في سوريا تتقاطع مصالح ولغة المال، يتحدثها متطرفون وأصحاب شركات محلية وأجنبية ورجال ببدلات عسكرية جلهم من النظام.

 

قصصٌ وفضائح تتكشّف تباعاً، وآخرها مرتبطة بشركة إسمنت فرنسية عريقة تدعى "لافارج" التي كانت على صلة بداعش في سوريا، بحسب تقارير.

هي قصة معمل جلابية للإسمنت الذي تملكه الشركة الفرنسية لافارج، أكبر شركة إسمنت في العالم بعد دمجها عام 2015 مع الشركة السويسرية هولسيم.

هذا المعمل يقع في جلابية شمال شرق حلب اشترته لافارج في 2007 ثم شغّلته في 2011.

أما النقطة الرئيسية فمرتبطة بالزمان والمكان.

فالزمان: فترة 2013 و2014 والمكان جلابية التي كان داعش يسيطر على الطرق والمناطق المحيطة والمؤدية إليها.

ومن هنا إشارة الى أن تشغيل هذا المصنع وإيصال العاملين إليه كان يمر عبر التنظيم المتطرف.

وهذا ما تطرّقت إليه صحيفة "لوموند" الفرنسية بتقرير بعنوان: لافارج" الفرنسية تورطت في "ترتيبات مقلقة" مع متطرفين في سوريا.

وفي التفاصيل حاولت "لافارج" في 2013 و2014 تشغيل مصنعها "بأي ثمن" حتى عبر ترتيبات مقلقة مع داعش.

وردت "لافارج" بالقول لوكالة فرانس برس إن الأولوية المطلقة لدى لافارج كانت دوما ضمان أمن وسلامة موظفيها، ومن دون التطرق مباشرة إلى ماهية الترتيبات مع التنظيم، إلا أن متابعين رأوا اعترافاً ضمنياً بهذا التعاون الذي بررته الشركة بضمان سلامة العاملين فيها.

وبهذا الشأن كان موقع زمان الوصل في فبراير الماضي نشر تقريرا مفصلا عن هذا الموضوع عبر وثائق ومستندات تدل على تفاصيل التعاون بين لافارج وداعش، منها ترتيبات للشركة مع التنظيم لضمان وصول عمالها ومنتجاتها إلى المنشأة.

فكلفت المدعو أحمد جلودي الحصول على تصريحات مرور على الحواجز من داعش، أما من أجل إنتاج الإسمنت فتعاملت مع وسطاء وسماسرة لشراء النفط من التنظيم، بحسب الوثائق، وهو ما رأى فيه متابعون إسهاماً غير مباشر في تأمين دعم مالي للمتطرفين.

 

 

 

 

(العربية)