أفخاخ طاولة الحوار تحولت إلى ألغام , ومساع لردم الهوة بين بري وعون

 

السفير :

تنعقد الجلسة الـ21 لهيئة الحوار الوطني اليوم، في عين التينة، تحت سقف منخفض من التوقعات والآمال، بفعل استمرار انسداد في الأفق الرئاسي، واصطدام كل المحاولات التي بُذلت حتى الآن لشق «طرق جانبية» بألغام سياسية وطائفية.
وبعدما كان المتحاورون في الجلسة السابقة قد انشغلوا بمطاردة «أرنب» مجلس الشيوخ، من دون أن يستطيعوا اللحاق به في انتظار ورشة عمل متخصصة، فإن «حمامة» الميثاقية المرافقة للوزير جبران باسيل ستغط اليوم على طاولة الحوار وسترفرف فوق الرؤوس الحامية، مع الخوف من أن يؤدي التعارض المتوقع في تفسير محتواها إلى نتف ريشها أو تكسُّر جناحيها!
ويبدو أن «التيار الوطني الحر» قرر حضور جلسة اليوم لـ «يمتحن» الحاضرين في مادة الميثاقية، حتى يبني على الشيء مقتضاه، فإما أن يحصل على ردود مطمئنة تسمح له بالعودة إلى الحكومة، وإما ان يواصل سياسة «التصعيد المتدحرج» التي ستقوده الى خيارات أوسع من مقاطعة مجلس الوزراء.
وتحسبا لكل الاحتمالات، سيحمل الرئيس نبيه بري في جعبته تصورا جديدا لقانون الانتخاب، توصل الى توافق حوله مع «التيار الحر» بعد مناقشات تمت بينهما تحت الطاولة، وهو يستند الى مرحلتين: دورة أولى للتأهيل الطائفي تعتمد النظام الاكثري على اساس القضاء، ثم دورة ثانية تعتمد النظام النسبي على أساس المحافظات الخمس الكبرى.
وبينما يأمل بري في ان يلاقي هذا الطرح تجاوبا من الاطراف الاخرى، أبلغت أوساط سياسية مطلعة «السفير» ان حزب الله ابدى موافقة عليه، مع الاشارة الى ان «التيار الحر» عرض من جهته اقتراحا على بري الذي وضعه قيد الدرس، مبديا بعد «نظرة أولى» إيجابية حياله.
وبرغم اعلان وزيري «التيار الحر» ووزير «الطاشناق» عن مقاطعة جلسات الحكومة، دعا الرئيس تمام سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل، وعلى جدول أعماله 111 بنداً، من بينها تعيين رئيس «الجامعة اللبنانية» ومدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية، وتمديد تعيين الدكتور معين حمزة أميناً عاماً لـ «المجلس الوطني للبحوث العلمية».
بري
وعشية انعقاد طاولة الحوار الوطني اليوم، كشف بري لـ «السفير» عن ان بعض الاطراف السياسية أبلغته بأسماء مندوبيها الى ورشة «مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب» التي جرى التفاهم عليها في الجلسة السابقة، فيما تمنع آخرون، آملا في ان تسمي جميع القوى ممثليها خلال اجتماع هيئة الحوار اليوم، كما كنا قد اتفقنا من قبل، «وإن كنت أخشى من تسويف البعض».
ويشير بري الى انه في حال تعثرت الورشة الاصلاحية المقترحة لهذا السبب او ذاك، فانه أعد تصورا آخر يتعلق بقانون الانتخاب، يُفترض ان يشكل ارضية للتلاقي بين المتحاورين، محذرا من ان هذا الطرح سيكون بمثابة الفرصة الاخيرة قبل ان يداهمنا الوقت ويصبح من المتعذر وضع قانون جديد للانتخابات النيابية.
ويؤكد انه يؤيد دعوة سلام الى انعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل، لان شرط الميثاقية لا يزال متوافرا فيه، برغم مقاطعة وزيري «التيار» ووزير «الطاشناق».
ويضيف: لا تزال الحكومة تضم تسعة وزراء مسيحيين، من بينهم اربعة موارنة.. فكيف تكون الميثاقية قد انتفت في هذه الحال؟
ولكن بري يؤكد في الوقت ذاته انه يرفض ان يكون رأس حربة في المواجهة مع عون حول الوضع الحكومي، مشيرا الى ان هناك قوى أخرى معنية بان تتحمل مسؤولياتها وتتخذ الموقف المناسب من مقاطعة «التيار الحر» ومسألة ميثاقية الحكومة. (غامزا بذلك من قناة «تيار المستقبل»). ويتابع: أنا اشعر بالود حيال عون على المستوى الشخصي وهو دمث الاخلاق، «وبالتأكيد عون مش قاتلي بيي..»، قبل ان يضيف مبتسما: ولا أريده ان يقتل نفسه.
ويعتبر انه من الافضل ان تستقيل الحكومة إذا بقيت عاجزة، «واقله تصبح عندها مفيدة أكثر مما هي حاليا، إذ ان تحولها الى حكومة تصريف أعمال سيمنعها من التمادي في الإنفاق».
باسيل
في المقابل، قال رئيس «التيار الحر» جبران باسيل لـ «السفير»: نحن نعتبر ان طاولة الحوار لها أب هو الرئيس نبيه بري، وأنا أريد ان أتكلم معه وأفهم منه ما إذا كنا نحن من أبناء هذا الوطن أم لا.
ويتابع: ستكون لنا مواقفنا وتحركاتنا تبعا لما سيؤول اليه النقاش اليوم في هيئة الحوار حول مفهوم الميثاقية. وما يجب ان يعرفه الجميع هو اننا لا نستطيع ان نستمر سواء في الحوار او الحكومة إذا لم يكن هناك من اتفاق على الاساسيات والمرتكزات التي يقوم عليها لبنان وفي طليعتها الميثاقية، لانه في حال كنا غير متفاهمين حول معنى الميثاق وكيفية ترجمته، وصولا الى حد ان يعتبر البعض انه يمكن لمجلس الوزراء ان يستمر مع ستة في المئة من التمثيل المسيحي فقط، فمؤدى ذلك ان الأمر اصبح منتهيا ولا فائدة بالتالي من أي بحث.
ويشدد باسيل على ان قاعدة الحوار هي الاعتراف بالآخر، وهذه القاعدة باتت موضع اختبار، ونحن سنشرح وجهة نظرنا، تماما كما ان الآخرين معنيون بان يفسروا موقفهم.
وعن تعليقه على دعوة سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد، الخميس المقبل، برغم عدم معالجة المقاطعة المستجدة، قال: هنّي مكفيين، ونحنا مكفيين، وبدنا نشوف كيف البلد بدو يكفّي.. بيكفّي.
ويضيف: توجد مجموعة من الاوراق في يدنا، وسنحتفظ بحقنا في استخدام أي منها في التوقيت الذي نراه مناسبا.

