على المدى البعيد إن كان من ناحية التموضع السياسي لدول جوار اسرائيل او الموازين العسكرية.
كما ان من يراقب التطورات في المنطقة، يفهم جيدا ان اسرائيل والولايات المتحدة تضربان بعرض الحائط حل الدولتين في فلسطين المحتلة، حيث لم يتطرق الاتفاق بينهما الى موضوع الاستيطان في الضفة الغربية او الحقوق الفلسطينية.

ـ الابعاد الاستراتيجية ـ

الاسرائيلي يعرف جيدا ان استمرار وجوده في فلسطين مرتبط بقوة جيشه وتفوقه على جيوش المنطقة، كما يعلم جيدا ان اخر انتصار حاسم له ولجيشه كان في حرب الايام الستة سنة 1967، ومنذ ذلك الحين لم يقدر على تسجيل انتصار كامل في المنطقة العربية لا بل مني بعدة هزائم تكتيكية واستراتيجية آخرها حرب 2006.
كما ان الاسرائيلي يرى ان صورة جيشه الذي لا يهزم والتي ارتسمت في اذهان شعبه وشعوب المنطقة العربية اهتزت في اعوام 1973، 2000 و2006. والجيش الذي لا يهزم انكسرت هيبته واصبح غير قادر على تحقيق اهدافه العسكرية كاملة.
الا انه رغم النكسات والهزائم، بقيت اسرائيل مرتاحة نسبيا لما يجري في المنطقة. فسوريا تخوض معركة وجود مع الحركات الارهابية والمعارضة المدعومة من الغرب وهي غير قادرة على تشكيل خطر عليه في الوقت الحالي. اما بالنسبة الى الاردن فهو يُعتبر ضمن نطاق الدول المتعاونة، فيما مصر الحالية تتشارك واياه العداء لحركة حماس، كما انها مشغولة بمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.
اما في ما يخص لبنان فإن حزب الله هو الوحيد الذي يشكل خطرا عليها الا ان وجود قوات اليونيفل ورسم خطوط حمراء معلنة وغير معلنة يتحكمان بحدود اللعبة في جنوب لبنان، ويؤولان بالامور الى وضع الصراع في خانة الخطر الذي يمكن ادارته.
رغم هذه الصورة المريحة نوعا ما لاسرائيل، فانها تتخوف من جيوش الدول المجاورة إن تغيرت الانظمة، فالجيش المصري يعتبر حديث التجهيز كما الاردني. ولم يمر وقت طويل على وجود نظام في مصر (الاخوان المسلمين) حليف لحركة حماس المعادية لاسرائيل.
وفي الحالة السورية، فان مشهد 1973 يبقى حاضراً ومطبوعاً في الذاكرة الاسرائيلية، وقد جُهّزت الجيوش العربية في ظرف 6 سنوات بعد هزيمة 1967، وكادت تهزم اسرائيل لولا التدخل الاميركي ودعمه العسكري واللوجستي.

ـ الاستنتاج ـ

ترى اسرائيل انه في منطقة مفتوحة على التغيرات والتطورات، على جيشها ان يبقى متقدما على جيوش المنطقة بأشواط، ولو انها خاضت مؤخرا حروبا غير تقليدية في جنوب لبنان وغزة، فإن التقدم على الجيوش العربية بأجيال من الاسلحة المتطورة رغم تعاون وتحالف بعض انظمة هذه الدول معها يعتبر حاجة استراتيجية كبرى في المستقبل القريب والبعيد.

 

الجمهورية :

تشبه الحالة السياسية في لبنان ذلك الواقف على حافة «الانتظار» وتحوط به العواصف من كل الجوانب. أولاً انتظار نتائج الانتخابات الأميركية التي يتنافس فيها المرشحان دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، ثانياً انتظار ما ستؤول اليه الهدنة السورية واختراقاتها في ظل الإتفاق الروسي ـ الأميركي، ثالثاً انتظار تصعيد «التيار الوطني الحر» والنتائج التي سيفضي اليها، رابعاً انتظار مساعي المكوّنات اللبنانية للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية في ظل تعليق الحوار الوطني، والاتصالات الجارية عبثاً لإعادة لمّ الشمل الحكومي.

من بين هذه الإنتظارات مسألة حضور لبنان في نيويورك حيث تعقد اجتماعات ذات اهمية ومصيرية في شأنه، كون المطروح هو وضع النزوح السوري في ضوء بيانين، احدهما للرئيس الاميركي باراك اوباما، والآخر للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ويلامس البيانان في طرحهما التوطين لجميع النازحين واللاجئين، ما يعني انّ السوريين في لبنان مشمولون به، في الوقت الذي تشهد المنطقة تطورات جديدة، وخصوصاً في سوريا، حيث تستمر محاولات وقف إطلاق النار فيها تمهيداً لتسوية سياسية.

