اعترف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي أدى زيارة غير معلنة لطهران، أن تعاظم أنشطة الأكراد محور رئيسي في التنسيق التركي الإيراني، وهو ما يفسر تتالي الزيارات بين المسؤولين وتقارب المواقف تجاه الملف السوري.
وقال جاويش أوغلو الجمعة عن الزيارة التي أجراها إلى طهران “تناولنا هناك قضايا إقليمية مثل سوريا والعراق واليمن، ومنظمات إرهابية مثل بي كا كا، وبيجاك الذراع الإيرانية لبي كا كا”.

وهذه الزيارة غير المعلنة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة في 12 أغسطس حيث اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن زيارة محتملة له إلى طهران في الأيام المقبلة.

ويبدو واضحا أن التنسيق المشترك لتطويق أنشطة الأكراد قد خرج من السرية إلى العلن في ظل تحول الأكراد إلى ورقة إقليمية لمواجهة داعش والتأثير في التوازنات السياسية والأمنية بالعراق وسوريا مدعومين بشكل علني من الولايات المتحدة.


سوران خدري: القضية الكردية تلعب دورا مهما في العلاقات الإيرانية التركية
ولم يستبعد مراقبون أن يجد البلدان نفسيهما مجبرين على تجاوز الخلاف بشأن الملف السوري ومصير الرئيس بشار الأسد لإنجاح التنسيق الأمني والسياسي ضد الأكراد. وهناك مؤشرات على تراجع في الموقف التركي من الأسد ومن المعارضة المسلحة المناهضة له.

وقال الباحث في الشأن الإيراني والناشط السياسي الكردي سوران خدري “تاريخيا الإيرانيون والأتراك يوفرون مساعدات سياسية وعسكرية إلى بعضهم البعض إذا كانت القضية تتعلق بمصادرة حقوق الشعب الكردي في كلا البلدين. علينا ألا ننسى بأنه قبل اتفاقية سايكس- بيكو، تم تقسيم كردستان من قبل الأتراك والإيرانيين”.

وأضاف خدري في تصريح لـ”العرب” أن “القضية الكردية مازالت تلعب دورا مهما في العلاقات الإيرانية التركية. رغم كل الخلافات السياسية والعقائدية بين الدولتين إلا أن كليهما يعتبر الشأن الكردي تهديدا لمصالحه في المنطقة”.

وتشعر أنقرة بالقلق من مكاسب الأكراد في شمال سوريا، بينما تسيطر قواتهم، المدعومة بضربات جوية أميركية، على مناطق كانت بحوزة تنظيم داعش. وتشاطر طهران أنقرة قلقها في الشأن الكردي بعد أن بدأت الجماعات الكردية بممارسة نشاطها العسكري في كردستان إيران.

صحيفة العرب