هي الحرب أرادت أن تمحو الإبتسامة عن وجوه أطفال ما زال لديهم أمل بالحياة وهي الطائرات الروسية والسورية أرادت ان تسلب حقّهم  بالعيش وأن تحوّل تلك الأرواح البريئة إلى ملائكة لكنّها خسئت فعند الشدائد يصنع الأطفال المعجزات ليتحوّلوا من أبرياء إلى ثوّار صغار قادرين على تغيير التاريخ.
فحلب التي كادت أن تباد بطائرات النظام السوري وشريكه الروسي حماها أطفال حلب بحنكتهم وذكائهم حيث عمدوا بداية الى إحراق الدواليب للتشويش على طائرات الموت ثم وجدوا حيلة من ألعابهم البريئة وهي بالونات غاز الهيليوم.
فالبالون المنفوخ بغاز الهيليوم يرتفع لمسافة تصل لأكثر من 10 كيلو متر بالجو، وفي حال امتلأت السماء بألف بالون فإن كل طائرة ستمر من سماء حلب سوف تقوم محركاتها بسحب بالون أو أكثر إليه فتنفجر طلقة الكلاشنكوف في المحرك وتسقط الطائرة.
ولأن تصنيع مثل هذه البالونات يحتاج إلى دقة عالية فإن ناشطين تولّوا هذه المهمة ليقوم الاطفال بإطلاقها في السماء انتقاما.
وفي حين اخذت هذه الخطوة منحى بيئيا لدى بعض الناشطين باعتبار غاز الهيليوم يلوّث البيئة ويؤثر على الهواء فضلا عن صحة الأطفال إلا أنها بالنسبة للعاجزين أمل لإنقاذ ما بقي من كرامتهم ومن طفولتهم بدل الموت مستسلمين.
فيا أطفال حلب ليتنا في لبنان مثلكم ونملك إرادتكم لكنّا استطعنا الوقوف بوجه تنظيم يقدّم شبابنا قرابين لنظامكم الديكتاتوري وليت شبابنا يقتنعون باستبدال ثقافة الموت بالحياة.