بين معارك حلب والتوقعات , لبنان يتحضر لخريف ساخن

 

السفير :

تتابع روسيا تكثيف غاراتها على مواقع الفصائل «الجهادية» على طول خط المعارك بين حلب وإدلب بالتوازي مع النشاط السياسي المستمر للتوصل إلى «قاعدة اتفاق» بين موسكو وواشنطن، تضمن عملية «فصل الإرهابيين» عن «الفصائل المعتدلة» وتخفف من بعض الضغط السياسي الناجم عن تطويق أحياء حلب الشرقية التي تضم نحو 250 ألف مدني، وذلك عبر عرض هدنة يومية لثلاث ساعات لإدخال مساعدات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتابع فيه الفصائل «الجهادية» حشد قواتها في محيط مدينة حلب لبدء ما تسميه «المرحلة الرابعة من ملحمة تحرير حلب»، بعد إغلاق الجيش السوري للثغرة التي فتحها المسلحون في الخاصرة الجنوبية الغربية للمدينة.
التصعيد السياسي والحركة الديبلوماسية المتواصلة خلال اليومين الماضيين ترافقت مع ضغط سوري ـ روسي ميداني كبير على مواقع سيطرة الفصائل المسلحة، إذ تمّ استهداف مواقع سيطرتهم ونقاط انطلاقهم في ريف إدلب الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي بشكل كثيف، بالإضافة إلى زيادة سلاح الجو الروسي لوتيرة غاراته على مواقع «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» في مدينة إدلب.
أسلحة جديدة و«المحيسني» يحشد «انغماسييه»
خلال اليومين الماضيين لوحظ دخول سلاح المدفعية بقوة في المعركة، كذلك كشف «حزب الله» عن إشراكه طائرات من دون طيار استهدفت عربات ومواقع للمسلحين في ريف حلب الجنوبي.
هذه التطورات دفعت «عرّاب» الهجوم على حلب «الجهادي» السعودي عبد الله المحيسني لنشر تسجيل مصور لزيارة لم يتم التأكد من تاريخها، يفترض أنه قام بها إلى أحياء حلب المحاصرة بعدما تمكن المسلحون من فتح ثغرة إثر سيطرتهم على حي الراموسة جنوب غرب المدينة. وتوعد المحيسني خلال خطاب بـ «معارك طاحنة لتحرير حلب»، وبتجهيز «ألف انغماسي لشن هجمات صاعقة». وجاء ذلك بالتوازي مع تصعيد إعلامي آخر تولاه المتحدث العسكري لـ«حركة أحرار الشام» أبو يوسف الهاجر، فأعلن عن «قرب انطلاق المرحلة الرابعة من تحرير حلب بعد استكمال عمليات الاستعداد لهذه المرحلة».

وعلى الرغم من المؤشرات لقرب الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول سوريا، وهو ماكان أعلن عنه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في وقت متأخر من ليل الأربعاء ـ الخميس، إلا أن معضلة «فصل الإرهابيين عن المعتدلين» لا تزال حجر عثرة امام إتمام الاتفاق.
هذا الأمر أكده نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بقوله: «من المهم تحقيق الفصل الحقيقي بين المعارضة المعتدلة وتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في سوريا»، مضيفاً «الغرب لا يتبادل المعلومات معنا حول المسلحين الذين يتعاون معهم في سوريا، تصريحات الأميركيين حول تأييد العملية السياسية تدعو للشك، وما يحدث أمر مختلف تماماً».
كلام ريابكوف يحمل إشارة إلى أن جبهات حلب ستبقى مشتعلة وخاضعة لقرار عسكري ببدء عملية منتظرة بعد استكمال التحضيرات لها، خصوصاً أنه بات ينظر للمدينة، وهي العاصمة الاقتصادية لسوريا، على أن معركتها ستكون الفيصل الذي سيحدد مصير الحرب بشكل عام.
موسكو: هدنة حلب
وعلى الرغم من إعلان موسكو وصول اتفاقها مع واشنطن إلى نقاط متقدمة، إلا أنها تحرص على متابعة العمل على الجبهات الميدانية والسياسية، فبعدما عطلت قرار مجلس الأمن الداعي لـ «تهدئة غير محدودة الزمن»، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن «هدنة إنسانية» في حلب لمدة ثلاث ساعات يومياً بدءاً من اليوم الخميس، ليصار إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهدنة تتضمن « إيقاف جميع العمليات العسكرية والضربات الجوية وضربات المدفعية خلال هذه الفترة»، مشيرة إلى أنها مستعدة «إلى جانب السلطات السورية لمساعدة جميع المنظمات المعنية على تسليم المساعدات الإنسانية بسلام إلى سكان حلب».
لكن الأمم المتحدة رفضت تحديد وقت زمني للهدنة، وقال أمينها العام بان كي مون إن «مهلة الثلاث ساعات يوميا في حلب غير كافية للوصول الى جميع المحتاجين».
وأوضح وكيل بان كي مون للشؤون الإنسانية ستيفين اوبرايان أنه «لتلبية هذا الحجم من الاحتياجات نحتاج الى ممرين ونحتاج الى 48 ساعة تقريباً لادخال عدد كاف من الشاحنات»، فيما رأى مصدر سوري أن ضغوط الأمم المتحدة ووضع شروط للهدنة الإنسانية «يأتي في سياق الضغوط السياسية المتواصلة على كل من روسيا وسوريا لمنع تحقيق تقدم ميداني جديد في حلب»، موضحاً أن هذه المهلة الطويلة ستمنح الفصائل الإرهابية فرصة لالتقاط الأنفاس ومتابعة شن الهجمات».
ويتوافق تصريح المصدر السوري مع تصريحات وزراة الدفاع الروسية التي ذكرت بأن «نحو 7000 متشدد من جبهة النصرة (فتح الشام) احتشدوا جنوب غرب حلب خلال الأسبوع الماضي ولا يزال مقاتلون جدد ينضمون إليهم»، ما يعني فعلياً أن روسيا أخذت بالاعتبار عدم تكرار تجربة الهدنة السابقة الفاشلة، والتي التزمت فيها روسيا وسوريا، ما أفسح المجال للفصائل «الجهادية» لشن هجمات على مواقع الجيش السوري والحلفاء في ريف حلب الجنوبي، الأمر الذي مهّد الطريق لشنّ الهجوم الأخير على خاصرة حلب الجنوبية الغربية.
وفي هذا السياق، أعادت موسكو إلى الأذهان مراعاتها لـ «الجانب الإنساني»، حيث أكد رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الفريق سيرغي رودسكوي أن «جميع الممرات الإنسانية السبعة التي عينت لخروج السكان المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح، مفتوحة وتعمل على مدار الساعة»، مشيراً إلى وجود سيارات إسعاف قرب الممرات كما تم نشر «نقاط لتوزيع الطعام الساخن، وهناك احتياطات من مياه الشرب والأغذية».
وأوضح رودسكوي أن «فصائل مسلحة عدة خرجت من حلب عبر الممر الإنساني الإضافي بالقرب من طريق كاستيلو»، مضيفاً أن «فصائل مسلحة عدة أدركت عدم وجود أي آفاق لمواصلة العمليات القتالية، وهي غادرت الأحياء الشرقية من المدينة مع سلاحها، مستخدمة هذا الممر».
وأشار إلى أنه تم «تحديد فترات خاصة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر حسب التوقيت المحلي، ابتداء من يوم الخميس، سيتم خلالها تعليق كل العمليات القتالية والقصف الجوي والمدفعي لضمان سلامة مرور القوافل إلى حلب»، مشيراً إلى أن روسيا تؤيد مقترحات الأمم المتحدة حول الرقابة المشتركة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان حلب.
ميدانيا، استهدفت الفصائل «الجهادية» حي الحمدانية المكتظ بالسكان بقذائف عدة تسببت باستشهاد أكثر من 15 مواطناً وإصابة نحو 35، وفق إحصاءات طبية مبدئية، في وقت تابعت قوات الجيش السوري والفصائل الحليفة ضغطها على مواقع سيطرة الفصائل «الجهادية» في حي الراموسة ومنطقة الكليات، كما استهدفت عربات ثقيلة للمسلحين في هذه المنطقة.

