تعليق الحوار ودخول الحكومة في صراع الموت والبلد يحتضر , بري يعتبر كلام باسيل الاخطر منذ اندلاع الحرب الاهلية .

 

السفير :

عُلِّق الحوارُ الوطني في عين التينة على مشجب الحكومة، التي التأمت لمرة واحدة بغياب وزراء «التيار الوطني الحر»، لتتحول جلسة الحوار أمس الى بيان «نعي» كان استبقه رئيس «التيار» بسلسلة «لعنات». وهذه المرة تم الانتقال من المشاركة والميثاقية الى المسألة الوجودية، حيث لم تثمر محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي «هزم ايوب في صبره» في ثني باسيل عن تعليق المشاركة في الحوار، فما كان من بري إلا أن علق الحوار، إفساحا في المجال أمام اتصالات بوشرت فور مغادرة المتحاورين عين التينة.
إلا أن ما لفت في الحوار كان المنازلة المارونية ـ المارونية، التي كان بطلاها رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وجبران باسيل، إذ رد الأول بصوت عال على كلام باسيل الذي حدد حجم المسيحيين الآخرين بستة في المئة، مذكراً بـ «ضياع حقوق المسيحيين في العام 1988 يوم رفض العماد ميشال عون التسويات»، محذراً من التسويات الجارية في المنطقة والتي قد تذهب بكل شيء.
وكانت صليات فرنجية من العيار الثقيل حين تحدث من موقع زعامته المسيحية والوطنية وانتمائه العربي، سائلا باسيل عن تمثيله وهو المعيّن في موقعه من قبل الجنرال والراسب ست مرات في الانتخابات.
هي الجلسة الأكثر صخباً وحدّة. قيل فيها كلام كبير جداً حول الوجود والكيان، ويمكن اعتبارها جرسَ إنذارٍ في حال سدّت كل الابواب أمام التلاقي بين اللبنانيين وجرى الاحتكام الى لعبة الأحجام والشارع.
وفي ما يلي وقائع جلسة طاولة الحوار الوطني التي غاب عنها كل من رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط:
بري: في الجلسة السابقة جرى تأجيل الجلسة الى اليوم لتقديم أسماء في ما يتعلق بأعضاء لجنة ورشة مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب، من تقدم فقط:
ميشال فرعون: انطوان مسرة وطوني عطاالله.
وليد جنبلاط: مروان حمادة.
بطرس حرب: جواد بولس يساعده سليم سليمان.
فريد مكاري: طارق متري والقاضي سعد جبور.
السنيورة: سمير الجسر وخالد قباني.
محمد رعد: الدكتور علي فياض والدكتور محمد طي.
اسعد حردان: الدكتور وليد عبد الرحيم والدكتورة لور ابي خليل.
اغوب بقرادونيان: الوزير السابق فانوي مانوجيان.
سامي الجميل: عندي كلام حول الموضوع.
نجيب ميقاتي: بسام الداية.
طلال ارسلان: حسن حمادة ومروان خير الدين.
جبران باسيل: اريد ان اتحدث بالنظام، حيث أن تفعيل الحكومة على جدول الاعمال، وأريد ان اتحدث بالاساس، اريد ان اعرف ما اذا نحن متفاهمون على مفاهيم اساسية، الميثاق اساس التعايش، والمكونات تريد ان تعيش مع بعضها ليس فقط بالوجود، انما ايضا بالدور. لا اريد ان ازعج احدا، موضوع الحكومة هو هدف، لو ان فهمنا لموضوع رئاسة الجمهورية نقطعها، ولكن ايضا حول الحكومة والتعيينات. اريد ان اعرف ما هو الجدوى؟ موضوع الميثاقية هو قدس الأقداس بالنسبة لنا. ما نراه هو استخفاف بالموضوع، وثمة تراكم وشعور بالمظلومية. إن التعبير عن مظلومية جماعية ليس مسموعا وليس له اذن. اذا كانت الامور هكذا، ننسحب من دون ان نزعج أحدا. ذهبنا لمناقشة موضوع قائد جيش، تماما كما امل وحزب الله عندما يتفقان على اسم لا احد يناقش (عرض ملابسات التعيين في المجلس العسكري) وعندما طرح موضوع ضابط سني (اللواء خير) قلنا اطرحوا اسم ونحن موافقون، والموضوع ليس مرتبطا بموضوع قائد الجيش، ان الوزير يخالف مرة واثنتين وثلاثا والكل يتفرج. هذه الحكومة غائب عنها مكون واثنان وثلاثة وربما اربعة، ماذا تعني الميثاقية؟ هل الميثاقية في الحكومة مرتبطة بعدد الوزراء؟، إذا كان لا مشكلة بحكومة ليس فيها «تيار وطني حر» و«قوات لبنانية» و«كتائب» و«طاشناق».. كيف سنعيش مع بعضنا؟ هل هناك حرص على ان نعيش مع بعضنا؟ هل غازي يوسف وعقاب صقر يمثلان الشيعة عندما تتشكل اكثرية ما؟ قناعتنا بالبلد تتلاشى، و «ما حدا يكذب على حدا».

