الفوضى والتمييع عنوان المرحلة في لبنان , وبين الفوضى وبين التمييع تبرز قضية النفايات التي إجتاحت الامن الصحي

 

السفير :

بقَّ أكرم شهيب البحصة، التي «كاد يبقها هاغوب بقرادونيان»، على حد قول وزير الزراعة أمس: ابحثوا عن شركات النفط ومصالحها في ملف النفايات!
لم يتهم شهيب «الكتائب» بعلاقة ما مع هذه الشركات، لكنه اكتفى بالإشارة إلى الرفض الكامل لخطة النفايات التي وضعتها الحكومة، من قبل الشركات النفطية، التي قدّمت أمس ثلاث شركات منها، شكوى إلى مجلس الشورى ضد الدولة. وقال شـهيب المكلف بالملف: يبدو أن هذه المجموعة النفطية قوية ولديها إمكانات، وهذا ما ظهر من خلال الحملة الإعلانية، سائلا: من أين يأتي المال لتعطيل الخطة وبالتالي إلحاق المزيد من الضرر بأهل المنطقة؟
لم يتأثر «الكتائبيون» بما قيل، إنما اعتبروه محاولة لزيادة الضغط على حزبهم الذي لا يعتبر ملف النفايات إلا «معركة» في حربه ضد الفساد. هنا، يسأل عضو مكتبه السياسي سيرج داغر: ما الحاجة إلى المال في ما نقوم به؟ قبل أن يوضح أن كل الإعلانات والحملات الإعلامية، يقوم بها كتائبيون عاملون في المجال الإعلامي والإعلاني مجاناً.
ذلك لا يحجب حقيقة أن الدولة كانت قد طلبت من شركات النفط تنظيم الأنابيب الممدودة في البحر عشوائياً، وتجميعها في مكان واحد. وبعد الاعتراضات التي سمعها معظم السياسيين من الشركات، وبعد الشكوى التي رُفعت ضد الدولة، لا أحد يمكنه أن ينكر أن هذه الشركات متضررة من الخطة الحكومية، خصوصا في شقها المتعلق بردم البحر مقابل الجديدة ـ البوشرية.
وفي هذه النقطة تحديداً ثمة من يربط، ممن شارك في جلسة لجنة المال، بين هدف الشركات، وبين إبداء النائب سامي الجميل، في ذلك الاجتماع، استعداده للنقاش في مسألة إعادة فتح مطمر برج حمود مقابل رفضه لمطمر الجديدة ـ البوشرية!
أما بالنسبة لشهيب، فإن الترابط بين «الخليتَين» حتمي لأنه لا مجال لإزالة جبل النفايات القديم إلا من خلال سحب الركام وكميات الأتربة والأحجار وبقايا النفايات الميتة التي يتجاوز عمرها الأربعين سنة وإعادة كبسها في منطقة سد البوشرية. لذلك، لا بديل بالنسبة له عن خروج المعتصمين من المطمر، مقابل البدء فوراً بإزالة النفايات من الشوارع والعودة إلى تنفيذ الخطة الأصلية.
لم يعد «الكتائب» بعيداً عن الحل، بعدما نجح في «فرملة» الخطة وتشذيبها، والأهم تقصير مدتها، في حال التزمت البلديات بإعلانها الحاجة إلى نحو سنة لإنجاز خططها اللامركزية لمعالجة النفايات.
وفيما وضع تطوير معمل الكورال للتسبيخ على سكة التنفيذ، أوضح شهيب أن عدد الأحزمة المخصصة للفرز سيرتفع في الكرنتينا من 3 إلى 5، وفي معمل العمروسية من 2 إلى 3، كما أنه بالإمكان الاستعانة بالقطاع الخاص لزيادة كمية النفايات المفروزة.
هكذا، بات بإمكان سامي الجميل الخروج على الملأ، معلناً نجاحه في إنهاء حالة الفوضى التي كانت تعتري الخطة. صار بإمكانه القول هذا ما استطعنا أن نحققه لأهالي المنطقة. أما متى يعلن ذلك، فثمة في «الكتائب» من يؤكد أنه طالما بالإمكان تحقيق المزيد من المكتسبات بوجه السلطة التي تستهتر بصحة الناس فلن نتراجع، مع الإقرار بأنه لم يعد هنالك مفر من إعادة فتح المطمر في الفترة الانتقالية.
أمس كان الجميل محور زيارات واتصالات سياسية وأهلية، توّجها الوزير الياس بو صعب بزيارة الصيفي، ومن ثم انتقاله وسامي معاً إلى المطمر، حيث أعلن بو صعب أن «ما رأيته اليوم يؤكد أن حركة الكتائب في محلها لأن تنفيذ ما يعرف بخطة الحكومة لم يحصل، فالعمل يتم من دون حسيب أو رقيب».
وعلمت «السفير» أن النقاش تركز حول اقتراح قدمه بو صعب ويقضي بحلّ أزمة الثقة في ما يتعلّق بفرز النفايات من خلال إيجاد تعديل جزئي على خطة الحكومة وتكريس البدء بتطبيق اللامركزية في معالجة النفايات، خلال أسابيع قليلة.
وقال بو صعب لـ «السفير» إن الاقتراح المقدّم «سيسهم في إعادة جزء من الثقة المعدومة في كيفية تنفيذ خطة النفايات». كما لمَّح إلى أن الاتفاق مع «الكتائب» لن يكون صعباً طالما أن «الهدف هو أكل العنب لا قتل الناطور»، وأنه يمكن التوصل إلى حل في وقت قصير يوصل إلى اللامركزية وإلى رقابة البلديات على الفرز وليس كما يحصل اليوم، حيث تأتي النفايات كما هي».
من جهته، أبدى الجميل انفتاحه على أي حلول جديدة لتغيير مسار الكارثة الواقعة لرفع النفايات من الطرق وقال إنه لا بد من إنهاء الكارثة وتعديل الخطة لنتحرر ونعمل لمصلحة البلد.
وقد وضع بو صعب مسبقاً العماد ميشال عون في أجواء اقتراحه ونال التغطية اللازمة. كما تواصل مع شهيب، الذي بدوره اطلع مجلس الإنماء والإعمار على الاقتراح المقدّم منه ونال موافقة مبدئية عليه.
وتأكيداً على جدية الحكومة في مسعاها لحل أزمة النفايات، قرر وزير الداخلية نهاد المشنوق، بناء على طلب من شهيب، توجيه دعوة إلى رؤساء اتحادات البلديات والبلديات المعنية بمشكلة النفايات في قضاءَي المتن وكسروان - الفتوح، إلى اجتماع يعقد مطلع الأسبوع المقبل في وزارة الداخلية ويخصص لدراسة حسن تطبيق خطة معالجة النفايات المنزلية الصلبة.

