لبنان  المنتصر المهزوم  , وبري : لن نقبل بالفراغ في قيادة الجيش , والتعيينات سلة كاملة

 

السفير :

غداً، الأحد الواقع فيه الرابع عشر من آب 2016، يوم عيد: انه عيد النصر الثاني الذي أحرزته المقاومة، بمجاهديها وصمود أهلها في لبنان جميعاً، بالكفاءة والعلم والخبرات المستفادة من مواجهة المحتل الإسرائيلي على امتداد ربع قرن إلا قليلاً... بل على امتداد أربعة أجيال إلا قليلاً.
لمدة ثلاثة وثلاثين يوماً، واجهت المقاومة ـ ومعها شعب لبنان، وجيشه حيثما كان متواجداً ـ «العدو»، مرة أخرى، وفي الميدان الذي اتسع بمساحة هذا الوطن الصغير بأرضه...، وهزمته، برغم تفوقه الكاسح بأسلحته في البر والبحر والجو، كافة، وانتصرت.. مرة أخرى.
صمد شعب لبنان فحمى ظهر مقاومته. هجَّر القصف الإسرائيلي أكثر من مليون مواطن، فيهم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، من مدن الجنوب وقراه، ومن الضاحية النوارة، ومن بعض الجبل والبقاع، فاستقبلهم أهلهم في سائر المناطق، كما استقبلتهم سوريا بعاصمتها دمشق وسائر المدن والبلدات وصولاً إلى حمص ومدن الساحل السوري، طرطوس وبانياس واللاذقية.
وهو نصر عربي.. أما «عرب الصلح مع العدو بشروطه» فقد لبثوا ينتظرون سقوط المقاومة ومعها شعبها، فلم تسقط، وانتصار العدو فلم ينتصر، مراهنين ـ بعد التفوق العسكري الهائل لإسرائيل ـ على تدخل أميركي يعفيهم من الحرج، فلما تدخلت واشنطن بالضغط على «الدولة» عبر حكومتها، جاء الوزراء العرب للتثبت من حقيقة ما يرون على الشاشات، وما يسمعون عبر الإذاعات.. ولقد غمرهم الخجل، فلم يصدروا بيانهم الملتبس من بيروت بل اصدروه من القاهرة في ليل وعادوا إلى عواصمهم محبطين.
لم يكن حكام العرب، المذهبون منهم والفقراء، يريدون الاعتراف للمقاومة بنصرها، ولشعب لبنان بتأكيد وحدته وصموده خلفها.. بل انهم لم يلبثوا ان انكروها وتنكروا لها واتهموا الشهداء، قبل الأحياء، في وطنيتهم.. وفي وقت لاحق انزلوا صور «السيد» قائد مسيرة النصر العربية أيضاً، بالمقاومة، ومنعا للعدوى! صار «السيد» شبحا يقض مضاجعهم... وهكذا لم يتأخروا إلا قليلاً حتى باشروا توجيه سهامهم المسمومة إلى المقاومة جميعاً، قيادة ومجاهدين،.. ثم توسعوا في مكافحة جمهور المقاومة عبر الحرب على أرزاقهم... وها هم اليوم يعاقبون لبنان جميعاً، بأبنائه الذين يعملون في بناء دولهم، كما في مقاطعة هذا الوطن الصغير ومنع رعاياهم من القدوم إليه... ولو للاصطياف. فضلاً عن الاستثمار فيه.
&&&
يوم الهزيمة دهر، ويوم النصر عمر مديد، بل هو فاتحة عصر جديد لمن ينجزه بالنار والمواجهة الباسلة والصمود العظيم حتى إلحاق الهزيمة بالعدو.
..وها ان الجنوب لم يعد بعيدا. لم يعد يقيم في قلب الخوف. لم يعد ضحية النسيان والإهمال. لم تعد قراه تهرب بمنازلها من التلال المكشوفة فتتجمع في الوهاد وكأنها تختبئ عن عيون العدو، عن مراصده و «عيونه».. عن صواريخ طائراته، عن مدافع دباباته، وعن رشاشات جنوده. ان معظم البناء الجديد في جبل عامل وجواره القريب، يشمخ الآن بالبيوت الأنيقة حتى لتكاد تكون قصورا فوق التلال المطهرة. لم تعد البيوت متروكة كما بناها الأجداد لأن هدمها بالصواريخ الإسرائيلية احتمال مفتوح على الدوام. لقد تبدلت الأحوال فتبدلت الأدوار. الإسرائيليون هم الذين يسكنون في قلب الخوف. كلما ذكرت اسم قرية جنوبية أو سهل كسهل الخيام أو تلة أو واد كوادي الحجير، استعادوا ذكرياتهم السوداء ومعها الخوف من الغد: هنا احترقت الدبابات وارتفع صراخ الجنود المعولين خوفاً، يستعجلون اجلاءهم من هذا الجحيم الذي أكد لهم قادتهم انهم سيعبرونه وهم يترنمون بأناشيد الفخر، فيقتلون من شاؤوا ثم يمسكون بالإرهابيين من اعناقهم ويعودون بهم أسرى.
لقد عاد العدو لينتقم لهزيمته الأولى بالانسحاب قبل انبلاج الفجر، قبل ستة عشر عاماً، وبالتحديد يوم 25 أيار 2000... ففوجئ بأن «عدوه» يعرفه الآن تماماً، يعرف أسلحته جميعا من الطائرة إلى الدبابة إلى الصاروخ وصولاً إلى البندقية.. بل وإلى البارجة بحراً. وفوجئ مرة أخرى بأن أهل الأرض يعرفونها وتعرفهم، وهي تحميهم وتكشف لهم عدوهم، وتساندهم بحجارتها ووديانها وأشجارها، بمغاورها وتلالها والمكامن.
لقد انتصر لبنان بمقاومته. انتصر بدماء المجاهدين والأهل جميعاً. الدم هو الأرض، يهديك ويضل عدوك. ولقد عاد الذين كانوا في البعيد. لقد استدعت الأرض أهلها فملأوها عمرانا وزيتونا وياسمينا. لقد انتصر العمران وانتهى زمن الخراب والخوف.
في عيد النصر تحية لمن صنعه بجهاده أو بدمه، بنزوحه ثم بعودته إلى بيت أعيد بناؤه من جديد.. ولقد عادت الأرض إلى أهلها وعادوا إليها ليبقوا فيها وبها ولها. وكل عام وأنتم بخير.