نشر غسيل
سليمان فرنجية: لا نريد ان ننشر غسيلنا على السطوح، وبكل محبة، أؤيد ما قاله الوزير باسيل بكثير من الافكار، ربما عن الميثاقية والاحزاب، اسأل «الكتائب» وبقرادونيان، هل سألكم احد رأيكم باسم قائد الجيش؟ عندما نرضى بذلك تتوفر الميثاقية، واذا رفضنا تلغى الميثاقية؟! عليك ان توافق على ما يطرحه «التيار» فتصبح ميثاقيا، واذا رفضت فأنت ضد الميثاقية. ما اقتنع به ادافع عنه وما يفرض عليّ ارفضه. زمن المعارك ولى، وهناك من يعلم عن التسويات. أقول لـ «التيار الوطني الحر» ما تفوتونا بالحيط في زمن التسويات كما فعلتم في العام 1989، لو حصل تسوية في 88 – 89 ما وصلنا الى «الطائف»، وكل نضالنا الآن لاستعادة ما خسّرونا هم إياه في ذلك الوقت. نحن مع تعيين قائد الجيش، لكن اذا اتفقنا كلنا على ذلك. لكن إذا لم يأتِ «التيار» بقائد الجيش فليس ميثاقيا، واذا رفض «الكتائب» عون رئيسا لا تعترفون بهم، هذه مشكلتكم. «اعملوا انتخابات من الشعب وخلينا نشوف».
بري: «يا ريت فينا نعملها».
فرنجية: أنا أتحداكم، انت يا جبران ماذا تمثل؟ انت مدير «التيار» وليس رئيس «التيار»، لأن الجنرال عيّنك. وانت ماذا تمثل مسيحيا وقد سقطت ست مرات بالانتخابات. انا زعيم مسيحي افتخر بمسيحيتي، لكني عربي ووطني واعتز بذلك.
باسيل: هل كل هذا الكلام مع الاحترام لنا؟ أطرح سؤالا يتخطى المشاعر واللحظة. اعتبر انتخابات 2009 ظلمتنا. أنا لا أتعرض لتمثيل أحد. في النهاية الانتخابات هي التي تظهر التمثيل ام لا. كل مطلب يذهب بنا الى الناس ترفضونه.
بري: يا جبران بعض الوقائع التي تتحدثون عنها بخصوص المجلس النيابي ليست دقيقة. انا تمنيت على الجنرال أن يعارض التمديد، لكن أن لا يطعن فيه امام المجلس الدستوري، لاني لا اريد ان اعطي شرعية للتمديد، وهذا ما حصل.
باسيل: سؤالي موجه للمسلمين بالبلد، وهو لا يرتبط بلحظة او بظرف.
ميقاتي: دولة الرئيس بري ازعجني في كلام معالي الوزير باسيل عن مطالب التيار عبارة «بدكن يانا او ما بدكن». يوم توقيع الميثاق الوطني عام 1943 قلنا لا للشرق ولا للغرب، والتزمنا بهذا الامر عهدا وميثاقا وعقدا بكل معنى الكلمة. وفي العام 1989 وفي اتفاق الطائف اعدنا التأكيد على العيش المشترك. لقد اكدنا ونؤكد مرارا وتكرارا اننا نريد العيش المشترك كعقد اجتماعي بين اللبنانيين. معالي الوزير باسيل انتم تخلطون بين المواثيق والدستور. المواثيق تحدد مبادئ عامة بينما الدستور هو الذي يحدد النصوص الاجرائية. الميثاق الوطني والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين والمناصفة بينهم امر ثابت لا تراجع عنه مهما كانت الاسباب، بينما انتم تحولونه الى عملية حسابية، فيما الموضوع ليس على هذا النحو. لا يجوز ان يتحول العيش المشترك لتوزيع مغانم بين الطوائف او المذاهب او التيارات لانه امر مقدس، وهذا الامر لا علاقة له بالدستور.
حرب: الموضوع جدير بأن نبحثه. إن الغبن الذي شعر به المسلمون سابقا هو الذي ادى الى الحرب الاهلية، وانا ارفض ان يشعر المسيحيون الآن بأي غبن. وانا دعوت مرارا إلى العودة الى الدائرة الفردية، لانها تمثل الناس بصورة صحيحة وتساعد المسيحيين. نحن قدرنا ان نعيش مع بعضنا البعض، واحيانا ننسى ان هناك دستورا ونسعى لتكييفه مع مصالحنا. ان المسيحيين حقوقهم مضروبة عندما لا ننتخب رئيسا للجمهورية. لسنا خيال صحراء. البعض اذا امسك بالسلطة تتوفر الميثاقية، ان الكتائب انسحبوا من الحكومة لكنهم لم يطعنوا بالميثاقية. انا ضد ان نعيّن قائدا للجيش قبل انتخاب رئيس للجمهورية، ونحن لا نخضع للابتزاز السياسي.

النهار :

لم تكن الخطوة التصعيدية الجديدة لـ"التيار الوطني الحر" أمس بعيدة من حسابات افرقاء كثر قبل انعقاد الجولة الحوارية، ومع ذلك جاء وقعها شديد الوطأة وخصوصاً لجهة التحسب أيضاً لتمدد "التعليق" والتعطيل الى المؤسسة الدستورية الأخيرة "العاملة " بشق النفس اي الحكومة. بدا "التيار" فعلاً كأنه اتخذ قرار قلب الطاولة تحت شعار تفسيره الخاص لـ"الميثاقية " واعتراضه على الحلفاء والخصوم سواء بسواء في سياسات الحفاظ على "الستاتيكو" السياسي والحكومي والنيابي القائم الذي يمليه الانسداد التصاعدي في أزمة الفراغ الرئاسي. لكن ما اقدم عليه امس من التسبب بتعليق الحوار شكل المغامرة الاكثر اثارة للشكوك في حساباته المتصلة بمعركة ترشيح العماد ميشال عون والجدوى الحقيقية التي يمكن ان يوظفها من خلال تمديد التعطيل في كل الاتجاهات . واذا صحت التوقعات المتصلة بشل الحكومة في شكل أو في آخر ، وهو الامر الذي يشكل الخميس المقبل اختباره الحاسم في جلسة مجلس الوزراء ، فان ذلك سيعني خلاصة كبيرة أساسية هي ان البلاد توغلت نحو أزمة اضافية مجهولة المدى والنتائج سياسياً لكن تداعياتها السلبية المتزايدة على المستويات الاخرى لا تحتاج الى تبصير وتنجيم .
في أي حال، لم يكن السجال اللاهب الذي حصل في جلسة الحوار بين رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ووزير الخارجية جبران باسيل والذي شكل شرارة كهربة الجلسة الا العينة المعبرة لتداعيات ضرب "التيار" على وتر الطعن في تمثيل الافرقاء المسيحيين الذين لا يماشونه في مقاطعة جلسات مجلس الوزراء امتدادا الى جوهر الصراع على رئاسة الجمهورية. واعتمل الاحتقان في الجلسة حين بدا للجميع ان الوزير باسيل جاء بقرار متخذ بمقاطعة الحوار وابلاغه الى المتحاورين . واشعلت مداخلة مكتوبة لباسيل الاجواء اذ بدأ بمطالعة عن الميثاقية من باب الطعن في ميثاقية الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء رافضاً ان تعقد في حضور ستة في المئة ممن يمثلون المسيحيين، ومعتبراً ان "الميثاقية باتت تشكل اليوم المشكلة الرئيسية التي تتسبب بأزمات في جوهرها وجودية". وردّ فرنجية لم يسقط الاعتراض العوني في المبدأ اذ اكد ان "حقوق المسيحيين غير مؤمنة في بعض الاحيان"، لكنه انبرى لانتقاد الاساليب التي يتبعها "التيار" قائلاً: "نحن نعمل على تحصيل ما افسدتموه. هذا الكلام يدمر مكتسبات المسيحيين" ثم وجه كلامه الى باسيل : "من انت ومن تمثل وانت راسب في كل الانتخابات... كفى تخبرنا عن عنترياتك فاي انتخابات ربحت؟ انت مدير عينك عمك لتدير التيار ولا تمثل اي حيثية".
ولم يطل الامر وسط تصاعد الاجواء الصاخبة حتى تحول مسار السجالات ناحية رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكان تدخل آخرون كالوزير بطرس حرب ثم الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة بمداخلات اجمعت على رفض "المزايدات" والخلط بين الميثاقية والتزام الاصول الدستورية . كما ان ممثل "حزب الله" النائب محمد رعد طلب من باسيل التريث . لكن باسيل بادر الى القول انه "يعتكف ويعلق الحوار" وما كان من الرئيس بري الا ان رد "ما حدا بيمرك علي بتعليق الحوار انا بعلقو". 

