بري يهدد الشارع مقابل شارع , ويكفي دلع وتعطيل المؤسسات

 

السفير :

على مسافة أيام قليلة من جلسة الحوار الوطني في 5 أيلول، ولمناسبة الذكرى الـ 38 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.. أطلق الرئيس نبيه بري «صلية» من الرسائل السياسية في اتجاهات عدة، وفق بنك أهداف مدروس، بحيث نال كل فريق حصته من «الغمز واللمز».
ولئن كان بعض الكلام بدا «مشفّراً» وقابلاً للتأويل، إلا ان المعنيين به التقطوه وأدركوا مغزاه، على الأرجح. لم يستخدم رئيس المجلس «العنف الأسري» في خطابه. استعمل «القطنة» تارة، و «الفطنة» طوراً ليُلوّح بأوراقه ويُحرج من اتهمهم بـ «الدلع السياسي»، استباقاً لجلسة الحوار وتحضيراً لها.
وأمام حشد غفير من مناصري حركة «أمل» في مدينة صور، أضاء رئيس المجلس على «وجهه الآخر»، معطياً كل من يهمّه الأمر إشارة الى أنه هو أيضاً يتقن لعبة الشارع، كما غيره، ومستعد لخوضها إذا استمرت أبواب المؤسسات التنفيذية والتشريعية مغلقة، وكأنه يرمي الى انتاج معادلة جديدة قوامها: «توازن الشوارع».
هذه المرة، انتقل بري من مرحلة التأكيد النظري لثوابته المعروفة الى طور التلويح بتسييلها الى «نقد»، وعدم الاكتفاء بـ «النقد».
وبرغم التوتر السياسي الذي ساد العلاقة بين بري والعماد ميشال عون، في أعقاب مقاطعة «التيار الوطني الحر» جلسة مجلس الوزراء الأخيرة وإصرار بري على انعقادها، فإن وفداً يمثل التيار حضر مهرجان صور وضم الوزير الياس بوصعب والنائبين عباس هاشم وأمل بوزيد.
وبينما كان يتوقع البعض أن يشنَّ بري هجوماً على الجنرال، خلت كلمته من انتقاد مباشر وصريح لعون بالاسم، وإن يكن قد غمز من قناته أكثر من مرة.
وفي حين تمسك بري بخيار السلّة المتكاملة، معتبراً أن الاتفاق على ما بعد الرئاسة يسهّل انتخاب الرئيس، تفاوتت المقاربة السياسية وتعددت التفسيرات للشق الداخلي من خطابه، تبعاً لتموضع كل طرف ومصالحه.
مقاربة «المستقبل»
كيف تلقّى تيار «المستقبل» كلام بري؟
يؤكد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة لـ «السفير» أنه لم يشعر بأن التيار الأزرق هو المعني بـ «لطشة» رئيس المجلس حول «الدلع السياسي»، مضيفاً: «من كانت تحت إبطه مسلّة، تنعره»، ولحسن الحظ لسنا من هذه الفئة.
ويرفض السنيورة أي اقتراح للتسوية من خارج الدستور، لافتاً الانتباه الى أنه سبق «أن انزلقنا في الدوحة فكانت النتيجة سيئة، ثم جرّبنا اتفاق بعبدا فقالوا لنا «اغلوه وشربو ميتو».. والآن إذا قدمنا تنازلاً إضافياً سيطلبون المزيد، من البيان الوزاري الى الحقائب.. فلماذا نواصل هذا المسار الانزلاقي الذي لا يؤدي سوى الى مزيد من الانحدار في الوضع العام».
ويشدد السنيورة على أن المطلوب حصراً هو الاحتكام الى الدستور والعمل بموجبه من دون أي اختراعات أو تعقيدات، «وهذا يعني أن الأولوية هي لانتخاب رئيس الجمهورية تليه استشارات نيابية لتسمية رئيس الحكومة الذي يجري بدوره مشاوراته لتشكيل حكومته، وهكذا دواليك..».
ويشير السنيورة الى أنه لا يلمس جدّية لدى «حزب الله» أو إيران لانتخاب رئيس الجمهورية قريباً، «وربما لو كنت مكان طهران لفعلت الشيء ذاته، من حيث الاصرار على الامساك بورقة الرئاسة اللبنانية الى حين مقايضتها بمكاسب اقليمية، علماً أن ايران تحتاج قبل ذلك الى أن تفاوض واشنطن، وهذا ليس متيسراً حالياً مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الاميركي».
وبناء عليه، لا يرى السنيورة رئيساً للبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، «من دون ان يعني ذلك ان ولادته مؤكدة بعد الانتخابات». ويتابع: لذلك، افضل شيء نفعله في هذه المرحلة هو العمل بالمثل البيروتي القائل «إلعب بالمقصقص ليجي الطيار»..
ولا يلبث السنيورة ان يستدرك مبتسما «الطيار وليس التيار منعاً للالتباس»، موضحا ان المقصود هو ان نملأ الوقت الضائع بتنشيط الحكومة والمجلس النيابي قدر الامكان، في انتظار ان يأتي الفرج الرئاسي.
«التيار الحر»
وماذا عن تفسير «التيار الحر» لرسائل بري؟
يقول الوزير الياس بوصعب لـ «السفير» إن خطاب الرئيس بري موجّه في اعتقادي الى فريق تيار «المستقبل» الذي لم يتخذ بعد قراراً جريئاً بالمساهمة في حل الأزمة. ويضيف: ليس «التيار الحر» من يتدلع، بل إن ما نطرحه هو في غاية الجدّية، ويتعلق بالجوهر الميثاقي ولا علاقة له بالدلع او الغنج. لقد أصبحنا امام مسألة وجود وشراكة هي اوسع من تعيين هنا او هناك، فإما ان نكون شركاء حقيقيين احتراما لشروط الميثاقية وإما لا نكون مع ما يعنيه ذلك من أزمة وطنية كبرى.
ويعتبر ان «المستقبل» يتحمل المسؤولية عن عرقلة التسوية الداخلية، مشيرا الى ان بري محق في قوله ان الاتفاق على قانون الانتخاب ورئاسة الحكومة وشكلها إنما يسهل عملية انتخاب رئيس الجمهورية التي تصبح في هذه الحال تحصيل حاصل، ولا يهم ما إذا كان هذا التفاهم يسمى سلة او تسوية، مع التأكيد ان التنفيذ يجب ان يبدأ من بند الرئاسة.
وفي حين يشدد بوصعب على اهمية قانون الانتخاب الذي يشكل المدخل الواسع الى الحل المنشود، يكشف عن ان تفاهما تم بين الرابية وعين التينة حول هذا الملف، قائلا: لقد ابلغت الرئيس بري رسميا، باسم العماد عون، موافقة التيار على المشروع المقدم من قبله كما تبلغنا منه انه موافق على التصور الذي قدمناه، أي اننا أصبحنا متفاهمين على قانونين للانتخاب بعد المناقشات التي جرت بيننا، وقد فهمت من الرئيس بري ان «حزب الله» مؤيد لكل من الخيارين، وبالتالي فإن الكرة باتت الآن في ملعب «المستقبل» المعني بأن يتفق مع بري حول القانون، لأن من شأن ذلك تسهيل الكثير من الأمور.
وعن مغزى قول بري إنه قد تتم الاستعانة بقوة الناس إذا استمر تعطيل المؤسسات، يرى بوصعب ان كل فريق يشعر بالغبن يحق له ان يستعين بناسه، وربما ينضم جمهور الرئيس بري الى جمهورنا دفاعا عن الحقوق، إن اقتضى الامر النزول الى الشارع.
وكان بري قد اعتبر في كلمته أن «العبور الى الدولة يستدعي وقف الدلع السياسي والعبث السياسي»، مؤكداً التمسك بالحوار الثنائي والوطني، لأنهما أغلقا أبواب الفتنة.
أضاف: النسبية هي الدواء لدائنا الوطني، بدلا من التقوقع والانغلاق، والرئاسة وحدها لا تكفي اللبنانيين شر الخلاف والاختلاف، والمطلوب سلة متكاملة، فلنوقف العبث السياسي ونلتزم بالدستور ومواجهة القوى التي تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية.
وأشار الى انه «لا بد من التفاهم على قانون الانتخابات وعلى تشكيل حكومة، ما يتيح لنا انتخاب رئيس للجمهورية حتما»، محذّراً من التمادي في لعبة احراق الوقت»، لافتا الانتباه الى ان «الاتفاق بين السعودية وإيران يساعد على تذليل العقبات السياسية في لبنان وسوريا».
ودعا الى وقف تعطيل المؤسسات، «واذا اقتضى الأمر فإننا سنواجه هذا الأمر بقوة الناس، ونؤكد انحيازنا الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، وقلنا إن هذا الأمر أولوية لأن الثقة في الدولة تبقى مهددة من دون رئيس».
عبوة زحلة
على صعيد آخر، تجددت المخاوف الامنية على وقع تفجير عبوة ناسفة كانت موضوعة عند مستديرة زحلة ـ سعدنايل ـ كسارة، بالتزامن مع مرور حافلات كانت تقل مناصرين لحركة «امل» الى صور، ما أدى الى استشهاد مواطنة سورية وجرح 10أشخاص.
.. وقنبلة النفايات
أما قنبلة النفايات المتراكمة في شوارع المتن وكسروان فلم تجد بعد من ينزع صاعقها، خصوصا أن اجتماع لجنة المال والموازنة أمس لم يخرج بحل حاسم وعملي بعدما اختلف المشاركون فيه حول مضمون المرحلة الانتقالية التي تسبق الحل المستدام على اساس اللامركزية، فيما سجلت انتفاضة للنائب آغوب بقرادونيان الذي انسحب من الاجتماع بعد سجال مع النائب غسان مخيبر.