النهار :

لعلها المفارقة الاكثر بلاغة في التعبير عن الخواء السياسي الذي يظلل البلاد ان يغدو الحدث الداخلي خبر تخلية أحد ممن كانوا يوصفون بـ"قادة المحاور" في طرابلس وفي موازاته اخبار الجرائم الفردية التي تتفشى في لبنان على نحو غير مسبوق . وهكذا عاشت عاصمة الشمال أمس يوماً حماسياً في استقبال المفرج عنه من سجن رومية زياد علوكي بعد انقضاء مدة محكوميته فنظم له "انصاره " في باب التبانة استقبالاً حاشداً ذهب معه بعضهم الى التلميح الى دلالات سياسية وراء هذا الاستقبال.
أما على الصعيد السياسي، فلا يبدو التصحر الذي أصاب المشهد الداخلي مقبلاً على نهاية قريبة في ظل الاجازة الطويلة التي اقتطعتها القوى السياسية لنفسها أقله حتى موعد الجولة الحوارية المقبلة في الخامس من أيلول، علماً ان ما تبقى من هذه الاجازة لا يبشر بأي ملامح انفراج في الجولة المقبلة ما دامت المعطيات التي أدت الى اخفاق الايام الثلاثة من الجولة الاخيرة لا تتبدل ولا تبدو قابلة لاي اختراق سواء في مسألة " السلة " الثلاثية الاضلع للتسوية التي يطرحها راعي الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أو في كل من ملفي الازمة الرئاسية وقانون الانتخاب على حدة.
في أي حال، ستتجه الأنظار اليوم الى مهرجان بنت جبيل الذي ينظمه "حزب الله" في الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز 2006 والذي سيلقي فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله خطاباً يتوقع ان يتناول في الدرجة الاولى هذه الذكرى ومن خلالها الصراع مع اسرائيل ثم التطورات الحاصلة في الحرب السورية ولاسيما منها التطورات الميدانية الاخيرة في حلب، كما يرجح ان يطل الخطاب على آفاق الواقع الداخلي.
وفي غضون ذلك علمت "النهار" من مصادر وزارية ان زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لبيروت الثلثاء المقبل تدخل في إطار تأكيد القاهرة حضور مصر على الساحة العربية وخصوصاً في لبنان في ظل الانكفاء السعودي المستمر منذ أشهر. وقالت المصادر وان الافكار التي سيحملها الوزير المصري لا تختلف عن تلك التي حملها مسؤولون دوليون آخرون ولا سيما منهم وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت والتي تشدد على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وعدم إنتظار تطورات خارجية لإتمام هذه الخطوة.ويسعى شكري بعد لقاء المسؤولين الرسميين الى لقاء أكبر عدد ممكن من الشخصيات السياسية في الاستقبال الذي يقيمه السفير المصري محمد بدر الدين زايد الذي تنتهي مدة خدمته في لبنان آخر الشهر.

 

التعيينات والتمديد
الى ذلك، علمت "النهار" ان التعيينات العسكرية أو التمديد لقيادات عسكرية ستمرّ بالتقسيط أسبوعا بعد أسبوع قبل منتصف ايلول على الارجح فتكون الدفعة الاولى خلال آب الجاري بتعيين الرئيس الجديد لأركان الجيش وبعدها الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى، على ان يبت في الدفعة الاخيرة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي والذي تشير مجمل المعطيات الى تعذر تعيين قائد جديد مكانه نظراً الى استمرار الازمة الرئاسية وعدم ممانعة معظم القوى في التمديد له سنة اضافية اخيرة، في ما عدا الفريق العوني الذي يعترض وزراؤه على التمديد.
وبرز في هذا السياق موقف للرئيس بري اذ قال رداً على سؤال عن احتمال حصول التمديد الثالث للعماد قهوجي: "أرفض حصول شغور في قيادة الجيش وليس مسموحا تحت أي عنوان ولو مقدار اصبع اليد وبتعبير أوضح ولو لدقيقة واحدة" مضيفا ان "الجيش يبقى همي الاول".

 

الثنائي وقانون الانتخاب
وفي انتظار الجولة المقبلة من الحوار، علمت "النهار" ان ثنائي "تفاهم معراب" "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية " ينشط في ترسيخ التقارب بين طرفيه سعياً الى اختراق في الازمة السياسية بالتركيز خصوصاً على توحيد مقاربتهما لقانون الانتخاب. وتقول مصادر معنية بالاتصالات والاجتماعات الجارية بين فريقي الثنائي المسيحي ان الاتفاق بينهما بات أكثر نضجاً على أكثر من مستوى وان هذا الملف يرتبط أيضاً باطراف آخرين الامر الذي يفتح مجالاً لايجاد أكثر من سيناريو ضمن الصيغ المطروحة لقانون الانتخاب لتشكيل جسر تواصل واتفاق بين اطراف الازمة. وهذا الملف كان محور اجتماع عقد أمس في الرابية وضم رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وامين سر التكتل النائب ابرهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي موفداً من رئيس حزب "القوات" سمير جعجع. وتشير المعلومات المتوافرة الى ان ثمة حرصاً من طرفي الثنائي المسيحي على ضرورة اشراك بقية المكونات المسيحية في البحث الانتخابي الجاري بينهما وقد حصلت لقاءات في هذا السياق بعيداً من الاعلام من أبرزها لقاء بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والرياشي كما بين الجميل وكنعان وستتكثف الاسبوع المقبل الاتصالات بين الثنائي ومراجع مسيحية في مقدمها بكركي.