 

تصعيد
وليلاً قالت مصادر وزارية شاركت في إجتماع الحوار النيابي امس لـ"النهار"إن الامور" ذاهبة الى التصعيد" وهو ما عكسه الرئيس نبيه بري بقوله: "ما سمعته هو الاخطر منذ الحرب الاهلية وهو ينذر بحرب أهلية جديدة".ولفتت الى السجال الحاد بين النائب فرنجية والوزير باسيل فقالت إن الحكومة باتت" متصدّعة ومثلها الوضع السياسي".ووصفت صمت "حزب الله" في الحوار بإنه" أقرب الى الاعتراض على موقف باسيل من التأييد له بدليل ان النائب رعد قال بعد إنفراط الاجتماع إن الحوار يجب أن يستمر".

 

المستقبل :

مسمار آخر دُقّ بالأمس في نعش الجمهورية.. طار الحوار ولم يبقَ في ميدان المواجهة المستميتة بين الدولة والفراغ سوى ذراع تنفيذية تصارع وحيدة شبح الموت السريري بعدما بُتر الرأس وشُلّت الذراع التشريعية. وفي الجلسة الحوارية الـ23 والأخيرة، قطع التيار العوني شعرة الحوار ورفع الصوت طائفياً مهدّداً بهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع وبفضّ الشراكة الوطنية بذريعة الدفاع عن «الميثاقية» ورفع «المظلومية» عن المسيحيين الذين اختزل الوزير جبران باسيل تمثيلهم والتحدث باسمهم على طاولة الحوار، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ودفعه إلى الرد على اعتباره وعموم المسيحيين الذين لا يؤيديون «التيار الوطني» يمثلون فقط 6% فقال لباسيل: «أنا أمثل أباً عن جد أما أنت فمن تمثل؟ سقطت 6 مرات في الانتخابات (البلدية والنيابية) وعمّك عينك مديراً عاماً لتياره لأنك «ما استرجيت» تخوض الانتخابات في التيار». 

وفي تفاصيل النقاشات التي دارت على طاولة الحوار، وفق ما نقلتها مصادر المتحاورين لـ«المستقبل»، أنّ مندوب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» إلى الجلسة استهلها بمداخلة طائفية تهويلية لوّح فيها بانهيار «مفهوم الشراكة» مع المسلمين، متحدثاً عن «مظلومية» مسيحية ومتسائلاً عن جدوى استمرار الحوار «طالما تؤكل حقوقي» كما قال بوصفه متحدثاً باسم المسيحيين. وإذ وصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري كلام باسيل بأنه «أخطر كلام يسمعه منذ الحرب الأهلية ويؤدي إلى تكرار هذه الحرب»، طلب فرنجية الكلام معرباً عن رفضه اختزال المسيحيين بـ«التيار الوطني الحر» وأردف: «الميثاقية لا تعني أن تقول للشريك في الوطن أعطني ما أريد وإلا لا تكون ميثاقياً»، متوجهاً إلى باسيل بالقول: «مع احترامي لك لكن مواقفك هي مواقف غبّ الطلب لأنكم تتحدثون عن حقوقكم وليس عن حقوق المسيحيين، نحن مشينا مع الجنرال ميشال عون حتى النهاية لكنكم أوصلتمونا إلى مكان أصبحتم تخيرون الناس فيه بين أن يعطوكم ما تريدون أو «عمرها ما تكون جمهورية» وهذه مسألة لا نقبل بها»، مضيفاً: «لطالما أعجبت بالجنرال لكن للأسف طروحاته هي التي أضاعت حقوق المسيحيين وها نحن منذ العام 1992 نحاول إعادة تحصيل هذه الحقوق التي ضاعت بسببه»، أما في الملف الرئاسي فلفت فرنجية انتباه «التيار الوطني» و»القوات» و»الكتائب» إلى أنّ هناك بوادر تسويات في المنطقة متوجهاً على هذا الأساس إليهم بالقول: حرام كلما حان أوان التسويات «تفوتونا بالحيط».

كذلك كانت مداخلة لرئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة شدد فيها على عدم جواز فصل مفهوم الميثاقية عن النص الدستوري مؤكداً أنها جزء لا يتجزأ من الدستور الذي يحدد ماهيتها وماهية العيش المشترك والمناصفة وكيفية انتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس للحكومة، وسأل باسيل: «تتحدثون عن العيش المشترك، أين كان هذا العيش حين شكلتم حكومة من 3 وزراء من لون طائفي واحد؟ وأين كانت الشراكة حين أسقطتم حكومة الرئيس سعد الحريري؟»، مشيراً إلى أنّ الحريص على الدستور هو من يمتثل لنصه الذي يُطالب النواب بالنزول إلى المجلس لانتخاب الرئيس.

وإذ لفت النائب أسعد حردان بحسب المصادر إلى أنّ «تحقيق الميثاقية يكون عند تشكيل الحكومة ثم لا تعود موضع بحث خلال مدة الولاية الحكومية»، أبى باسيل التعليق على اقتراح حردان بعقد لقاء بين «التيار الوطني» ورئيس الحكومة تمام سلام لحل الإشكالية الحكومية، كما رفض تزويد رئيس المجلس النيابي باسم ممثل «التيار الوطني» في اللجنة التي كان ينوي تشكيلها لدراسة ملف مجلس الشيوخ وقانون الانتخابات النيابية من دون أن يوضح الأسباب، علماً أنّ رئيس حزب الكتائب» النائب سامي الجميل حذا حذوه لكنه برر ذلك بعدم جواز تشكيل هكذا لجنة لدرس هكذا مواضيع متصلة بتكوين السلطة في غياب رئيس الجمهورية.

