مع اقتراب الذكرى السنوية على حادثة منى التي أودت بحياة 767 حاجا   استيقظ  المرشد الإيراني علي خامنئي من سباته وشنّ حملة موسعة على المملكة العربية السعودية بعد أن كانت هذه الحادثة في عداد  ذكرياته.
فبعد الكارثة التي حصلت في العام الماضي  نتيجة عدم  التزام 300 حاج ايراني بتعليمات الحج بحسب ما كشف في ذلك الوقت مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج ايران للـ"الشرق الاوسط" اضطرت  السعودية هذه السنة إلى منع الإيرانيين من الحج حفاظا على الأمن وسلامة الحجاج منعا لأي احتدام خاصة أن هذه الكارثة لم تكن الأولى إذ انه كان قد سبقها في العام 1990 كارثة اودت أيضا بعدد كبير من الحجاج الايرانيين نتيجة تدافع بينهم وبين القوات السعودية.
وعلى ما يبدو أنّ إيران التي تسعى دائما إلى توظيف الأمور  وتسييسها لصالحها أرادت أبضا بهذه الذكرى أن تسيّسها لتنال تعاطف العالم فوجّه خامنئي رسالة قوية اللهجة اتهم فيها الحكام السعوديين بأنهم ورطوا العالم الإسلامي بحروب داخلية عبر تأسيسهم للجماعات التكفيرية" كما أشار "إلى مشاركة السعودية في صراعات في مناطق، منها العراق واليمن وسوريا"  ليأتيه الرد الصاعق من مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ  الذي قال أن الإيرانيين "ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة."
الإتهامات المتبادلة بين الطرفين اللذين يشكلان المحور السني- الشيعي الأساسي لباقي البلدان وتحديدا لبنان سيؤثران بشكل سلبي عليه خاصة بعد التسييس الذي لحق بقضية الحج لتتحول بحسب اتهاماتهما إلى صراع بين "المجوس" و"العالم غير الاسلامي".
فلبنان القابع دائما في فقاعة التبعية والذي يتمثل بفريقين أحدهما شيعي تابع ومخلص لإيران وآخر مناصر للسعودية سيشتعل لتفوق حرارة نيرانه حدود الوطنية وتنتصر الطائفية.
لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن "لماذا تسييس الحج من قبل الإيرانيين؟"