النهار :

اذا كان من دلالة للخطوة التي أقدم عليها المياومون في مؤسسة كهرباء لبنان أمس بقطع الطريق الرئيسية في الاتجاهين أمام مقر المؤسسة والتسبب باحتجاز أرتال من السيارات وركابها في ساعات الظهيرة، فهي أن الخريف المطلبي بدأ مبكراً وحاراً في عز آب منذراً بتصاعد الازمات الاجتماعية. وإذ يأتي التحرك الاحتجاجي للمياومين متزامناً مع استعدادات مماثلة لتحرك هيئة التنسيق النقابية لاحياء جملة مطالب لها في مقدمها سلسلة الرتب والرواتب، ترتسم في أفق المشهد السياسي تراكمات لا تبدو الحكومة قادرة على احتوائها فيما هي تتخبط في العجز عن بت ملفات معروضة على مجلس الوزراء وتؤجل من جلسة الى أخرى بفعل التناحر والخلافات الوزارية.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان الجلسة العادية لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم والتي ستبحث في جدول أعمال من 59 بنداً ستشهد نقاشاً في بنديّن: الاول، يتعلق بطلب لمجلس الانماء والاعمار يتعلق ببلدية بيروت في شأن معالجة النفايات بالتفكيك الحراري، علماً ان إتفاقات النفايات الاخيرة جعلت بيروت ضمن مخطط يشمل مطمري الكوستابرافا وبرج حمود. ورجحت المصادر صدور توضيح يفيد أن خطوة البلدية هي بعيدة المدى وليست آنية. أما البند الثاني فيتعلق بإتفاق رضائي مع إحدى الشركات في شأن مطبوعات لوزارة الداخلية. وأوضحت المصادر ان هناك بنداً يحمل عنوان "تقرير إضافي أعدّه وزير الاتصالات" لكنه لن يطرح للنقاش نظراً الى غياب الوزير المعني بطرس حرب.
وسئلت المصادر عن تأثير الحوار الدائر حالياً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و"التيار الوطني الحر" على عمل الحكومة، فأجابت بأن هناك سعيا من "التيار" لمنع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورفض طروحات الوزير حرب في ملف الاتصالات. لكن الرئيس بري يحمل توجهاً مختلفاً سواء بالنسبة الى التمديد لقهوجي أو بالنسبة الى طروحات وزير الاتصالات وهي توجهات يلتقي عليها أفرقاء آخرون وخصوصاً لجهة التمديد لقائد الجيش والذي يبدو ان طرحه لن يكون في وقت قريب وسيتم التفرغ لمعالجته في أيلول المقبل تعيين رئيس جديد للاركان.
لكن المصادر لم تخف تخوّفها من تصاعد الازمات الاجتماعية، فيما تعاني الحكومة واقعاً مفككاً كان من نماذجه انفجار السجال الحاد بين الوزير حرب ووزير الخارجية جبران باسيل في اليومين الاخيرين وخصوصاً حول ملف الاتصالات بكل تشعباته، الامر الذي يجعل جلسات مجلس الوزراء عرضة لمزيد من المواجهات وتعثر القرارات المنتجة. وهي كانت تشير الى الرد العنيف لمكتب حرب امس على الهجوم الذي شنه باسيل عليه أول من أمس في ملف الاتصالات فوصفه الرد بـ"دونكيشوت الخارجية والطفل المعجزة الذي وصل في طرفة عين الى مراكز المسؤولية نتيجة ظروف صدفة المصاهرة". وأعربت المصادر عن تخوّها من تداعيات التعقيدات السياسية التي برزت في جولات الحوار الاخيرة كما عبر الآفاق المعقدة للملف الرئاسي بما يضع الحكومة امام مرحلة جديدة من شد الحبال وتقييد انتاجيتها المتسمة أساساً بالضعف.