وبعد نقاش مطوّل حول الميثاقية، حاول باسيل فرط عقد الحوار غير أنّ بري عاجله بالقول: «مش أنت اللي بتمرّك عليي وبتفرط الحوار.. أنا سأعلق الجلسات لأنني سبق وقلت منذ بداية الحوار إنني سأقدم على ذلك في حال خروج أي مكوّن منه».

الديار :

في أسوأ الاوقات، وفي أسوأ العلاقات، وفي اسوأ الاحتمالات، انعقدت جلسة الحوار أمس، النتيجة: الدولة معلقة ولبنان دخل في أزمة نظام «النظام الذي في خطر».
قنبلة الوزير جبران باسيل التي وضعها على الطاولة والتي حملت عنوان «الميثاقية» انفجرت وفجّرت معها الجلسة التي رفعت دون تحديد الجلسة المقبلة، بعدما كان واضحاً ان كل الطرق مقفلة حتى أمام انصاف الحلول...
لا توافق على رئاسة الجمهورية، ولا توافق على قانون الانتخاب، من يضع الخط الأحمر امام  ميشال عون لمنعه من الوصول الى القصر الجمهوري ومن يضع الخط الأحمر امام سعد الحريري لمنعه من الوصول الى السرايا الحكومية؟
«الديار» سألت أمس كيف يتعامل الرئيس بري مع الالغام التي على الطاولة؟ لا شيء  افضل من ان ينفجر اللغم الاول لكي يتناثر المشاركون لعلهم يشعرون بمدى الأزمة التي وضعوا أنفسهم في داخلها.
بري بعث برسالة الى الجنرال «لا تنتحر»، لعل انفجار الأمس قد يحدث الصدمة، ماذا يستطيع رئيس التيار الوطني الحر سوى ان يقاطع الحكومة؟ الرئيس تمام سلام جاهز للاستقالة، اذ أن ترؤس حكومة تصريف اعمال أفضل بكثير من ترؤس حكومة مشلولة او من ترؤس جلسة للمصارعة.
ولكن هل ان باستطاعة وزير الدفاع سمير مقبل اذا ما استقالت الحكومة ان يوقع قراراً بالتمديد لقائد الجيش جان قهوجي، وماذا اذا استمر الفراغ في السلطة التنفيذية لحين انتهاء الولاية الممددة للمجلس في حزيران المقبل؟ هذه مسألة ممكنة جداً اذا ما اخذ بالاعتبار تأكيد أكثر من جهة دولية بأنه اذا ما انطلقت العملية الديبلوماسية في هذه اللحظة فلن تنجز قبل عامين أو ثلاثة...
الأخطر من ذلك، السؤال الذي بدأ يتردد في المحافل الديبلوماسية: أزمة دولة أم أزمة نظام؟ كل شيء يوحي بأن الوضع في لبنان ذاهب باتجاه اعادة النظر في اتفاق الطائف، وفي دستور الجمهورية الثانية، وبالطبع اعادة النظر في بنية النظام نفسه.
ما يحدث الآن مجرد كرنفال سياسي، بري يعلم ذلك، وسلام يعلم ذلك، وسعد الحريري، المجهول الاقامة وربما المجهول المصير في هذه الساعة يعلم ذلك، ويعلم ان عودته الى السرايا الحكومية مستحيلة كما عودة عون الى القصر بلقب صاحب الفخامة، لا باللقب القديم صاحب الدولة، مستحيلة.
لا رئيس للجمهورية ولا رئيس حكومة، ما على سلام سوى ان يحمل لقب «صاحب الفخامة». توماس شانون ابلغه بضرورة البقاء ما دام يسند ذراعه الأيمن الى جان قهوجي وما دام يسند ذراعه الايسر الى رياض سلامة، حاكم المصرف المركزي.
قنبلة باسيل بدأت بمرافعة مطولة حول الميثاقية والتمثيل المسيحي الذي «لحق به الغبن منذ التسعينات من القرن الفائت»، ليكرر القول ان التمثيل المسيحي في الحكومة اليوم هو 6 في المئة ما استدعى رداً صاعقاً من النائب سليمان فرنجية الذي سأله «من تكون انت حتى تحدد نسبة التمثيل المسيحي، وكيف يحق لك ان تتحدث عن التمثيل المسيحي وأنت راسب في الانتخابات النيابية؟».
واذ تردد ان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة اثنى على موقف فرنجية، تصاعد الوضع بسجال بين هذا الأخير وكل من باسيل والنائب حكمت ديب، وتدخل عدد من السياسيين لفض الاشتباك الذي تخلله تبادل التشاؤم، حتى ان مشاركاً في الحوار قال لـ«الديار» لقد فكرت للحظة بأن ادعو الى الاستعانة بالقوى الامنية في رئاسة المجلس خشية الاشتباك بالايدي وربما ما هو اخطر من ذلك».
واذ عادت الاجواء الى بعض الهدوء طلب رئيس التيار الوطني الحر  أجوبة حول الميثاقية، قائلا انه اذا لم يتلق أجوبة فسيعلق مشاركة التيار في الحوار وانسحب، وهنا رد بري بالقول «اذا علقت المشاركة فسنعلق جلسات الحوار»، وعند ذاك رفعت الجلسة دون تحديد موعد الجلسة المقبلة.
بعض المشاركين اقترحوا اجراء مشاورات جانبية مع سلام، فقال باسيل ان المشكلة ليست معه. واثر انتهاء الجلسة، صرح باسيل، بـ«اننا اليوم طرحنا موضوع الميثاقية في جلسة الحوار كوننا نعتبر ان الميثاق اسمى ما في بلدنا وتكوينه، وعندما يفقد الميثاق وتطبيقه نخسر البلد» مشيراً الى انه في قانون الانتخاب، وفي الممارسة اليومية للسلطة، وفي التعيينات كلها ممارسات غير ميثاقية وآخرها في الحكومة».اضاف كيف ان الحكومة «لا تفقد ميثاقيتها اذا كان بقية الوزراء الموجودين فيها يمثلون 6% من المسيحيين بحسب آخر انتخابات عام 2009».
وسأل باسيل «ما هو مفهوم الشراكة الوطنية اذا عدنا لنعيش الظلم ذاته منذ عام 2005 وحتى اليوم» ونعلم انه سيستمر لعدم وجود ارادة وطنية بأن نكمل مسيرة بناء هذا الوطن سوية بمساواة وعدالة. اذاً وجودنا في الحوار لا فائدة منه».