 

المستقبل :

تتوالى خسائر نظام بشار الأسد في حلب على الرغم من المشاركة المباشرة لـ»حزب الله» والميليشيات العراقية والأفغانية التي تمولها إيران، وبغطاء جوي روسي وغارات متواصلة غطت أمس مختلف مناطق سوريا. فقد تمكن ثوار الجيش السوري الحر أمس من قطع آخر طرق إمداد قوات الأسد في حلب. وفيما كانت موسكو تعترف بمقتل جندي في سوريا، كان تنظيم «داعش» ينسحب من مدينة منبج في محافظة حلب مع تقدم «قوات سوريا الديمقراطية»، خاطفاً أكثر من ألفي مدني لتغطية انسحاب مقاتليه.

اذاً، قطع الثوار طريق خناصر جنوب حلب وهو طريق إمداد النظام الوحيد إلى المدينة، عقب سيطرتهم ليل الخميس ـ الجمعة على مواقع قوات النظام في محمية الغزلان بالقرب من طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، وباتوا في مواقع مشرفة على الطريق من حيث يمكن شلّ حركة قوات النظام.

وأفاد بيان مصور نشره «جيش النصر«، أحد تشكيلات الجيش السوري الحر على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أنه بالتعاون مع بعض الفصائل المعارضة، قطعوا إمداد النظام في حلب من طريق خناصر، وذلك عقب سيطرتهم على محمية الغزلان، والاستيلاء على بعض الأسلحة والذخائر، وقتل عدد من عناصر قوات النظام.

وقال مدير المكتب الإعلامي في جيش النصر محمد رشيد، إن «جيش النصر« وبالاشتراك مع «حركة بيان«، وبعد أن طردوا قوات النظام من محمية الغزلان بشكل كامل، بعد ساعة على بدء معركة أطلقوا عليها اسم «غزوة حمراء الأسد«، قطعوا طريق خناصر نارياً، وهو الطريق الوحيد لإمداد النظام في حلب، والذي يربط مدينتي حماة وحلب مروراً بالسلمية فإثريا ثم خناصر والسفيرة، مؤكداً استمرار الثوار في سيطرتهم على محمية الغزلان ورباطهم على النقاط الجديدة التي سيطروا عليها.

كما دمر «جيش النصر« صباح أمس تركساً لقوات النظام على جبهة قريتي الزغبة والطليسية في ريف حماة الشرقي، إثر استهدافه بصاروخ «فاغوت«.

وفي رد على سلسلة الإنجازات للثوار السوريين، تناوبت أمس أكثر من 15 طائرة حربية روسية على قصف مدن وبلدات محافظة حلب، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى، في الوقت الذي تمكن فيه الثوار من إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الأسد والميليشيات الطائفية.

وقال ناشطون إن 6 أشخاص مدنيين سقطوا شهداء بعد أن استهدفت الطائرات الروسية سوقاً للخضار قرب بلدة عويجل في الريف الغربي، في حين سقط 3 شهداء في مدينة دارة عزة إثر غارات جوية مماثلة.

وفي مدينة حيان تسببت غارات روسية بسقوط 12 شهيداً، هم 9 أطفال و3 نساء.

وفي شمال حلب دمرت الطائرات الروسية مشفى الأطفال ومشفى النسائية في بلدة كفرحمرة، ما أدى لاستشهاد ممرض ومسعف، إضافة لإصابة عديد من الكادر الطبي والمرضى بجروح متفاوتة.

أما في مدينة حلب فقد أغار الطيران الروسي ونظام الأسد على أحياء الراشدين وجب القبة والصاخور وباب النصر وباب النيرب وقاضي عسكر والألمجي والسكري ومساكن هنانو مشروع 1070 شقة، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.

وعلى صعيد الاشتباكات، حاولت مجموعة تابعة لقوات الأسد التقدم الى كتلة البلدية في الراموسة، حيث سقطت في كمين محكم نفذه الثوار أدى لسقوطهم بين قتيل وجريح.

واستهدف الثوار معاقل الأسد والميليشيات الطائفية في معمل الإسمنت جنوب حلب بقذائف الهاون، وتمكنوا من تدمير عربة «ب ام ب« ومدفع 23. كما تمكن الثوار من تدمير دبابة «ت 72« بمن فيها على جبهة حي الشيخ سعيد بمدينة حلب، وقاعدة إطلاق صواريخ كونكورس في قرية الحويز بالريف الجنوبي.

وفي مدينة إدلب شن الطيران الروسي صباح أمس غارات جوية عدة طالت معرة النعسان، ما أدى لسقوط شهيد وعدة جرحى، كما استهدفت الطائرات الحربية مدينة خان شيخون بغارات جوية عدة استهدفت منازل المدنيين وأسفرت عن 4 شهداء وعدد من الجرحى، إضافة لدمار كبير في البنى السكنية، وعملت فرق الدفاع المدني على نقل المصابين والشهداء للمشافي الطبية.

وإلى حمص حيث كثف الطيران الحربي أمس من غاراته على المدينة مستهدفاً مدن تلبيسة والرستن وقرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي ما أدى لسقوط شهداء وجرحى.

وشنت قوات الأسد والميليشيات الطائفية الداعمة لها، أمس، هجوماً عنيفاً على مدينة داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق، في محاولة جديدة لاقتحامها، ودارت معارك بين الثوار وقوات الأسد المدعومة بالميليشيات على الجبهة الجنوبية للمدينة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر الأخيرة.