النهار :

على السوريين ان ينتظروا نهاية قمة العشرين اليوم في الصين واللقاء المتوقع على هامش القمة للرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، من أجل معرفة الاتجاه الذي ستذهب فيه مفاوضات الروس والاميركيين حول أزمة بلادهم. لكن التصريحات التي صدرت في اليوم الأول، وان حملت الكثير من الايجابيات من حيث قرب التوصل الى اتفاق بين موسكو وواشنطن يبدأ من مدينة حلب، ترجح كفة استمرار المفاوضات بين الطرفين الى ما بعد انتهاء القمة من أجل حل "عقتين أو ثلاث تبقى عاصية على الحل" على حد قول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يلتقي مجدداً اليوم نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويحاول الطرفان بعد أسابيع من اجتماعات مكثفة بين الفرق العسكرية والفنية الاميركية والروسية في جنيف، التوصل الى اتفاق عام لوقف النار يشمل كل الاراضي السورية وفك الحصار عن المناطق المحاصرة تمهيداً للعودة الى طاولة المفاوضات السورية- السورية. ويركز الطرفان في اتفاقهما المنشود، على البدء أولاً بتفاهم خاص بمدينة حلب.
وجاء في رسالة للمبعوث الاميركي الى سوريا مايكل راتني، بعث بها الى اطراف المعارضة المسلحة أن الاتفاق المتوقع اعلانه في حال تسوية آخر الخلافات بين الروس والاميركيين، "سيلزم روسيا منع الطائرات السورية الحكومية" من قصف المناطق الخاضعة لسيطرة "التيار الرئيسي للمعارضة" وسيطالب بانسحاب قوات الحكومة من طريق إمداد رئيسي شمال حلب، وفي المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا ضد تنظيم "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة").
وينص الاتفاق على ايصال المساعدات الإنسانية، وأن تتجنب القوات السورية والروسية قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة "بما فيها المناطق التي تنشط فيها جماعات معارضة معتدلة قرب جبهة فتح الشام". وسيضمن الاتفاق انسحاب القوات الحكومية من بعض المناطق، منها المنطقة المحيطة بحلب، للسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين وسط القتال.
ويتطلب الاتفاق أن تقنع روسيا الرئيس السوري بشار الأسد بالموافقة على وقف نشاط سلاح الجو السوري، وهو ما يرفضه الجانب الروسي، اذ قال لافروف "إن هذه الخطوة لا تمثل الهدف".

 

"الكاستيلو" تحت مراقبة أممية
وعلمت "النهار" ان المقصود بالطريق الذي ستنسحب منه القوات النظامية هو طريق "الكاستيلو"، الذي تصر الامم المتحدة على ايصال المساعدات عبره، وترفض المعارضة المسلحة والمجموعات في حلب الشرقية استخدام هذا الطريق "بسبب سيطرة القوات السورية عليه بالنار". كما تشير المعلومات الى ان هذه الطريق سيسلّم الى الامم المتحدة وتنسحب القوات النظامية منه، وفي حال تعذر الانسحاب ستتولى الامم المتحدة مراقبة الطريق، بينما يتولى الروس والاميركيون تأمينه.

أوباما: خلافات كبيرة
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد أعلن في مستهل قمة مجموعة الـ20 ان الولايات المتحدة وروسيا تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف النار في سوريا، الا انه أوضح "اننا لم نتوصل الى الاتفاق بعد ولدينا خلافات كبيرة مع الروس في ما يتعلق بالطرفين اللذين ندعمهما وأيضاً في شأن العملية اللازمة لإحلال السلام في سوريا". وقال: "إذا لم نحصل على موافقة الروس على خفض العنف وتخفيف الأزمة الإنسانية سيكون من الصعب توقع كيف يمكننا أن ندخل المرحلة التالية".
وبعد معلومات ايجابية سبقت لقاء كيري ولافروف على هامش القمة، وكان يتوقع ان يخرج الوزيران لاعلان التوصل الى تفاهم أولي، خرج كيري وحيداً وقال إن اللقاء تناول "مسألتين أو ثلاثاً لا تزال صعبة على الحل" وأن الطرفين سيلتقيان مرة جديدة اليوم.
وعزا مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قرار عودة لافروف وكيري الى الاجتماع اليوم الى "تراجع روسيا عن بعض المسائل التي اتفق عليها الجانبان".