«التيار»: الميثاقية أو الخراب الحكومي
سياسياً، بدا خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في مهرجان صور في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، أشبه ما يكون بلوحة «الموناليزا» الشهيرة التي يعتقد كل من ينظر إليها، ومن كل الجهات، أنها تنظر إليه وحده.
وبعدما كانت القراءة العونية الأولية، تشي بانزعاج من مضمون الخطاب، خصوصا في معرض التلويح بالشارع، قالت أوساط وزارية مقربة من الرابية لـ «السفير» إننا «لا نعتبر أن شارع الرئيس بري سينزل أصلا ضدنا. إضراب، قطع طرق، إقفال وزارات. فليعملوها وليعطِّلوا البلد. بماذا سيضرّنا هذا الأمر، بالعكس، ربما قد يخدمنا، ومن دون تنسيق مسبق بيننا. فأي فريق يعتبر نفسه مغبوناً ويريد الاستعانة بجمهوره وشارعه فليقم بذلك، ولن نعتبر ذلك تهديدا موجّها ضدنا. فالبلد برمّته في أزمة وطنية كبيرة وقد نصل إلى الانهيار إذا لم يعد المعنيون إلى رشدهم، ونحن تعوّدنا أن الشارع فقط هو الذي يولّد الحلول. هذا ما حصل في أيار 1992 ثم في أيار 2008، ولا يجوز أن يفهم البعض أننا نخطّط لهذا الامر ونريد تطيير الحكومة، لكن لا تستطيع الحكومة أن تستمر بعنادها وأن تدير ظهرها لنا وتقول: «نحن غير آبهين بكم».

النهار :

مع اقتراب "مثلث" المواعيد والاستحقاقات المتعاقبة مطالع أيلول، من الجولة الجديدة للحوار في الخامس من أيلول، الى الجلسة الـ44 لانتخاب رئيس الجمهورية في السابع منه، الى جلسة مجلس الوزراء في الثامن منه، يبدو المشهد السياسي على درجة عالية من التعقيد والقتامة بحيث لا تظهر أي بارقة من شأنها ان تضمن مرور هذه الاستحقاقات بحد أدنى من الآمال في تحقيق أي اختراق للازمات السياسية المترابطة. واذا كانت الأنظار تتجه الى الخطوات التي يزمع "التيار الوطني الحر" تنفيذها في سياق تصعيدي عقب مقاطعته للجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء وتقديمه طعناً في مقرراته أمام مجلس شورى الدولة، فإن الأجواء المتوافرة عن اتجاهات "التيار" تشير الى ترقبه المواعيد الثلاثة المشار اليها كاختبار للنيات حول إثارته مسألة الميثاقية سواء في الحوار أو في الجلسة الانتخابية أو في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء قبل ان يقرر خطواته التالية التي يقول إنها تشكل مساراً متدرجاً لا حياد عنه الا بتبديل مواقف الآخرين. أما في ما يتعلق بموضوع التعيينات العسكرية، فان المعلومات المتوافرة لدى "النهار" تؤكد ان التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي سيحصل بعد عودة رئيس الوزراء تمّام سلام من نيويورك في الثلث الاخير من أيلول.
في أي حال، بدا أمس ان سلسلة مشاورات بدأت وستستكمل في الايام القريبة في اتجاهات مختلفة استباقاً لهذه المحطات سعياً الى تأمين مخارج تكفل لجم الاتجاهات التصعيدية. وعلمت "النهار" أن وزيريّ "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والياس بوصعب إجتمعا أمس في وزارة الخارجية مع وزير العمل سجعان قزي بمبادرة من الاخير لتقريب وجهات النظر في ما يتعلق بالخلافات التي أدت الى مقاطعة "التيار" جلسة مجلس الوزراء الاخيرة. وأكد المجتمعون وقف التصعيد في المواقف لتهيئة ظروف أفضل للعمل الحكومي.

 

شانون
وشكلت الزيارة التي بدأها أمس لبيروت وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس شانون فسحة لمقاربة الاتجاهات الاميركية حيال لبنان، علماً ان الزيارة اكتسبت دلالة بارزة لكون شانون أول مسؤول أميركي ديبلوماسي رفيع يزور لبنان منذ مدة طويلة. وأوضح المسؤول الاميركي ان هدف زيارته "هو تعزيز الشركة الاميركية – اللبنانية الى حدودها القصوى"، قائلاً إن رسالته واضحة في كل حواراته في لبنان وهي "ان الولايات المتحدة ستستمر في الوقوف جنبا الى جنب مع لبنان وستواصل والمجتمع الدولي تقديم الدعم الثابت له ولكن لا يمكنها ان تقدم حلولا للقضايا الداخلية التي يجب ان تأتي من المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني".
وعلمت لـ"النهار"، ان شانون حرص على زيارة لبنان ضمن جولة له على المنطقة لاستطلاع الاوضاع السياسية والاقتصادية والمالية فيه كما في ضوء المتابعة الاميركية لتطبيق قانون العقوبات على "حزب الله". وقد التقى أمس وزير الخارجية جبران باسيل، ومستشار رئيس الوزراء شادي كرم لوجود الرئيس سلام في اجازة خاصة خارج لبنان، والعماد قهوجي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على ان يلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبدا المسؤول الاميركي حريصاً على عدم رفع سقف التوقعات حيال زيارته وخصوصاً في مسألة انتخاب رئيس الجمهورية والاستحقاقات الداخلية وجل ما نقله هو تأكيد اميركي أن لبنان ليس منسياً ويحظى بدعم الولايات المتحدة لاستقراره السياسي والامني والاقتصادي. لكنه لم يخف قلق واشنطن من تعطل عمل المؤسسات الدستورية في لبنان نتيجة عدم انتخاب رئيس الجمهورية وشدد على ان الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني محض وعلى اللبنانيين اتخاذ القرار بانفسهم من غير ان يلغي ذلك "استعدادنا للمساعدة اذا طلبها اللبنانيون منا وضمن الامكانات المتاحة لنا".
وافادت معلومات أخرى ان شانون أبلغ الوزير باسيل "دعم واشنطن لرئيس الوزراء تمّام سلام وحكومته وضرورة عدم المسّ بالاستقرار الحكومي الحالي في إنتظار إنجاز الاستقرار الدستوري بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية".