واندلعت مواجهات مماثلة على جبهة حوش نصري في الغوطة الشرقية، تمكن الثوار خلالها من تدمير دبابة «تي 72« لقوات الأسد.

وشن الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارات جوية عدة على مدينتي دوما وعربين وبلدتي النشابية والشيفونية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، معظمهم من الأطفال.

وفي منبج، سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على كامل مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وذلك عقب انسحاب عناصر تنظيم «داعش« منها، وخطفهم أكثر من ألفي مدني أثناء انسحابهم، وفق ما أفاد المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المنضوي في «قوات سوريا الديمقراطية« شرفان درويش والمرصد السوري.

وفي موسكو، أعلن حاكم منطقة في القوقاز الشمالي الجمعة مقتل جندي روسي في سوريا من دون تقديم تفاصيل، ما يرفع الحصيلة الرسمية لقتلى الجيش الروسي في سوريا الى 19.

وكتب حاكم منطقة كباردينو ـ بلكاريا في القوقاز الشمالي يوري كوكوف على موقع انستغرام «سقط عسكر بيغوييف بطلاً في أثناء تنفيذ مهمة عسكرية في سوريا».

الديار :

هي رسالة وصلت من نيويورك الى مرجعية لبنانية، وفيها مخاوف «حقيقية» من اضمحلال الدولة في لبنان اذا ما بقيت المراوحة على حالها لعام او عامين على الأكثر، ودون ان يكون خبراء البنك الدولي بعيدين عن هذه النظرة...
الرسالة تشير الى التداعيات الكارثية للأزمة السورية على الساحة اللبنانية، ان لجهة «النزوح الهائل» الذي لا طاقة للبنان بتحمل اعبائه المختلفة، او لجهة اقفال المنافذ البرية التي هي احد العوامل الاساسية في صيانة التوازن الاقتصادي في البلاد.
اخطر ما في الرسالة انه اذا كان لبنان في الوقت الحاضر حلبة للتجاذب الجيوسياسي بين قوى اقليمية كما بين قوى دولية، فان المرحلة المقبلة ستكون حساسة جدا اذا ما دقت ساعة التسوية في سوريا، وعلى اي خارطة سيستقر الوضع، ناهيك بأن التنازع على لبنان سيزداد حدة بل وخطورة...
وكانت معلومات قد وصلت من واشنطن حول النشاط الذي يبذله اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة مع فريقي المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون عشية الانتخابات الرئاسية.
هذه المعلومات تحدثت عن ورقة وضعت امام الفريقين وتتعلق بملفات الشرق الاوسط، ومنها الملف اللبناني. «حزب الله» هو الهاجس الاكبر لأركان اللوبي، حتى ان بعض هؤلاء يشيع بأن الحزب، وبالصواريخ التي في حوزته، يريد «استدراجنا الى هولوكوس آخر».
بطبيعة الحال، هذا الكلام من قبيل البروباغندا التقليدية للوبي والتي تقوم على سياسات التضليل، لكن الثابت ان هناك من يتابع مسار التطورات في سوريا، حتى اذا ما كان هناك اي اتجاه للتسوية، فان تعبير الـ Package Deal اي الصفقة الشاملة الذي استعمله الفيلسوف الفرنسي اليهودي برنار - هنري ليفي والذي تعنيه ازالة «حزب الله» من الخارطة اللبنانية يتردد الآن في اوساط اللوبي.
ولم يعد سراً ان الفاتيكان متوجس من ان يكون هناك من يدفع في اتجاه زعزعة الدولة اللبنانية، والخلط بين الخارطة اللبنانية والخارطة السورية في اتجاه احداث انقلاب دراماتيكي في الصيغة اللبنانية.
غير ان مصدراً ديبلوماسياً اوروبياً يقول لـ«الديار» ان هناك توافقاً اميركياً - روسياً على ابقاء لبنان خارج اطار اللعبة الديبلوماسية، او اللعبة الاستراتيجية، الخارجية حالياً.
ويشير المصدر الى ان تأثير اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة سيكون محدوداً جداً ان بالنسبة الى سوريا او بالنسبة الى لبنان باعتبار ان واشنطن اقرت بالوجود الروسي في سوريا، والى حد التنسيق في بعض المجالات ذات المنحى الاستراتيجي.
يضاف الى ذلك، ان لدى الروس قوة جوية وصاروخية ضخمة جداً في سوريا، واذ يبدو ان العلاقات بين موسكو وانقره تتطور بطريقة او باخرى، حتى في ما يتعلق بالملف السوري، فان اي ادارة جديدة في البيت الابيض لا تستطيع احداث اي تغيير جذري في السياسة التي اعتمدتها ادارة باراك اوباما حيال هذا الملف.
هذا لا يحجب اراء دول اوروبية معنية بالوضع في لبنان وترى ان اشرار الاحتقان السياسي الراهن لا بد ان تكون له انعكاساته البنيوية على لبنان، حتى ان الفرنسيين ينصحون بعدم اثارة قضية سلاح «حزب الله» في هذه المرحلة الدقيقة لان ذلك بمثابة اصرار عى الدخول في المجهول.

ـ الفانتازيا الشخصية والحزبية ـ

الفرنسيون بعثوا باكثر من رسالة في هذا الاتجاه بعدما لاحظوا ان قوى او شخصيات سياسية لبنانية دأبت على طرح هذه المسألة فقط من قبيل الفانتازيا الشخصية او الحزبية، وهي التي تدرك انه في ظل الضبابية الاقليمية الراهنة لا مجال البتة لوضع ملف على هذا المستوى من الحساسية على الطاولة.
حتى ان الرئيس  سعد الحريري الذي يعتبر زعيم «الفريق الآخر» يتفادى الحديث  عن السلاح، وهو الذي يعلم ما هي المسافة التي تفصل بين مقاتلي «داعش» وبلدات لبنانية، ومن كل الطوائف والمذاهب.
اصرار دولي على اجراء الاتنخابات الرئاسية في الاسرع الممكن، وكلام ديبلوماسي دولي واضح يتردد وراء الضوء بأن «امشوا بالعماد ميشال عون» لا بل ان هناك سفيراً اجنبياً يعتبر «ذات وضع خاص» صارح جهة لبنانية بالقول ان تحفظكم هو على ورقة التفاهم بين عون و«حزب الله»، اليست الشراكة بينكم وبين الحزب نتيجة تفاهم واهم كثيراً من ورقة التفاهم بين الجنرال والحزب.
حتى لتتردد معلومات بأن واشنطن لم تعد تعارض وصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح الى قصر بعبدا اذا كان من شأن ذلك عودة الانتظام السياسي والدستوري الى البلاد.