استمرار التفاؤل الروسي
ورأى بوتين لدى لقائه عدداً من رؤساء الدول المشاركين في القمة أن تسوية الصراع السوري ممكنة فقط بالطرق السياسية، وقال ان روسيا ساعدت في بقاء سوريا كدولة، وإن نشاط القوة الجوية الروسية في سوريا سمح بالمحافظة على كيان هذه الدولة وألحق ضرراً جدياً بالجماعات الإرهابية. وشدد على أن الإرهاب العالمي يمكن التعامل معه بنجاح "من خلال تضافر جهود كل الدول".
وحافظ الجانب الروسي على تفاؤله باقتراب التوصل الى اتفاق، ولكن من غير التكهن بتوقيت الاعلان عنه، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الموجود في الصين أيضاً: "نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف النار، المحادثات المكثفة مستمرة ونوشك أن نتوصّل الى اتفاق، لكن فن الديبلوماسية يتطلب وقتا للتنفيذ، ليس في وسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل الى الاتفاق وإعلانه".

حصار جديد لحلب الشرقية
ميدانياً، أعادت القوات النظامية السورية من جديد محاصرة حلب الشرقية تماماً إثر تمكنه من استعادة الكليات العسكرية جنوب غرب حلب بعد نحو شهر من سيطرة المعارضة عليها.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له لـ"النهار" أن فصائل المعارضة خسرت الكليات العسكرية وأقفلت طريق الراموسة الذي كانت الفصائل تطالب بمرور المساعدات الى حلب الشرقية عبره، ولم يعد هناك أي معبر مفتوح الى الشطر الشرقي من المدينة.

 

المستقبل :

بدأت قمة مجموعة العشرين في الصين أمس تحت عنوان «نحو بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشط ومترابط وشامل«، بحضور زعماء الاقتصادات الأقوى في العالم، ما استحضر بالضرورة أبرز الأزمات الساخنة ولا سيما السورية، باعتبار أن هذه المناسبة قد تكون الاخيرة للرئيس الاميركي باراك أوباما لاحداث خرق ديبلوماسي يبيّض صفحة عهده، مع اقتراب ادارته من التحول الى «بطة عرجاء» بانتظار الرئيس الجديد، وهو ما يبدو ان موسكو لن تمنحه اياه بسهولة، بعدما تراجعت عن اتفاق بشأن سوريا مع واشنطن، ولو أن البعض يبقي حيزاً من التفاؤل رهناً بما قد يحصل اليوم في لقاء متوقع بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وعقد ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي يرأس وفد المملكة، سلسلة من اللقاءات على هامش القمة في مدينة هانغتشو، كان أبرزها مع بوتين الذي شدد على أهمية استمرار الحوار بين بلاده والمملكة، فيما شدد الأمير محمد بن سلمان على أهمية التعاون بين البلدين لسوق النفط.

فقد اعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة وروسيا تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، واتفق الجانبان على اللقاء مرة أخرى.

وقال أوباما للصحافيين بعد الاجتماع مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية «لم نتوصل (لاتفاق) بعد»، وأضاف «لدينا خلافات كبيرة مع الروس في ما يتعلق بالطرفين اللذين ندعمهما، وأيضا بشأن العملية اللازمة لإحلال السلام في سوريا.»


وأوضح إن الطرفين يعملان على «مدار الساعة» على هامش مباحثات قمة مجموعة العشرين في الصين، مضيفاً أن الموضوع السوري يظل «قضية شديدة التعقيد«. وأضاف أن «محاولة جمع كل هذه العناصر المتنافرة في بناء منسجم من أجل المفاوضات مسألة صعبة«.

وتابع الرئيس الأميركي أنه «إذا لم نحصل على موافقة الروس على خفض العنف وتخفيف الأزمة الإنسانية سيكون من الصعب توقع كيف يمكننا الدخول إلى المرحلة التالية.»

وقال البيت الأبيض إن أوباما وبوتين من المرجح أن تتاح لهما فرصة أخرى لحديث غير رسمي على هامش قمة مجموعة العشرين. 

وبدا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على وشك إعلان اتفاق يوقف القتال ويسمح بوصول مزيد من المساعدات الإنسانية في المدينة السورية، فوضعت منصتان في قاعة لمؤتمر صحافي مشترك، لكن كيري خرج منفرداً ليقول إن هناك بعض الأمور التي ما زال يتعين حلها، وإن الطرفين سيستأنفان المحادثات الاثنين. ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.

وقال كيري إنه يتعين الانتظار لرؤية ما إذا كان الطرفان بإمكانهما التوصل إلى اتفاق. وأضاف «هناك بضع قضايا صعبة تحدثنا عنها وسنعود لمراجعتها.. سأعود أنا لمراجعتها.. واتفقنا على اللقاء صباحاً لمعرفة ما إذا كان يمكن سد الفجوات والتوصل إلى نتيجة حول هذه القضايا.»

وقالت واشنطن إنها لم تتوصل إلى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في حلب، ملقية اللوم على موسكو التي قالت عنها إنها «تراجعت» بشأن بعض القضايا.

وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية: «تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا اننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور»، مشيراً إلى أن كيري ولافروف سيلتقيان مجدداً على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية.

ويجتمع مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا اللتين تدعمان أطرافاً مختلفة في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات منذ أن سافر كيري إلى موسكو في تموز الماضي باقتراح من شأنه وقف القتال.

وسيضمن الاتفاق انسحاب القوات الحكومية من بعض المناطق منها المنطقة المحيطة بحلب للسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين وسط القتال. وسيراقب وقف إطلاق النار عن طريق تبادل الروس والأميركيين معلومات استخبارية وتعاونهم عسكرياً سيركز على ملاحقة تنظيم «داعش» وجماعات معارضة أخرى.

ووضع كيري أولويتين لصمود أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا وهما تعامل النظام السوري مع أي خرق لوقف إطلاق النار ومراقبة تنامي نفوذ جبهة النصرة التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتطلق الآن على نفسها اسم جبهة فتح الشام.

وأضاف كيري أن «النصرة هي القاعدة، ولن يخفي تغيير اسمها أهدافها وما تحاول تحقيقه».