ـ بري: اخطر جلسة وأخطر كلام ـ

وأكد «اننا لم نعل نتحمل»، في حين قال فرنجية «مشكلتنا معكم انكم لا تعترفون بأحد ولا تقرأون لأحد. وسأل بري «لوين رايحين، انها اخطر جلسة وأخطر كلام؟».
ولدى خروج فرنجية من القاعة، قال «ان لدى باسيل الكثير من الأشياء المحقة لكن خلافنا حول الاسلوب»، مضيفاً «مطلوب مني ان الغي نفسي ولن افعل».
واعتبر «ان ربط الرئاسة بالشخص أو أي طائفة بشخص شيء غير مقبول»، وقال «ساعة يقولون ألا تمثيل لنا وساعة يقولون ان تمثيلنا 6%. نحن موجودون، ولسنا مقطوعين من شجرة، فالآلة الحاسبة لدى التيار الحر غريبة ولهم حساباتهم الخاصة».
وأشار النائب غازي العريضي الى «ان الجلسة انتهت الى غير ما نريد والى غير ما نقبل به ان يستمر، وتعليق جلسة الحوار لفترة زمنية معينة، واركز على كلمة «تعليق» حتى لا يعلق في أذهان الناس ان ثمة نعياً للحوار». وتابع «كل منا يغني على ويلاه في لبنان، وكل منهم يغني على ليلاه في الخارج، ولكل منهم أزماته واولوياته وبازاره المفتوح، البازار في دائرة زنار النار الذي يحيط بنا. اذا لم ندرك ذلك نحن لا نعلق حواراً، ولا نعطل حكومة، ولا نعرقل مجلساً نيابياً نحن نهدم البيت».
أما النائب طلال ارسلان فاعتبر «اننا فشلنا في لبننة الاستحقاق الرئاسي، ونحن في أزمة نظام حقيقية».
هذه أفضل نهاية لأسوأ جلسة، والأمر متروك للمشاورات اللاحقة التي تعتقد اكثر من جهة سياسية انها ستستمر في الدوران في حلقة مقفلة.
على المستوى العام، رهان على ما حدث في الصين لدى انعقاد قمة العشرين، لعل اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان (الذي يتردد في بلاده انه سيتوج ملكاً بمجرد ما تضع الحرب في اليمن اوزارها) كان من أكثر اللقاءات أهمية على هامش المؤتمر.
من المبكر معرفة اي حديث دار بين الاثنين، وان كان مؤكداً ان الملفين الرئيسيين، والوحيدين، هما اليمن وسوريا، لكن اجواء الديبلوماسية الروسية قبل اللقاء وبعده تؤكد على ان المحادثات بالغة الأهمية، وان «القيصر» سيقول الكلام الذي يفترض ان يقال لمساعدة الرياض على الخروج من المتاهة اليمنية، وقد تحولت الى اختبار كارثي للمملكة، ومن المتاهة السورية التي لا بد ان تدخل في مرحلة جديدة بعد «التحولات التركية الاخيرة».
علاقة موسكو بصنعاء قديمة، وهي تدرك ان التضاريس القبلية او السياسية او الطبيعية في اليمن لاتعالج من قبل طرف واحد. لا بد من تفاهم اوسع، هذا ما يقوله ديبلوماسيون روس حول نظرة بوتين الى اليمن، وحول ما يمكن ان يكون قد نقله الى الأمير محمد.
لا ينفي الروس ان للايرانيين طموحاتهم في المنطقة، كانوا سيئين حين دخلوا استراتيجيا، وبتلك الطريقة الفظة، الى المنطقة إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وكانوا سيئين وبارعين حين دخلوا ايديولوجياً الى المنطقة، ومن الباب الفلسطيني المشرّع امام كل الرياح باستثناء الرياح الفلسطينية.

الجمهورية :

عُلِّق الحوار الوطني إلى أجلٍ غير مسمّى... ولعلّها انتكاسة كبرى تصيب الطاولة الحوارية التي كانت تشكّل منذ تأسيسها في حوار آذار 2006 وحتى يوم أمس حلقةَ الوصلِ والجمع في زمن الانقسام السياسي الحاد. والسؤال الذي يفرض نفسَه أمام هذه الانتكاسة: هل إنّ هذا التعليق نهائي، وإنْ كانَ كذلك، فماذا عن الغد، وإلى أين يتّجه البلد؟

شرارة التعليق، أطلقتها "القلوب المليانة" ما بين الرابية وبنشعي، ولغة التخاطب الاشتباكي بينهما عبرت من السياسي الى الشخصي، الى حلبة "الميثاقية" التي يراها كلّ مِن منظاره، وبالتالي اخذت الحوارَ الوطني الى مكان آخر ووضَعته على طريق الفشل والقطعِ النهائي، مع انّه كان حتى ما قبل تعليقه، مطلباً وضرورة وحاجة ملحّة باعتراف اطراف الطاولة الحوارية جميعهم، الذين سبق وأجمعوا على انّ اهمّية هذا الحوار تكمن اوّلاً في انعقاده واستمراره، وفي التقاءِ القوى السياسية المتخاصمة وجهاً لوجه، وفي القضايا والملفات الشائكة التي تطرح فيه، وفي النتائج التي يمكن ان ينتهي اليها.

وبديهيّ القول هنا إنّ هذا التصدّع يَرسم مشهداً جديداً في البلد، ويفتح على صفحة جديدة من الإرباك السياسي، تضع الآتي من الايام أمام احتمالات شتّى على كلّ المستويات، يُخشى ان تضع البلد بكلّ مؤسساته على عتبةِ التعطيل الشامل رئاسياً ومجلسياً وحكومياً وحوارياً، خاصة وأنّ هذه الانتكاسة تأتي في مرحلة السباق مع الوقت ومع الاستحقاقات الداهمة.

في الشكل، تمّ تعليق الحوار الى اجل غير مسمّى، ولا قرار حتى الآن بوقفِه نهائياً، الّا إذا فرَضت ذلك "أسباب قاهرة"، مِثل استمرار الأجواء الحاليّة على ما هي من تنافُر وتناكف وتناقض وعدم انسجام لا في المواقف ولا في الأفكار ولا في الطروحات، وعلى ما هي من تمترُس متعمَّد من قبَل بعض القوى السياسية خلف هواجسِها وتصلّبها فقط لمجرّد التصلب والسير بعكس السير السياسي.

ما كان راعي الحوار الرئيس نبيه بري يرغب في ان تبلغ الامور هذا الحد واصطدام الحوار بجدار التعليق، لكن ما استجدّ قد يفرض عليه، وعلى "وسطاء الخير" إطلاق مروحة اتصالات في كلّ الاتجاهات لإعادة ترميم طاولة الحوار، وتبريد بعض "الرؤوس الحامية" على قاعدة "انّ الحوار ضرورة ، والبلد بلا حوار يذهب من سيّئ إلى أسوأ".

