متى سيقع إنفجار بجانبي؟
ومتى سأموت على يد إنتحاري مقتنع بأنه سيذهب إلى الجنة، هذا الشعور ينتاب جميع المارة في الطرقات اللبنانية. 
هي حالةٌ طبيعية لإنسان طبيعي في وطن غير طبيعي!
بات الجميع يترقب أين سينجح الإنتحاري في تفجير نفسه، لا سيما بعدما أصبحت كل الإحتمالات مفتوحة مع إتساع حلقة الإستهدافات وخاصةً بعد مسلسل الرعب في بلدة القاع.
تفجير في حي شيعي.. تفجير في حي سني.. تفجير في حي مسيحي.. موت و ضحايا.. وسؤالنا الوحيد أين سيقع الموت القادم!
الوطن المسكون: 
نريد أن نعرف من أين نمرّ، فجميع الطرقات غادرة، والأمكنة إنقلبت علينا، فلبنان أصبح وطنٌ مسكونٌ بالرعب، وأصبحنا نتمنى لو أن الإنفجار يقع في مكان آخر فيه ناس آخرون، وحين يصلنا خبر إنفجار لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من الإبتهاج لأنه وقع بعيدًا كما لو أننا نحن من أرسلناه الى هناك.
اللبناني ضحية الشائعات: 
أخبار عديدة تصلنا عن طربق وسائل الإعلام التي تتوقع مصادرها حصول تفجيرات في هذا المكان أو ذاك، لتبدأ التكهنات ويتحول قسم من الشعب اللبناني إلى منجمين ومطّلعين على الغيب، غير آبهين بالأضرار الجسيمة التي يلحقونها من وراء تداولهم الخبر مع إضافة لمساتهم عليه، والتي تفوق خسائرها ما قد يلحقه تفجير إنتحاري، سواء من حيث الأضرار النفسية على المواطنين، أو الأضرار المادية على الإقتصاد والتي تطاول بشكل مباشر الأماكن التي تُسمى، وبصورة غير مباشرة كل لبنان.
والشباب اللبناني هو الذي يدفع ثمن سلسلة التكهنات الأخيرة التي أطلقت، (حجوزات عدة ألغيت سواء في المطاعم التابعة للمنتجع أو الحفلات، النزلاء لم يغادروا، لكن بعضهم أصابه الذعر).
قديش بعد رح نعيش يعني؟ 
ينطبق هذا السؤال على أحوال معظم المواطنين الكادحين.. هذا البلد الأمين، غير مهم فعلًا، الدنيا بعدا بألف خير. 
فلنضع جانبًا كل مآسي ما تبقى من هذا الوطن ..ولننظر الى النصف الممتلئ من الكوب: الشمس مشرقة والشعب يغرد...