لكي نفهم بعض الحقيقة عن اختفاء السيد موسى
 الصدر في ليبيا نستعيد هنا ما قاله النائب السابق في البرلمان الإيراني والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية جلال الدين الفارسي، "إن موسى الصدر كان يستحق الإعدام  لأنه طالب بالوحدة مع المسيحيين وكان يتردد على الكنائس ودعا الآباء المسيحيين إلى الصلاة في المساجد ولهذه الأسباب كان يستحق الإعدام ولكننا رأينا أن الرجل لا قيمة له أو لقتله، ثم قتله القذافي". ثم عبّر الفارسي عن تقديره لمعمر القذافي الذي اعتبره رجلا عظيما وداعما للحركات التحررية والمناهضة للاستعمار مضيفا بأن العلاقة الودية التي كانت تربطه (أي جلال الفارسي) بالقذافي مدعاة للشرف والاعتزاز. 
ويبرّر جلال الدين الفارسي قتل السيد موسى الصدر بأن الأخير كان يتهم القذافي بأنه رجل بلا دين وكل من كان في موقع القذافي كان يتعامل مع الصدر بنفس الطريقة.
جاء هذا الكلام في مقابلة مع وكالة أنباء "فارس" الأربعاء 7 فبراير/شباط 2018. 
وجلال الفارسي هذا سياسي محافظ وأصولي يعيش حاليا في طهران وكان من المقربين للإمام الخميني قبل الثورة الإيرانية ومن الحلقة القريبة من السيد علي خامنئي وقضى سنوات في سجون الشاه قبل الهروب الى بيروت في عام ١٩٧٥ واالارتباط بمنظمة التحرير الفلسطينية حيث أصبح فيما بعد إحدى حلقات الوصل بين الخميني وياسر عرفات. وبعد انتصار الثورة الإيرانية في العام 1979 أصبح فارسي من رموز النظام ورشحه الحزب الجمهوري الإسلامي للرئاسة إلا أن الكشف عن جذوره الأفغانية حال دون ترشيحه، ثم أصبح نائبا لمدينة طهران في البرلمان لولايتين وكان عضوا لمجلس الثورة الثقافية التي تشكلت عقيب انتصار الثورة واستهدفت أسلمة وثورنة الجامعات الإيرانية.
 تصريحات جلال الدين الفارسي جاءت مفاجئة جدا ومثيرة للتساؤلات حيث إنها تتجه نحو التأكيد على مقتل الإمام الصدر وهوية القاتل ثم الدفاع عن القاتل وتبرير الجريمة التي ارتكبها عبر تكفير الإمام الصدر.
ومنذ عقود يرى الكثيرون في إيران بأن فارسي هو جزء من الصندوق الأسود في قضية إختطاف الإمام الصدر. وكان نقل عن عبد السلام جلود رئيس وزراء القذافي قوله: "إسألوا جلال الدين فارسي اذا أنتم تبحثون عن مصير الصدر. "
لم يكن أحد يجرؤ ان يتهم  فارسي بالارتباط مع القذافي بقضية الإمام الصدر إلا أنه هو كشف القناع عن وجهه أخيرا عبر التعبير عن موقفه تجاه الإمام الصدر وتأكيده على أن القذافي أدى واجبه الشرعي بقتل الإمام.

أثارت هذه التصريحات إمتعاضًا واسعًا في الأوساط الثقافية والإعلامية والسياسية في إيران، ، ويبدو أن تصريحات جلال الدين الفارسي هي الأهم منذ اختطاف الصدر في العام 1978 وكان المتوقع أن تتحول إلى محور لجدال عميق في إيران ولبنان من شأنه أن يكشف عن رؤس الخيوط فيما تتعلق بقضية الإمام الصدر ،  وهي أعادت كشف  الإصطفافات والمجابهات التي جرت في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين بين جماعة الصدر وبينهم إيرانيون من أمثال مصطفى شمران ومهدي بازركان وأبو الحسن بني صدر وإبراهيم يزدي وصادق قطب زاده ومحمد خاتمي وبين  الإيرانيين الهاربين من سجون الشاه من أمثال جلال الفارسي ومحمد منتظري ومحسن رفيق دوست ومحسن رضائي ومحمد صالح الحسيني ممن كان لديهم علاقة وثيقة بأجنحة معينة من منظمة التحرير الفلسطينية وبالنظام الليبي.