 

المستقبل :


إنه قدر اللبنانيين كما يبدو في الوطن والمهجر أن يكونوا وقوداً لكل خضة سياسية في بلدهم الأم وصولاً الى الاغتراب لاسيما في القارة الافريقية، وحتى في الاماكن التي كانت في الأمس القريب موطئ استقرار وأمن، وقبلة للساعين وراء لقمة العيش، كما هو الحال في دولة الغابون التي تميزت عن بلدان افريقية عدة بفعل الاستقرار ومستوى المعيشة قياساً بغيرها من دول القارة السمراء.

فباسم الديموقراطية، حلت «لعنة« الانتخابات الرئاسية الغابونية وبالاً على اللبنانيين، فكانت ارزاقهم وممتلكاتهم هدفاً مستباحاً للنهب والحرق من جانب أنصار المعارضة الذين اجتاحوا شوارع العاصمة ليبرفيل، فور إعلان فوز الرئيس علي بونغو اونديمبا لولاية رئاسية ثانية، على منافسه المعارض جان بينغ.

وكانت اللجنة الانتخابية اعلنت اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته لولاية ثانية من سبع سنوات بحصوله على 49,80 في المئة من الاصوات، مقابل 48,23 في المئة لمنافسه جان بينع.

ويشكل هذا الفارق الضئيل 5594 صوتا من اجمالي 627805 ناخبين مسجلين في هذا البلد النفطي الصغير الذي بالكاد يبلغ عدد سكانه 1,8 مليون نسمة.

وفور إعلان النتائج أول من أمس، اندلعت اعمال شغب في ليبرفيل واستمرت طيلة ليل الأربعاء ـ الخميس، واضرم متظاهرون النار في مقر برلمان الغابون في ليبرفيل، وتصاعدت سحب الدخان السوداء فوق المقر، واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لصد المتظاهرين الذين حاولوا أيضاً الوصول الى مقر اللجنة الانتخابية.

كما اضرم انصار المعارض بينغ النار في مؤسسات حكومية ومؤسسات تجارية لاسيما مؤسات تعود لأجانب من لبنانيين وفرنسيين وماليين وسنغاليين وموريتانيين.

رجل الاعمال اللبناني علي غندور من النبطية الفوقا، أوضح لصحيفة «المستقبل»، أنّ أيّاً من اللبنانيين لم يُصب بأذى شخصي، بل اصيب البعض بأرزاقه وممتلكاته، حيث تعرض بعض المحال التجارية للنهب والسرقة، ومن ثم الحريق، مرجحاً أن يكون عدد هذه المؤسسات العائدة للبنانيين، والتي تعرضت لعمليات السطو، نحو 13 مؤسسة.

واشار إلى أن مركزاً تجارياً لآل الاخرس في منطقة شاربوناج، تعرض للنهب والسرقة، ومن ثم الحرق، كما لاقت سوبر ماركت كبيرة للبناني ابراهيم القزي عمليات نهب وحرق، والتي طالت ايضاً محال الجالية المالية والسنغالية والموريتانية في هذه المنطقة.

واضاف غندور أن مؤسسة للمواد الغذائية تعود للبناني من آل الفقيه في منطقة «IAI« تعرضت للنهب والسرقة. كما تعرضت مؤسسة لحيدر الدقوق في منطقة بيكاويت للمصير نفسه.

وأكد ان اللبنانيين لازموا منازلهم طيلة يوم أمس، ولم يتمكن أي شخص من الخروج من منزله لتفقد الاضرار التي حلت بمؤسسته، بل اكتفوا بمتابعة ما حل بهم من خلال الاتصال بموظفيهم المكلفين بالحراسة في الايام العادية، أو بالجيران القريبين من مؤسساتهم. 

وكان قتل أمس شخصان على الاقل بحسب المعارضة، واصيب اخرون بجروح في هجوم شنته قوات الامن في ليبرفيل امس، على مقر المعارض جان بينغ.

وكان وسط ليبرفيل مقفراً في الصباح وتطوقه الشرطة ومدرعات الدرك. وتحدثت تقارير عن اعمال نهب لم تتخللها اعمال عنف في الضواحي، كما قطعت الاتصالات الهاتفية وخدمة الانترنت.

وانتهت المواجهات، ليترافق ذلك مع قيام قوات الامن بتوقيفات على مقربة من مقر قيادة حملة جان بينغ الذي لم يعرف أين اختبأ.

وكانت جادة تريومفال، الشارع الكبير الذي يشق وسط العاصمة الغابونية، تحمل آثار العنف، فانتشرت فيها السواتر وسط تصاعد سحب الدخان، فيما بدت على المباني آثار الهجمات بينما بدت السيارات متفحمة في الشارع. وفي حصيلة اولية للهجوم على مقره، بعد ساعات على الحريق في الجمعية الوطنية في ذروة اعمال العنف التي تلت اعلان فوز الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو اونديمبا في الانتخابات، قال بينغ «سقط قتيلان وعدد من الجرحى بحسب مصدر اكيد«.

وقال جان بينغ لوكالة فرانس برس «شنوا هجوما في نحو الساعة 1,00 (بالتوقيتين المحلي وغرينيتش). انه الحرس الجمهوري. قصفوا بالمروحيات ثم شنوا هجوما على الارض. سقط 19 جريحا يعاني بعض منهم من اصابات خطرة«.