النهار :

شكلت الانتكاسة التي منيت بها الجهود المبذولة لوضع حد سريع لأزمة النفايات المستعادة في المتن وكسروان وبعبدا وبعض بيروت العنوان السلبي الذي طبع جانبا من المشهد الداخلي امس، وتمثّل الأسوأ في هذا المشهد في عودة هاجس التفجيرات من خلال متفجرة كسارة التي يصعب فصل تزامنها عن يوم احياء الذكرى الـ 38 لتغييب الامام موسى الصدر، وان تكن لم تستهدف مباشرة اي موكب لحركة "أمل" كما تردد.
ومع ذلك لم يحجب التفجير دلالات المهرجان الذي اقامته حركة "أمل" في صور في ذكرى تغييب الامام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذي تميز بمشاركة حاشدة وكذلك بالمواقف التي اعلنها رئيس الحركة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي، وان جاء خطابه مطابقاً لتأكيداته التي سبقت المهرجان انه "ليس ولادة مبادرات" لم يخل من مواقف بارزة وخصوصاً في الجوانب المتصلة بالازمة السياسية الداخلية. ويمكن اجمال ابرز العناوين العريضة لهذه الممواقف بدعوة بري الى "وقف تعطيل المؤسسات" اذ اعلن "انني في مواجهة القوى التي تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية أقول اذا اقتضى الامر فاننا سنواجه كل ذلك بقوة الناس ونقول للجميع اتعظوا مما يدور حولنا". واذ رأى ان "النسبية هي الدواء لدائنا الوطني والقاطرة التي تنقلنا الى المواطنية بدلاً من التقوقع"، شدد على ان انجاز الاستحقاق الرئاسي "يحصل في حال التوافق على ما بعد الرئاسة اذ ان الرئاسة وحدها لا تكفي اللبنانيين شر الخلاف والاختلاف". وكرر موقفه من سلة الحل التي دعا الى طاولة الحوار على أساسها، قائلاً: "لا بد من التفاهم على قانون الانتخاب وعلى تشكيل الحكومة مما يتيح لنا انتخاب الرئيس حتماً ومن دون ذلك عبثاً". وفيما حذر من "التمادي في لعبة حرق الوقت وبناء الاوهام في المراهنة على الخارج"، تعهد التمسك بالحوار الثنائي والوطني "لان كليهما أديا الى اغلاق أبواب الفتنة والتوترات السياسية والطائفية والمذهبية".

