لا زالت قضية نهر الليطاني تتفاعل بين أهالي القرى التي يمر من خلالها النهر كقرى طيرفلسيه وشحور وقعقعية الجسر وصير الغربية وغيرها من القرى.

والقضية بدأت عندما بدأ المواطنون يلاحظون تغير لون المياه في النهر وشاهدوا " عكرة " غير طبيعية ليكتشفوا لاحقا أن الموضوع سببه المرامل الموجودة على ضفاف النهر والتي ترمي بنفاياتها ورمالها في قاع النهر.

        

حملة سكروا المرامل:

 

ومن أجل الدفاع عن مياههم وبيئتهم, أطلق ناشطون على وسائل التواصل الإجتماعي حملة بعنوان :" حملة سكروا المرامل", ومجرد جولة قصيرة على المجموعة سيلاحظ مدى إستياء المواطنين مما يحصل والانزعاج من غياب دور الدولة والبلديات ونواب المنطقة عن القيام بأقل واجباتهم ومسؤولياتهم إتجاه هذه المنطقة.

ولوحظ على المجموعة دعوة وجهت من قبل بعض الناشطين للتظاهر أمام مقرات البلديات المتضررة  نهار الاحد بعد آذان الظهر لرفع الصوت عاليا إتجاه هذه المأساة الحقيقية.

ويحسب للمجموعة أنها تبتعد عن الشعارات السياسية لتحصر الموضوع بقضية بيئية تهم الجيل الحالي والاجيال القادمة في المستقبل.

والقضية مر عليها أكثر من شهرين ولا أحد يتجاوب مع المواطنين وطلباتهم.

 

من يحمي المرامل:

 

لا شك أن أصحاب المرامل مستمرين في تصرفاتهم لعلمهم أن هناك من يحميهم, والسؤال من يحمي أصحاب المرامل ولماذا؟

فالصمت الرهيب من قبل أحزاب المنطقة النافذة كحزب الله وحركة أمل يثير الكثير من التساؤلات حول صفقات مشبوهة قائمة على تبادل المصالح بين أصحاب المرامل ومسؤولين نافذين في هذه الأحزاب. فلم يصدر إلى الآن أي عمل ولم يظهر أي نية حقيقية للعمل بإتجاه حل هذه القضية التي تهدد صحة المواطنين.

أما الدولة فهي أيضا غائبة بأهم جهازين إداريين لها وهما وزارة البيئة والبلديات, فلا سميع ولا رقيب وكأنه لا شيء يحصل.

وهذا النوع من اللامبالاة هو إهانة لبيئة شعبية ضحت وقدمت الكثير للوطن وللأحزاب, فهل هكذا تكافىء؟

 

الخطر البيئي والصحي من التلوث:

 

ستكثر بالتأكيد وستنتشر العديد من الأمراض جراء ما يحصل, كأمراض الجلد وصولا للسرطان ومشاكل بالتنفس. أضف أن ما سيزيد من المأساة أن العديد من المراهقين قد لا يقدروا حجم المأساة فينزلون إلى النهر من دون معرفة الأمراض التي من الممكن حصولها.

و "العكرة" قد تؤدي إلى صعوبة في السباحة وإرتفاع معدلات الغرق, ما سيزيد نسبة الوفيات أيضا.

اما بيئيا, فالتلوث سيصل إلى البحر, وسيؤثر على الحياة الحرشية والحيوانية والسمكية في النهر, وهذه مضاعفات خطيرة على المستوى البعيد.

 

الخطر الإقتصادي:

 

إذا إستمرت الأمور هكذا, فإن الأمور متجهة إلى خسائر مالية للعديد من المواطنين الذين يستفيدون من هذا الموسم السياحي, وسيلغى الموسم كله, خصوصا أن العديد من أبناء القرى المتضررة ينتظرون  الصيف للعمل والترفيه, وأصحاب المنتزهات مطالبون برفع الصوت أيضا لأن الضرر الأكبر  يقع عليهم.

أما المواطن العادي, ذات الدخل المتوسط والمنخفض فهو يجد بهذه المتنزهات متنفسا له, في ظل إرتفاع أسعار الدخول إلى المسابح, ما يزيد الأمور تأزما أكثر.

 

رسالة إلى الدولة والأحزاب في الجنوب:

 

هذه البيئة هي من أمنت لكم حضنا دافئا وهي الوحيدة في العالم التي تبقت لكم, ما هكذا تعامل؟ وعلى النواب والاحزاب والدولة إتخاذ إجراءات سريعة جراء الضرر البيئي الذي يحصل في نهر الليطاني, الذي من أجله خيضت حروب وسمت إسرائيل إحدى عمليات إجتياحها بعملية الليطاني.

الأمور تتطلب مقاومة من نوع آخر, مقاومة لقوى الفساد والتلوث الذين يقضون على الجنوب, فلعنة الليطاني أصابت إسرائيل, وستصيبكم.

 

صور للنهر قبل وبعد: