يُشكر الرئيس نبيه بري على سعيه الدائم لتجسير الفجوات والفوارق بين أطراف العمل السياسي في البلاد ، وعلى محاولة ضخّ معنويات في أعصاب اللبنانيين التالفة، بعد مرور أكثر من سنيتن على الشغور الرئاسي وفوضى انهيار المؤسسات السياسية في لبنان، على وقع الإصطفافات الخارجية لمعظم الفرقاء اللبنانيين بعدما جعلوا أنفسهم ساحة لتصفية الحسابات بين الدول الخارجية والإقليمية .
تنعقد طاولة الحوار على وقع المناوشات والمحاور الداخلية وعلى وقع انتظار الأحداث والتطورات الخارجية، دون أي إنجازات تذكر، فيبقى اللبناني رهينة حفل التكاذب السياسي الذي أتقنته هذه الجوقة السياسية التي تتحكم بمصير البلاد والعباد .
وطالما الحال كذلك ، فان اللبنانيين باقون في مربع الازمات، وفي عين القلق. وفي دائرة المخاطر. وفي دوامة حوار غير منتج و لا طائل منه سوى مضيعة الوقت، خصوصا وأن هذا الفريق أو ذاك ليس في وارد  إراحة اللبنانيين ولا الإفراج عن كرسي رئاسة الجمهورية وإنهاء الفراغ المخزي والمعيب في الموقع الدستوري الأول. 
جلّ ما يقوم به هؤلاء انتظار الحلول المستوردة والتي هي على ما يبدو مؤجلة بانتظار الجديد من التطورات التي تشهدها المنطقة من جهة، والتطورات التي تشهدها العلاقات الإيرانية السعودية من جهة ثانية .
فلا مراعاة والحال هذه لمقتضيات المصلحة الوطنية العليا والسلم الأهلي والعيش المشترك وليس ثمة أمل قريب لإعادة الاعتبار للدستور وللدولة ومؤسساتها.
وبعد الجلسة العشرين للحوار يتأكد يوما بعد يوم أن أطراف الحوار يضعون مصلحة الدول الراعية لهم قبل مصالح لبنان واللبنانيين وهم غير معنيون سوى بكيفية تسويق خططهم ومشاريعهم من أجل إكمال الاجهاز على اي أمل بعودة الدولة الى لعب دورها التام والمكتمل. وانتظام الحياة السياسية والدستورية وفق الأصول. وبدء سلوك طريق الخروج من كارثة الفراغ الرئاسي. ومن جبل الأزمات الذي لا يني يتصاعد تنموياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً وسياسياً.