 

الازمة بلا افق !
في غضون ذلك، تفاقمت المخاوف من بلوغ الجهود لحل أزمة النفايات الطريق المسدود عقب الوقائع الصاخبة التي تكشف عنها اجتماع لجنة المال والموازنة النيابية أمس في حضور رؤساء اتحادات بلديات المناطق المعنية. وأبلغ وزير الزراعة أكرم شهيّب "النهار" بصراحة أن "كارتيل النفط يلعب دوراً سيئاً لتعطيل تنفيذ خطة النفايات"، بينما اعترف رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان لـ"النهار" بأن هناك "خطوة الى الوراء" ظهرت امس في تنفيذ هذه الخطة.
وموقفا الوزير شهيّب والنائب كنعان جاءا بعد فشل الاجتماع الثاني للجنة في العتوصل الى قرار بمعاودة تنفيذ الخطة بما يؤدي الى رفع النفايات من المتن وكسروان، وسط إعتراض من عضو اللجنة رئيس حزب الطاشناق أغوب بقرادونيان على إقتراح قدمه زميله في اللجنة النائب غسان مخيبر بتجزئة العمل بين برج حمود والجديدة الامر الذي إعتبره بقرادونيان محاولة لتحميل برج حمود المسؤولية كاملة خلافا لما ورد في خطة الحكومة، فغادر الاجتماع غاضباً رافضاً أي متابعة لعملية نقل النفايات الى مطمر برج حمود. وعلمت "النهار" ان مواقف اتسمت بعشوائية وارتجال اطلقت في الاجتماع أدت الى ارفضاضه من دون أي ضمان ثابت لامكان استدراك الحل الانتقالي المبدئي الذي تحدث عنه النائب كنعان عقب الاجتماع، ويخشى والحال هذه ان تكون الازمة مفتوحة بلا أي افق زمني محدد.

 

المستقبل :

بنبرة وطنية مسؤولة لا تقبل «الدلع السياسي» وذهنية راجحة ومرجّحة لكفة «العبور إلى الدولة» على حساب كافة الدهاليز السياسية والطائفية والمذهبية الضيقة، خاطب رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانيين أمس بلسان رجل الدولة والمؤسسات داعياً في مهرجان ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه إلى الاتعاظ «مما يدور حولنا» ومحذراً من «التمادي بلعبة إحراق الوقت». وفي سياق التشديد على وجوب وقف التعطيل والإقلاع عن التلاعب بالقرار الوطني والاعتقاد بأنّ كل طرف يملكه أو يملك «الفيتو» عليه، وضع بري نفسه في مواجهة مباشرة مع الانقلابيين على المعايير الدستورية والأعراف السياسية ملوّحاً باللجوء إلى كل مكامن القوة المتاحة دعماً لانتظام العمل المؤسساتي من دون أن يتوانى عن إبداء عزمه على خوض هذه المواجهة «بقوة الناس إذا اقتضى الأمر». 

وتوجّه رئيس المجلس إلى المعطلين لعجلة الدولة بالقول: «أوقفوا هذا العبث السياسي أوقفوا تعطيل المؤسسات ولنلتزم الدستور»، مجدداً انحيازه إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي «لأن الثقة بالدولة مهتزة من دون رئيس»، غير أنه أعاد التذكير بخارطة الطريق التي طرحها «لكي لا يبقى البلد معطلاً ومعلّقاً على حبل الانتظار» والتي تقضي بتفاهم القوى السياسية على «قانون انتخاب وعلى تشكّل الحكومة مما يتيح لنا انتخاب الرئيس حتماً»، معلناً في الوقت عينه «التمسك بالحوار الثنائي والوطني لأنّ كليهما أديا إلى إغلاق أبواب الفتنة والتوترات السياسية والطائفية والمذهبية»، مع الإشارة إلى اتفاق المتحاورين على استكمال تطبيق الطائف وترسيخه كعقد بين اللبنانيين، والتحذير في المقابل من مغبة التمادي في التعطيل وشل البلد منعاً للوصول إلى «حدّ إعلان فشل الدولة والإفلاس السياسي والمالي».

أمنياً، وبينما كانت الوفود الشعبية من جمهور «حركة أمل» تتوافد إلى صور للمشاركة في المهرجان المركزي لتغييب الصدر، دوّى انفجار عبوة ناسفة عند مستدير كسارة في زحلة ما أدى إلى مقتل امرأة من التابعية السورية وإصابة 11 شخصاً بعضهم إصابته حرجة. وفي حين تبيّن بحسب الخبير العسكري الذي كشف على موقع الانفجار أنه ناجم عن عبوة زنة 4 كلغ من مادة «تي أن تي»، أكدت مصادر عسكرية مسؤولة لـ»المستقبل» أنّ التحريات والتحقيقات أثبتت أنّ العبوة كانت تستهدف الباصات التي تقل جمهور «أمل» من البقاع إلى الجنوب للمشاركة في مهرجان صور، مرجحةً أن يكون من يقف وراءها بعض المجموعات الإرهابية المتشددة كـ«داعش» و«النصرة»، ولفتت في هذا السياق إلى أنّ الأجهزة العسكرية والأمنية باشرت تحقيقاتها وتعمل على تعقب خيوط الجريمة توصلاً إلى توقيف مرتكبيها.

النفايات

حياتياً، لا تزال أزمة النفايات المستجدة تراوح مكانها في شوارع المتن وكسروان نتيجة إقفال مطمر برج حمود وعدم توصل اجتماع لجنة المال والموازنة مع القوى السياسية والبلديات المعنية أمس إلى اتفاق ناجز يقضي باستكمال تنفيذ خطة الحكومة وإعادة فتح المطمر. وفيما جدد وزير الزراعة أكرم شهيب التشديد على أنّ الحل الوحيد يكمن في تعزيز خطة الدولة، أعلن رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان أنها لن تعقد اجتماعاً ثالثاً إنما ستكتفي بمتابعة الملف مع المعنيين مع إشارته إلى الاتفاق على «تحسين خطة الحكومة وعلى تشكيل هيئة رقابة تشرف على مرحلة انتقالية مدتها سنة وصولاً إلى اللامركزية»، علماً أنّ النائب هاغوب بقرادونيان أكد لدى انسحابه من الجلسة عدم السماح لتحويل مطمر برج حمود إلى مكب للنفايات وأنّ المطمر لن يعيد فتح أبوابه إلا من خلال الأطر التطبيقية للخطة الحكومية.