وكان المتحدث باسم الحكومة قال ان الحرس الجمهوري طوق المبنى الذي تستخدمه حملة بينغ مقرا لها، بحثا عن «مجرمين» مسؤولين عن احراق مقر الجمعية الوطنية بعد ظهر أول من أمس الاربعاء.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المتحدث آلان كلود بيلي ـ بينزي ان «المسلحين الذين احرقوا مقر الجمعية الوطنية، توجهوا الى مقر جان بينغ، وانضم اليهم مئات من مثيري الشغب«.

واعربت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، عن «قلقها العميق» لأعمال العنف. وقال وزير الخارجية جان ـ مارك ايرولت ان «الاحداث التي حصلت خلال ليل الأربعاء ـ الخميس في ليبرفيل تثير لدي قلقا كبيرا. وفي اطار عملية انتخابية، لا مكان للعنف ابدا». ودعا «جميع الاطراف الى اقصى درجات ضبط النفس لمنع سقوط ضحايا جدد«.

واضاف وزير الخارجية الفرنسي ان «الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية يجب ان يحصل بالطرق القانونية، في اطار عملية شفافة وحيادية. فبهذه الطريقة يمكن تأكيد نزاهة العملية الانتخابية بشكل لا يقبل الطعن«.

ووصفت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني الوضع في الغابون بأنه «أزمة عميقة» ودعت مختلف الاطراف الى «الهدوء». وقالت: «من المهم ان يرفض جميع الفاعلين العنف ويدعوا الى الهدوء. وكل احتجاج يجب ان يتم بوسائل سلمية بهدف تفادي اشتعال البلد. واعتبرت انه لا يمكن اعادة الثقة في نتائج الانتخابات الرئاسية التي اعقب اعلانها اندلاع اعمال عنف، «واغرق البلاد في ازمة عميقة»، «لا يمكن ان يحصل الا بالتثبت الشفاف مكتبا بمكتب» من نتائج الانتخابات

الديار :

هذا ليس وصفاً افتراضياً، وان كانت غالبية اللبنانيين تعتقد انها تعيش في دولة افتراضية. حين كانت الطائرة التي تقل توماس شانون تحلق فوق لبنان، توقف مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية امام مشهد سريالي مدهش.
لعله تصور ان اصابع والت ديزني وصلت الى هنا، جبل بألوان لا مثيل لها في كل الكرة الارضية. شانون ظل مبهوراً بالمشهد الى أن اوضحت له السفيرة اليزابت ريتشارد ان الجبال التي تخلب الالباب انما هي جبال من القمامة.
ريتشارد وضعته في تفاصيل القضية، وكان رأيها انه عندما تكون الطبقة السياسية عاجزة عن انتاج حل لنفايات المنازل، كيف لها ان تنتج حلاً للأزمات الدستورية او الأزمات الاستراتيجية التي تواجهها البلاد.
عادة كان اي موفد اميركي يأتي الى بيروت عشية الاستحقاق الرئاسي ومعه اسماء لـ«الجوجلة»، حتى اذا ما تبين ان التوافق على اسم ما مستحيل، كانت هناك وسائل اخرى لفرض رئيس الجمهورية، ودائماً من الخارج.
شانون وصل دون اسماء، ولم يعرّج لا على طهران ولا على الرياض. ما يستشف من كلامه انه يدعو اللبنانيين الى رفع الوصايات عن رؤوسهم «انتخبوا رئىساً للجمهورية واميركا تؤمن لكم التغطية».
اي اميركا، الرئىس تمام سلام لم يقطع اجازته ويعود الى بيروت لاستقبال شانون. ترك مسألة اللقاء لمستشاره شادي كرم هذا يحدث للمرة الاولى، وان تردد ان رئيس الحكومة في رحلة اضطرارية.
الرئىس سعد الحريري لم يسارع الى الحضور ايضاً. هذه ليست أيام كوندوليزا رايس. وفي كل الاحوال مشكلة رئىس تيار المستقبل ليست في واشنطن بل في عواصم اخرى، ولقاؤه الموفد الاميركي لا يقدم ولا يؤخر.
غير ان مصادر ديبلوماسية غربية تعتبر ان زيارة شانون لا بد ان تكون هامة ويمكن ان تفضي الى شيء ما، فهو رجل المهمات الصعبة في الخارجية الاميركية، كما انه يتقن اللعب في الاروقة الخلفية. في الديبلوماسية الاميركية لا وجود لتعبير «تدوير الزوايا». العبارة الشائعة «كسر الحلقات المقفلة».
هل يستطيع المسؤول الاميركي كسر اي من الحلقات المقفلة؟ الآن القوى الاقليمية منهمكة الى ابعد الحدود في معالجة مشكلاتها، احياناً مشكلاتها المصيرية. اذاً، هذه هي الفرصة المثالية لافلات اللبنانيين من القبضة الاقليمية..
غير ان الحريري، كما سياسيون آخرون، يعتبرون ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ليست على ما يرام. الامير محمد بن سلمان بهرته الصين التي تكلمت معه بلغة مختلفة، لغة مخملية. الاميركيون يريدون منه ان يتعامل بمرونة أكبر مع الساحة اليمنية.
هذه احدى المشكلات بين واشنطن والرياض التي قالت، بلسان وزير خارجيتها عادل الجبير، انها لن تترك الحوثيين يسيطرون على اليمن (ماذا عن «داعش» و«القاعدة»). بعد عام ونصف من الحرب يقول الجبير ما يقوله. هذا يعكس مدى المأزق في اليمن. للمرة الاولى، ربما، يقدم الاميركيون نصيحة من هذا العيار. لم يؤخذ بها. هنا مشكلة أخرى.
شانون أشار، اثر لقائه وزير الخارجية جبران باسيل، الى «ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سوف يواصلان تقديم الدعم الثابت للبنان الا انه لا يمكنهما ان يقدما حلولاً للقضايا الداخلية مثل الفراغ الرئاسي، بل يجب ان تأتي من المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني».
وقال «لقد بحثنا في التحديات العديدة التي يواجهها لبنان، من التهديدات الارهابية الى وجود أكثر من مليون لاجىء سوري الى المأزق السياسي، والتي اتطلع الى مواصلة استكشاف وفهما (التحديات) على مدار زيارتي، وكذلك تحديد الفرص الكثيرة المتاحة امام لبنان والتركيز عليها».