 

بري و"التيار"
ولوحظ في هذا السياق ازدياد وتيرة الاتصالات بين عين التينة والرابية من خلال الزيارتين المتعاقبتين اللتين قام بهما كل من الوزير باسيل أول من أمس ووزير التربية الياس أبو صعب امس لرئيس مجلس النواب نبيه بري. وأعلن أبو صعب ان "هناك تقارباً في وجهات النظر مع الرئيس بري وخصوصاً على طاولة الحوار". ونقل عن بري تأكيده "ان هناك كثيراً من التناغم في الأفكار لايجاد حل للأزمة". ويقول قريبون من "التيار الوطني الحر" في هذا السياق إن لا حل للأزمة الا بالقبول بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية "واذا لم تحل العقد وتفكك في أيلول فان الاحوال ستعصف في تشرين أي الذهاب نحو منحى آخر هو المواجهة". ويشير هؤلاء الى ان ثمة استحقاقات كثيرة داهمة يحين أوانها بدءاً من أيلول المقبل أولها الرئاسة وثانيها قانون الانتخاب اذ يبدأ العد العكسي لاجراء الانتخابات النيابية ووضع قانون جديد في ظل رفض التمديد لمجلس النواب ولقانون الستين وقرب انتهاء ولاية قائد الجيش، علماً ان موقف "التيار" المبدئي رافض للتمديد له وهو في طور درس خياراته في حال اقدام وزير الدفاع على خطوة تأجيل تسريح العماد قهوجي.

 

المستقبل :

لم تكن تكفي حال القرف التي يعيشها اللبنانيون بفعل الارتفاع المتزايد والحاد في درجات الحرارة وفي ساعات التقنين في التيار الكهربائي التي تُسجل معدلات متصاعدة في العاصمة وأرقاماً قياسية تتعدّى الساعات العشرين في بعض القرى والأرياف، ليأتي موضوع احتجاز المئات منهم لساعات داخل سياراتهم أمس نتيجة اعتصام مياومي مؤسسة كهرباء لبنان للمطالبة بتثبيتهم، وقطعهم أوتوستراد مار مخايل - النهر قبالة المؤسسة في الاتجاهين، ليفاقم حالهم سوءاً على سوء ونقمة على نقمة.. نقمة المياومين رفضاً لقطع الأرزاق ونقمة المواطنين رفضاً لقطع الطرق.

فقطع هذه الطريق تسبب بزحمة سير خانقة امتدت الى نهر الكلب واحتجاز المئات في سياراتهم دفعتهم إلى مناشدة المسؤولين الأمنيين بضرورة فتحها لوجود حالات طارئة صحية وغير صحية، ما حوّل القضية من قضية اجتماعية محقّة حفاظاً على لقمة عيش إلى نقمة عيش عبّر عنها المواطنون رفضاً لقطع الأرزاق.. والطرق.

ويأتي تحرك المياومين الذين قدموا من مختلف المناطق وتجمّعوا في مؤسسة الكهرباء في منطقة النهر وسط إجراءات أمنية مشدّدة، قبل أيام على انتهاء العقود المبرمة مع شركات مقدمي الخدمات في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وعدم وضوح مصير الخدمات التي توفرها هذه الشركات. 

وقد تخلل الاعتصام إشكال بين القوى الأمنية والمياومين الذين اعتدوا على سيارات الإطفاء التي حاولت فتح الطريق. كما تم تسجيل حالة إغماء أحد المياومين في خلال التدافع مع القوى الأمنية. وبعد جهود متواصلة، تمكنت القوى الأمنية من فتح الطريق، وأصدرت بياناً قالت فيه إن عناصرها حاولوا منذ الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر «بالوسائل السلمية فتح الطريق أمام المواطنين العالقين على أوتوستراد شارل حلو»، مؤكدة أنها «لن ندّخر وسيلة لفتح الطريق لأنه لا يجوز السماح بتعطيل مصالح المواطنين الآخرين لأي سبب أو مطلب كان«. 

بعد الظهر، توجه المعتصمون إلى مقرّ مجلس الخدمة المدنية في محلّة فردان، حيث التقى وفد منهم رئيسة المجلس فاطمة عويدات الصايغ. وأعلن الوفد بعد اللقاء، أن «المجلس كان متعاطفاً مع قضيتنا، وقرر تأجيل المباريات المقررة السبت، الى أجل غير مسمى إلى حين تهدئة الأجواء«.

ولاحقاً عقدت لجنة العمال المياومين وجباة الإكراء في «كهرباء لبنان« اجتماعاً بعد انتهاء الاعتصام، طالبت فيه إدارة مؤسسة كهرباء لبنان بإلحاق الناجحين بالفئتين 4/1 و4/2 في ملاك المؤسسة في أسرع وقت ممكن. وقال البيان «إن توقيت إجراء امتحانات الفئة 5/1 بالتزامن مع قرب انتهاء عقود مقدّمي الخدمات لا يصبّ في مصلحة المياومين، لذلك ترى ضرورة تأجيل الامتحانات الى ما بعد البت بمصير عقود الشركات وذلك لتبيان مصير المياومين«. وحذر البيان شركات مقدمي الخدمات من مغبّة صرف العمال المياومين والجباة في حال تم قصراً تجديد العقود بتاريخ 28/8/2016 مع مؤسسة كهرباء لبنان. 

وكان قرار مجلس إدارة كهرباء لبنان قد نصّ على حصرية المباراة، بنحو 897 مياوماً ومتعاقداً، وذلك عقب موافقة مجلس النواب في العام 2014 على إدخال المياومين الذين يقدرون اليوم بنحو 1500 مياوم وجابي إكراء. وقد طلبت المؤسسة في قرارها أن تكون حصة مديريتي التوزيع 199 مستخدماً، وحصة سائر المديريات 698 مستخدماً أي ما مجموعه 897 مستخدماً فنياً وإدارياً. وأشارت مصادر مؤسسة الكهرباء لـ«المستقبل» الى أن المؤسسة تتخوّف من زجّ نحو 1500 مياوم لا تحتاج اليهم فعلياً، مشيرة الى أنها تعاني ضغوطاً كبيرة في هذا المجال.

