لا تبدي مصادر نيابية بارزة تفاؤلاً بما يُحكى عن توجه للبحث عن شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية، بعد تعثر الجهود التي بذلت لانتخاب مرشح من بين الأقطاب الموارنة الأربعة، مشيرة إلى أن كل الوقائع والمعطيات تدل على أن الأمور عادت إلى المربع الأول، بعدما رفض “حزب الله” التجاوب مع كل النداءات التي طالبته بتسهيل أمر الاستحقاق الرئاسي.
 
 وأكدت المصادر لـ”السياسة” أن “حزب الله” الذي يمسك بمفاتيح قصر بعبدا، لن يفرط بالورقة الرئاسية إلا وفق التوقيت السياسي الذي يراه مناسباً، بعدما تكون إيران حصلت على ما تريده في المنطقة، ولهذا كان واضحاً عدم قبول الحزب بتأمين نصاب جلسات الانتخاب، متذرعاً بالتوافق المسبق على انتخاب النائب ميشال عون، وهو الذي يعرف جيداً استحالة أن توافق قوى “14 آذار” على عون قبل جلسة الانتخاب. 
 
ومع عودة الحديث عن البحث عن مرشح من خارج دائرة الأقطاب، علمت “السياسة” أن اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عاد إلى الواجهة مجدداً، بالنظر إلى أدائه اللافت على رأس حاكمية مصرف لبنان منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث استطاع بحكمته وخبرته وشفافيته من الحفاظ على العملة الوطنية وعلى سمعة لبنان المالية المتمثلة بقطاعه المصرفي الذي يُعتبر من أهم القطاعات القائمة في البلد حالياً.
 
 وأشارت المعلومات إلى أنه وبعد إخفاق الكتل النيابية في اختيار مرشح للرئاسة الأولى من الطبقة السياسية الموجودة، يبدو أمراً جديراً بالاهتمام اختيار الحاكم سلامة لرئاسة الجمهورية في هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي يواجهها البلد، خاصةً أن هناك من يرون في هذا الرجل الشخصية المناسبة لهذه المرحلة القادرة على استنهاض المؤسسات وإعادة تفعيل دورها، كذلك الأمر استعادة الثقة العربية والدولية بلبنان، بالنظر إلى ثقة العالم ومؤسساته المالية بـ”حاكم المركزي” على مدى أكثر من عقدين.
 
 وعلمت “السياسة” أن بكركي أشادت بأداء سلامة ولا تمانع بانتخابه في حال كان هناك توافق من الكتل النيابية على انتخابه، باعتبار أنها تريد ملء الشغور الرئاسي في أسرع وقت.
 
السياسية الكويتية