ـ ماذا حدث في 2 آب؟ ـ

وحدد الهدف من زيارته «تعزيز الشراكة اللبنانية والاميركية الى حدودها القصوى من خلال البناء على دعمنا الطويل الامد لمؤسسات هذا البلد وشعبه».
الاهم في كل ما قاله شانون في لقاءاته ان لبنان تحت المظلة الاميركية، دون ان يبقى خفياً مدى المخاوف الاميركية التي ظهرت في 2 آب 2014 حين اجتاح تنظيما «داعش» و«النصرة» بلدة عرسال في مؤشر الى انهما كانا يعتزمان اختراق البقاع الشمالي وصولاً الى لبنان الشمالي، وبالتالي الامساك بالثغر البحري الذي يؤمن لهما وضعاً استراتيجياً بالغ الحساسية.
قائد الجيش العماد جان قهوجي اشار مرات عدة الى المخطط، لكنه لم يدخل في التفاصيل، في حين تتحدث معلومات غربية عن الخط الساخن (جداً) في ذلك اليوم بين اليرزة والبنتاغون والذي ادى الى رد المهاجمين على اعقابهم في ظروف بالغة التعقيد آنذاك، اذا ما اخذت بالاعتبار الخلايا التي كانت قائمة والتي كانت تحظى بدعم من شخصيات او قوى سياسية لبنانية، ومن عرسال الى عكار.

ـ تورا بورا لبنانية ـ

اوساط ديبلوماسية تتحدث عن ان الاميركيين يريدون رئىساً للبنان قبل معركة الموصل والرقة، لماذا؟ وهل ثمة من خوف من خطة «داعش» التي يحكى عنها والتي تتوخى تحويل الجرود التي قد يفر اليها آلاف المقاتلين الى تورابورا لبنانية.
هذه الاوساط تشير الى ان الاتفاق المرتقب بين واشنطن وموسكو حول عدد من المسائل السورية المحورية يلحظ ذلك الشيء الذي يتعلق بلبنان. واذ تتمنع جهات لبنانية بل وتضغط للحيلولة دون قيام اي تعاون او تنسيق مع الجيش السوري بالنسبة الى سفوح السلسلة الشرقية وما وراءها، فان الروس قد يلعبون دوراً ما من اجل التنسيق غير المباشر بين بيروت ودمشق وبالصورة التي تحول دون مقاتلي «داعش» والتسلل الى الجرود اللبنانية.
بضع مئات لا يغيرون في المعادلة، لكن بضعة الاف لا بد ان يشكلوا خطراً اذا لا بد من اجراءات استباقية تمنع حصول ذلك.
واللافت هنا ان وزيراً بارزاً من قوى 14 آذار يقول لـ«الديار» «حين يكون الأميركيون عاجزين عن الضغط من أجل انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، ودائماً بسبب الوضع الاقلمي البالغ التعقيد، كيف للسياسيين اللبنانيين اختراق الحالة الراهنة؟»
هكذا يبدو المشهد غداة كلمة الرئيس نبيه بري في صور (غريب انه لم يأبه بكل الكلام حول خطط الاغتيالات)، وعشية انعقاد طاولة الحوار...

ـ السلة تطير وتتطاير ـ

واذ يتحدث بعض المشاركين بأن السلة ستطير او ستتطاير، لوحظ ان كل تيار حاول ان يبعد عن نفسه «تهمة» بري بـ«الدلع السياسي» ليلصقها بالتيار الاخر، وكذلك صفة «الانقلابيين»، لكأن رئيس المجلس النيابي أراد، عن عمد، اشاعة هذا الجو من الالتباس لسبب ما قد يتضح على طاولة الحوار.
الملاحظ ان هناك شخصيات مشاركة في الجلسة لا تعوّل عليها في اي خرق إن باتجاه رئاسة الجمهورية او باتجاه قانون الانتخاب.
بطبيعة الحال، توماس شانون ليس جان - مارك ايرولت، حتى وان كان المعلق في «النيويورك تايمز» روجر كوهين تحدث عن «الهلهلة الديبلوماسية الغربية حيال الشرق الاوسط»، ولكن هل يستطيع الموفد الاميركي ان يقنع اصحاب الرؤوس اليابسة بأنه من الضروري العودة الى الانتظام الدستوري والسياسي في لبنان لان سوريا أمام محطة بالغة الأهمية، ولا بد ان يكون لبنان موحداً، ولو بالحد الأدنى، ليتسنى له التعامل مع التطورات.
لا بد أن يكون بعض الذين التقاهم او سيلتقيهم شانون قد تحدثوا أو قد يتحدثون البه عن المأزق المسيحي بل وعن «التراجيديا المسيحية» في لبنان، لا الجنرال ميشال عون يقول انه القديس قسطنطين ولا الدكتور سمير جعجع، ولكن هناك شعوراً بالانكسار لدى المسيحيين، يعزز ذلك الكلام، وغالباً ما يصدر عن وزراء ونواب مسيحيين، الذي يقول تارة ان رئاسة الجمهورية عالقة عند عاصمة السنّة الرياض وطوراً عند عاصمة الشيعة طهران.
الموقع للمسيحيين الذين اين هم حين يخرج الرئيس اللبناني من عباءة مرشد الجمهورية الاسلامية أو من عباءة خادم الحرمين الشريفين؟

الجمهورية :

في وقتٍ تواصل تركيا إرسالَ تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع سوريا، ظلّ الانهماك الدولي والإقليمي منصبّاً على معالجة أزمات المنطقة، وفي مقدّمها الأزمة السورية. وترافقَ ذلك مع تأكيد أممي على استمرار المشاورات الديبلوماسية والعسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا وعلى مستوى رفيع، بغية التوصّل إلى وقفٍ «صلب ومتماسك» لإطلاق النار في سوريا، وإعلان روسي بلسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، عن لقاء سيَجمع بعض العسكريين الروس والأميركيين قريباً وخلال الساعات المقبلة لإنهاء الاتفاق حول تسوية الوضع الخاص لمدينة حلب، مؤكّداً أنّ موسكو وواشنطن حقّقتا تقدّماً بشأن مسألة فصلِ الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة في سوريا.