الديار :

ما قيل خلال اجتماع كتلة المستقبل برئاسة الرئىس سعد الحريري، ولم يجر تسريبه بطبيعة الحال، لا بد ان يفجّر اعصاب العماد ميشال عون. هذا ما قاله لـ«الديار» قيادي في تيار المسقبل، ليضيف ان «الشيخ سعد» كان في منتهى الاتزان والمسؤولية في مقاربته للطرح الخاص بتبني ترشيح رئىس تكتل التغيير والاصلاح.
تحدث حول ما للجنرال وما عليه. المشكلة الكبرى هي علاقته بـ«حزب الله» وكيف يمكن ان تؤثر على مواقفه حين يكون في قصر بعبدا. ولكن ما نقل عن الحريري هو انه لا يعتبر ان باستطاعة عون التخلص من تلك العلاقة التي يشدد على بعدها الاستراتيجي بالنسبة الى مسألة الدفاع عن لبنان.
ما نقل ايضاً ان الحريري واجه صعوبة في ضبط الايقاع. اعداء الجنرال كثيرون داخل الكتلة، والكل يزايد على الكل في هذه المسألة، والعبارات التي رددها البعض تتجاوز كثيراً ما يقال في الشاشات.
ثمة شيء نقل ويلفت الانتباه، وهو ان احد اعضاء الكتلة، او بعض الاعضاء، رأوا ان من غير الواقعي الاستمرار في ترشيح النائب سليمان فرنجية لان هذا الترشيح وصل الى طريق مسدود، والى حد القول ان من الافضل العودة الى تترشيح الدكتور سمير جعجع، مع ان وصوله الى سدة الرئاسة مستحيل، على البقاء في المراوحة الراهنة حول رئىس تيار المردة.
بالتالي، ترشيح فرنجية الذي كانت الغاية منه اختراق قوى 8 آذار ودفع «حزب الله» الى الزاوية لم يحقق سوى نتائج جزئية لم يعد مجدياً ولا مجزياً على صعيد «القطاف السياسي»، ودون ان تكون المراوحة لمصلحة تيار المستقبل وسياساته.
وبحسب القيادي في التيار، جرى التطرق الى الدور الايراني في التعطيل، واستعمال الورقة الرئاسية في لبنان كورقة تكتيكية في اي مقايضات اقليمية، ولكن دون التطرق الى موقف اي جهة اقليمية اخرى.
الذي يشغل بال «الصقور» في تيار المستقبل هو ما يصدر عن وزير الداخلية نهاد المنشوق الذي يعتبر ان عون يبقى افضل بكثير من الفراغ الذي يقود الى المجهول.
المشنوق سبق وتحدث عن «اقرار دولي جدي وكبير بشأن انتخاب رئىس الجمهورية قبل نهاية العام». ثم ادلى بكلام اول امس حول قناعته بأن انتخاب الرئىس قريب. وهناك من تساءل عن سبب تراجع المشنوق من الاشارة الى «قرار دولي كبير» الى «القناعة الشخصية»، ودون تحديد المدى الزمني.
مساء، عاد المشنوق ليؤكد ان انجاز الاستحقاق الرئاسي سيتم قبل نهاية العام في حين يجري التداول باسم خامس باعتبار ان اسمي عون وفرنجية سقطا من السلة الرئاسية.
لماذا لا يقال الاسم علناً؟ في الاروقة الخلفية تشديد على العماد جان قهوجي. هذا هو هاجس عون الذي يدرس كل الخيارات لمنع التمديد له في قيادة الجيش، وإن كانت قد وصلته معلومات بأن عواصم دولية بالغة التأثير، تدعم وصول قائد الجيش بسبب ادائه في مرحلة تعتبر الاكثر تعقيداً، والأكثر خطورة، في تاريخ لبنان.
التمديد حاصل لا محالة، وللعام الاخير، باعتبار ان هذا هو عام الحسم مع تنظيم «داعش» الذي ينتشر على مساحة واسعة في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وقد تكون للجيش اللبناني مهمة دقيقة وحساسة في سياق الخطة الخاصة باجتثاث التنظيم.
هذه الذريعة لا تقنع عون الذي يعتقد ان تغيير رأس المؤسسة لا يعني تغيير المؤسسة، كما ان الظروف الراهنة ليست من الخطورة بحيث تستلزم التمديد.

 جنبلاط والموقف الشخصي 

ولكن من يقف الى جانب عون في مجلس الوزراء؟ النائب وليد جنبلاط تحدث عن «سخافة طرح التمديد»، غير ان مصدراً وزارياً يقول لـ«الديار» ان علينا ان نفتش عن سبب شخصي، كما جرت العادة، لا عن سبب مبدئي، في موقف «وليد بيك».
اقصى ما يستطيع عون ان يفعله هو سحب وزيريه جبران باسيل والياس بو صعب من الحكومة، بالتالي تجريد الحكومة من ميثاقيتها بابتعاد التيار الوطني الحر، وحزب الكتائب، و«القوات اللبنانية» التي لم تشارك اصلاً، عن الحكومة.
أين المسيحيون في هذه الحال؟ الباقون بطرس حرب، روني عريجي، رمزي جريج، سجعان قزي، ارتيور نظريان، نبيل دو فريج، سمير مقبل، اليس شبطيني، ميشال فرعون.
9 وزراء مسيحيين لا يحققون الميثاقية وبينهم 4 موارنة من اصل 5؟
هذا يعني ان الحكومة لن تسقط، ودون ان يعرف ما اذا كان وزيرا «حزب الله» حسين الحاج حسن ومحمد فنيش سيتضامنان مع قرار الانسحاب في ظروف تعتبر بالغة الهشاشة، مثلما هي بالغة الاهمية ليس فقط بالنسبة الى المنطقة وانما ايضاً بالنسبة الى لبنان...
وحتى اذا سقطت الحكومة، هناك من يهمس في اذن الجنرال بألا يجازف بالورقة الأخيرة التي في يده لان الاستقالة الآن بمثابة الانتحار السياسي، اذ من يضمن الا تؤدي استقالة الحكومة الى هزة امنية، حتى ولو كانت الهزة المبرمجة وتفضي الى انتخاب رئىس للجمهورية قد يكون، بالضرورة، قائد الجيش.
هذا لا يمنع بعض اركان التيار الوطني الحر من القول ان سياسة التضييق على الجنرال بلغت مرحلة لا يمكن معها السكوت، بل لا بد من الاقدام على خطوة ما تهز الوضع برمته وتضع الآخرين امام الواقع الذي دأبوا على تجاهله بل وعلى القفز فوقه.
غير ان الزيارة التي قام بها وزير الخارجية جبران باسيل لعين التينة اظهرت الاتجاه الى تعزيز اللغة المشتركة مع الرئىس بري. وزير التربية الياس بو صعب الذي زار عين التينة ايضاً قال انه علم بأنه كان هناك الكثير من التناغم بينه وبين باسيل «في كثير من الافكار على طاولة الحوار».
ورأى «أن الذي يضع العوائق امام الحلول المطروحة انما يدفع لبنان الى ازمة نأمل الا نصل اليها لأن الازمة الثانية نوعها مختلف تماماً قد توصلنا الى فراغ تام في البلد».
وكانت معلومات ديبلوماسية قد اشارت الى ان عواصم خارجية نصحت اطرافاً لبنانية بأن تتعاطى بجدية مع «سلة بري» لأن لبنان يواجه ازمة مركبة و«متعددة الابعاد»، واذا كان هناك من رغبة في الخروج من المأزق يفترض التعاطي مع الوضع ككل وليس بالقطعة.
هل يعني هذا التوافق على سلة بري في جلسة الحوار المقبلة في 5 ايلول؟ الاتصالات ناشطة، ولكن لا جديد وراء الباب.
بري ابلغ نواب الاربعاء ان الافق مسدود على كل المحاور، واذ شددد على اهمية الاتفاق على حل بدءاً من رئاسة الجمهورية، اعتبر ان انتخاب الرئىس لن يحل، بمفرده، المشاكل والازمات السياسية القائمة.
رئىس المجلس حمّل الجميع مسؤولية الخروج من الازمة، واوساطه تشير الى ان هناك من يعتمد استراتيجية العرقلة ولاسباب بعضها معلوم وبعضها مجهول، وان كانت قناعته بأن التطورات الاقليمية، في اي اتجاه مضت، لا بد ان تكون ضد مصالح الجميع اذا لم يبادر الافرقاء الى حل كل المشكلات الداخلية قبل ان تبدأ اللعبة الكبرى التي لا يعرف احد الى اين تصل بالخرائط والى اين تصل بالصيغ...