وفي هذه الاجواء، يذهب لبنان الى نيويورك خالي الوفاض، وبحكومة مترنّحة ومجلس نيابي معطّّل ورئاسة جمهورية شاغرة، وخلاف على تعيين القادة العسكريين. كذلك يذهب الى نيويورك بلا موقف موحّد، فرئيس الحكومة تمام سلام الذي يسافر اليوم، لم يدع مسبقاً اللجنة الوزارية المكلفة ملف النازحين، ولا مجلس الوزراء الى الانعقاد، ليكون كلامه معبّراً عن وجهة نظر جميع اللبنانيين وكل المكونات السياسية.

في المقابل، ذهب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى نيويورك ومعه طرح مُعدّ في أروقة وزارة الخارجية، مقابل طرح آخر مُعدّ في أروقة السراي الحكومي، ما يعطي صورة مذلّة عن لبنان من شأنها ان تجعل كل الطروحات اللبنانية موضع تشكيك في الأمم المتحدة ولدى اجتماع سلام مع قادة العالم.

كل ذلك يجري في الوقت الذي لا ينخفض عدد النازحين، لا بل انهم يغزون سوق العمل اللبناني أكثر فأكثر.

وقالت مصادر مطلعة على التحضيرات الجارية لـ«الجمهورية» انّ الوفد اللبناني يحمل معه الى نيويورك مجموعة من التقارير التي أعدّتها اللجنة الوزارية وتلك التي وضعت بالتنسيق بين وزارة الشؤون الإجتماعية والبنك الدولي وبعض المنظمات الإقليمية والدولية التي تعنى بملف اللاجئين، ومنها مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وهذه التقارير تتحدث بالتفاصيل عن الواقع المأسوي الذي بلغه النزوح والكلفة الباهظة الملقاة على عاتق لبنان الرسمي والشعبي وحجم المخاطر الامنية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية، وصولاً الى الهم الأمني الكبير الذي يلقي بتبعاته على اوضاع اللبنانيين في كثير من المناطق، كما في السجون التي غَصّت بالسوريين.

ولفتت المصادر الى انّ لبنان لن يتحدث عن ارقام محددة على رغم وجود ما يشير الى انّ حجم الكارثة على لبنان ألقت عليه خسائر تتجاوز الـ 21 مليار دولار. ولذلك، فهو يتجنّب الحديث عنها رسمياً في انتظار ما سيتقرر في المؤتمر وحجم التمويل المتوافر.

واضافت المصادر انّ اللقاءات التي عقدها سلام مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ألقت الضوء على حجم المساعدات للبنان، وإذا صحت التوقعات، فسيكون نصيب لبنان منها مهماً.

مكانك راوح

وسط هذا المشهد، استمر تعويل الرابية على نجاح الاتصالات السياسية لإحداث خرق حكومي ورئاسي، والّا فالتصعيد مستمر، خصوصا انّ «التيار الوطني الحر» يواصل الإعداد لتحركاته التصعيدية بعدما حدّد 28 أيلول و13 تشرين الأول موعدين للتحرك. في المقابل، واصل «حزب الله» حملته على المملكة العربية السعودية، محمّلاً إياها مسؤولية التأزم السياسي في لبنان عبر استمرار وضعها الـ»فيتو» على ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون.

وقد انشغلت البلاد في الساعات الماضية بالمعلومات التي تحدثت اخيراً عن استعداد تيار «المستقبل» لانتخاب عون رئيساً للجمهورية في جلسة 28 أيلول الجاري، الّا انّ نواباً في كتلة «المستقبل» سارعوا الى نفي ذلك.

بو صعب

وقال وزير التربية الياس بو صعب لـ«الجمهورية»: «انّ الاشاعات التي تُضخّ عن اتصالات جرت مع الرابية والوعود والاستعدادات التي نُقلت لها، ونفيها لاحقاً، هي من صنع من يطلقها وينفيها، ولا علاقة للرابية بها لا من قريب ولا من بعيد، والعماد عون اكد مراراً انّ كل شيء لا يصدر عن مكتبه او عن مكتب «التيار الوطني الحر» في بيان رسمي لا يعنينا ولسنا معنيين به إطلاقاً». واشار بو صعب الى «انّ الاتصالات السياسية مستمرة مع جميع الاطراف، الا انّ بثّ الاشاعات هدفه فقط خلق البلبلة لنقل الاهتمام الى مكان آخر وهذه الاشاعات تعني مُطلقيها فقط»، وقال: «هم يطلقون الاشاعات لينفونها لاحقاً ونحن غير معنيين بها، وموعدنا في 13 تشرين الاول».