مع الإشارة الى انه حرصَ على التخفيف من حدة الأجواء التي سادت على طاولة الحوار، وتجلّت في نفي مكتبه الإعلامي حصول سجالات داخل هيئة الحوار على خلفية طرح موضوع الميثاقية.

وبالتوازي، قد يلقي ما استجدّ ايضاً، الكرة في ملعب رئيس الحكومة تمّام سلام، الذي تمّ التمني عليه كما على فريقه السياسي الدخول سريعاً في نقاش صريح وبقلبِ مفتوح، مع بعض مكوّنات حكومته حول ما تعتبرها تلك المكوّنات "هواجسها وأساسيات".

وأكثر من ذلك يلقي الكرة في ملعب التيار الوطني الحر الذي بدأت الرسائل تصل إليه من الحلفاء والأصدقاء لمقاربة هادئة لِما جرى، وتحديد الخطوات التالية تبعاً لهذه المقاربة. إلّا انّ العبرة تبقى في الموقف الذي سيَصدر بعد اجتماع تكتّل الإصلاح والتغيير عصر اليوم.

وكانت طاولة الحوار قد انعقدت امس، في مقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة، وجاءت وقائعها كما يلي:

- بري مففتحاً الجلسة: في الجلسات السابقة جرى تأجيل الجلسة الى اليوم لتقديم اسماء فيما يتعلق باسماء لجنة ورشة مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب. وهنا بدأ الاطراف في تقديم الاسماء كما يلي: ميشال فرعون قدّم اسم انطوان مسرّة وطوني عطالله. وليد جنبلاط: مروان حماده. بطرس حرب: جواد بولس يساعده سليم سليمان. فريد مكاري: طارق متري والقاضي سعد جبور.

الرئيس فؤاد السنيورة: سمير الجسر وخالد قباني. النائب محمد رعد: الدكتور علي فياض والدكتور محمد طي. النائب اسعد حردان: وليد عبد الرحيم ود. لور ابي خليل.

النائب هاقوب بقرادونيان: الوزير مانوس مانجيان. الرئيس نجيب ميقاتي: بسام الداية. النائب طلال ارسلان: حسن حمادي ومروان خير الدين. أمّا النائب سامي الجميّل فقال: عندي كلام حول الموضوع.

- جبران باسيل: أريد أن أتحدّث بالنظام حيث إنّ تفعيل الحكومة على جدول الاعمال وأريد ان اتحدّث بالاساس. أريد ان اعرف ما إذا نحن متفاهمون على مفاهيم اساسية. الميثاق اساس التعايش والمكوّنات تريد ان تعيش مع بعضها ليس فقط بالوجود إنّما ايضاً بالدور. لا أريد أن أزعجَ أحداً، بل اريد أن أعرف ما الجدوى من موضوع الميثاقية، هي قدس الاقداس بالنسبة لنا، ولكن ما نراه هو استضعاف، وثمّة تراكم وشعور بالمظلومية.

إنّ التعبير عن مظلومية جماعية ليست مسموعة وليست فيها أذى. إذا الامور هكذا ننسحب دون ان نزعج أحداً، الحكومة وقانون الانتخابات وعلاقته بالمناصفه، فيظهر ان ليس من قانون يعطي المناصفة أو العدالة.

فقط الحكومة شغّالة. ذهبنا لمناقشة موضوع قائد الجيش، مثل، عندما أمل وحزب الله يتفقان على اسم لا احد يناقش. (وعرضَ ملابسات التعيين في المجلس العسكري) وقال: عندما طرح موضوع ضابط سنّي (اللواء خير) قلنا اطرَحوا اسماً ونحن موافقون والموضوع ليس مرتبطاً بموضوع قائد الجيش، إنّ الوزير يخالف مرة واثنتين وثلاثة والكلّ يتفرّج.

هذه الحكومة غائب عنها مكوّن واثنان وثلاثة وربّما اربعة، ماذا تعني الميثاقية؟

هل الميثاقية في الحكومة مرتبطة بوجود الوزراء، إذا حكومة ما فيها تيار وقوات كتائب وطاشناق ولا مشكلة، كيف سنعيش مع بعضنا، هل هناك حرص على ان نعيش مع بعضنا.

هل غازي يوسف وعقاب صقر يمثّلان الشيعة عندما تشكّل اكثرية ما؟

قناعتنا بالبلد تتلاشى وما حدا يكذب على حدا.

- فرنجية: سليمان فرنجية: لا نريد ان ننشر غسيلنا على السطوح وبكل محبّة وأؤيّد ما قاله الوزير باسيل بكثير من الافكار. لكن في الميثاقية والاحزاب أسـأل الكتائب وبقرادونيان هل سألكم احد رأيكم باسم رئيس الجيش. عندما نرضى بذلك تتوفّر الميثاقية وإذا رفضنا تلغى الميثاقية؟ عليك ان توافق على ما يطرحه التيار فيصبح ميثاقياً وإذا رفضت فأنت ضدّ الميثاقية.

ما أقتنع به أدافع عنه وما يُفرض عليّ أرفضه، زمن المعارك ولّى وهناك من يَعلم عن التسويات للتيار الوطني الحر، "ما تفوّتونا بالحيط" في زمن التسويات كما فعلتم في 89 لو حصلت تسوية في 88 و98 ما وصلنا الى الطائف وكلّ نضالنا الآن لاستعادة ما خسّرونا هم ايّاه في ذلك الوقت. نحن مع تعيين قائد الجيش لكن إذا اتّفقنا كلنا على ذلك، لكن اذا لم يأتِ التيار بقائد الجيش فليس ميثاقياً.

بالتعيينات الإدارية قلنا لك قوّي حالك ما بدنا شي، أنتم لا تعترفون بأحد، طلال ارسلان وميشال المر الطاشناق، وإذا الكتائب رفضت عون رئيساً لا تعترفون بهم. هذه مشكلتكم اعملوا انتخابات من الشعب وخلّينا نشوف.

- بري: يا ريت فينا نعملها.

- فرنجية: أنا أتحدّاكم، أنت يا جبران ماذا تمثّل، أنت مدير التيّار وليس رئيسه، لأنّ الجنرال عيَّنك. وأنت ماذا تمثل مسيحياً وقد سقطتَ ستّ مرات بالانتخابات. انا زعيم مسيحي افتخر بمسيحيتي لكنّي عربي ووطني وأعتزّ بذلك.