 الاصغاء لطروحات بري 

جهات سياسية تنصح بالاصغاء او بالتعاطي الايجابي مع طروحات بري، اذ ماذا يجدي انتخاب رئىس للجمهورية ثم يبقى البلد 6 سنوات، وهو عمر الولاية، من دون حكومة. هذا ممكن جداً في ظل الانشطار الداخلي الذي لم تعد اسبابه تقتصر على ملفات محلية، لا بل ان الازمة السورية دفعت بلبنان الى قلب ازمات المنطقة، فيما كان عليه ان يستضيف اكثر من مليون ونصف مليون سوري يشكلون هاجساً وجودياً بالنسبة الى العديد من اللبنانيين، النتيجة: سلة بري او الفراغ الكبير...
الرئىس الاسبق امين الجميل، ولدى استقباله السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، رأى «أن الواقع الذي نعيشه اليوم هو نوع من الانقلاب الابيض الذي لا تختلف نتائجه عن الانقلاب العسكري».
واعتبر «أن هذا يقود الى نتيجة واحدة، تعليق الدستور، تعطيل الدولة بفعل ارادة واعية وعن سابق تصور وتصميم ما افضى الى حالة خطيرة على كل المستويات».
حتى الطبيعة تعمل ضد الاقتصاد اللبناني. الحرارة الآتية من الصحارى ضربت موسم التفاح. لبنان المنكوب سياسياً قد يصبح منكوباً اقتصادياً اذا ما استمرت المراوحة الراهنة، بل اذا ما استمر الهذيان.
والنتيجة ان الطبقة السياسية، وفي غياب شبه كامل او حتى كامل لهيئات المجتمع المدني، وازدهار موسم المهرجانات، هي في حالة عجز مطلق. بري تحدث عن افق مقفل على كل المحاور، وجهات سياسية تعتبر ان لبنان بات بحاجة الى صدمة كبرى، سواء سياسية ام امنية، تدخل باتجاه تسوية او بالاحرى صفقة بين القوى السياسية التي تبدو وكأنها متخوفة من لحظة الانهيار.

 الزلزال العسكري... الزلزال السياسي 

هل يتحول الزلزال العسكري في سوريا الى زلزال ديبلوماسي. امس، بدا مدى الجدية التي يوليها رجب طيب اردوغان للتنسيق الاستراتيجي مع فلاديمير بوتين الذي اظهرت المعلومات انه ربط اي تطور في العلاقات الاقتصادية (الضخمة) وفي العلاقات السياسية بين موسكو وانقرة، بموقف تركي مساعد لتسوية الأزمة في سوريا.
مولود جاويش اوغلو، وزير الخارجية التركي، قال ان بلاده «تبني آلية قوية (ميكانزم) مع روسيا في محاولة للتوصل الى حل في شأن سوريا، مشيراً الى ان وفداً يضم مسؤولين في وزارة الخارجية والجيش والاستخبارات توجه الى روسيا امس لاجراء محادثات، وبين اعضاء الوفد رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان الذي يمسك بالملف السوري والذي يقال انه يعرف ما تحت كل حجر في سوريا، كما انه موجود في حلب وفي ادلب وفي دير الزور وفي الغوطة وحتى في الرقة.

الجمهورية :

لعلّ أصدق توصيف لوضع البلد حالياً، بأنّه عاطل عن العمل. الجمود القاتل يتفاقم، والسياسة تدور حول نفسها، والمجلس النيابي صار خارج الزمن السياسي، أمّا الحكومة فباتت اجتماعاتها أشبه بحلبات مصارعة بعناوين سياسية تخفي خلفيات شخصية ومصلحية. والوضع الاجتماعي - الاقتصادي بلغ أعلى درجات الاهتراء. والطروحات من هنا وهناك تُصادِم بعضها، وفي احسن الاحوال تجترّ نفسها، والحلول المرتجاة في علم الغيب تنتظر من يجترحها. في هذا الجو، يبدو انّ لبنان بدأ رحلة الانتظار الطويلة. وفي زمن الانتظار هذا، ما على اللبنانيين سوى الصبر والدعاء، لعلّ طاقة الفرج تفتح ويتسرّب منها هواء نَقي ينفخ الروح مجدداً في بلدهم، وتعود عجلات الدولة الى الدوران في اتجاه الدولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة.

في زمن الانتظار هذا، عين اللبنانيين على الداخل، وإن كانت لغة الحوار والتواصل القائمة تمحورت فقط على إبقاء «شعرة معاوية» قائمة بين المختلفين لا اكثر ولا اقل، وجعلتهم في اكثريتهم الساحقة غير مؤمنين بإمكان اجتماع قوى الانقسام الداخلي على إطفاء فتائل الازمة الداخلية بكل ألوانها السياسية والرئاسية والاقتصادية.