ويتطلب الاتفاق أن تقنع روسيا بشار الأسد بالموافقة على تعطيل سلاحه الجوي، وهي خطوة قال لافروف إنها لا تمثل الهدف.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف والذي تحدث كذلك على هامش قمة مجموعة العشرين إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من التوصل لاتفاق بشأن سوريا لكن لا يمكن التكهن بتوقيت إعلان الاتفاق.

وأضاف «نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف لإطلاق النار... المحادثات المكثفة مستمرة.» وتابع «نوشك على التوصل لاتفاق... لكن فن الديبلوماسية يتطلب وقتاً للتنفيذ. ليس بوسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل للاتفاق وإعلانه.»

الديار :

يقول رئيس حكومة سابق ان الدكتور سمير جعجع تحدث عن الدستور على انه الماغناكارتا، اي الشرعية الكبرى في حين انه الشرعة الصغرى. الشرعة الكبرى في لبنان هي... شريعة الغاب!
وهو توقف عند عبارة جعجع، لدى احياء ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، «لدينا دستور، وعلينا كلنا ان نلتزم به فهو الذي يوزع المسؤوليات على المواقع في البلد، فيا ايها الخائفون، الدستور لنا جميعاً، والدستور معنا جميعاً، ولا مبرر للخوف».
ورئيس الحكومة السابق يعتبر ان «الحكيم» اكثر ذكاء بكثير من اولئك الذين انزلقوا الى حد التهكم او الهجوم على المحذرين من التوطين بالقول ان مقدمة الدستور ترفض التوطين، وهكذا يستطيع نص من بضع كلمات ان يمنع مشاريع التوطين (للفلسطينيين) التي قد تخرج بها اي جهة دولية.
يسأل اين الدستور حين لا ينتخب رئيس الجمهورية ضمن المهلة التي حددها الدستور، واين هو ليجد الحل في حال وصلت الامور الى عنق الزجاجة، ليشير الى ان هناك الكثيرين الذين يتخوفون من انه في حال انتخاب العماد ميشال عون، فقد يسارع الى تفجير المادة 49 من الدستور، وربما مواد اخرى، تظهر وكأنه رهينة في يد مجلس الوزراء، او انه في الاقامة الجبرية...
وفي رأي رئيس الحكومة السابق فان «تجربتنا مع مجلس النواب الذي هو المؤسسة الدستورية الام، تثبت اننا امام اللوياجيرغا، وحيث ممثلو القبائل (الافغانية) وهنا الطوائف (اللبنانية) وانها تجربة مريرة جداً»، ليشير الى «ان مشكلتنا هي في المحاصصة التي تخترق كل الاحكام الدستورية والقانونية. وبعبارة اخرى، فان المحاصصة هي فوق الدستور وفوق القانون، وهي بطبيعة الحال، عبارة للطوائف وللمذاهب».
وفي اطار مقاربة المشهد الراهن، انتقد الوزير السابق طارق متري ما يدعى بـ«السلة» معتبراً انه كلما عمدت احدى الجهات الى ربط قضية ما بقضايا اخرى، فهذا يعني انها لا تريد حلها، فالمشكلات تحل عندما تجزأ، وحين تربط بعضها بعضاً تصبح اكبر واصعب».
ولاحظ متري «ان السلطة عندنا، كما في باقي الدول العربية، اقوى من الدولة، ونحن ننزل الى الشارع ضد الدولة»، قائلاً «خيارنا في الجاهلية وخيارنا في الاسلام»، فالذين صنعوا الحرب هم الذين صنعوا السلم، وهم قادة النظام السياسي، وهم الذين يستولون على الدولة».
واشار الى ان المشاكل لا تحل الا عندما يحصل «تقاسم للغنائم»، وهذه هي «العقيدة الكأداء. وليس المشكلة، ان نغلّب ثنائية الدولة والمواطن على ثنائية الرعية والطائفة».
اضاف «ان القضية كلها حول تقاسم السلطة، لمن رئاسة الجمهورية؟ ولمن رئاسة الحكومة؟ وهكذا «دواليك».
 الاوساط السياسية ترى تقاطعاً بين النقيضين «حزب الله» الذي قال علناً وضمناً بمعادلة ميشال عون في القصر وسعد الحريري في السراي، و«القوات اللبنانية» قالت بالمعادلة اياها، ولكن لنسأل «هل كان لجعجع ان يتبنى ترشيح عون لو لم يعلن الحريري تبنيه فرنجية؟ وماذا لو استدعى هذا الاخير تبني هنري حلو او اي شخص آخر حتى ولو كان اميل رحمة؟
مصدر سياسي مطلع قال لـ«الديار» ان المشكلة في ان هناك من يحاولون، ولاغراض تكتيكية بحتة، اللعب على المسرح. اللعب العبثي، الذي لا يفضي الى اي نتيجة. وفي كل الاحوال، بدل ان يدعو جعجع نواب «حزب الله» للنزول الى  ساحة النجمة، عليه ان يدعو نواب تكتل التغيير والاصلاح.
الى ذلك، يرى المصدر السياسي ان جعجع وحده هو الشخص المناسب لاقناع  الحريري بان عون هذه الايام هو غير عون الذي كان في ايام سابقة، وهو الذي جالسه، ولا بد انه اكتشف ان الجنرال خلع ملابسه المرقطة، وحتى لهجته المرقطة، وبدأ يتكلم بلغة التوافق حتى ولو اخذ التوافق شكل المتاهة احياناً...