 

اللواء :

على طريقة «القلّة تولّد النقار»، امتلأ فضاء الإفلاس السياسي «بخبريات» بقيت لقيطة، أو سابحة بين الاشاعة والخبر غير المسند، أو لا مصدر قوياً يقف وراءه.
ربما، في رأي مصادر سياسية، وراء أكمة الاخبار عن اتصالات وصلت إلى الرابية، عن ان جلسة 28 أيلول ستنتهي بانتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية بغطاء أو مشاركة من تيّار المستقبل، ما وراءها لجهة اللعب على جمهور الطرفين، سلباً وايجاباً، عشية التحرّك، الذي يستعد له التيار الوطني الحر في فترة ما بين 28 أيلول و13 ت1.
وبمعزل عن الأهداف البعيدة والقريبة، للعبة الإشارات والتسريبات، سارع «تيار المستقبل» منذ الصباح الباكر، إلى نفي ان يكون مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيّد نادر الحريري، أجرى اتصالاً بالنائب ميشال عون، وابلغه دعم الرئيس الحريري لوصوله إلى رئاسة الجمهورية، وأن الكتلة ستنزل في 28 الجاري لانتخابه رئيساً للجمهورية.
ونفى مصدر قيادي في تيّار «المستقبل» ان يكون الوزير باسيل في طريقه إلى باريس وأن يكون التقى الرئيس الحريري هناك.
ولم يكتف نائب بيروت في كتلة المستقبل النائب عمار حوري بهذا النفي بل أكّد ان الحريري لا علم له بما نسبته له صحيفة الأنباء الكويتية.
وأكّد مصدر نيابي في كتلة المستقبل لـ«اللواء» ان البحث مستمر بالخروج من المأزق وأن الرئيس سعد الحريري قدم ما لديه، والكرة الآن لا تزال في ملعب الفريق الآخر.
وكشف هذا المصدر، ان الاتصالات مع المرشحين للرئاسة هي بين أخذ ورد، مشيراً إلى ان مستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري، ناقش المعطيات السلبية التي تحيط بترشيح رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية، مع العلم ان «تيار المستقبل» لم يبلغه أي موقف في ما يتعلق بترشيحه له.
اما مصادر تكتل الإصلاح والتغيير فقالت لـ«اللواء»: «هناك تضخيم اعلامي للاتصالات الجارية بشأن تهدئة الأمور والسير بمبادرة معينة، مؤكدة وجود اتصالات لكن من دون نتائج مضمونة حول أي طرح، معربة عن اعتقادها ان أي كلام يندرج في إطار رمي بالون اختبار لتخفيف الاحتقان، في حين ان ما من شيء ملموس في الحقيقة.
ووصف عضو التكتل النائب سليم سلهب عبر «اللواء» الاتصالات التي تجري بـ«الخجولة»، مؤكداً انها غير قادرة على إحداث أي تطوّر بارز، وإذ تحدث عن رسائل متبادلة بين الرابية وبيت الوسط، اعتبر ان الأمر لا يتجاوز التمنيات وأن لا تحريك لأي أمر بهدف الوصول إلى نتائج.
بالمقابل، انتقد مصدر وزاري «الابواب المقفلة» في الرابية، بوجه الحظوظ الممكنة لمشاركة وزراء التيار العوني في جلسة مجلس الوزراء المتوقعة في 29 أيلول الجاري.
وتساءل المصدر، في وجه من يصعد العونيون، منتقداً وضع البلد امام معادلة سبق للبنانيين وذاقوا مرارتها، وهي «انتخاب فلان أو الفوضى»، والآن تعيد الرابية احياء المعادلة «إنتخاب عون أو التصعيد في الشارع».
واستبعد المصدر الوزاري الذي التقى الرئيس تمام سلام في السراي قبل سفره، عقد جلسة 29 أيلول، وهو الموعد الذي دعت فيه الهيئات الاقتصادية في بكركي العمال للوقوف مُـدّة ربع ساعة، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المزري حيث ان 11٪ من المؤسسات الاقتصادية أقفلت، أو هي في قيد الاقفال أو الاستغناء عن موظفيها.
واعتبر المصدر ان الكرة الآن في ملعب «حزب الله» الذي ان قرّر وزيراه المشاركة في الجلسة فإن الرئيس سلام لن يتردد لحظة في الدعوة إليها فور عودته من نيويورك.
بالمقابل، وصف أحد الوزراء المستقلين طالباً عدم الكشف عن اسمه، الجنوح العوني إلى التصعيد بأنه «جنون موصوف يُهدّد بتخريب البلد».
في هذا الوقت، كشف مصدر «قواتي» لـ«اللواء» ان «القوات ليست في وارد الانجرار إلى الشارع خاصة إذا كانت خطوة «التيار الوطني الحر» على خلفية التمديد لقائد الجيش جان قهوجي، حيث تدعم «القوات» مثل هذه الخطوة».
وقال المصدر ان القوات لا تشجّع على التصعيد في الشارع في هذه المرحلة، وهي تعمل على خطين، الأوّل يتعلق باقناع من يلزم اقناعه بانتخاب النائب عون، والثاني تكثيف المشاورات من أجل تفاهم على مشروع قانون انتخابي جديد ينطلق من مشروع القانون الذي تمّ التوافق عليه بين كتل «اللقاء الديمقراطي» و«القوات» و«المستقبل».
وأكد هذا المصدر ان تقدماً ما حصل في المشاورات الجارية بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» لكنه امتنع عن كشف هذا التقدم.
وفيما يُشير قيادي في «التيار الوطني الحر» إلى ان خطط التحرّك الموضوعة، لم يطرأ عليها أي تغيير وأن التركيز الآن هو على نجاحها وفاعليتها، قالت مصادر نيابية في «حزب الله» ان الحزب لن يتحرك في الشارع إلى جانب «التيار العوني»، وإن كان يتفهم مبررات هذا التحرّك وخلفياته، مشيرة إلى ان الحركة في الشارع محفوفة بالمخاطر ولا يمكن الاطمئنان إلى أي خطوة في ظل كشف مزيد من شبكات الإرهاب، والمخاطر الأمنية المحدقة في البلاد.