في غمرةِ هذا الانشغال، تأكّد غياب أيّ مبادرة دولية لحلّ أزمة الشغور في سدّة الرئاسة الأولى، وأعاد الجميع رميَ الكرة في ملعب اللبنانيين، الذين تقع على عاتقهم وحدهم معالجة مشكلاتهم.

والكلام السياسي الذي يعبّر عن واقع هذه الحال، صدرَ عن وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس شانون، وأكد فيه أنّ الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي سيواصلان تقديم الدعم الثابت للبنان، إلّا أنّه لا يمكنهم «تقديم حلول للقضايا اللبنانية الداخلية مِثل الفراغ الرئاسي»، مشدّداً على أنّ هذه الحلول «يجب أن تأتي من المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني».

الحوار الوطني

ومع اقتراب الخامس من أيلول موعد جلسة الحوار الوطني في عين التينة، لا تحمل المؤشرات أيّ تبدّلات في مواقف القوى السياسية، والوضع على حالِه من التباعد والانقسام.

وإذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري ينتظر أن يتلقّى من المتحاورين تسمية ممثّليهم الى لجنة إنشاء مجلس الشيوخ، فإنّ الأجواء السياسية السائدة عشية الجولة الحوارية تشي بأنّ غالبية القوى السياسي تقارب هذا الموضوع بوصفِه مادةً لا تتّسم بالضرورة الملحّة في هذه المرحلة.

وعليه، فقد يَغلب التوجّه نحو التركيز في جلسة 5 أيلول على البند الرئاسي الذي يُعتبر بإجماع القوى السياسية اكثرَ البنود حرارةً وضرورة، الى جانب الملف الاكثر تعقيداً والمتعلق بالقانون الانتخابي الذي ما زال مستعصياً على الحلول.

واللافت للانتباه انّ غالبية القوى السياسية المشاركة في الحوار، باتت تعبّر عن الملل ممّا يوصَف بالدوران حول الذات على طاولة الحوار، ومن عدمِ تمكّن المتحاورين من تحقيق خرقٍ ولو طفيف، يفتح بعضَ الآفاق نحو حلول ولو متواضعة، حتى إنّ بعض هؤلاء صار يقارب الحوار من أساسه كمناسبة لا تقدّم ولا تؤخّر.

إلّا أنّ برّي الذي يبدو أكثرَ المتحمسين لبَلورة حلول على الطاولة، يصِرّ على اعتبار الحوار حاجةً حتى ولو كان لمجرّد الحوار؛ «تصوّروا لو أنّ البلد بلا حوار، فهل يستطيع أحد أن يتوقع ما قد يحصل». وأكثر من ذلك، هذا الحوار، إن قرّر الجميع النزول كلٌّ عن شجرته ومقاربة الملفات بكلّ مسؤولية، يمكن ان يكون مفتاح الحلول لكلّ المشاكل التي نعانيها.

وخلافاً للاعتقاد السائد بعدم جدوى الحوار القائم، فإنّ بري يؤكد أنّ في إمكان القوى السياسية ان تثبت أنّها قادرة على ابتداع الحلول وتجاوزِ كلّ التعقيدات، خصوصاً انّنا دخلنا في لعبة الوقت الصعبة، وأمامنا فرصة للربح، وعلينا مسؤولية مشتركة بالبحث عن المخارج والحلول ورسم التفاهمات وأن نخرجَ بنتائج سريعة، سواء في ما خصّ القانون الانتخابي الذي يشكّل مفتاح الحل لكلّ ما نعانيه، أو لرئاسة الجمهورية، قلتُ وما زلت أؤكّد أنّ الحلّ الإنقاذي للبنان يَكمن في التوافق على السلة الرئاسية والحكومية، وفي ما خصّ قانون الانتخاب، لقد آنَ الأوان أن نصل الى التفاهم والتوافق، فالوقت يداهمنا والبلد لم يعُد يحتمل تضييعَ مزيد من الوقت.

ونُقل عن بري أمام زوّاره استغرابه الاتّهامات التي تضعه في خانة الخصام الشديد مع بعض الاطراف السياسية، مذكّراً مطلقي هذه الاتهامات: «أنا راعي الحوار، سواء بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، أو الحوار الوطني منذ العام 2006، لم أسعَ يوماً لأكون في موقع التناقض مع أحد، أياً كان هذا الأحد، وأكثر من ذلك فإنّ همّي الدائم البحث عمّا يَجمع الجميع ويقرّب المسافات في ما بين كلّ المكوّنات، وإزالة الأسباب التي تفرّق أو تباعد في ما بينهم».

الأزمة الحكومية

وفي موازاة ذلك، ظلّت الأزمة الحكومية تراوح مكانَها. وقالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» أن لا جديد على خط هذه الأزمة، مؤكّدةً توقّفَ كلّ الاتصالات وغياب مبادرات الحلّ، بانتظار عودة رئيس الحكومة تمام سلام من السفر.

وأضافت المصادر - وهي على اطّلاع على ما يدور من اتصالات بين الرابية و»بيت الوسط»- أنّ كلّ الامور مجمّدة منذ اللقاء الأخير بين رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ونادر الحريري قبلَ سفره، واستبعَدت حصول تطوّرات قبل عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت والمرتقبة بعد أيام، بحسب ما أكّد مسؤول كبير لـ»الجمهورية».

الرابية

وفي هذا السياق، علمت «الجمهورية» أنّ الرابية لا تزال تعوّل على خطوة مرتقبة من الحريري في شأن محاولة الاتفاق على التسوية الرئاسية.
وقالت مصادرها لـ«الجمهورية» تعليقاً على دعوة بري إلى «وقف الدلع السياسي»: نحن نحب أن نتدلّع، ويحقّ لنا ذلك لأنّنا محرومون، فنحن محرومون من التعيينات ومن الرئاسة، ومن الحصَص محرومون، فالمسيحيون محرومون من كلّ شيء».