 ازمات الحريري 

ولا ريب ان جعجع على دراية تامة بكل الازمات التي تضغط على الحريري الذي كان مقرراً ان يأتي في اول ايلول ليقول رأيه في سلة بري. هذا الكلام ورد على السنة نواب في كتلة المستقبل.
وهنا تقول قيادات في 8 آذار ان نواباً وقياديين في 14 آذار نفخوا في الابواق لدى اعلان الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله انفتاحه على الحريري كرئيس للحكومة، واعتبروا ان «السيد» انما ينتهك الدستور، ويمنن بما ليس في حوزته، فالاستشارات الالزامية هي من تحدد هوية رئيس الحكومة.
غير ان رئيس حزب «القوات اللبنانية» اطلق ايضا معادلة «عون للقصر والحريري للسرايا». التعليق الوحيد جاء من الرئيس فؤاد السنيورة ومن حليف الى حليف.
القيادات اياها تلاحظ ان الحريري حين كان الملك عبدالله بن عبد العزيز اطلق ذقنه وشاربين على طريقة الملك، وها هو الان يغطي وجهه بالشعر على غرار الملك لاحقاً محمد بن سلمان...

 صاحب الرأس اليابس 

الناس على دين ملوكهم، وخطاهم ولحاهم على خطى ولحى ملوكهم، حتى ان هناك جهات في 14 آذار تعتبر انه لو ارادت السعودية عون رئيساً لكان الحريري صعد الى المئذنة واعلن تبنيه للجنرال...
السعوديون الحذرون حيال الجنرال والذي يصفه بعضهم بـ«صاحب الرأس اليابس» لا يغيّرون رأيهم ببساطة، وفي نظر هذا البعض فان عون لا يختلف عن عبد الملك الحوثي، في اليمن، وعن بشار الاسد، في سوريا.
سياسياً، الاسبوع الراهن هو اسبوع الثالوث الاقدس (ودائماً في السياسة)، جلسة الحوار اليوم، وقد وضع بري خارطة طريق للحيلولة دون تفجير الطاولة، وجلسة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء لن تختلف عن سابقاتها بأي حال.
المشكلة في جلسة مجلس الوزراء الخميس، وزيرا التيار جبران باسيل والياس بو صعب سيظلون على مقاطعتهما للجلسات على اساس ان ذلك يقطع الطريق «ميثاقياً» على انعقاد الجلسات الا اذا حزمت الحكومة امرها وعينت قائداً للجيش، وهذا غير الوارد في حال من الاحوال..
مصادر ديبلوماسية تقول الا مشكلة لدى الاميركيين اذا ما انتخب النواب عون او فرنجية، لكنهم يعتبرون انه لا بد من المنافسة الديموقراطية، اذ ان هناك شخصيات اخرى مؤهلة لشغل المنصب. هل همس توماس شانون في آذان البعض، بأن هناك حصانين لم يهرما بعد ولم يتركا اي غبار وراءهما سوى غبار النجاح، هما قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي اختارته مجلة «غلوبال فايننس» المتخصصة بأنه ثاني افضل حاكم مصرف مركزي في العالم.
في الكواليس يحكى ان معركة عرسال ضد تنظيم «داعش» و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) قادمة لا محالة، خصوصا اذا ما توصل الاميركيون والروس الى الاتفاق حول سوريا.

 تداعيات الزلزال الديبلوماسي 

هذا يعني ان المرحلة المقبلة هي مرحلة عسكرية وامنية بامتياز، وسيكون للجيش دور قد يتجاوز معظم الادوار الميدانية التي اضطلع بها في السابق، ومع اعتبار ان تداعيات الزلزال الديبلوماسي في سوريا والذي قد يمتد الى دول اخرى في المنطقة لا تقل حساسية عن تداعيات الزلزال العسكري...
في الاروقة الخلفية ما سبق واشارت اليه «الديار» حول ما اذا كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد نصح ضيفه بالانفتاح على دمشق، مع اجواء تقول ان هناك من حدد توقيت صدور القرار الاتهامي في جريمة تفجير مسجدي السلام والتقوى (الاصابع تتجه الى وزير العدل المستقيل اشرف ريفي) لكي يقفل الباب في وجه اي تفاهم او تنسيق مع دمشق.
وكان كلام رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حول التوجه الجدي الى تطبيع العلاقات مع سوريا قد احدث صدمة داخل تيار المستقبل الذي يدرك، بدقة، ما هي الابعاد الدراماتيكية لخطوة من هذا القبيل.
ويقال ان ريفي يتعقب الحريري خطوة خطوة، والقرار الاتهامي لا بد أن يزيد في حدة العلاقات مع دمشق، وان كان الثابت ان في مسائل من هذا النوع، يأتي الوحي من الرياض ويحط على كتف الحريري.
اي تفاهم مع النظام السوري ممنوع، يدرك ذلك الحريري، ولا يترك اي مناسبة الا ويهاجم النظام بـ«المنجنيق».
الاتفاق الاميركي - الروسي حول سوريا لا بد ان يحدث تغييراً في مسارات المنطقة. سبق لفلاديمير بوتين وقال ان قواعد النظام العالمي الجديد تنبثق من سوريا. الرئيس باراك اوباما لا يمانع في «الشراكة» الاميركية - الروسية حول بعض المسائل التي يبدو انها افلتت من قبضة واشنطن وموسكو معاً.
اللبنانيون لا يعلمون ما اذا كانوا عالقين بين يدي الاتفاق الدولي (ان حصل) او الصراع الاقليمي الذي يبدو واضحاً انه يأخذ منحى جديداً بعد التحول الذي حدث في الموقف التركي.

الجمهورية :

تَوزَّع المشهد في الخارج بين الفاتيكان الذي فاحت في أرجائه مجدّداً رائحة القداسة مع إعلان الحبر الأعظم البابا فرنسيس، الأمّ تيريزا، قدّيسةً على مذبح الكنيسة الكاثوليكية، في حضور نحو 12 رئيس دولة، وبَين الصين التي ستشهد اجتماعات مهمّة على هامش قمّة مجموعة الـ 20، أبرزُها اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي باراك أوباما، على وقعِ مفاوضات «مهمّة» و«جهود كبيرة» تخوضها واشنطن مع موسكو لإنهاء العنف في سوريا، على رغم التباين «الخطير» في مواقف البلدين، قبل إعلان اتّفاق حول مشروع للحلّ فيها.