ملفات نيويورك
وسط هذه الصورة الضبابية يصل الرئيس سلام بعد ظهر اليوم، إلى نيويورك، لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمشاركة في القمة التاريخية للاجئين.
والأهم، ما يحمله الرئيس سلام إلى الدورة الحالية، من ملفات أجملها وزير مقرّب بالآتي:
1- الشغور الرئاسي وانعكاساته السلبية على تعطيل الدولة ومؤسساتها، وغياب الموازنة وجلسات التشريع والشلل الحكومي، وتهديد صيغة لبنان الفريدة.
وسيدعو الرئيس سلام سواء في الكلمة التي سيلقيها في هذا المحفل الدولي الكبير، أو اللقاءات التي سيجريها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والقادة المشاركين في اجتماعات الجمعية العمومية، التي تبدأ الأسبوع المقبل، المساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي.
2- ملف النزوح السوري: إن لجهة الأعباء التي يتحملها لبنان، أو لجهة تذكير الدول الصديقة والشقيقة بالإلتزام بالوعود التي قطعتها على نفسها في المؤتمرات واللقاءات الدولية، سواء في نيويورك أو جنيف أو باريس أو بروكسيل.
وسيطالب الرئيس سلام هذه الدول بالوفاء بما تعهدت به، مشدداً على أن لبنان ينتظر قراراً سياسياً دولياً، بعودة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، لا سيما مع سريان الهدنة في مدينة حلب وريفها بعدما أصبح عدد النازحين السوريين يقضّ مضاجع اللبنانيين إن لجهة العدد المليوني أو فرص العمل أو مزاحمة اليد العاملة اللبنانية، مؤكداً على أن لبنان يرفض التوطين ويتمسك ليس بالعودة الطوعية بل الإلزامية.
3- المساعدات للجيش اللبناني: وفي هذا المجال أكد المصدر المقرّب، أن لبنان أعدّ ملفاً كاملاً لاحتياجات القوى الأمنية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، الذي يحتاج إلى الأسلحة والعتاد ليتمكّن من الذود عن حدود لبنان جنوباً وشرقاً في مواجهة التطرّف والمجموعات المسلحة.
4- ملف الإرهاب: حيث سيؤكد لبنان أن القوى الأمنية والعسكرية تفكك الشبكات الإرهابية وتوقف العناصر التابعة للمنظمات المصنفة إرهابية وهو يحتاج إلى دعم مؤسساته وقواه ليتمكّن من مواصلة العمل لمكافحة الإرهاب، حيث يشترك مع دول أخرى في هذا الدور.
والأبرز، ما نقله وزير الصحة وائل أبو فاعور، موفداً من النائب وليد جنبلاط، عن الرئيس سلام قوله أن لا اتجاه لديه للتسليم بالتعطيل أو إدارة الظهر لمكوّنات موجودة في الحكومة، نظراً إلى أن مجلس الوزراء هو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال فاعلة وعاملة.
وعلى الصعيد الحكومي، أكد وزير الثقافة روني عريجي أنه سيحضر بوصفه ممثلاً لتيار «المردة» أول جلسة يدعو إليها الرئيس سلام.
جنبلاط
في هذا الوقت ما تزال المعلومات عن المخطط المشبوه للتعرّض للنائب جنبلاط يستأثر باهتمام القوى السياسية والدبلوماسية.
ورأى الرئيس سعد الحريري أن الكشف عن مخطط لاغتيال جنبلاط هو إنجاز أمني وقضائي، معبّراً عن تضامنه وتعاطفه معه.
وقال عبر «تويتر»: «إن سلامة وليد جنبلاط من سلامة لبنان والتعبير عن التضامن معه والدعوة إلى حمايته مسؤولية عربية ووطنية في مواجهة أدوات الفتنة والشر».
وعلى خط المختارة - الرابية، ذكر موقع «النشرة» الالكتروني أن اتصالاً هاتفياً جرى في الساعات الماضية بين النائب جنبلاط والنائب ميشال عون جرى خلاله التداول بما يجري على الساحة اللبنانية والإقليمية، إضافة إلى موضوع رئاسة الجمهورية، وكشف أن جو الاتصال كان ودّياً وإيجابياً.
واستبعد جنبلاط في حوار أجراه معه مركز «كانينغي» للشرق الأوسط وعممته جريدة «الأنباء» الالكترونية الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، أن يحصل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن من يبتّ بالملف الرئاسي هما سوريا وإيران، مشيراً إلى أننا في مأزق وحرب استنزاف والبلاد تشهد تراجعاً على مستوى الاقتصاد وتعني من هشاشة، متخوفاً من أن نكون قادرين على الاستمرار بعد سنة.
وقال: حليفي الأقوى سعد الحريري يزداد ضعفاً باضطراد وهذا أمر محزن.
وعن مستقبله، قال: «لا مستقبل لديّ وأملي الوحيد الحفاظ على البقاء، وآمل أن أكون قد نقلت هذه الرسالة إلى نجلي تيمور، وعندما تنتمي إلى طائفة صغيرة يكون هدف؛ حمايتها من خلال علاقات جيدة مع مختلف المكوّنات وعلى رأسها «حزب الله»، لافتاً إلى أن المسيحيين ليسوا بأفضل حال، واصفاً المجتمع الدولي بالأكذوبة الكبيرة، وقال: «قررت الخروج من فريق 14 آذار صوناً لطائفتي»، معتبراً أن المواجهة العسكرية هي انتحار للطائفة الدرزية.
ورداً على سؤال اعتبر أن نهايته السياسية المصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد وقال: «أفضّل الانتحار بشروطي أنا بدلاً من الذهاب إلى سوريا ومصافحة بشار». 