ـ فرنجية: كل مواصفات الرئيس ـ

هذا بعدما باتت لدى النائب سليمان فرنجية كل المعطيات في شأن المداولات الخارجية حول رئاسة الجمهورية، وكان واضحاً جداً حين قال انه مستعد للانسحاب من السباق اذا حصل اجماع على مرشح معين.
وفي اوساط تيار المردة ان فرنجية كان واضحاً جداً مع الحريري حين التقيا في باريس، الاولوية للجنرال، واذا فقد حظوظه في الرئاسة كان هو البديل ولم يطرح نفسه يوما على انه الاصيل مع انه يتمتع بكل المواصفات التي تؤهله ليكون مرشحاً اصيلاً.
وتلفت الاوساط اياها الى ان نائب زغرتا عومل ومنذ اللحظة الاولى على انه «عدو» فيما كان عون يفاوض الحريري على مدى اشهر دون ان يخبر ايا من اركان التكتل، وبينهم فرنجية بالامر، حتى اذا ما لوّح له الدكتور سمير جعجع بتبني ترشيحه سارع للتوجه الى معراب، وهو الذي يعلم ان هذا الترشيح يزيد الوضع تعقيداً ولا يوصله اوتوماتيكياً الى الموقع الرئاسي كما كان يتصور.
وتسأل اوساط المردة ما اذا كان عون او الذين اشاروا عليه بالذهاب الى معراب يدري ماذا تعني تلك الخطوة بالنسبة الى فرنجية، اذ ان رئيس حزب «القوات اللبنانية» لم يتخذ ذلك الموقف لوقوعه المفاجئ في غرام الجنرال، وبينهما الكثير الكثير من الجدران، وانما فقط لقطع الطريق على رئيس تيار المردة لأنه لا يستطيع ان يتحمّله كرئيس للجمهورية.
فرنجية أخذ علماً بقول وزير الداخلية نهاد المشنوق انه، اي فرنجية، «ليس مرشحنا الى الأبد»، كلمة الى الأبد تُفهم، او ينبغي ان تُفهم هكذا في بنشعي، «فرنجية ليس مرشحنا، أو لم يعد مرشحنا».

ـ ماذا داخل المستقبل؟ ـ

أكثر من جهة سياسية تسأل ماذا يحدث داخل تيار المستقبل، وهل هناك داخل التيار مَن يعمل ضد الحريري ولحساب جهة أخرى؟ المشنوق يتكلم بلغة ونواب في كتلة المستقبل يتكلمون بلغة أخرى، في حين يقول وزير سابق وكان الرفيق الموثوق به لدى الرئيس الراحل رفيق الحريري «ان الشيخ سعد في واد ونوابه في واد آخر».
اضاف «من الطبيعي ان تكون قلة قليلة هي التي تعرف خفايا الاتصالات والمشاورات، لكن المشكلة ان الكل يتكلمون من عندياتهم تحت اغراء الشاشات أو الصحف أو الاذاعات ويزيدون في حجم البلبلة.
في رأيه ان الحريري «في مأزق متعدد الوجوه، وأنه بحاجة ماسة للعودة الى السرايا الحكومية كان من كان في قصر بعبدا. واذا كان هناك من يتحفظ على عون فهل ان فرنجية أبعد عن دمشق و«حزب الله»؟
الوزير السابق يضيف «ان المملكة العربية السعودية منشغلة في قضايا لم تشهد مثيلا لها من أيام جمال عبد الناصر، لا بل أن القضايا الراهنة أشد تعقيداً بكثير. وهذا يعني انها لا تستطيع أن تقدم لرئيس تيار المستقبل أكثر من الدعم السياسي، واذا كان هناك من دعم مالي فهو لا شك محدود جداً ولا يفي بالالتزامات الهائلة الملقاة على كاهله».
وهو يعتبر انه اذا كان انتخاب عون يعجل في دخوله الى السرايا «فليكن الجنرال الآن وليس غداً، وأنا، شخصياً، أعتقد ان باستطاعة عون اقناع حليفه السيد حسن نصرالله بالتعاطي بـ«وجه بشوش» مع الحريري الابن كما كان تعاطيه مع الحريري الأب».

ـ شكري في بيروت ـ

الى ذلك، عادت الديبلوماسية العربية لتظهر من جديد في سماء بيروت. وزير الخارجية المصري سامح شكري يصل الى العاصمة يوم الثلاثاء، والترتيبات بحثها أمس السفير المصري بدر الدين زايد مع وزير الخارجية جبران باسيل.
زايد قال «ان الزيارة ستحمل افكارا جديدة في ما يتعلق بطريقة التفاعل مع الشأن اللبناني، وستكون بداية أو تحريكاً للموقف ان شاء الله».
واوضح «ان هدف الزيارة التحضير لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ضروري للبنان الآن، وهو الأكثر حاجة لرئيس أكثر من اي مرحلة سابقة».
ورأي زايد انه لا يمكن الانتظار اكثر في ظل الفراغ، و«بالتالي سنبدأ هذه العملية، ونأمل في ان تسفر عن النتيجة المطلوبة».
«الديار» اتصلت بشخصيات سياسية موثوق بها في القاهرة، وصفت مهمة شكري بأنها «في منتهى الجدية»، لتشير الى ان وزير الخارجية من النوع الذي يدرس ملفاته من كل جوانبه، وهو بعيد جداً عن «ديبلوماسية الفقاعة» التي كان يعتمدها عمرو موسى.
وفي نظر احدى هذه الشخصيات فان شكري الذي يدرك مدى التعقيدات التي تنطوي عليها الأزمة اللبنانية لا بد أن يكون قد اتصل بالرياض كما بعواصم أخرى لكيلا تكون زيارته للاستطلاع، بل هي زيارة عمل ويأمل بنتائج عملية.