يتمحوَر الاهتمام الداخلي حول عناوين ومحطات سياسية عدة، أبرزُها ثلاثة:

العنوان الأوّل: الحوار الوطني، وتنعقد لأجله اليوم جلسة في عين التينة بمشاركة «التيار الوطني الحر»، سترسم نتائجها معالم المرحلة المقبلة، بعدما اشترَط «التيار» البحثَ في موضوع «الميثاقية» وتوحيد مفاهيمها، عِلماً أنّ أكثر مِن طرف استبعَد حدوثَ أيّ خرقٍ سياسي يُذكر في هذه الجلسة.

وعشية الجلسة الحوارية، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس إنّه سيتلقّى مِن أطراف هيئة الحوار اليوم الأسماءَ التي يقترحونها للّجنة التي ستتولّى وضعَ نظام مجلس الشيوخ وقانون الانتخابات النيابية، وإنّه سيوكل رئاسة هذه اللجنة إلى رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية أو إلى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.

وردّاً على سؤال عن أنّ «التيار الوطني الحر» سيَطرح في جلسة اليوم الميثاقية، قال برّي: «بعد أن نتسلّم الأسماء المقترحة للجنة مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب سيكون متاحاً لكلّ فريق أن يَطرح ما يريد على طاولة الحوار، وهذا مِن حقّه».

وقالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية» إنّ اجتماع هيئة الحوار اليوم له أهمّيتُه الخاصة في شكلها وتوقيتها على أكثر من مستوى. ولفتَت إلى أنّ الحوار الذي ستشهده الجلسة سيكون أوّلَ اختبار لشكل الاستحقاقات المقبلة التي تليه، خصوصاً ما يتّصل بجلسة مجلس الوزراء المقبلة.

إلى ذلك، عُلم أنّ حزب الكتائب لن يسمّي ممثليه إلى لجنة مجلس الشيوخ ولا إلى اللجنة التي تسعى إلى وضع العناوين الخاصة بـ«إلغاء الطائفية السياسية». وسيَحمل رئيس الحزب النائب سامي الجميّل إلى الجلسة دراسةً دستورية وضَعتها «ندوة المحامين الديموقراطيين» في الحزب، تتحدّث عن استحالة البحث بالملفّين قبل تحقيق بعض المحطات الدستورية الانتقالية، وأوّلها انتخاب رئيس للجمهورية وثانيها الوصول إلى مرحلة انتخاب «مجلس نوّاب لا طائفي».

وأشارت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» إلى أنّ أطرافاً أخرى لن تسمّيَ ممثليها إلى اللجنتين، ما سيؤدّي حتماً إلى تأجيل البحث بالموضوعين إلى وقتٍ لاحق.

العنوان الثاني: الجلسة الرابعة والأربعون لانتخاب رئيس جمهورية بعد غدٍ الأربعاء، وهي لن تكون مختلفة عن سابقاتها لجهة عدمِ اكتمال النصاب، ومصيرُها سيكون الترحيل إلى موعد جديد.

أمّا العنوان الثالث فهو جلسة مجلس الوزراء الخميس التي تنعقد في غياب وزراء «التيار الوطني الحر» على الأرجح، وذلك في ضوء دعوة رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل رئيسَ الحكومة تمام سلام «ابن صائب سلام» لكي «ينتبه جيّداً إلى الخطر الناتج عن قول اللبنانيين إنّ حكومة يَرأسها لا تستقيم ميثاقيتها بوجود 6 في المئة من المسيحيين فيها».

الأزمة الحكومية

وفيما تُراوح الأزمة الحكومية مكانها، حافظَت أوساط سلام العائد من الخارج، على صمتها إزاء مجمل الملفّات المطروحة وموقف «التيار الوطني الحر» منه، في انتظار الاتّصالات التي سيَستأنفها اليوم وحتى موعد جلسة مجلس الوزراء.

وعلمت «الجمهورية» أنّه وفي ضوء نتائج جلسة الحوار، ستنشَط الاتصالات لعودة وزراء «التيار الوطني الحر» إلى الحكومة، وقد دخَل على خطّها وزيرُ العمل سجعان قزي الذي سيَطرح في مجلس الوزراء الخميس موضوع تأثير غيابهم على عمل المجلس، ووزيرُ الصحة وائل ابو فاعور الذي دعا باسمِ «اللقاء الديموقراطي» بعضَ المكوّنات السياسية الأساسية في الحكومة، وتحديداً «التيار الوطني الحر» إلى «العودة عن مقاطعة عمل مجلس الوزراء».

وقال: «هذه الحكومة ليس بيننا من هو مُفتتنٌ بها، ولا مَن هو مأخوذ بنجاحاتها، ورئيس هذه الحكومة بات كالجالس فوق كومةٍ مِن الشوك ولا يجلس إلّا بحكمِ المسؤولية الوطنية، وربّما نتشارك مع «التيار الوطني الحر» في كثير من المنطلقات، وحتى في القضية المطروحة حالياً، والتي هي محلّ الخلاف في التعيينات الأمنية، ولكن للضرورة أحكام، وبالنظر إلى المخاطر المحيطة بنا نأمل أن تكون عودة سريعة إلى مجلس الوزراء، وإلى انتظام عملِه لتبقى هذه المؤسسة هي الحصن الأخير من المؤسسات الدستورية التي تنبض حمايةً للوطن والمواطن».

شمعون

وفي المواقف، سألت «الجمهورية» رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون؛ هل يأمل خيراً من جلسة الحوار اليوم؟ فأجاب: «لو بدها تشتّي كانت غيّمِت». وقال: «لستُ متشائماً، إنّما أنا واقعيّ وأعتبر أنّ لبنان لن يَفنى على رغم كلّ ما جرى ويجري».

وشجّعَ شمعون «التيار الوطني الحر» على «الاستقالة ومقاطعة الحوار»، وقال: «ما زال هيك هيك عم بيهددو، فخلّيهن ينفّذوا تهديداتهم».