وأكّدت المصادر مشاركة «التيار الوطني الحر» في جلسة الحوار الاثنين، وقالت: «سنذهب الى الجلسة لكي نَسمع تفسيراتهم عن الميثاقية والتعايش والحصَص حسب اتفاق الطائف، فليفسّروا لنا ذلك لأنّنا لا نفهم عليهم، ولتتوحّد مفاهيم الميثاقية وقواعد تطبيقِها، وفي ضوء نتائج هذه الجلسة سيكون لكلّ حادث حديث، إذ لا قرار بعد بمقاطعة الحوار، فعندما نصل إليها نصلّي عليها».

ولم ترَ المصادر أيّ بوادر حلّ حتى الآن، وقالت: سنذهب معهم حتى النهاية، ونبيّن لهم أين يخطئون. ونحن متمسّكون بالدستور والقانون والميثاق، أمّا إذا رفضوا فهذا موضوع آخر.

وأشارت المصادر، من جهة ثانية، إلى أنّ اللجنة التي تضمّ قانونيين ودستوريين تعكف على إعداد الطعن بكلّ المراسيم الصادرة جرّاء قرارات الجلسة الحكومية الأخيرة، والتي تحتاج لتواقيع جميع الوزراء.

شروط العودة

وعلمت «الجمهورية» أنّ وزراء «التيار الوطني الحر» يشترطون من أجل العودة الى مجالس الوزراء، إبطالَ التمديد للأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، وتعيين ضابط جديد مكانه، وكذلك تعيين قائد جيش جديد، ما يعني أنّ طريق الحل مقفَل حتى الساعة.

يأتي ذلك في وقتٍ يسير المعنيون الرسميون بهذا الملف في اتّجاه آخر، حيث يُتوقع أن يصدر عن وزير الدفاع سمير مقبل في الأيام القليلة المقبلة قرار التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

«الحزب»

في هذا الوقت، اعتبَر «حزب الله» أنّ تيار «المستقبل» قد يكون الأكثر استفادةً مِن وصول رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى الرئاسة. وقال النائب علي فياض إنّ «استمرار الوضع السياسي في حالةِ مراوحةٍ وانتظار، وعدم القيام بخطوات إيجابية، يزيد الأمورَ تعقيداً وسلبية، وهذا ليس من مصلحة أحد، مُعتبراً أنّ الموافقة على عون رئيساً «ستفتح الباب على تدحرج إيجابي يساعد على حلحلة المشاكل الأخرى».

 

اللواء :