امام هذا المشهد الاشتباكي المتفاقم والمسدود، اتجهت انظار اللبنانيين الى التطورات المحيطة، ولبنان من ادناه الى اقصاه وَضعَ حلب تحت المنظار، وبدأ بسياسييه ومواطنيه يترقّب ما ستؤول اليه المعركة الدائرة فيها والى اي اتجاه ستميل الدفة، ولعلها تَتمخّض عن حلول تلفح لبنان.

لكنّ حلب كانت نقطة انقسام اضافية بين اللبنانيين، فاختلفت قراءة الحالة «الحلبية» بين فريق سياسي عَلّق الأمل على صمود المعارضة السورية وتحقيق انتصار على جيش النظام السوري وحلفائه، وفريق آخر رَوّج للحسم وانتصار النظام، واكثر من ذلك رسم الطرفان نتائج لبنانية للمعركة تصبّ في مصلحته وتقلب الموازين الداخلية لمصلحته.

مرجع أمني لـ«الجمهورية»

ولكن يبدو انّ انتظار هؤلاء سيطول، خصوصاً مع بروز التعقيدات في الميدان العسكري الحلبي، وكذلك المفاجآت التي لم تكن في الحسبان. وهنا يخالف مرجع امني كبير استعجال النتائج والحسم الذي ذهب اليه بعض السياسيين، ويؤكد لـ»الجمهورية» انّ المشهد الحلبي شديد التعقيد، سواء على المستوى العسكري او على المستوى السياسي.

ويرسم المرجع المشهد الحلبي، ويقول: «لا يبدو انّ الحسم ممكن، والجيش السوري، كما كل الفصائل السورية المسلحة، حشدَ كل قواه لهذه المعركة، وحقّق تقدماً ما، والفصائل المسلحة ايضا استطاعت ان تصمد، وصار الوضع في الميدان الحلبي يتحرك على وقع محاولات الكرّ والفرّ التي يتبادلها المتقاتلون.

وبالتالي، انّ بلوغ الامور هذا الحد معناه انّ «المدير الدولي» لهذه المعركة بوَجهَيه الاميركي والروسي لا يريد تغليب فريق على فريق، بل ستبقى عملية استنزاف متبادلة ولا حَدّ زمنياً لها، الى ان تنضج طبخة التسوية التي لا بد منها في نهاية المطاف، لكن الاكيد هو انه ممنوع ان يسيطر «الدواعش» على حلب».

ويدعو المرجع السياسيين في لبنان «الى عدم الرهان على الميدان الحلبي، خصوصاً انّ النار ما تزال مشتعلة، والتسوية المقبلة ليس ظاهراً منها اي تفصيل».

وقال: «ما يجري هو حرب عالمية ثالثة غير معلنة، تشارك فيها دول عظمى، وحرب كهذه لا يتمّ إشعالها لكي تتوقف غداً، وما يجب ان يكون معلوماً هو انّ الهدف الذي حدّده مدير هذه الحرب لم يتحقق بعد، واعتقد انّ له علاقة بسوريا وكذلك بخريطة المنطقة، فلننتظر لنتحقّق من النتائج، خصوصاً اننا لا يجب ان نغفل الموقف الاميركي الاخير الصادر عن الخارجية الاميركية التي نَدّدت فيه بما سَمّته «الابادة» التي يمارسها تنظيم «داعش» الارهابي بحق المسيحيين والشيعة». فبين سطور هذا الموقف اقرأ انه مقدمة لأمر ما، وفي اي حال لننتظر الايام المقبلة وما يمكن ان تشهده من تطورات في الميدان».

وعن الخشية على لبنان من تداعيات هذه الحرب، وما يمكن ان يتعرّض له من تدفّق الارهابيين اليه، اكد المرجع انه «في المدى المنظور لا خوف على لبنان، ولكن ما زلنا في قلب الخطر، والغدر الارهابي التكفيري وارد في اي لحظة والجيش والاجهزة الامنية يقومون بما عليهم في هذا المجال».

وقال: «انّ لبنان في ظل هذه التطورات محكوم بتحصين نفسه، وبتحصين الجيش الذي ما زال يشكّل صمّام الامان للبلد، وبإبقاء لبنان في عين الرعاية الدولية، وهنا تكمن مهمة السلطة السياسية ومسؤوليتها».

وكشف انّ تطمينات اميركية وردت الى لبنان في الآونة الأخيرة تؤكد انّ واشنطن لن تتركه، وحريصة على حماية استقراره ومؤسساته السياسية والعسكرية، والدليل مساعداتها العسكرية التي تضاعفت في الآونة الاخيرة لمحاربة الارهاب.

الجيش يقصف «النصرة»

تجدر الاشارة الى انه في سياق الحرب على الإرهاب، شَنّت مروحية تابعة للجيش اللبناني مساء امس غارة بثلاثة صواريخ على موقع لجبهة «النصرة» في جرود عرسال ودمّرته بالكامل. وأكد مصدر عسكري لـ»الجمهورية» أنّ «الجيش رصد مجموعة كبيرة من المسلحين في الجرود تتحضّر للقيام بعمل ما، فقام بقصفها محققاً إصابات مباشرة».

الراعي

الى ذلك، برزت أمس زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى بعلبك، حيث قصد مطرانية بعلبك للروم الكاثوليك، واجتمع مع فعاليات المنطقة للإطلاع على مطالبهم. وأكد الراعي على «دعم الجيش للقيام بمهامه، وأننا لا نستطيع أن نترك بلداتنا لتصبح ارض «داعش» والقاعدة والمنظمات الارهابية، ولا أرض المرتزقة التي تأتينا من كل انحاء العالم».

مصادر ديبلوماسية

وفي السياق الحلبي ايضاً، قالت مصادر ديبلوماسية اجنبية رفيعة لـ»الجمهورية» انّ «موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان ليس متعلقاً بموضوع حلب، والتأثير الاساسي الذي سيكون على لبنان من تطورات حلب هو موجة نزوح سوري جديد نحوه».

لذلك، تنصح هذه المصادرالحكومة اللبنانية بتركيز اهتمامها على الحدود اللبنانية ـ السورية وإغلاقها امام نزوح جديد، لأن لا لبنان يستطيع ان يتحمّل مزيداً من النازحين، ولا الدول المانحة مستعدّة لمضاعفة مساعداتها للبنان.

وفي هذا الإطار، توقّعت معلومات لـ«الجمهورية» ان يدعو رئيس الحكومة تمام سلام اللجنة الوزارية لشؤون النازحين الى اجتماع قريباً، للبحث في هذا الموضوع والتطورات المستجدّة.