 

الديار :

امس في يوم الامام الصدر احتضنت مدينة صور مئات الالوف شاركوا في مهرجان الوفاء للنهج الذي تجسّده حركة امل بقيادة الرئيس نبيه بري.
امتلأت ساحة القسم والشوارع المؤدية الى المدينة من كل النواحي، وتأخر وصول الوفود المشاركة التي شقت طريقها وسط الحشود المنتشرة على طول الساحل لبضعة كيلومترات.
وامام الحشد الرسمي والبحر البشري اطل الرئيس بري ليطلق جملة مواقف ورسائل وطنية تتصل بالساحة الداخلية، وقومية تتعلق بما يجري في المنطقة لا سيما في سوريا.
واذ شدد على العبور الى الدولة، دعا الى«وقف الدلع السياسي واعتقاد كل طرف من دون استثناء انه يملك القرار الوطني او الفيتو على القرار الوطني».
كما دعا الى «وقف العبث السياسي والتزام الدستور ووقف تعطيل المؤسسات»، محذراً، اذا اقتضى الامر، مواجهة كل ذلك بقوة الناس.
وجدد التأكيد على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية، لكنه اضاف ان ذلك «لا يعني اننا يجب ان نجرد الوطن من الادارة والتشريع والقضاء والامن».
واكد على «ان النسبية هي الدواء لدائنا الوطني وهي القاطرة التي تنقلنا الى المواطنية بدلاً من التقوقع والانغلاق».
وقال «ان انجاز الاستحقاق الرئاسي يحصل في حال التوافق على ما بعد الرئاسة اذ ان الرئاسة لا تكفي اللبنانيين شر الخلاف والاختلاف».
واكد انه «لا بد من التفاهم على قانون الانتخابات وعلى تشكيل الحكومة ما يتيح انتخاب رئيس حتما، من دون ذلك عبثاً».
وحذر من «لعبة حرق الوقت وبناء الاوهام في المراهنة على الخارج لحل القضايا الوطنية».
واكد على التمسك بالحوار الثنائي والوطني لان كليهما اديا الى اغلاق ابواب الفتنة. وجدد المطالبة بالاستثمار على الجيش وفتح اكتتاب وطني في المصرف المركزي لصالحه، داعيا لبنان المقيم والمغترب والمصارف الى التبرع لتسليح الجيش وزيادة عدده.
ورداً على التهديدات والمناورات حذر العدو الاسرائيلي قائلاً «لا تجربوا لبنان». وجدد التأكيد على المعادلة الماسية «الجيش والشعب والمقاومة».
كما حذر المطالبين بجمع السلاح واصفاً هذه الدعوات بالهرطقة ودعا الى اقرار سلسلة الرتب والرواتب واقفال كل الكسارات.
وقال «ان سوريا وهي في ذروة الحريق والحرق، تثبت لمن اساء تقدير قوتها وموقعها ان لا حرب ضد الاعداء ولا سلام بين العرب من دونها على الاطلاق»

