قال متحدث باسم الرئاسة التركية إن بقاء المعارضة السورية في المفاوضات يبدو مستحيلا مع استمرار انتهاكات النظام، وذلك بعد يوم من خطاب الرئيس السوري بشار الأسد شديد اللهجة تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصفه بالسفاح.

ويعكس كلام المسؤول التركي رغبة في نسف المفاوضات وخلط أوراق الملف السوري خاصة بعد أن خسرت أنقرة مختلف أوراقها على الأرض.

ويأتي هذا التصريح في وقت كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يبحث فيه مع رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، التطورات الميدانية بسوريا وملف المفاوضات.

ويسبق الموقف التركي “المتشائم” تجاه المفاوضات بيوم لقاء وزاريا ثلاثيا بين روسيا وإيران وسوريا قد يتم فيه تحديد ساعة الصفر لانطلاق معركة حلب.

وأعلن مكتب العلاقات العامة في وزارة الدفاع الإيرانية أن وزراء دفاع إيران وروسيا وسوريا سيجتمعون في طهران الخميس لبحث الوضع السوري وقضية مكافحة الإرهاب.

وأشار محللون سياسيون إلى أن اجتماعا عسكريا بهذا المستوى لا شك أن تصدر عنه قرارات مهمة خاصة ما يتعلق بترتيب وتنسيق التحركات على الأرض في مواجهة داعش من جهة، والمعارضة الأخرى، وخاصة جبهة النصرة من جهة ثانية.

وقال المحلل السياسي الروسي أندريه مورتازين “هناك هدف رئيس لاجتماع طهران يتمحور حول تعزيز التعاون المشترك والتضامن مع سوريا في حربها على الإرهاب”.

وأضاف مورتازين في تصريح لـ”العرب”، “بلا شك سيتطرق الاجتماع إلى الوضع العسكري الميداني في سوريا وتحديدا محافظة حلب، حيث يشارك الطيران الروسي بتقديم الدعم الجوي للجيش السوري”.

وقد يتبنى الاجتماع تصعيدا عسكريا على الحدود مع تركيا في ظل تواتر التقارير عن تسلل مقاتلين منها باتجاه حلب، وخاصة مقاتلين مرتبطين بجبهة النصرة.

وأفادت وكالة الإعلام الروسية الأربعاء نقلا عن مركز التنسيق الروسي في سوريا أن وزارة الدفاع الروسية رصدت تحرك أكثر من 160 عنصرا من جبهة النصرة من تركيا إلى سوريا لتعزيز “الإرهابيين” في محيط مدينة حلب.

وقال مركز التنسيق الروسي إن مقاتلي الجبهة عبروا الحدود في شمال محافظة إدلب.

وتعمل تركيا ما في وسعها لمنع التوصل إلى حل سياسي في سوريا دون أن تكون طرفا فيه، وهو ما يفسر تلويح أنقرة بنسف المفاوضات السورية التي تتحكم فيها روسيا.

واعتبر مراقبون أتراك أن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة تعكس ارتباكا كبيرا في الموقف التركي، وإحساسا من الرئيس رجب طيب أردوغان والمحيطين به بأن روسيا قد أحكمت الحصار عليهم، وأن تصريحات الرئيس السوري عن أردوغان تعبير عن هذا الحصار الذي أفقد أنقرة أي دور في الملف السوري.

وتعتبر تركيا أن هجوم الأسد الصريح وتعهده بمواصلة القتال لاستعادة “كل شبر من سوريا” وتأكيده على أن حلب ستكون “المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح أردوغان ومشروعه الإخواني”، ليس مجرد كلام للاستهلاك المحلي.

وتعرف أنقرة أن التطورات العسكرية في شمال سوريا تسير بعكس رغباتها سواء بتقدم القوات الكردية المدعومة أميركيا لإحكام الحدود السورية التركية شمالا، أو بتقدم قوات الأسد مدعومة بميليشيات إيرانية وحلفائها على الأرض بالإضافة إلى الغطاء الجوي الروسي.

ويرى خبراء أن تخوفا تركيا من عمل عسكري واسع النطاق في حلب يعود ليس فقط إلى خطاب الأسد بل إلى تصريحات روسية تتمسك بشن غارات متواصلة على المحافظة بعد عدم تجاوب واشنطن مع الطلب الروسي بضرورة فصل المعارضة عن الفصائل الإسلامية وتحديدا النصرة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده “ستدعم بقوة” الجيش السوري إذا تعرض لتهديدات في حلب ومحيطها. وأضاف “بالنسبة إلى ما يحدث في حلب ومحيطها، فقد حذرنا الأميركيين. فهم يعرفون أننا سندعم بقوة الجيش السوري جوا لمنع الإرهابيين من الاستيلاء على أراض”. وأضاف “سنتخذ قراراتنا بناء على تطورات الوضع″.

 

العرب