ونُقل عن مراجع لبنانية رسمية بأنّ اتجاه الدولة بات محسوماً لجهة وَقف تدفّق أي نزوح سوري جديد. ويتولّى الجيش اللبناني والأمن العام على الحدود مراقبة هذا الموضوع وتنفيذه، الّا اذا حصلت خروقات نازحة من معابر غير شرعية ولا تستطيع القوى العسكرية والأمنية مراقبتها.

وعلم انّ اتصالات متقدمة تجري حالياً بين الحكومة اللبنانية وعدد من سفارات الدول الغربية، لا سيما كندا ودول اميركا اللاتينية، لكي تأخذ عدداً من النازحين السوريين، يمكن أن يصل الى مئة ألف على مدى ستة اشهر او سنة.

لكنّ هذا العدد لا يغيّر من عبء النزوح السوري الذي يكاد يبلغ المليونين، علماً انّ عدد المسجّلين من النازحين انخفض من مليون وثلاثمئة الف الى مليون وعشرين الف، في حين انّ عدد غير المسجلين يتزايد بشكل عشوائي، ومن دون ان تتحرك الأجهزة الأمنية لمنعه في الداخل. وهذا ما يفسّر مطالبة الهيئات الاقتصادية، التي اجتمعت امس الأول، وزارة الداخلية الى مكافحة منافسة السوريين لرجال الأعمال والمؤسسات اللبنانية، إضافة الى العمال اللبنانيين.

وفي هذا الإطار، علمت»الجمهورية» انّ الاجتماع الذي عقد بين سلام ونائب المنسّق الخاص للأمم المتحدة فيليب لازاريني تناول مختلف هذه التطورات، بالإضافة الى موضوع إقامة مشاريع تستوعب يد عاملة سورية.

لكنّ الحكومة اللبنانية نصحته بإرجاء هذا البحث في ظل الاوضاع اللبنانية الحالية والتطورات العسكرية في سوريا، خشية ان تحصل ردّات فعل شعبية لا تحمد عقباها.

 

اللواء :