من ساحة القسم الى الشوارع المؤدية الى المدينة من كل الجهات تحول يوم الوفاء للإمام الصدر الى بحر بشري تلبية لدعوة حركة أمل في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين بعنوان «وحدة شعب.. صمود وطن».
وارتفعت الأعلام اللبنانية وأعلام حركة أمل وصور الإمام الصدر والرئيس نبيه بري في المهرجان وعلى الطرق وفي مختلف المناطق اللبنانية، كما رفعت شاشات عملاقة في أكثر من منطقة لكي يتمكن المواطنون من متابعة كلمة الرئيس بري نظراً للحشود الهائلة التي ضاقت بها المدينة.
استهل المهرجان الذي أقيم في ساحة القسم بآي من الذكر الحكيم، ثم بالنشيدين الوطني اللبناني وحركة أمل.
ثم ألقى عريف المهرجان نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل الشيخ حسن المصري كلمة عن المناسبة.
ـ كلمة بري ـ
قبل أن يبدأ الرئيس بري كلمته بقيت الجماهير تهتف له وللحركة فبادرها بالقول «لو فيني حوّل الإحتفال لصلاة شكر لله ولكم كان أحسن شي». ثم توجه الى الامام الصدر قائلاً: «علمتنا ان نحترم الوطن والمواطن والمواطنية وعاصمتنا وحدودنا السيادية براً وبحراً وجواً،  علمتنا انفسنا وان الانسان ثروة لبنان»، اضاف «لأنه انتبه الى ان الفتنة تتغلغل في الوطن العربي وعلى تماسه ورأى ان التصدي لها يكون بالوحدة والوعي والاسلام الرسالي و الحفاظ على صيغ التعايش.
وأن لبنان دولة سماوية لا دولة دينية، ولا لأقلية ولا لأكثرية.
 لأنه رفض ان تستمر الطرقات تذهب بصوتنا وصداه وتسلمنا للصمت والسكت.
 لأنه استحضرنا من غيابنا و «شالناً من همنا قبل ان يخمد الليل جمرتنا،  ستعاد غيابنا من منافي حرماننا من وطننا وفي وطننا واودعنا كلمة سر لبنان : المقاومة وان حدود الوطن هي حدود الشهداء وحدود المقاومة هي حدود الوحدة الوطنية.
فإننا سنبقى نسرج ضوء العيون لنلمح حضوره في غيابه القسري وحجز حريته واخويه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين».
اضاف: «اننا في هذا اليوم ورغم المزايدات المتمادية والكلام المر والجارح أحياناً وعمليات البيع والشراء على حساب قضية احتجازه واخويه نصرح نحن على رأس حركة امل من موقع المسؤولية الوطنية والتاريخية إننا : 
أولاً: وبالتنسيق مع عائلة الإمام الصدر، نعمل وفق ثوابت أرست ذاتها منذ 31 آب 1978 وهي :
اولاً : ان سماحة الإمام القائد السيد موسى ورفيقيه تعرضوا لأغرب وأبشع عملية اختطاف وإخفاء قسري وحجز حرية عرفها التاريخ، على يد طاغية ليبيا معمر القذافي وأعوانه. وعدا عن أن ذلك المجرم أخلّ بواجب إحترام الضيف فإن هذا الامر يستدعي بذل كل شيء في سبيل تحريرهم خصوصاً  أن الإمام الصدر كان يزور ليبيا ليقنع معمر القذافي بالكف عن عبثه بلبنان وجنوبه ومسيحييه وتسليح الحرب الاهلية ومدها بالذخيرة، ولم يذهب للسياحة ولا لحضور الفاتح أو «الغامق» من سبتمبر.
ثانياً : هذه القضية هي قضية وطنية وعربية واسلامية وعالمية بل هي «قضية العصر»، وانموذج للمظلومية الممتدة منذ 38 عاماً وحتى اليوم.
ثالثاً : لم يثبت لدينا ولا لدى أي جهة، لا في ليبيا بعد الثورة ولا في لبنان، لا رسمياً ولا بشكل غير رسمي، لا علناً ولا سراً، أن حياة أحد الأحبة الثلاثة قد انتهت».
ـ لا ينخدع احد بكلام الفجّار او التجار ـ
وتابع: «أقـول أمام الله وأمامكم ان كل ما أُشيع حول هذه القضية لا يمت الى الحقيقة بصلة، وهو من نسج خيال بعض الأقلام والأصوات المأجورة أو الحاقدة التي تارةً تنسب إلينا معرفتنا بـ « حقيقة ما « وتـارة أخرى تزعم أننا نخفي عن الناس أموراً ما،  وطـوراً يطفو حديث عن اللفلفة والمساومة.
لقـد وقفنا بمواجهة كل التحديات من أجل هذه القضية وقدسيتها وثوابتها لأن الإمام هو الذي حول الحرمان من حالة الى حركة ولأنه جدد الحلم بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه ولأنه اطلق المقاومة ضد العدوانية الاسرائيلية،  ولأنه اعتبر ان الانسان وازدهاره ومشاركته ثروة لبنان.
انني هنا اقول الكلام الفصل إبطالاً لأكاذيب البعض ولكي لا ينخدع أحد بكلام الفُجّار أو التجار.
إننا من هنا من هذا المنطلق لم نسمح بتجارة مفتوحة او بتطبيع  العلاقات مع أي طرف ليبي، قبل تعاون الجميع الثابت معنا في هذه القضية... ونقطة على السطر.
رابعاً: إن لجنة المتابعة الرسمية للقضية تواظب على العمل بكل حرص وجلد وهي تحوز على كامل ثقتنا بقواعد عملها المنهجية والمنطقية.
وانه فـي الفترة الماضية، ونتيجة عدم إستقرار الأوضاع في ليبيا، كان البديل عند اللجنة عقد لقاءات مع الجانب الليبي المعني في دول ثالثة، طبعاً بسرية تامة وبعيداً عن الأضواء والضوضاء.
وقـد نتج من ذلك تبادل للمعلومات والوثائق وإرساء أسس تعاون وثيق ونظامي، لا بل حصل تصويب للعمل على بعض خيوط التحقيق والتفتيش.
خامساً: إن الجانب الليبي على إختلاف مشاربه، سواء على المستوى السياسي العالي أو على المستوى القضائي (مكتب النائب العام) ما زال يضع كل الإحتمالات في التحقيق، ولم يصدر عنه أي أمر أو تصريح أو تلميح يعاكس ثوابتنا.
وهنـا أوكد أن مذكرة التفاهم هي «خريطة الطريق» للعمل في هذه القضية، وقناة الإتصال والتعاون المتمثلة بمكتب النائب العام الليبي ولجنة المتابعة اللبنانية، هي الوسيلة الأنجع والأنفع للقضية.
سادساً: بالنسبة لموضوع هنيبعل القذافي، لا بد من تأكيد ان الموضوع محض قضائي وعدلي.
وانه بعـد أيام على توقيفه وبناء لطلب رسمي من وكلاء عائلة الإمام، إستمع المحقق العدلي اليه بصفة شاهد، فباح بمعلومات وكتم أخرى... مما ادى الى توقيفه.
لقد تـلت ذلك حملة من الإشاعات والأكاذيب والتصريحات إلـى ما هنالك من محاولات غش للرأي العام بهذا الخصوص.