72 ساعة، تسبق طاولة الحوار، التي يفترض ان تعقد قبل ظهر الاثنين في عين التينة برئاسة الرئيس نبيه برّي، وبمشاركة أركان الطاولة ومساعديهم، في ضوء «المواقف الملتبسة» التي اعلنها في مهرجان صور الأربعاء الماضي، والتي من المتوقع ان يستمر الجدل حولها بانتظار محطة الحوار، وما يسبقها من مواقف ومشاورات أشار إلى بعضها وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمّد فنيش، وعلى الأخص مع الرابية، تمهيداً لجلسة مجلس الوزراء الخميس في 8 الجاري، معرباً عن أمله في ان يتم التفاهم على التعيينات..
وإذا كانت التقديرات السياسية، تلتقي عند اعتبار هدف الرئيس برّي من وراء مواقفه التي تضمنت رسائل في غير اتجاه، تعبيد الطريق امام جلسة مجلس الوزراء، نظراً لأهمية الموضوع الذي يمكن ان تتطرق إليه الجلسة سواء فيما خص التعيينات العسكرية والأمنية والإدارية، وأزمة النفايات المستجدة، في ضوء مطالبة وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب بتعديل الخطة، والتوصل إلى مرحلة انتقالية لمعالجة النفايات ورفعها من الشارع بانتظار الحلول البعيدة المدى والتي تبدأ باللامركزية الإدارية.
وطالب بو صعب بتعديل خطة الحكومة الأمر الذي يقضي بمشاركة هؤلاء في الجلسة لطرح الأفكار التي في حوزتهم.
وكشفت مصادر على خط الاتصالات الجارية، ان التركيز يجري على عدم التفريط بجلسة الخميس، وعدم التفريط أيضاً بفرصة طاولة الحوار التي تشكّل منبراً تتداول خلاله القيادات اللبنانية في الأزمات المطروحة لتبريدها إذا لم تتمكن من حلها، وتعديل وجهتها حتى لا تنقلب أزمات مستعصية على الحل.
وفي هذا السياق كشفت معلومات لـ«اللواء» ان قيادة «حزب الله» أبلغت الرابية بما لا يقبل مجالاً للتأويل بنقطتين بارزتين:
الأولى تتعلق بعدم مقاطعة جلسة الحوار التي يرعاها الرئيس نبيه برّي، وتنبيه الرابية إلى ان (أي مغامرة عونية يجب ان لا تصل إلى حدّ كسر الجرة نهائياً مع الرئيس نبيه برّي فدولته خط أحمر).
والنقطة الثانية تتعلق بالموقف من الحكومة، فالحكومة ستبقى مستمرة في مهامها، وحزب الله ينصح العماد ميشال عون بالعودة عن مقاطعة الجلسات، لأن المقاطعة الظرفية أو الدائمة ستعقد الأمور.
ووفقاً لمعلومات «اللواء» فإن مصادر الرابية أكدت ان التيار ليس بوارد مقاطعة الحوار في 5 أيلول وسيشارك ليثبت حضوره ولو اضطر للانسحاب إذا لم تطرح مسألة «الميثاقية» كبند مفهومي يحتاج إلى مقاربة تؤدي إلى فتح الطريق إلى العودة عن مقاطعة الجلسات.
وهذا ما سيبلغه حسب المعلومات رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بعد افتتاح الجلسة إلى المتحاورين.
وأبلغ عضو تكتل الإصلاح والتغيير نائب جبيل سيمون أبي رميا «اللواء» انه لا يوجد أي قرار تصعيدي أو خطوة في الوقت الراهن من قبل فريقه.
في المقابل، وفيما أكدت مصادر مواكبة في الحوار الوطني ان جلسة الاثنين المقبل، ستتركز على موضوع السلسلة، بصرف النظر عمّا ستؤول إليه الجلسة، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» عن عدم ارتياح مسيحي لخطاب الرئيس برّي.
وتوقفت مرجعيات مسيحية مشيرة إلى ان مرجعيات مسيحية توقفت عند قوله «لا يكفي انتخاب رئيس الجمهورية من دون الاتفاق على قانون الانتخاب الجديد وعلى تشكيلة الحكومة التي ستلي الرئيس».
وقالت هذه المصادر ان هذه المواقف غير دستورية، فالدستور ينص على إتمام الاستحقاق الرئاسي أولاً، ثم تأليف حكومة تتولى هي البحث في قانون الانتخاب وتقديمه للمجلس لإقراره.
وقالت ان ما تمّ في الدوحة لا يجب النظر إليه باعتباره قاعدة، فهو كان استثناء ولا يزال، ولا يجوز تعيين رئيس الحكومة من دون اجراء الاستشارات النيابية الملزمة التي ينص عليها الدستور، وكذلك الحال بالنسبة لانتخاب رئيس.
وأكدت هذه المصادر ان خارطة طريق برّي مرفوضة لأنها تربط البنود بعضها ببعض فإذا تعطل بند يتعطل الباقي وهذا يعيق إيجاد الحلول ويخالف القواعد الأصلية للدستور.
وأكد النائب في «كتلة المستقبل» أحمد فتفت لـ«اللواء» ان «14 آذار» كلها ترفض السلة الواحدة لسببين:
- الأوّل لأنها مخالفة للدستور.
- ثانياً لأنها تدخل البلاد في متاهات وتقلب النظام كلّه.
وفي إطار التحضيرات للجلسة، اجتمع الرئيس ميشال سليمان مع كتلته الوزارية مع وزير الدفاع سمير مقبل وتداول معه فيما يمكن ان يطرح عن جلسة مجلس الوزراء، مؤكداً انه هو المسؤول عن توفير الدعم للخدمة العسكرية لتأمين صمودها، والامانة بيده (في إشارة إلى قرار التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي).
وينتظر ان يعود الرئيس تمام سلام خلال اليومين المقبلين من اجازته الخاصة، وكان عاد أمس النائب وليد جنبلاط ومعه وزير الصحة وائل أبو فاعور من باريس في زيارة استمرت اياماً للمشاركة في جلستي الحوار ومجلس الوزراء.
وتوقع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إنعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل، داعياً إلى نقاشات هادئة.
وأكد المشنوق بعد زيارة إلى دار الفتوى التقى خلالها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي نقل عنه توصيته بالإعتدال، ثم الإعتدال، ثم الإعتدال.
وأكد المشنوق بعد اللقاء أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أن قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي لا يجوز تعيينهما قبل انتخاب رئيس الجمهورية، كاشفاً أنه بعث إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء بملف يطالب فيه بإلغاء الترخيص الممنوح «لحماة الديار»، مطالباً بوضعها على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء.
وفي إطار المشاورات الجارية علمت «اللواء» أن وزير العمل سجعان قزي زار وزير الخارجية جبران باسيل وعقد معه اجتماعاً في حضور الوزير بوصعب.
وخلال الاجتماع أكد الوزير قزي وفقاً لمعلومات «اللواء» أنه ليس طرفاً في «التيار الوطني الحر» وهو متعاطف معه في بعض المواقف وعبّر عنه في زيارة إلى النائب ميشال عون في الرابية، مطالباً بخارطة طريق لمعالجة (الغبن اللاحق بالحالة المسيحية).
وحسب المصادر فإن الوزير باسيل دافع عن المواقف التي أطلقها وعن مقاطعة جلسة مجلس الوزراء، وقال أنه «يدافع عن مبادئ وليس عن وصول عون للرئاسة، وسيواصل رفع الصوت حتى تُستجاب مطالبه»، مشيراً إلى أن «الوضع المسيحي يتعرّض للتهميش وكأن كل البلاد تدور حول العلاقات السنّية - الشيعية بمنأى عن كل الأطراف الأخرى».
تطبيع أميركي
وعلى وقع الأزمة السياسية، وأزمة النفايات التي زكمت أنفي الوزير بو صعب ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في مطمر برج حمود، لاحظ مصدر دبلوماسي لبناني أن المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية يعملان على تطبيع الوضع الراهن سواءً فيما خصّ الشغور الرئاسي أو متطلبات دعم النزوح السوري أو العبء الذي تقوم به القوى العسكرية والأمنية في مكافحة الإرهاب.
ونصح المصدر الدبلوماسي نفسه الرئيس سلام ووزير الخارجية باسيل بالمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، وعدم الغياب عنها نظراً لضرورة إثارة الوضع اللبناني الذي يكاد المجتمع الدولي يتناساه بالكامل.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانن التي تستمر يومين في هذا الإطار وبدأت بلقاء مع الوزير باسيل ثم لقاء مع العماد قهوجي على أن تشمل لقاءاته اليوم بعض رؤساء البلديات فيما وصفه محاولة للتعرّف عن كثب للشعب اللبناني.
وإذ نأى شانن بنفسه عن الأزمة السياسية، معتبراً أن ملء الفراغ يأتي من المؤسسات اللبنانية، كشف عن أن هدف زيارته هو تعزيز الشراكة الأميركية - اللبنانية إلى الحدود القصوى، وأن بلاده قدمت الأسبوع الماضي 20 مليون دولار لمنع التسرّب من المدارس الرسمية.
ولم ينس الدبلوماسي الأميركي في بيان جولاته إبداء امتنانه لكرم الشعب اللبناني وإعجابه بجمال لبنان الطبيعي 

الاخبار :

صيف عام 2014، أعلن الرئيس سعد الحريري أن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز منح لبنان مليار دولار أميركي، سيتم إنفاقها على شراء تجهيزات وأسلحة وذخائر للجيش والقوى الأمنية. وفي غضون أسابيع، بدأت تظهر «أهمية» تلك الهبة.

الجيش اللبناني سيستعمل نحو نصفها، لشراء أسلحة وذخائر. وبما أن المورّد الرئيسي لسلاح الجيش منذ ت<