1- ثمة حاجة ماسة إلى تشكيل حركة سياسية جديدة (كتلة تاريخية) تكون وريثة ومكملة لممارسات وتجارب ديموقراطية ووطنية، نقدية وثورية، ميزّت قطاعات من المناضلين والديموقراطيين الذين خرجوا على النمطية الحزبية والقوالب الأيديولوجية المعلبة وأطلقوا مبادرات مدنية متعددة، وقد جمعت بينهم على امتداد السنوات الماضية (2000-2016) أطر وأشكال تنظيم وتعبير مدنية وديموقراطية تستحق التنويه.
2- من مهمات الحركة الجديدة البدء بتقديم قراءة فكرية- سياسية جديدة ومراجعة نقدية جدية للصيغة اللبنانية بنجاحاتها وإخفاقاتها، بكل ما لها وما عليها ، والأهم من ذلك كله بالآفاق المفتوحة على اّمال وتطلعات شبابية كانت وما تزال هي العصب النابض لكل حراك " مدني ديموقراطي" حقيقي خصوصًا في زمن تحولات الربيع العربي. 
3- في العقدين الماضيين جرت مراجعات نقدية فكرية شفافة وجريئة وخيضت تجارب وممارسات وتشكلت تجمعات ومنتديات مدنية كثيرة في كل مناطق لبنان حاولت تقديم نموذج علماني مدني ديموقراطي تنوعت وسائل التعبير عنه وتعددت أطره ولكنها تلتقي في الدعوة إلى دولة مدنية وإلى تجميع قوى الحراك المدني... 
4- في صيف 2015 شاركنا جميعًا كل من موقعه وبإمكاناته في تجربة الحراك المدني بكل أشكاله وتطوراته كما شاركنا جميعًا في تجربة الانتخابات البلدية في نيسان 2016 . ولقد صار من الضروري استخلاص دروس هذه التجارب ودراسة تمظهراتها ومبادرات الاعتراض المدني فيها وآفاقها.
5- لقد شكّلت تلك الروافد حالة فريدة خلال السنوات الماضية، إذ هي تميزّت بالاندفاع الثوري الصلب والشجاع والثابت في مواجهة حملات استعادة الحرب الاهلية وسواطيرها ، كما في مواجهة العجز العربي المستديم وحالات الهذيان المافوق إسلامي والمافوق قومي والمافوق يساري، وكل مظاهر الخلل والاختلال والفساد والإفساد ، ناهيك عن ديماغوجيا الاستبداد الجديد!! ولم يكن كل ذلك بالأمر الهيّن أو البسيط ولا كان من تحصيل الحاصل، بل هو استلزم وعيًا ونضجًا والتزامًا وتضامنًا، واستوجب أولًا رؤية وحلمًا ...الأمر الذي يجعلنا نقول إن الظروف الموضوعية والذاتية ملائمة لولادة كتلة تاريخية جديدة ، وتتطلب منا مواكبة هذا التيار واحتضانه وتطوير أدواته النظرية وأطره التنظيمية بحيث يلامس نبض ومشاعر الناس، ويحتضن مبادرات كل الحراك الشبابي والمدني والديموقراطي المرشح للتوسع والنضج في مقبل الأيام...