يعيش لبنان على شفير الهاوية، سياسيًا وإقتصاديًا وأمنيًا، رئيس الجمهورية غائب، مجلس النواب معطل، مجلس الوزراء مشلول، كل مؤسسات الدولة تعمل من دون موازنة، والإرهاب يتربص شرًا بحدودنا وأهلنا.
يعيش اللبناني من قلة الموت، ولكي ينسى حالة بلده التعيسة فهو بحاجة ليومين من الراحة في نهاية الأسبوع، ولكن عليه أولًا دفع معاشه كاملًا لقضاء العطلة مع عائلته أو مع صديقته أو زوجته.
فاللبناني بطبيعته يحب الحياة ويعيش سائحًا في بلده، من المطعم إالى الملهى إلى البحر والمناطق السياحية، ويبقى كلّ شيء تحت السيطرة إلى حين وصول الفاتورة، وهناك يتحوّل "الخواجة" مواطناً و"بيكشّ" تحت شرشف الطاولة مطالباً بمراعاة الوضع الإقتصادي والحدّ الأدنى للأجور.
هنا حسبة بسيطة لتكاليف الترفيه عن النفس في لبنان ففي حال أراد شخص أن يسهر مع صديقه مساء الجمعة في مرقص ليلي والجلوس على "البار" فهو سيدفع تقريبا مئة الف ليرة، بالإضافة لكلفة العشاء، هذا يوم الجمعة أما يوم السبت فإذا رغب أن يمضي مع صديقته يومًا على شاطئ البحر، فعليه أن يدفع لموقف السيارة، وكلفة دخوله المسبح وثمن الطعام مع المشروب ما يعني أن يومه سيكلفه 150 دولار تقريبًا، ولا ننسى كزدورة يوم الأحد ففي حال رغب الشاب بالقيام برحلة صغيرة هو وأصدقائه نحو منطقة لبنانية، فسيدفع 20 ألف ليرة ثمن وقود سيارته وربما أكثر من ذلك بحسب زحمة السير وخاصةً يوم الأحد.
ما يعني أن عطلة الويك إند للبناني ستكلفه تقريبًا 400 دولار، هو أكثر من الحد الأدنى للأجور في لبنان وهنا لم نحتسب تكاليف لعائلة من أب وأم وولدين في حال أرادوا الخروج نهاية الأسبوع.
فإذا كانت العطلة الأسبوعية ستكلف اللبناني هذا المبلغ أليس من حقنا القول أننا نعيش في بلدنا من "قلة الموت".