- باسيل: هل كل هذا الكلام، ومع الاحترام لنا؟ اطرح سؤالا يتخطّى المشاعر واللحظة، اعتبر انتخابات 2009 ظلمتنا أنا لا اطرح كلّ واحد بيمثل، لكن هناك ارقام لا يمكن تكذيبها، أنا لا ادقّ بتمثيل احد، بالآخِر الانتخابات هي التي تظهر التمثيل ام لا. كلّ مطلب نذهب فيه الى الناس ترفضونه.

- بري: يا جبران، بعض الوقائع التي تتحدّثون عنها بخصوص المجلس النيابي ليست دقيقة. انا تمنّيت على الجنرال ان تعارض التمديد، لكن الّا تطعن فيه امام المجلس الدستوري لأني لا اريد أن اعطيَ شرعية للتمديد وهذا ما حصل.

- باسيل: سؤالي موجَّه للمسلمين بالبلد وهو لا يرتبط بلحظة او بظرف. "بدكن يانا او ما بدكن".

- نجيب ميقاتي: أزعَجتني في كلام معالي الوزير باسيل عن مطالب التيار عبارةُ "بدكن يانا أو ما بدكن". يوم توقيع الميثاق الوطني عام 1943 قلنا

لا للشرق ولا للغرب ، والتزَمنا بهذا الأمر واعتبَرنا هذا الأمر عهداً وميثاقاً وعقداً بكلّ معنى الكلمة. وفي العام 1989 وفي اتفاق الطائف أعدنا التأكيد على العيش المشترك، وهذا التأكيد جاء عن قناعة وأيضاً كردّة فعل على استمرار الحكومة التي رأسها دولة الرئيس ميشال عون رغم انسحاب الوزراء المسلمين منها. لقد اكّدنا ونؤكّد مراراً وتكرارا أننا نريد العيش المشترك كعقدٍ اجتماعي بين اللبنانيين.

معالي الوزير باسيل أنتم تخلطون بين المواثيق والدستور. المواثيق تحدّد مبادئ عامة بينما الدستور هو الذي يحدد النصوص الإجرائية. الميثاق الوطني والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين والمناصفة بينهم أمرٌ ثابت لا تراجعَ عنه مهما كانت الاسباب، بينما انتم تحوّلونه الى عملية حسابية، فيما الموضوع ليس على هذا النحو.

الرئس فؤاد شهاب كان يقول: "مقياس الوطنية هو الوحدة الوطنية"، وإذا لم نكن نؤمن بالوحدة الوطنية فمعنى ذلك انّنا لسنا وطنيين. لا يجوز أن يتحوّل العيش المشترك لتوزيع مغانم بين الطوائف أو المذاهب او التيارات لأنه أمر مقدّس، وهذا الامر لا علاقة له بالدستور. فلنتحدّث عن الدستور وتطبيقه وتفصيلاته ولنترُك جانباً موضوع الميثاق لأنّه خارج أيّ بحث.

- بطرس حرب: الموضوع جدير بأن نبحثه. إنّ الغبن الذي شعر به المسلمون سابقاً هو الذي ادّى الى الحرب الاهلية، وأنا أرفض أن يسيطر المسيحيون الآن بأيّ ثمن. وأنا دعوتُ مراراً للعودة الى الدائرة الفردية لأنّها تمثّل الناس وصورة صحيحة وتساعد المسيحيين، نحن قرّرنا ان نعيش مع بعضنا البعض.

وأحياناً ننسى انّ هناك دستوراً ونسعى لتكييفه مع مصالحنا. إنّ المسيحيين حقوقهم مضروبة عندما لا ننتخب رئيسا للجمهورية.

لسنا خيال صحرا، البعض إذا أمسَك بالسلطة تتوفر الميثاقية، إنّ الكتائب انسحبوا من الحكومة لكنّهم لم يطعنوا بالميثاقية، وأنا ضد ان تعيّن قائد للجيش قبل انتخاب رئيس الجمهورية ونحن لا نخضع للابتزاز السياسي.

- طلال ارسلان: يوماً بعد يوم اكتشف انّنا نحتاج الى إعادة نظر بالنظام السياسي، وأنا يا دولة الرئيس رفضت الكلام عن المؤتمر التأسيسي ووعدتُ بالالتزام بالدستور.

وكذلك اكّدت انّ الأمور تبدأ بانتخاب رئيس، النظام السياسي يحتاج الى إعادة نظر، وهذا النظام سقط، وهو عاجز عن ان يجمعنا معاً، بل هو يشجّع على الانقسام والمذهبية والفساد.

ما قاله الوزير باسيل يدلّ على عمق ازمةِ النظام السياسي، وما قاله سليمان بك يدل على وجود أزمة استراتيجيات في البلد.

- فرنجية: بما أنّ الإعلام بدأ بالحديث (التسريب خارج الجلسة)، الخلاف على الاسلوب، ما اختلف فيه مع التيار انّ مسيحيتي ليست متراساً أقفُ وراءه كلّما دعَت الحاجة.

وعندما نستخدم اللعبة الديموقراطية السياسية دعوا الميثاقية جانباً، نحن لدينا قائد جيش ماروني وإذا اتفقنا كمسيحيين على اسم قائد جيش، نعم، نستطيع ان نفرضه. اسأل هل افضل للبنان ان تستقيل الحكومة ام لا؟ افضل للبنان ان نفتح المجلس النيابي ام لا؟

أكبر سفارات حكَت معنا بقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان... عندي هذا الاسم إمّا توافق عليه أو ليس هناك ميثاقية.

في الدوحة انا رفضتُ قانون الانتخاب والتيار اعتبَره ميثاقياً والآن يرفضه.

- حردان: كنّا نعتقد انّ اليوم سيكون النقاش مختلفاً، وخصوصاً حول قانون الانتخاب ، لكن استوقفني كلام الوزير باسيل الذي انطلق من نقطة على جدول الاعمال الذي هو تفعيل عمل الحكومة.