ـ مؤتمر في شرم الشيخ؟ ـ

ولم تستبعد احدى تلك الشخصيات التي ترتبط بعلاقة وثيقة مع شكري ان تكون هناك دعوة من مصر للقادة اللبنانيين لعقد مؤتمر في شرم الشيخ على غرار مؤتمر الدوحة عام 2008، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ورأت انه اذا ما تعذر عقد هذا المؤتمر لسبب او لاخر، وهو ما يتبين من لقاءات شكري في بيروت، ستبادر القاهرة تباعاً الى دعوة القادة اللبنانيين للقاء السيسي لعل ذلك يساعد على الحل وليس فقط الحلحلة...
مراجع لبنانية وتعوّل على الزيارة، وعلى اساس «الادوار التاريخية» التي اضطلعت بها الديبلوماسية المصرية حيال لبنان ومن غداة عام الاستقلال وحتى الآن. وبالرغم من التشاؤم الشديد الذي يبديه الرئيس تمام سلام أمام زواره لتشابك الأزمات الاقليمية على نحو تستحيل معالجته في المدى المنظور، ثمة من يعتقد ان مصر القريبة جداً من المملكة العربية السعودية تستطيع ان تفتح معها الملف اللبناني بحثاً عن الحل.
المثير هنا ان مرجعاً لبنانياً لا يستبعد ان يكون الحريري هو مَن طلب قيام القاهرة بدور ما لأن الوضع بات صعباً جداً، فيما المسؤولون في المملكة لا يملكون الوقت الكافي، أو لا يعطون الوقت الكافي، للملف اللبناني، ودون ان يكون باستطاعته اي الحريري، الا الرضوخ للأمر الواقع...
حتى داخل تيار المستقبل من يسأل: «صقور التيار ضد عون أم ضد الحريري؟». ثم يعددون من يحرضون ضد رئيس التيار في الداخل وفي الخارج.

الجمهورية :

توزّع الاهتمام الدولي والاقليمي والمحلي بين متابعة سَير المعارك في سوريا خصوصاً في حلب من جهة، ورصد آفاق الحراك الروسي ـ التركي ـ الإيراني في ضوء صدى هذه المعارك ومحاولة إيجاد حلّ للأزمة السورية من جهة ثانية. امّا في الداخل، فظلّ الجمود سِمة المرحلة وسط التوقعات بتمديد مفاعيله مع دخول البلاد عطلة عيد انتقال السيدة العذراء بعد غد الاثنين، ليعود بعدها الهمّ السياسي والاقتصادي الاجتماعي والمطالب المعيشية الى الواجهة مجدداً. وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» انّ «حركة اتصالات ناشطة قد بدأت بعيداً من الاضواء، إنطلاقاً من عين التينة، في محاولة وُصِفت بالجدية جداً، لتَجنّب الفراغ الخطير الذي يمكن ان يدخل فيه البلد، إن لم نتدارك الأمر بالوصول الى تسوية انتخابية».

حضر ملف الأزمة السورية بقوة في زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لأنقرة أمس ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، متحدثاً عن رؤية تركية ـ ايرانية مشتركة لمكافحة الارهاب، ومؤكداً أنّ حلّ المشكلات التي تواجهها المنطقة يتطلّب تعزيز التعاون والحوار بين إيران وروسيا وتركيا كلاعبين مؤثرين.

وفي وقت رحّب ظريف بالتقارب بين تركيا وروسيا، أكدت انقرة التعاون اكثر مع طهران في الفترة المقبلة بشأن الأزمة السورية، وتحدّث جاويش اوغلو عن تطابق موقف بلاده مع ايران حول وحدة أراضي سوريا، لافتاً الى استمرار الحوار بين البلدين حول سوريا على رغم الاختلاف في الرأي، وقال: «نؤمن بقدرة ايران على أداء دور ايجابي لإرساء وقف اطلاق نار مُستدام في هذا البلد».

في هذا الوقت، كشفت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية، نقلاً عن مصادر في البرلمان في موسكو، انّ روسيا طلبت من تركيا إغلاق حدودها مع سوريا. وأوضحت انه تمّ طرح هذا الطلب خلال محادثات جرت أخيراً بين ديبلوماسيين وعسكريين أتراك وروس. وبحسب الصحيفة، فإنّ تركيا قد تقبل الطلب الروسي.

مرجع أمني لـ«الجمهورية»

وفي موازاة ضجيج المعارك في سوريا، أعرب مرجع أمني كبير عن ارتياحه الى الوضع الامني في لبنان عموماً. وقال لـ«الجمهورية»: «إنّ الجيش حقّق إنجازات مهمة في الآونة الاخيرة، تمثّلت في القبض على مجموعة من الرؤوس الكبيرة من المجموعات الارهابية».

واشار الى «انّ التحقيقات مع الموقوفين أظهرت اعترافات خطيرة حول تحضيرات كانت تعدّها المجموعات الارهابية لتنفيذ عمليات أمنية وتفجيرات في بعض المناطق. وقد اتخذ الجيش إجراءات احترازية ووقائية في عدد من المناطق، ترافقت مع أعمال دهم أوقِف خلالها إرهابيون على صِلة بتلك التحضيرات».