فالمذكور مطلوب في بلاده اصلاً بملف حجمه الف صفحة مرسل من المدعي العام في وزارة العدل الليبية الى المدعي العام التمييزي في لبنان 
واردد ما قلته في العام الماضي في النبطية : لا تجربوني بقضية الامام لا قبل المهرجان ولا بعد المهرجان فموقفنا هو هو، موقفنا واحد هو موقف هذه الحشود الهادرة.
  سابعاً: استناداً الى ذلك فإننا بإسمكم ندعو :
أ : الحكومة اللبنانية، رئيساً ووزراء إيلاء هذه القضية الإهتمام اللازم والأولوية المطلقة وتقديم الدعم المناسب للجنة المتابعة الرسمية.
ب ـ نطلب من الأجهزة الأمنية اللبنانية مع الشكر لبعض الأجهزة وخصوصاً الأمن العام مضاعفة جهودها وإستثمار علاقاتها مع الاجهزة العربية والاجنبية المماثلة لتبادل للمعلومات بشأن قضية احتجاز حرية الإمام ورفيقيه وبما يخدم التحقيق. 
ج ـ نطالب المرجعيات القضائية بحماية القضاة المستقيمين والشجعان والأكفاء الذين يعملون في القضية.
   د ـ نطالب جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة وسائر المنظمات ذات الصلة ببذل جهد حقيقي ملموس في هذه القضية، لأن الإمام الصدر كان يحمل في قلبه لبنان وفلسطين وقضايا العرب واحدة بعد الأخرى والوحدة والعمل العربي المشترك.
أخيراً، نجدد تأكيد حركة امل ان قضية الامام ورفيقيه هي اولى اولياتنا لا يتقـدم عليها شيء لأنها قضية حرية وعدالة وسلام واسلام». 
ـ أؤكد على خارطة الطريق ـ
وفي المجال السياسي وعلى المستوى الوطني اكد بري «ان العبور الى الدولة يستدعي وقف الدلع السياسي واعتقاد كل طرف منّا بدون استثناء انه يملك القرار الوطني او الفيتو على القرار الوطني، اقول لكم بملء الفم بإسم ابناء الامام الصدر لنوقف هذا العبث السياسي ولنلتزم الدستور اوقفوا تعطيل المؤسسات». 
اضاف: «انني بمواجهة القوى التي تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية اقول اذا اقتضى الأمر اننا سنواجه كل ذلك بقوة الناس ونقول للجميع اتعظوا مما يدور حولنا.
اننا منذ اليوم الاول للازمة الراهنة الى اليوم اكدنا انحيازنا الى انجاز الاستحقاق الرئاسي وقلنا ان ذلك سيبقى يحتل الاولوية لنا لأن الثقة بالدولة ستبقى مهتزة دون رئيس،  ولكن هذا لا يعني اننا يجب ان نجرد الوطن من الادارة والتشريع والقضاء والامن،  كما اننا اكدنا على ان ضرورة صياغة قانون جديد للانتخابات امر يتصل بلبنان غداً،  اذ لا يجوز ان نستمر في شد لبنان الى الخلف واخضاعه لقوانين اكل الدهر عليها وشرب ونستمر بوضع العربة امام حصان التقدم الى الامام»، واكد ان  «النسبية هي الدواء لدائنا الوطني، هي الحاملة هي الحافلة، هي القاطرة التي تنقلنا الى المواطنية بدلاً من التقوقع والإنغلاق»، واشار الى «ان انجاز الاستحقاق الرئاسي يحصل في حال التوافق على ما بعد الرئاسة اذ ان الرئاسة وحدها لا تكفي اللبنانيين شر الخلاف والاختلاف»، ولفت الى  «ان الامور وللاسف الشديد لم تجر وفقاً للدستور ولم نتقيد جميعاً به وهو الامر الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه». 
وشدد على «خارطة الطريق التي طرحتها في مهرجان الوفاء للامام الصدر الذي انعقد في 31 آب 2015 في النبطية. للتذكير فقط نحن يومذاك لم نقل لا سلة ولا سل ولا حمل ولا شيء آخر. قلنا أن أخوتنا قادة لبنان يجتمعون على أمور أولها انتخاب رئيس للجمهورية، ثم المجلس النيابي فالحكومة فقانون الإنتخاب ثم اللامركزية الإدارية، والجنسية ودعم الجيش والقوى الأمنية، مع الأيام سارت الأمور بثلاثة بنود على الأقل: موضوع الجيش، موضوع الجنسية وصدر قانونها، موضوع اللامركزية الإدارية عقدت أمس جلسة للجان، وأصبحت في اللجان المشتركة، وبقي موضوع الإتفاق على الحكومة وقانون الإنتخاب».
ـ «لا تجربوا لبنان» ـ
وقال: «اشدد على هذا الأمر والتي شكلت اساس الدعوة لطاولة الحوار الوطني والتي ارى لتسهيل تحقيقها لاهدافها انجاز جملة تفاهمات. في الحوار الأخير حوار الثلاثة أيام على العلم أنه في اليوم الثاني اتفقنا تقريباً، وفي اليوم الثالث وقبل صياح الديك طار اليوم الثاني منها قانون الانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة جديدة ولا يعني ذلك أن نشكل الحكومة الآن ونعمل قانون إنتخابات قبل انتخاب الرئيس. أنا أزعم أنه تسهيلاً للعقبات التي تؤخر انتخاب رئيس جمهورية لا بد من التفاهم على قانون انتخابات وعلى تشكيل الحكومة مما يتيح لنا انتخاب الرئيس حتماً، ومن دون ذلك عبثاً».
اضاف: «سأواصل التمسك بالحوار الثنائي والوطني لأن كليهما اديا الى اغلاق ابواب الفتنة والتوترات السياسية والطائفية والمذهبية، وعدا ذلك فإننا سنصل الى حد اعلان فشل الدولة والافلاس السياسي والمالي». 
وجدد المطالبة بالاستثمار على الجيش،  وعلى افتتاح اكتتاب وطني في المصرف المركزي لصالح  الجيش ودعوة لبنان المقيم والمغترب والمصارف التبرع لتسليح الجيش وزيادة عديده،  اذ لا يمكننا الاستمرار بالتسول واستجداء الدعم للجيش والقوى الأمنية على قارعة العالم واخضاعه وعقيدته القتالية لاي شروط»، واكد «ان التهديد الاول للبنان ينبع من التهديدات الاسرائيلية واستمرار احتلال اجزاء من ارضنا مباشرة او غير مباشرة بواسطة الالغام والقنابل العنقودية،  وعدم استكمال تنفيذ مندرجات القرار الدولي رقم 1701 وتفخيخها وعرقلتها لكل المحاولات لترسيم الحدود البحرية وتحرير المنطقة الاقتصادية الخالصة من الهيمنة،  ومحاولة سرقة اسرائيل لمواردنا البحرية وهو الامر الذي يخدمه التأخير الحكومي في تلزيم استخراج النفط والغاز والثروة البحرية الكامنة التي من شأنها انقاذ لبنان اقتصادياً. ألا ننتبه أنه آن الأوان كي نمد أيدينا لهذا الضريح في بحرنا كي نستخرج هذا الكنز الكبير.
