ظهرت على مسامع اللبنانيين حركة حماة الديار واتخذت هذه الحركة لنفسها أهدافها تدعي من خلالها مؤازرة الجيش اللبناني ومشاركته الحرب ضد الإرهابيين في سابقة هي الأولى ربما في تاريخ لبنان .
انتشرت هذه الحركة على معظم الأراضي اللبنانية كمؤشر على تأسيس ميليشيا جديدة تضاف إلى سجل الميليشيات والأحزاب اللبنانية، وبدأت مع انطلاقتها جملة انتقادات حول الحاجة إليها والغاية منها خصوصا وأن الجيش اللبناني يستطيع وحده حماية الديار والدفاع عن حدود لبنان والوقوف بوجه الإعتداءات الإرهابية، وهو خاض ولا يزال معارك مشرفة في الدفاع عن لبنان في ساحات عديدة في الشمال والبقاع والجنوب .
يستطيع الجيش وحده واستطاع سابقا مواجهة الإعتداءات الإرهابية وغيرها، وهو لايزال المؤسسة الوحيدة الضامنة للإستقرار السياسي والعسكري في البلاد، وهو أيضا المؤسسة الوحيدة التي لم يطالها التعطيل والفراغ، وهو المؤسسة التي ما زالت تسهر وتعمل على حماية لبنان والشعب والدولة بأبهى الصور وأرقى الأعمال .
لذا فإن إضافة تشكيل جديد تحت ذريعة مساعدة الجيش اللبناني هو انتقاص من هيبة الجيش بالدرجة الأولى، وهو أيضا نذير مشادات جديدة على الساحة اللبنانية لما قد يخلقه أي تشكيل سياسي أو عسكري جديدة على الساحة اللبنانية من مشادات و نقاشات وسجالات نحن بالغنى عنها من جهة ،وقد لا تتحمل البلاد التبعات السياسية لأي فصيل سياسي أو عسكري جديد من جهة ثانية، سيما بعد أن أُخذ على هذه الحركة صبغتها الطائفية وعمد البعض الى تسميتها بالحشد الشعبي اللبناني كتسمية طائفية على غرار الحشد الشعبي العراقي .
إن دخول حركة من هذا النوع إلى تشكيلات الجيش اللبناني ربما تؤدي إلى خلل في وطائف الجيش وربما تؤثر أيضا على وحدته واستقراره لذا فإن اللجوء الى مثل هذه الخيارات لمؤازرة الجيش ومساعدته من شأنها أن تضر أكثر من أن تفيد وبالتالي تقع البلاد ومن ورائها الجيش في المحظور السياسي والعسكري .