لم يكن يوم مياومي مؤسسة الكهرباء الطويل، اخف وطأة على المواطنين، الذين احتجزوا بسياراتهم وعلقوا على الطرقات في مار مخايل - النهر، وصولاً إلى الكرنتينا وجادة شارل حلو، لأكثر من ساعتين، من دون ان يكون لهم ذنب سوى انهم كانوا «ضحايا» الظلم الذي يعانيه عمال الكهرباء منذ سنوات، والذين لا يجدون وسيلة لتحقيق مطالبهم سوى الضغط على المسؤولين من خلال الاعتصامات وقطع الطرقات، فيما البلد غارق في أزماته، ربما ما قبل الشغور الرئاسي والتمديد للمجلس النيابي، وشلل المؤسسات الدستورية، وفي ظل حالات غير مألوفة من الفساد وروائح الصفقات المالية والفضائح، وانفلات حبل الأمن والعنف الأسري واللااستقرار، ناهيك عن الصراعات السياسية والاجتماعية وضغط النازحين والمواجهات مع الجماعات الإرهابية.
وإذا كان المياومون نالوا مطلبهم بإرجاء مباريات مجلس الخدمة المدنية التي كانت مقررة السبت المقبل، ضمن مطلبهم الأساسي وهو الحصول على التثبيت، فإن الاعتصامات التي ينفذونها منذ أكثر من 20 يوماً امام مباني مؤسّسة الكهرباء في المناطق، ستبقى مستمرة، وبالتالي فإن الإشكالات مع القوى الأمنية ستبقى مرشحة للتجدد، خصوصاً إذا عاود هؤلاء قطع الطرقات، الأمر الذي قد يتسبب باحتجاز المواطنين في سياراتهم وتعطيل أعمالهم، ولا سيما إذا كان من بينهم مرضى، على غرار ما حصل أمس في مار مخايل - النهر، حيث اضطر بعض المواطنين إلى كسر قطع الطريق، وقبل ان تتدخل القوى الأمنية وتضطر بدورها إلى مواجهة المعتصمين لابعادهم عن الطريق.
وفي تقدير مصدر وزاري ان ما حدث يستدعي من الحكومة، أو من الوزير المختص باعتباره وزير الوصاية على المؤسسة، ان يقبض على زمام القضية لمعالجتها بالطريقة التي تحقق ديمومة عمل هؤلاء العمال، خصوصاً وأن تفاهماً سياسياً تحقق بين المعنيين قبل سنتين وأرسى قانوناً في مجلس النواب قضى بتثبيتهم، لكنه لم يطبق بالشكل الذي يرضي المياومين وجباة الاكراء في المؤسسة.
ولم تستبعد وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني إثارة ملف الكهرباء في جلسة مجلس الوزراء اليوم نظراً لأهميته، خاصة في ظل الوضع المأساوي الذي يُعاني منه المواطن اللبناني من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، وكذلك في ضوء الاعتصامات التي نشهدها بشكل مستمر من قبل المياومين، مشددة على ضرورة إيجاد حل جذري لملف الكهرباء.
معلوم ان مجلس الوزراء سيبحث ببنود مؤجلة من جلسات ماضية، وهي أكثر من 50 بنداً معظمها بنود إدارية عادية، وأبرزها مواضيع متعلقة بشؤون تربوية، لا سيما اقتراح إنشاء جهاز رسمي للتوجيه والمراقبة على المدارس الخاصة المجانية.
رئاسة الجامعة اللبنانية
وأكدت مصادر وزارية لـ«اللواء» إن الوزراء لم يتسلموا أي ملحق ببنود جديدة لجلسة الحكومة اليوم، يضم من بينها تعيينات رئاسة الجامعة، مشيرة إلى ان البند ليس مطروحاً على جدول الأعمال.
ولفتت إلى انه إذا كان هذا الملف سيطرح من خارج الجدول، فهو يستدعي توافقاً حوله مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مع ملاحظة ان هذه التعيينات تخضع للآلية المتبعة لجهة عرض أسماء مقترحة مع السير الذاتية على مجلس الوزراء، بعدما يرفعها الوزير المختص الياس بو صعب الذي تسلم بدوره الأسماء المرشحة من قبل مجلس الجامعة والمؤهلة لمنصب رئيس الجامعة.
وألمحت الوزيرة شبطيني، رداً على سؤال من «اللواء» بأن الموضوع لن يخلو من تجاذب في حال طرحه، إذ طالبت بضرورة عرض الموضوع على الوزراء مسبقاً لدرس الأسماء المطروحة وملفاتهم ومؤهلاتهم، رافضة ان يتم فرض أحد من الأسماء على الوزراء.
تجدر الإشارة إلى انه وفق القانون، يدخل رئيس الجامعة الحالي الدكتور عدنان السيّد حسين ابتداءً من 13 آب الحالي في مرحلة تصريف الأعمال، باعتبار ان ولايته تنتهي في 13 تشرين الأوّل المقبل، وعلى مجلس الوزراء ان يختار رئيس الجامعة الجديد قبل شهرين من انتهاء ولايته.
وكان مجلس الجامعة انتخب 5 مرشحين من طوائف مختلفة، علماً ان منصب الرئيس يعود حصراً إلى الطائفة الشيعية، وفق توزيع المناصب على الفئة الأولى في الدولة، رغم أن لا نصّ في قانون الجامعة يقضي بذلك.
أما المرشحون الخمسة فهم الدكاترة: محمّد صميلي (عضو مجلس الجامعة)، فؤاد أيوب (عميد كلية طب الأسنان)، وفاء برّي (عميدة كلية الآداب سابقاً)، تيريز الهاشم (عميدة كلية التربية) ورجاء مكي (معهد العلوم الاجتماعية).
ولفت الانتباه، عشية الجلسة، أن وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب زار الرئيس نبيه برّي في عين التينة، وعرض معه موضوع رئاسة الجامعة، مؤكداً أنه تمّ التوافق على ضرورة تقوية مجلس الجامعة وانتخاب رئيس لها في أقرب فرصة وتعيينه في مجلس الوزراء، وأن يأخذ مجلس الجامعة دوره حرصاً على الجامعة اللبنانية والطلاب.
جلسة هادئة
إلى ذلك، توقعت مصادر وزارية لـ«اللواء» ووزير الإعلام رمزي جريج أن تكون جلسة الحكومة اليوم هادئة، حيث لا ملفات خلافية مدرجة على جدول الأعمال، لا سيّما بالنسبة إلى ملف وزارة الاتصالات وملف التعيينات العسكرية، نظراً لوجود الوزيرين المعنيين بطرس حزب وسمير مقبل خارج البلاد، لكن المصادر شددت على ضرورة أن تكون الجلسة منتجة وأن يصدر عنها قرارات في ما يخصّ الشؤون المتعلقة بعمل الدولة وتسيير شؤون النّاس.
ورداً على سؤال، أعلن الوزير جريج أن مشروع دعم الصحافة الورقية قد يطرح بعد أسبوعين، بعد أن يعدّ وزير المال علي حسن خليل دراسة عن تكلفة دعم الصحف، مؤكداً أن الرئيس برّي أبدى دعمه للمشروع.
السلّة والإنقلاب الأبيض
سياسياً، كان من الطبيعي في ظل الجمود السياسي الراهن، أن تستقطب المواقف السياسية الاهتمام، في وقت يتحضّر الرئيس سلام للتوجّه إلى نيويورك على رأس وفد وزاري، متأبطاً ملفات عدّة تتوزع بحسب الحدث في الأمم المتحدة، سواء خلال أعمال الجمعية العامة في دورتها الـ71، أو الاجتماعات التي تعقد على هامشها، للبحث في مسألة النزوح والأزمة السورية ومحاربة الإرهاب.
وكان لافتاً في سياق المواقف، ما أعلنه الرئيس برّي أمام نواب الأربعاء في عين التينة أمس، متناولاً ما جرى في ثلاثية الحوار التي انعقدت قبل أيام، مؤكداً ضرورة تحمّل الجميع مسؤولياتهم للخروج من الأزمة، حيث قال: «إن اتفاقنا على الحل بدءاً من رئاسة الجمهورية يسهّل مهمة رئيس الجمهورية، لأن انتخاب الرئيس وحده لا يحلّ المشاكل والأزمات السياسية الراهنة»، في إشارة إلى أن الرئيس برّي ما زال متمسكاً بالسلّة الكاملة، وهو ما لفت إليه النائب قاسم هاشم الذي كشف أن الرئيس برّي أكد للنواب أن السلّة أصبحت مطلباً أساسياً، وأن تجربة الدوحة دليل، والتفاهم لا يمكن أن ينجح إلا بالبدء بانتخاب رئيس للجمهورية، في حين كشف الوزير بوصعب بعد لقاء الرئيس برّي عن تقارب في وجهات النظر مع رئيس المجلس خصوصاً على طاولة الحوار.
ونقل بوصعب عن برّي أنه كان هناك كثير من التناغم في الأفكار بينه وبين رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، واصفاً هذه الأفكار بأنها وطنية لإيجاد حل للأزمة، مشيراً الى أنه من الآن وحتى نهاية العام الحالي، إذا لم نتمكن من الوصول إلى حل فإن لبنان سيدخل في أزمة أكبر، ويصبح حلّها مختلفاً عن الحلول المتاحة اليوم.
في المقابل، لم يبد أن الرئيس أمين الجميّل متحمس للسلّة الكاملة، ولا أيضاً ما لمسه عضو كتلة «المستقبل» باسم الشاب من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
واعتبر الرئيس الجميّل، بعد لقائه السفيرة الأميركية الجديدة اليزابيت ريتشارد في بكفيا، أن الواقع الذي نعيشه اليوم من نوع «الإنقلاب الأبيض» الذي لا تختلف نتائجه عن الإنقلاب العسكري، وهذا يقود إلى نتيجة واحدة، وهي تعليق الدستور وتعطيل الدولة بفعل إرادة واعية، وعن سابق تصوّر وتصميم ما أفضي إلى حالة خطيرة على المستويات كافة، بالإضافة إلى التهديد والتهويل دائماً باللجوء إلى السلاح لفضّ

الخلافات السياسية على أنواعها، مستشهداً بانتفاضة 7 أيّار 2008 وحركة القمصان السود ابان الأزمة الوزارية عام 2011.

 

الاخبار :

قرابة شهر سيمضي النائب سعد الحريري خارج البلاد، مُتنقلاً بين المغرب وفرنسا، على أن يعود في أوائل شهر أيلول. في طنجة المغربية، يُعوّل رئيس الحكومة الأسبق على لقاء <