التمديد لقهوجي

من جهة ثانية، علمت «الجمهورية» من مصادر واسعة الاطلاع انّ ملف التعيينات العسكرية قد وضع على نار حامية، وأنّ البارز فيها موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي ينتظر مبادرة وزير الدفاع سمير مقبل في هذا الشأن، خصوصاً أنّ هناك بعض الصيَغ التي يتمَ تداولها لإخراج هذا الامر.

ولفتت المصادر الى انّ اعتراض «التيار الوطني الحر» على التمديد لقائد الجيش قد لا يكون عائقاً أمام قرار التمديد، في ظل شبه إجماع القوى السياسية عليه تَجنّباً للفراغ في رأس المؤسسة العسكرية، خصوصاً مع استحالة تعيين قائد جديد للجيش في غياب رئيس الجمهورية.

بري لـ«الجمهورية»

وبرز في هذا السياق موقف لافت لرئيس مجلس النواب نبيه بري أشاد فيه بالدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية في مواجهة الارهاب ولترسيخ الامن والاستقرار الداخلي.

واكد بري لـ«الجمهورية» على تحصين الجيش والنأي به عن التجاذبات السياسية، رافضاً في الوقت نفسه «ان يقع الفراغ في المؤسسة العسكرية ولَو لدقيقة، فهذه المؤسسة تشكّل صمّام الامان للبلد، وممنوع المَسّ بها وتعريضها للاهتزاز لأيّ سبب كان».

إتصالات سياسية

سياسياً، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» إنّ موعد 5 ايلول الذي حَدّده بري ليتَسلّم من القوى السياسية أسماء ممثليها للجنة إنشاء مجلس الشيوخ قد لا يشكل الاولوية المُلحّة، أمام الاولوية الجديدة ـ القديمة بإنتاج قانون انتخابي جديد.

ولفتت الى انّ بري يقود هذه الاتصالات، «على قاعدة انّ انتخاب رئيس الجمهورية وحده ليس هو الحل، بل هو جزء منه. كما يقودها من خلفية وَضع حدّ للمراوحة السلبية التي تقود: إمّا الى المؤتمر التأسيسي وامّا الى الحرب، ومن باب لَفت انتباه القوى السياسية ايضاً الى دخول البلد في سباق محموم مع الوقت، والمُتبقّي من الزمن لم يعد طويلاً، اذ انّ مهلة الوصول الى ايجابيات لا تتعدى تشرين الثاني المقبل، واستمرار السلبية على حالها من المراوحة سيقود حتماً الى الفراغ الخطير».

وأوضحت المصادر انّ اتصالات بري ستشمل مختلف القوى السياسية، وأشارت الى انه قد حَدّد سقفاً زمنياً لحركته هذه بدءاً من الآن وحتى الخامس من ايلول، لعله يتمكن خلالها من إحداث ما سمّاه ثغرة في الجدار الانتخابي، قد يتمّ النفاذ منها الى الاتفاق على صيغة انتخابية جديدة، تنقل الوضع من القانون الانتخابي الحالي بصِفته «أبو المشكلات» كلها التي يعانيها البلد، الى القانون الانتخابي الجدي بصفته «أبو الحلول».

 

اللواء :