اننا نريد التقدم الى الامام في الملف النفطي والخروج من ضغوط الخطوط والخيوط على تلزيمات التنقيب عن النفط والغاز في البحر والبر بعد اقرار اقتراح القانون لجهة البر». 
وقال: «اننا نتابع عروض القوة الاسرائيلية بعنوان : المناورات على حدودنا ومحاولة شق الطرقات وكذلك الانتهاكات لسيادتنا الوطنية براً وبحراً وجواً. كما اننا نتابع التصريحات والتلميحات والتهديدات المبطنة للبنان ونقول للاسرائيليين ولسلطان قرارهم السياسي والعسكري. ليست عملية مبالغات إنما عملية استذكار من التاريخ، لا تجربوا لبنان، اضاف: لقد فعلتم ذلك في السابق مرات ومرات منذ 1978 حتى 2006 وخرجتم اذلاء من رمال لبنان المتحركة،  الارض التي تستهلك محتليها،  واقول للاسرائيليين على كل مستوياتهم، بعكس مضمون بياناتكم التي ألقيت على لبنان صيف عام 1982 وخلال مراحل حرب تموز 2006. يومذاك ألقوا منشورات يقولون لنا فيها كيف السير الى بيروت وكأننا لا نعرف الطريق الى بيروت ورسموا لنا خرائط كيف نترك الجنوب. أن عليكم أن تقفوا وتفكروا.
لقد اثبتنا نحن كما الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وانتفاضة الضفة بالسكاكين عجز قوتكم وافشلنا اهدافكم في كسر مقاومتنا واحباط اماني الشعب الفلسطيني،  وقد اصبتم في صميم خياراتكم الاستراتيجية او اصبتم في ارواحكم كما وصف الامين العام لحزب الله سماحة الأخ السيد حسن نصرالله ولن تعوض ذلك صفقات الاسلحة». 
واكد تمسك لبنان «بالمعادلة الماسية ( الجيش والشعب والمقاومة) واذ نؤكد اننا لسنا شركاء في المقاومة فحسب بل اننا نحن أسّ المقاومة ونحن السباقون اليها، وان المقاومة هي من ابداعات إمامنا ومؤسسنا الامام السيد موسى الصدر وانها نتيجة لعدوانكم وليست سبباً، ولاحتلالكم وصلفكم وغروركم وهي باقية ما بقي العدوان والاحتلال والتهديد بالعدوان»، وقال: «لمن يطالب بجمع السلاح قبل ذلك، هرطقة نضع السيف في موضع الندى ليس في مصلحة لبنان لا الدفاعية ولا الإقتصادية ولا النفطية ولا أي شيء أن تتخلى عن سلاحنا أمام عدو يتربص بك كل يوم ويجرب بك اختراعاته، وقد سبق على كل حال وأجمعنا على هذا الأمر في حوار العام 2006 في المجلس النيابي وبعد ذلك عند فخامة رئيس الجمهورية في بعبدا أن سلاح المقاومة خاضع للإستراتيجية الدفاعية».
ـ مطالب للحكومة ـ
وطالب الحكومةبـ:
اولاً : بتوليد فرص عمل للشباب ووقف استنزاف مواردنا البشرية ووقف استنزاف وسفر ابنائنا وهم يحملون شهادات عليا وعليها دمغة صنع في لبنان وإمضاء وزير التربية أيضاً.
ثانياً : اننا مطالبون جميعاً وفي الطليعة القوى السياسية الحية المشكلة للحكومة ومجلس النواب بإقرار سلسلة الرواتب والرتب وانصاف الموظفين وسائر القطاعات ووقف الهرب الى الامام من استحقاق هذه المسألة. 
لا أقول هذا الأمر من باب الشعبية لأننا من باب الناحية المالية نحن الآن ندفع 800 مليار ليرة غلاء معيشة من دون أي مردود بينما الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب ترد هذا المردود، والخزينة تربح ولا تخسر سيما وقد تضمنها أيضاً مشروع الموازنة الجديد الذي قدم مؤخراً للحكومة عسى ألّا يكون نصيبه كمصير غيره من عدم الإقرار
ثالثاً : إن الحفاظ على بيئة لبنان هنا المصيبة الكبيرة التي لا تقل خطراً عن خطر الإحتلال تتطلب اتخاذ الاجراءات لمنع التفجيـرات لمصلحة الكسارات خصوصاً تلك التي تطال المحميات، بل يجب إقفال مثل هذه الكسارات من دون أي استثناء.
  كما انه لا يمكن لأي لبناني ان يغض النظر عن جريمة اغتيال نهر الليطاني على امتداده من منبعه الى مصبه على طول مئة وسبعين كيلومترا ولا ان نسكت على تحويل مجاري الانهر من عكار الى نهر ابو علي الى الوزاني الى مختلف انهار لبنان الى مكبات للنفايات، والى امكنة لاخفـاء جرائم تحويل المياه المبتذلة والصرف الصحي الى مجاريها، هل تعلمون أننا اكتشفنا منذ أيام أن هناك مراسيم موقعة من وزراء سابقين وقرارات رسمية سمحت بذلك. سمحت لنفايات هذه البلدة أن تصب في النهر الفلاني، هكذا بالنص الحرفي. وقد طلبنا من القضاء التحرك والتحقيق مع من يلزم وعدم السكوت مهما علا شأنه وكذلك السكوت على تحويل ورمي نفايات و بقايا المؤسسات والمزارع والمعامل او استعمالها للمجاري الصحية للقرى لكي تصب في الانهر، كما انه لا يمكننا السكوت على تعطيش كفر زبد ومجدل عنجر والصويري وكذلك القرى والبلدات  في اعالي المنطقة الحدودية الجنوبية وعلى خط ضخ الوزاني وتعطيل مضخات مياه الشفة الامر الذي يؤدي الى حرمان الناس من الماء وبيعهم اياه بالمزاد العلني (ليصبح مثلنا مثل من يبيع الماء في حارة السقايين)»، ودعا الى «عمل تعاوني بلدي وحكومي من اجل تنظيف مجرى الانهر وازالة النفايات من حرمها وروافدها وازالة العوائق». 
ـ لا حل الا سياسياً في سوريا ـ
اضاف: «إنني أوجه عناية جامعة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي والأمم المتحدة الى  أن لبنان يقع تحت ضغط أزمات المنطقة انطلاقاً من استتباعات القضية الفلسطينية وصولاً الى المسألة السورية الناشئة منذ خمس سنوات، والى انعكاساتهما البشرية الأمر الذي رتب على لبنان استقبال ما يقارب نصف عدد سكانه من النازحين. ومع تقديري للتعاون الأمني القائم مع المخيمات الفلسطينية وتعاضد السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل مع الحكومة اللبنانية لمنع أي نيات للإستثمار على المخيمات لإرباك الأمن الوطني في لبنان والإنتباه الى أن أمن لبنان وأمن المخيمات هو واحد.
وبالنسبة لسوريا الشقيقة لا حل الا سياسياً لهذه المؤامرة الرعناء الإجرامية ضد وحدة سوريا واستعادة استقرارها وبالتالي عودة أهاليها الى ربوعها.
إن أحداً في الدنيا لا يبدي سروره ويزغرد لما هو حاصل في سوريا سوى اسرائيل.