 

الاخبار :

فضّل رئيس مجلس النواب نبيه برّي لو لم يتريث رئيس الحكومة تمام سلام في دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد الى ما بعد عودته من نيويورك نهاية هذا الشهر. لا يقلل من اعتقاده بمثلث راهن للتعطيل: «بعد مجلسي النواب والوزراء، باتت طاولة الحوار في حال مكملة.

العقد العادي الثاني للبرلمان وشيك في منتصف تشرين الاول، دونما حاجته الى ما لم يحصل عليه حتى الآن منذ خريف 2014 وهو مرسوم عقد استثنائي كي يجتمع. الا ان ذلك لن يجعل المجلس قادراً على الالتئام ما خلا الحال الحكمية في تشرين الاول المقبل، وهي انتخاب امناء السر والمفوضين في هيئة مكتب المجلس واعضاء اللجان النيابية».
يقول بري في اشارة الى عدم توقعه انعقاد البرلمان: «ما ان يكتمل النصاب القانوني اباشر التشريع».
بالتأكيد يتطلب الامر دعوة مسبقة منه، الا ان الازمة تجعله لا يفكر فيها في ظل الانقسام الحالي، والخلاف على عمل المجلس في غياب رئيس للجمهورية، بجدول اعمال الضرورة ومن دونه.
يضيف: «مجلس النواب هو المؤسسة الأم لتكوين السلطة. الاساس في صلاحياته ــــ الى التشريع ــــ انه هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية مباشرة، وينتخب رئيس الحكومة على نحو غير مباشر من خلال الاستش<