المجلس النيابي الذي قام على المناصفة وهو الذي اعطى الثقة للحكومة بمعزل عن حجم تمثيل هذا الوزير أو ذاك. (مزاح حول الطول والقصر وكمعيار لأنّ الرابح ميقاتي والخاسر باسيل)

- حردان: أقترح خلوة بين رئيس الحكومة والتيار الوطني الحر. ولماذا تذهب الامور باتّجاه معيّن لأنّ هناك بداية خوف لدى الطوائف وهذا تمهيد
لحرب اهلية وليعلق هذا الامر بأذهانكم. حتى خطاب بعض القيادات ينطوي على ذلك، الآن ليس هناك فرز بين المسيحيين والمسلمين.
بري: هل توافق يا جبران على هذا الاقتراح؟

باسيل: فليُجبني دولة الرئيس الآن. ليست إشكالية سياسية مع رئيس الحكومة بل اشكالية وجودية، هل نحن لا زلنا قادرين ان نعيش مع بعضنا البعض، لدينا حقوق ومطالب منها هل نقرّ ببعضنا اوّلاً ؟ وهذه المشكلة قائمة منذ التسعينات.

- فؤاد السنيورة: إنّ الميثاقية والأعراف التي قام عليها لبنان كلها باتت جزءاً من الدستور ولم يعُد هناك شيء خارج الدستور. الدستور تحدّث عن المناصفة والمشاركة والعيش المشترك وبنصاب الجلسات وهيئة انتخابية واحدة والإنماء المتوازن.

نظامنا ديموقراطي برلماني وإنّ الحكومة مبنية على المناصفة وعادلة بين الطوائف، والوزراء يمثّلون كلّ اللبنانيين كما النواب.

والدستور كان واضحاً في ممارسة السلطة. إنّ الميثاقية باتت جزءاً من الدستور ومكرّسة بأحكامه. وصار لدينا بعض النماذج التي اكّدت على احترام الدستور، وإنّ حكومة الجنرال عون أين ميثاقيتها ؟

باسيل: كانت حكومة انتقالية وقبل الطائف.

- السنيورة: وعندما تألّفَت حكومة ميقاتي وماذا حصَل؟ عندما تتألف الحكومة وتراعي المناصفة تصبح ميثاقية. يا أخ محمد (رعد) انت قلتَ المرّة الماضية انّنا نريد ان نتّفق وعلينا أن نتفق. انتم طرحتم أحداً ونحن طرحنا أحداً، تعالوا نتّفق ولا تستطيعون أن تفرضوا إسماً علينا.المطلوب رأس السلطة حتى يعود للسلطة عقل.

الميثاقية موجودة من لحظة تأليف الحكومة، كما قال سليمان بك ، إذا وافقَنا الشيء فهو ميثاقي وإذا لم يوافقنا فليس ميثاقياً. إنّ كلّ ما له علاقة بالميثاق موجود بالدستور.

- ميشال فرعون: النقاش أصلاً هو بصَدد مواضيع أساسية ومنها التكلّم حول مفهوم الميثاقية، وأفضّل أن اسمّي التوافقية. فعن تفعيل الحكومة كيف تُتّخذ القرارات التوافقية في غياب اكثر من ثمانية وزراء لا يشاركون في قرارات الحكومة. وماذا عن منطق التوافقية في ظلّ معارضة اكثر من مكوّنين لقرارات الحكومة؟ اتمنّى تأجيل الجلسات اسبوعين أو ثلاثة، ومن ثم تقييم الوضع لنقاش العمل الحكومي.

وعن قانون الانتخاب، هناك طلب لقانون انتخاب يحسن حسن التمثيل. اذا لم نتفق على قانون على طاولة الحوار لماذا لا نباشر بنقاشها وإقرارها في جلسة خاصة في مجلس النواب ؟

وعن رئاسة الجمهورية في ظل القاعدة انّ الرئاسات وخصوصاً اليوم الثانية والثالثة ان يكون لها دعم المكونات الاساسية في طائفتها ومع انّ السيد حسن نصر الله دعم ترشيحك لرئاسة مجلس النواب، من دون ان تعطي الاحتكار، نحن نوافق.. فماذا عن رئاسة الجمهورية ؟؟ ألا يجب ان يكون لها دعم المكونات الاساسية في طائفته؟

هنالك هواجس في كل هذه الملفات المطلوب هو الاطمئنان بشكل الفعل وليس فقط في الكلام من خلال البحث عن خطوات كما البعض يطالب بضمانات وتطمينات وإلّا نكون قد دخلنا بتوتر إذ انّ هذه المواضيع الاساسية الثلاثة تكون دخلت في دوّامة الازمة لو انّ الرئيس سلام قام بخطوات مثلاً نحو حزب الكتائب أكانت كافية او غير كافية، وقد نتمنى هنا العودة عن الاستقالة الّا انّ الوضع يتطلب من الاطراف الحوار الجدي لا سيما مع التيار الوطني

- حرب: أعتبر انّ المسألة سياسية واعترف انّ هناك مشكلة لا يجوز نكرانها لكنها ليست ميثاقية وما قاله الوزير حردان استوقفني. يكفينا تجارب ومغامرات ودعونا نضرب على الوتر الوطني وليس الطائفي. وانا صرت محتاراً ما اذا كان استمرار الحكومة لخدمة الناس يؤخّر انتخاب الرئيس.

بري: اتفقنا انّ الدستور سقفنا وايّ عمل، دائماً وابداً علينا أن نبدأ من انتخاب رئيس. اذا ما اتفقنا يعني اننا ننتظر امراً خارجياً. واريد ان اشكر جرأة جبران، وانا كنت متخوفاً، بينما هو تحدّث بصراحة عن ازمة وجودية لا تقتصر على جواب من رئيس الحكومة.

هل تعطيل المجلس او الحكومة تطبيق للدستور. ان قانون الانتخاب العادل لا يقتصر على الارثوذكسي وأنا سجّلت على نفسي نقطة سوداء عندما وافقت عليه، لكن هناك قوانين اخرى تعطي نفس التمثيل المسيحي اذا كان هناك قانون يعطي 55 نائباً بأصوات مسيحيين ويأخذ بعضاً لمقاعد من المسلمين.

كنت جالساً انا وجبران وطرحت هكذا فكرة التأهيل الطائفي في القضاء والانتخاب النسبي في المحافظة. فقال اريد ان اعود لملفاتي، وقلت انا ايضا اريد ان اعود لملفاتي. هذا هو المخرج الذي يطلعنا من المشكلة. واذا انتخبنا رئيساً سيجد امامه مشكلة قانون انتخاب.

انا اليوم سمعت أخطر كلام من الحرب الاهلية وقاتلت كي تبقى الحكومة تعمل، وربما أكثر بقدر رئيس الحكومة. نحن نتفهّم الشيء الذي سمعناه اليوم، لكن نريد أن نتفاهم.

اريد ان أحكّم ضميركم ووطنيتكم والشعب يثبت يوماً بعد يوم انه اقوى من جباله. من ينتصر على اسرائيل وعلى الارهاب غير كل الدول. ا<