وأكّد شمعون أنّه يؤيّد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، «طالما إنّنا في ظروف غير عادية، وطالما لا رئيس للجمهورية بَعد»، مؤكّداً أنّه ضدّ التعيين «وإلّا نكون بذلك قد استغنَينا عن رئيس الجمهورية، وكأنّ الرئاسة «مِش فارقة معنا» نُعيّن من نشاء». وشدّد على «عدم جواز التعيين إلّا في ظلّ وجود رئيس لكي يوقّع مرسوم التعيين».

 

اللواء :

تكرّ سبحة المحطات السياسية بدءاً من اليوم، وحتى نهاية الاسبوع: من جلسة الحوار الوطني في عين التينة، حيث يتجدد البحث في مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب، عبر ترشيح شخصيات من الكتل الممثلة بالحوار لتشكل لجان متابعة لقانون الانتخاب ومجلس الشيوخ.
الأربعاء، الجلسة رقم 44 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتي لن تخرج عن الرتابة المسبوقة في الجلسات الـ43 السابقة، بحيث تنتهي بتعيين موعد جديد لجلسة جديدة.
والخميس، المحطة الثالثة حيث من المقرّر أن تعقد جلسة مجلس الوزراء التي تأجلت الخميس الماضي. وهي الأولى بعد جلسة 25 آب التي قاطعها وزراء «التيار الوطني الحر» و«الطاشناق».
ولم يخف انه عازم على مقاطعة جلسة الخميس المقبل المدرج على جدول أعمالها 111 بنداً بعضها يتعلق بالتعيينات الإدارية في المراكز الأولى كرئاسة الجامعة اللبنانية، والمدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية، والتمديد للدكتور معين حمزة اميناً عاماً للمجلس الوطني للبحوث العلمية، وتعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، فضلاً عن اجراء مباراة للتعيين في المراكز الشاغرة في وحدات المديرية العام للطيران المدني، الى تصحيح مرسوم تعيين 1174 أستاذاً ثانوياً، فضلاً عن طلب الهيئة العليا للاغاثة اعطائها سلفة خزينة للتعويض عن الاضرار اللاحقة في بعض المناطق اللبنانية، اضافة الى مشاريع مراسيم نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنات عدد من الوزارات، كالمالية، والداخلية، والتربية والشؤون الاجتماعية.
ونظرة اولية على المحطات السياسية، تكشف عن الترابط بين هذه الحلقات على نحو عضوي أو سببي.
فجلسة الحوار الوطني اليوم، يفترض أن تفتح الباب إلى ترطيب الأجواء، وإقناع التيار الوطني الحر بالعودة عن مقاطعة جلسات الحكومة.
والبحث بتشكيل مجلس شيوخ أو تسمية أعضاء اللجنة التي يمكن أن تدرس القانون الأساسي لهذا المجلس فضلاً عن لجنة قانون الانتخاب، من شأنها أن تستجيب لطلب المطالبين باجراء الانتخابات على أساس قانون جديد.
وهـذا الترابط على الرغم من مسارعة أكثر من فريق على طاولة الحوار بعدم تحبيذ منهجية الرئيس برّي، من خلال نموذج «السلة» الذي يُحاكي اتفاق الدوحة، بعد احداث العام 2008، يفرض التريث ومتابعة نتائج جلسة الحوار لمعرفة ارتداداتها على باقي الخطوات.
وتوقفت المصادر السياسية عند التحولات الجارية في ما خص الأزمة السورية، لإعادة تطبيع العلاقات الإقليمية - الدولية، وسط حديث متزايد عن إمكان التوصّل إلى اتفاق أميركي - روسي تتبين خطوطه العريضة اليوم في القمة على هامش قمّة العشرين بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين.
وتساءلت هذه المصادر كيف يمكن للبنانيين استثمار ما يجري حولهم، عشية العودة إلى طاولة الحوار والبحث عن خارطة طريق تخرجهم من نفق الأزمة السياسية، وترفع عن كاهلهم وعن تقاطع طرقاتهم وشوارعهم آلاف الأطنان من النفايات المتراكمة، على خلفية حسابات فئوية مناطقية ضيقة، فرضت تعثراً قاتلاً على خطة النفايات التي اقرها مجلس الوزراء وانقلبت عليها قوى سياسية كانت وافقت عليها.
ولم يعرف ما إذا كانت هذه الأزمة ستداهم الطاولة أيضاً وإن كان رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان بشّر بإعادة تعويم خطة النفايات خلال الاجتماعات الـ7 التي عقدت ضمن إعادة النظر في المدى الزمني للخطة وحصره بين 6 أشهر وسنة، بما في ذلك إعادة فتح مكب برج حمود الذي يطالب حزب «الطاشناق» بتوازن بمكان ما لإعادة السماح بفتحه.
وفي ظل هذا الترقب، وتأكيد مصدر وزاري مطلع لـ«اللواء» أن الجولة حالياً لن تكون أفضل من سابقاتها لجهة الانتاجية، كيف بدا الموقف أمس، عشية الجولة الحوارية الجديدة:
1 - أوساط الرئيس برّي نقلت عنه انه سيسعى لالتقاط ارضية مشتركة لا تذهب بالحوار وتخفف من الانتقادات والمواجهات، على خلفية إدراكه لحساسية الوضع وتعقيداته وفقاً لما نقل الزوار عنه.
وأشار هؤلاء إلى أن رئيس المجلس سيتسلم أسماء لجنة المتابعة النيابية ومجلس الشيوخ اذا كانت جاهزة، مع العلم أن هذه الخطوة لن تبرّد الأجواء المتوترة بين القوى السياسية المجتمعة حول الطاولة.
2 - رئيس الحكومة تمام سلام الذي عاد من إجازة خاصة، ستكون له مواقف وفقاً لما أبلغته مصادر وزارية لـ«اللواء» ليلاً على طاولة الحوار في ضوء المقاطعة العونية والهجوم على الحكومة ورئيسها.