بدا واضحاً، أمس، أن المراوحة، أو بتعبير أوضح، حالة الجمود السياسي الراهنة مستمرة طوال عطلة شهر آب، وحتى عشية موعد انعقاد طاولة الحوار في الخامس من أيلول الذي يؤمل أن يشهد نوعاً من حلحلة ما، تبعاً للحراك الإقليمي المتفاعل على صعيد الأزمة في سوريا، بين كل من أنقرة وطهران وموسكو، وكل ما عدا ذلك لا يخرج عن عملية إلهاء للرأي العام واستهلاك للمواقف السياسية، حيث ما زالت الأبواب موصدة أمام الاستحقاق الرئاسي والملفات الأخرى، وخاصة بالنسبة لقانون الانتخاب، من دون استبعاد إمكان حدوث اختراق يتصل بتمرير التعيينات الأمنية تحت ضغط الضرورات الطارئة على جبهة المواجهة العسكرية مع التنظيمات المتطرّفة على حدود الجبهة الشرقية، علماً أن  زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى بيروت الثلاثاء المقبل، يمكن أن تعطي مؤشراً إلى نوع من ضغط عربي لتحريك مسألة الاستحقاق الرئاسي وصولاً إلى إنهاء الفراغ.
وفي تقدير مصادر سياسية، أن الإطلالة المنتظرة اليوم للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في الذكرى العاشرة لانتصار المقاومة في حرب تموز 2006، يمكن أن تشكّل مؤشراً لاحتمالات المرحلة المقبلة على صعيد أزمة الفراغ الرئاسي، في حال تطرّق نصر الله في كلمته إلى الشأن السياسي الداخلي، خلافاً لما حصل في آخر إطلالة له، حيث تجاهل هذا الشأن بالمطلق، مكتفياً بالتركيز على الوضع الإقليمي، ولا سيما الوضع في سوريا واليمن والعراق، متحاملاً بعنف على المملكة العربية السعودية، مما استدعى ردّاً على نفس المستوى من الرئيس سعد الحريري ونواب المستقبل.
وبحسب هذه المصادر، فإن نصر الله لا بدّ وأن يتطرّق في خطابه إلى الأوضاع الداخلية، بدءاً من رمزية الإنتصار التاريخي، مروراً ببعض الملفات السياسية المطروحة على طاولة الحوار ولما أنتجته في الجلسات الثلاث الأخيرة في عين التينة بالنسبة لطرح الإصلاحات الدستورية والذي جوبه بمعارضة أو رفض مسيحي لإدخال تعديلات على الطائف في غياب رئيس الجمهورية.
أما بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية التي يعتبرها الحزب رأس حربة ضد المشروع الإيراني القائم ضد بلدان المنطقة، فإن التجاذب الذي يمكن أن يتجدّد بين الحزب وتيار «المستقبل» في حال حمل عليها نصر الله مجدداً، من باب ما يجري في معركة حلب التي سيعتبرها «معركة وجود»، أو في اليمن، واتهامها برعاية الإرهاب، فلا يتوقع أن ينعكس أو أن يؤثّر على جلسة الحوار الثنائي المرتقبة بين الطرفين في عين التينة يوم الثلاثاء المقبل، وهي الجلسة التي تحمل الرقم 32، حيث أن الطرفين ما زالا حريصين على استمرار الحوار بينهما، على الرغم من استمرار الاختلافات في وجهات النظر، أو الحملات والاتهامات المتبادلة.
التعيينات
وفي شأن سياسي آخر، أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن ما ألمح إليه وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول بأنه قد لا تكون هناك جلسة الأسبوع المقبل، يؤشر إلى أن الهدوء الذي ساد جلسة الخميس سيتحوّل إلى تشنج.
وأكدت المصادر نفسها أن أي طرح يتصل بسلة التعيينات الأمنية لم يتبلغه الوزراء حتى الساعة، مشيرة إلى أن هناك انتظاراً لما سيتقدّم به وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، في حين أن تعيين أي بديل عن الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمّد خير يعود إلى رئيس الحكومة.
وأعربت المصادر عن اعتقادها أن التوقعات بجلسة حامية للحكومة في حال طُرح ملف التعيينات الأمنية قد يكون في محله، متحدثة عن عدم وجود أكثرية وزارية ممانعة للتمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي الذي أثبت في التمديد الأول والثاني له عن قدرة قوية بالإضافة إلى امتلاكه لاستراتيجية ومخططات لمواجهة الإرهاب، ولذلك فإن التمديد يبقى أفضل الخيارات الممكنة، وإذا كان الوزراء لم يتلمسوا أي توجه معيّن في الجلسة السابقة بفعل غياب وزير الدفاع، فإن المصادر نفسها توقعت قيام مشاورات معينة حول هذا الملف قبل مناقشته داخل الحكومة.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في تصريح لـ«اللواء» أن تعيين قائد جديد للجيش يحتاج إلى توافق، وأنه إذا كان هناك 16 وزيرا متفقون على ذلك، فإن هذا الأمر يتم، مؤكداً أن معظم ضباط الجيش اللبناني ممتازون ويقومون بواجباتهم على أكمل وجه، ملاحظاً أن العماد قهوجي قام بواجبه مشكوراً في المسؤوليات الملقاة على عاتقه وأن تأجيل تسريحه يعود إلى وزير الدفاع الوطني.
ولم يشأ الوزير درباس إطلاق تكهنات مسبقة عن أجواء جلسة الخميس المقبل.
ولفت وزير الإعلام رمزي جريج في تصريح لـ«اللواء» إلى أنه في ظل غياب التوافق على تعيين قائد للجيش، فإن التمديد له في ظل الظروف الحالية يبقي وارداً منعاً للشغور، معلناً أن لا نيّة لدى أي فريق بإصابة الحكومة بأي انتكاسة، في إشارة إلى ما يمكن أن يفعله وزيرا «التيار العوني» رداً على ذلك.
ومن جهتها، لا ترى الوزيرة أليس شبطيني لـ«اللواء» أي مانع من التمديد لقائد الجيش الحالي، مرجحة أن لا تمر الجلسة المقبلة بهدوء في حال طُرح ملف التعيينات الأمنية.
أما مصادر تكتل «التغيير والاصلاح» فأكدت لـ«اللواء» أن وزراء «التيار الوطني الحر» لن يقدّموا هدية «إنسحابهم» من الحكومة إلى أحد، وبالتالي لن يقدموا على خطوة الانسحاب كما يريدها البعض، مؤكدة أن لا مشكلة لدى التيار في موضوع السلة ضمن احترام الدستور.
وتحدثت هذه المصادر عن اتجاه للتعطيل لكنها لم تشر إلى ماهية الخطوة، مكررة رفضها التمديد ومعلنة أهمية احترام التراتبية العسكرية.
ولفتت إلى أن لجوء وزير الدفاع إلى «المسرحية» نفسها عند التمديد الأول والثاني سيعقّد الأمور أكثر، مذكّرة أن موقف التيار مبدئي وصريح ولا عودة عنه،
سليمان في السراي
وكان سجّل أمس، على هذا الصعيد، زيارة لافتة للرئيس ميشال سليمان للرئيس سلام في السراي الكبير، حيث اعتبر من هناك أن المطالبة بتعيين قائد جديد للجيش محقّة مائة في المائة، لكن الأولوية تبقى أولاً وأخيراً لانتخاب رئيس للجمهورية وهو الذي يعيّن قائد الجيش، مشيراً إلى أنه حتى لو حصل تمديد اضطراري فإن رئيس الجمهورية يستطيع القيام بتعيين جديد في مجلس الوزراء.
وأوضح سليمان أنه في الأساس مع التعيين، وكان كذلك في المرة الماضية، لكن وزير الدفاع لم يتوصل إلى تأمين التعيين لأنه يحتاج إلى ثلثي الأصوات، وهذا بذاته أمر صعب في الأيام العادية.
وأشاد سليمان بالدور المهم الذي يقوم به الرئيس سلام على صعيد الوطن، لأنه يساهم بشكل كبير في حفظ الاستقرار في البلد، مشيراً إلى أنه ناقش معه المواضيع المطروحة على مجلس الوزراء من مواضيع الجيش والأمن والتعيينات الأمنية، وصولاً إلى المواضيع المتعلقة بشؤون النّاس الحياتية التي تشاهدون التعبير عنها يومياً.
أزمة طريق المطار