الجمهورية :

في ظل الانهماك، لا بل التلهّي الداخلي بالقشور والسطحيات، والتقلب السياسي على صفيح الازمات والخلافات والنفايات والمناكفات التي لا تنتهي، والترهّل الذي يجتاح الدولة في غالبية مؤسساتها البرلمانية والحكومية واداراتها الرسمية، تسللت يد الارهاب مجدداً لتضرب لبنان في خاصرته البقاعية. وقد جاء ذلك عشية الميلاد السادس والتسعين لدولة لبنان الكبير الذي يصادف اليوم. وكان يفترض ان يحمل هذا الميلاد بهجة العيد، لولا انّ هذه الدولة تمرّ في أسوأ لحظاتها السياسية، وينخرها الشلل المؤسساتي والفراغ الرئاسي، ولعلّ من المفارقات التي يمكن تسجيلها في هذه الذكرى انّ لبنان البلا رئيس، ترأس البرازيل اللبناني الأصل ميشال تامر الرئاسة البرازيلية خلفاً للرئيسة ديلما روسيف التي أقيلت من منصبها أمس، بعدما صوّت أكثر من ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ على هذه الإقالة.

منطقة زحلة، كانت هدفاً للارهاب هذه المرة، والواضح انّ الارهابيين اختاروا هذه المنطقة التي تختصر جغرافيتها كل لبنان بكل طوائفه ومذاهبه، لإشعال النار والاخلال باستقرار البلد بعبوّة ناسفة دَلّت تركيبتها المؤلفة من المسامير والكرات الحديدية على أنها هدفت الى إيقاع أكبر عدد من الضحايا الابرياء.

من هنا، لا تكمن خطورة العبوة فقط بنوعيتها وتركيبتها، بل باستهدافاتها والنوايا الخبيثة التي يبيّتها الارهابيون، والتي تؤكد انّ لبنان ما يزال على منصّة التصويب الارهابي، وبمعزل عن التأويلات والتفسيرات والتحليلات، من هنا وهناك، فإنّ هذه الرسالة الارهابية في هذا التوقيت بالذات تدق جرس إنذار للبنانيين، كل اللبنانيين، وتضعهم جميعاً امام واجب التحصين الداخلي فعلاً لا قولاً، سياسياً وأمنياً، والتوجّه المشترك لبناء الجدران الصلبة وطنياً وعلى مستوى كل الطوائف والمكونات، لصد الارهابيين وإحباط محاولاتهم المتكررة لزرع الفتنة في هذا البلد.

على انّ هذه الرسالة الارهابية في هذه المنطقة بالذات، تفرض إحاطتها بالكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام، هل هي مقدمة لمسلسل ارهابي جديد؟

كيف تمكن الارهابيون من زرع هذه العبوة على طريق رئيسي يعبره الجميع؟ من اين أتى الارهابيون؟ هل من المنطقة او من خارجها؟ وأين صنعت العبوة، بل من اين استقدمت؟ ومن كانت تستهدف بالتهديد، هل حافلة الركاب التي أصيبت، أم انها كانت تستهدف الحافلات التي كانت تنقل بعض المشاركين في احتفال صور في ذكرى تغييب الامام الصدر؟

كلها أسئلة قد يحمل اجوبتها التحقيق العسكري الذي بوشر في العملية الارهابية، الّا انّ التحقيقات الاولية حملت بعض المؤشرات عن احتمال استهداف «حافلات الاحتفال» من خلفية خبيثة هدفها استهداف فئة معينة توخّياً لمفاعيل وردود فِعل أخطر على مستوى البلد بشكل عام.

وأكدت مصادر امنية لـ«الجمهورية» انّ العبوة الناسفة فُجّرت عن بعد، بعد دقائق معدودة من عبور عشرات الحافلات المتوجهة من البقاع الى صور، وفي وقت كان يعبر فيه «فانان» من الجهة الثانية من الطريق حيث انفجرت العبوة، الّا انّ احداً لم يصب فيهما.

ووصفت المصادر العبوة بأنها من أخطر ما تعرّض له لبنان، مشيرة الى انه لو تحقّق هدف الارهابيين لكان البلد قد فتح على تداعيات في منتهى السلبية، ويمكن القول في هذا السياق انّ لبنان قد نجا من كارثة.

ورجّحت المصادر فرضية حدوث خطأ ما في تحديد الباص المستهدف بما أنّ التفجير حصل عن بعد، أي أنّ المفجّر كان يراقب الموقع ولم يوقّت التفجير من قبل، وأنّ استهداف «باص» يقلّ أشخاصاً من جمعية معينة يقومون برحلة الى كسارا هو فرضية غير منطقية، وفي اي حال لننتظر التحقيقات التي يفترض أن تبيّن كل الحقائق والملابسات».

وكشفت المصادر نفسها انّ الجيش يقوم بتجميع المعطيات، مع جوجلة ما أدلى به شهود العيان، بالإضافة الى تجميع ما التقطته الكاميرات المركَّبة في المنطقة المجاورة للمنطقة المستهدفة. وهناك خيوط تمّ تجميعها وتجري محاولة إماطة اللثام عن كل ما يحيط بها.

وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت قرابة الاولى بعد ظهر أمس، عند مستديرة كسارة - زحلة، أدّت إلى مقتل امرأة من التابعية السورية، ووقوع عدد من الإصابات في صفوف المواطنين، الذين تمّ نقلهم الى مستشفيات المنطقة.

وكشف الخبير العسكري على موقع الانفجار، وتبيّن بنتيجة الكشف انّ العبوة تزن اربعة كيلوغرامات من مادة الـ»تي ان تي»، ووُضعت في حوض ورود عند دوار كسارة - زحلة، وبوشر التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص.

عراجي

ووصف النائب عاصم عراجي التفجير بالارهابي، وقد استهدف اشخاصاً آمنين يمرّون بالصدفة على طريق استراتيجي بغية تخويف الناس وزرع البلبلة.

واكّد عراجي لـ«الجمهورية» وجود قلق في منطقة البقاع من عودة مسلسل التفجيرات في المنطقة. واستبعد ان يكون التفجير استهدف موكباً لحركة «امل» كان يتجه الى الجنوب واعتبر انه استهداف لناس مدنيين. وامل في ان تكشف كاميرات المراقبة المنفّذين، متخوّفاً من ان يكون ما جرى هو نوع من الفتنة في البلد واستهداف للاستقرار فيه.

وفي السياق ذاته، وزّعت السفارة البريطانية تصريحاً للقائم بالأعمال البريطاني في لبنان بنجامين واستنيج تقدّم فيه بالتعزية بضحايا التفجير وتمنّى الشفاء العاجل والتام للجرحى. مُديناً «هذا العمل الإرهابي الذي استهدف عشوائياً أناساً أبرياء، وأيّاً كانت نوايا المهاجمين، يكون الرد الأفضل على أعمال كهذه، إظهار القوة في الوحدة. وانّ المملكة المتحدة تبقى مص&