وتوقعت المصادر أن لا يبقى سلام مكتوف الأيدي في ظل الهجوم المستمر عليه خصوصا اذا اثير موضوع الميثاقية لا سيما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعمه ويدعم إستمرار عمل الحكومة في هذه الظروف الدقيقة.
ولفتت المصادر الى أن هناك مستجدات كثيرة حصلت منذ آخر جلسة حوار حتى اليوم، من هنا تشير المصادر الوزارية الى أن المواضيع التي ستطرح قد لا تكون مدرجة بالضرورة على الجدول الذي كان مقررا سابقا.
وشددت المصادر على ضرورة انعقاد جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل لأهمية الظروف ولتسيير شؤون المواطنين لا سيما أن لا جلسة للمجلس الاسبوع المقبل وربما الاسبوع الذي يليه بسبب سفر سلام لحضور قمة عدم الانحياز في كراكاس والجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
ودعت المصادر لانتظار ما سيتم بحثه ومناقشته اليوم لتبيان مسار الاجواء السياسية المقبلة وما يمكن أن يسلكه عمل الحكومة في الفترة المقبلة ومدى إمكانية إستمرارها في ظل شلل عمل المؤسسات.
واستبعد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في اتصال مع «اللواء» أن يصل «التيار الوطني الحر» إلى طريق مسدود، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس الكتائب النائب سامي الجميّل، معرباً عن اعتقاده أن يتم التوصّل إلى تسويات لمجمل المستجدات، وأن لا أحد من الأفرقاء يريد أخذ البلد إلى الفوضى.
واعتبر أن الحكومة ليست هي من تخرق الميثاقية داعيا جميع الاطراف للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء خصوصا من يُغيب نفسه عنها، وأعتبر أن بغياب الاحزاب المسيحية تعتبر الحكومة محتضرة.
وقال درباس: نحن لا نزال نعمل في الحكومة رغما عنا إحساسا منا بمسؤولياتنا ولكن إذا أستمرت الامور على ما هي عليه الان فالافضل لنا الذهاب الى منازلنا وإذا ارادوها حكومة تصريف أعمال فلتكن، ولكن هل يعوا ما يعني حكومة تصريف أعمال؟
فحكومة تصريف أعمال تعني ان لا هبات ولا مساعدات ولا رواتب ولا إنفاق الا بادنى ما يمكن خصوصا ان الدولة هي المنفقة الاكبر فأنا كوزير لا أستطيع تحمل ذلك.
وردا على سؤال حول ما اذا تأكدت مقاطعة وزراء تكتل الاصلاح والتغيير لجلسة الخميس المقبل قال»لكل حادث حديث».
3- أما الرئيس فؤاد السنيورة، فاستبق الجلسة بإعلان ثوابت «تيار المستقبل» فيما خص الأولويات السياسية وآلية إنتاج السلطات العامة.
وقال في معرض رده على خطاب رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع خلال قداس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب والذي شدد خلاله على ان الحل يكمن بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، بالقول: «الدستور حدد كيفية انتخاب الرئيس وهو لا يتحدث عن فرض او تعيين، كما ان انتخاب رئيس الحكومة له اصول من ناحية التسميات، والمسألة ليست توزيع مغانم خارج الدستور».
وذكّر بنص المادة 74 من الدستور التي تفرض على مجلس النواب الاجتماع فوراً لانتخاب رئيس للجمهورية إذا شغر الموقع.
ولفت إلى أن «تيار المستقبل» التزم الدستور عندما أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري رغم ما أصابنا من غضب وزعل.
4- في هذا الوقت، كان «حزب الله» يقدّم رؤية مرنة تجمع بين السلّة أو تجزئتها.
وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنه بدلاً من خوض الجدال حول ما إذا كانت السلّة جيدة أو الحلول الجزئية أفضل، فلنتفق على قانون إنتخابي يَصلُح للبنان ويكون عادلاً. وبالنسبة للرئاسة الأولى دعا للإتفاق على شخص الرئيس بدل تضييع الوقت في المواصفات والمعطيات والنظريات المختلفة.
5- «التيار الوطني الحر» الذي يشكّل عقدة العقد من الطاولة إلى ساحة النجمة إلى جلسة السراي الكبير، أعدّ ملفاً توثيقياً بالمواقف، التي تدعم معزوفة «الميثاقية» التي جعلها المدخل إما للتفاهمات أو للأنفجارات.
وكان وزير الخارجية جبران باسيل قال في عشاء لتياره في الكورة، أن ميثاقية الحكومة لا تستقيم بـ6٪ من مكوّن أساسي في البلد (في إشارة إلى أن غياب تياره عن جلسات الحكومة يفقدها الميثاقية، وبالتالي الوزراء الباقون لا يوفّرون ميثاقية الحكومة، مؤكداً وجوب المحافظة على الميثاق، ورسالة لبنان).
وعليه تخوّفت مصادر مطلعة أن تؤدي لهجة الوزير باسيل إلى التشنج وتأزيم الجلسة، لأنه من غير الممكن أن يقبل الرئيس سلام وفريقه باتهامهم باللاميثاقية.
وانتقد الرئيس ميشال سليمان بقوة من الديمان حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، التلهي بكلام عن الميثاقية أو التمثيل الناقص أو الزائد، داعياً النواب الـ128 للنزول إلى المجلس وانتخاب الرئيس في جلسات متواصلة. (راجع ص2)
على صعيد سياسي آخر، وجّه وزير العدل المستقيل أشرف ريفي كتاباً للحكومة طلب فيه رسميا طرد السفير السوري علي عبد الكريم علي من لبنان وتقديم شكوى للأمم المتحدة بحق النظام السوري، لثبوت تورط مخاب